الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الثالثة من شهر صفر 1446ه
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان: (وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ)
التاريخ: 19/2/1446هـ 23/8/2024م
الرقم:( 7 )
➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹 *اولاً: نقاط الجـمــعة*
1-مــن نعم الله على الأمــة الإسلاميةأن بين لها عدوها من اليهود والنصارى، إلا أن الأمةلم ترجع للقرآن لتعرف عدوها من خلاله
2-تعتمد أمريكاوإسرائيل في استهدافهما للأمةعلى الاختراق من الداخل تحت عناوين براقة لأن من أكثر مواصفاتهم الكذب والخداع
3-من خلال اعترافات الخلية التجسسية الأمريكية تبين أنها كانت قد استهدفت الجوانب التربوية والزراعية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية في اليمن وعملت على تشويه أنصار الله بمختلف الشائعات ولكن الله فضح كل ذلك وانتصرالشعب اليمني
4-مع قدوم أعظم المناسبات الدينية لدى الشعب اليمني مولدالرسول الأعظم محمدصلوات الله عليه وآله يجب أن نجسد الاحتفال به فرحا واقتداء له في مواجهةالظالمين
5-مستوى الثبات في مواجهة أمريكا وإسرائيل لدى المجاهدين في غزة وفي محورالجهاد والمقاومة يدل على مستوى التأييدوالعون الإلهي وعظيم النصر القادم
6-مسؤوليتنا الجهادية في سبيل الله تتضاعف بتضاعف المعاناة في غزة ولذا يجب أن تبقى معنوياتنا عالية في مستوى الخروج الجماهيري والمقاطعة والانخراط في دورات التعبئة.
➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹ثانياً: خطبة الجمعة
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ للهِ رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ}، والقائل: {وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ}، والْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اشْتَدَّتْ نِقْمَتُهُ عَلَى أَعْدَائِهِ، وَاتَّسَعَتْ رَحْمَتُهُ لِأَوْلِيَائِهِ، مُذِلُّ مَنْ نَاوَاهُ، وَغَالِبُ مَنْ عَادَاهُ، ونَشْهَدُ أن لا إلهَ إلا الله، واحدُ بلا عدد، وقائمُ بلا عمد، قوة كل ضعيف، وغنى كل فقير، ونصير كل مظلوم، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ الذي بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونَصَحَ الأمة، وكَشَفَ اللهُ به الظُلمة، وجاهد الظالمين والمجرمين، والطغاةَ والمستبدين، حتى أتاهُ اليقين، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته المنتجبين الأخيار.
المؤمنون الأكارم:
إنّ من أعظم النعم الإلهية علينا كمسلمين هو تشخيص الله لعدونا من اليهود والنصارى، وتبيين مؤامراتهم وأعمالهم، وما من شك أنّ العدو الأكبر للأمة عامة ولليمن خاصة هي أمريكا وإسرائيل، وقد بين الله أنهم يريدون لنا الضلال والكفر والتعب والضعف والفقر والتفرق، ولكن مشكلة الأمة أنها لم ترجع إلى القرآن لتعرف عدوها من خلاله، بل عادت إلى وسائل الإعلام لتعرف من خلاله عدوها، فوجدتهم في وسائل الإعلام رعاة للسلام وحماة للحقوق والحريات، وحينما يصدق الإنسان ما يقولونه فهو يكذب بالله وبآياته التي قدمتهم مفسدين غير مصلحين، وأهل شر لا أهل خير، مستهدفين للإسلام ولأمة الإسلام بكل سوء عبر التاريخ، وهم غالبا يكتمون مؤامراتهم تلك؛ فيتكفل الله بفضحها، ولذا فإن أخطر أسلوب يركز عليه الأعداء لتدمير الأمة، وركزوا عليه لتدمير اليمن هو الاختراق من الداخل؛ بتجنيد خلايا وعناصر تعمل داخل المجتمع اليمني لصالح أمريكا، وبسبب غياب الوعي وغياب الثقافة القرآنية تجاه العدو، وبسبب الباب الذي فُتح من قِبل النظام سابقا للارتباط بالأجانب بلا رقيب ولا حسيب بل بتشجيع وإعجاب وإعظام وانبهار بالغرب وأمريكا، وبطرق مختلفة جندت أمريكا خلاياها، إما بتوريطهم في أعمال غير أخلاقية، أو من خلال الأموال، أو بجذبهم بما كانت تقدمه السفارة الأمريكية باسم منح دراسية عسكرية، أو مدنية وثقافية، ودراسة لغات يُستهدف بها أوائل الطلاب والأكاديميون والكوادر العسكرية والإعلامية والثقافية والسياسية وحتى قيادات الأحزاب والجمعيات وغيرهم، ثم زيارة أمريكا لجعلهم منبهرين ومعجبين بأمريكا، ليعودوا جنودا مجندين للمخابرات الأمريكية، متوجهين بتوجيهات السفارة الأمريكية.
عباد الله:
لو عاد الإنسان إلى القرآن الكريم لوجد تحذيرات الله كثيرة وشديدة من اليهود والنصارى فقد قال تعالى عن كذبهم: {انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُّبِيناً} فهل سيصدقون معنا وقد كذبوا على الله؟ وقال عنهم أنهم يخفون الكثير من عداوتهم: {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ َومَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ}، وقال عن خداعهم: {يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ}، ولو عدنا إلى اعترافات الخلية التجسسية الأمريكية لوجدنا أنّ كلما حدث من محاربةٍ وتدميرٍ لليمن جاء تحت غطاء منظمات ديمقراطية، تدافع عن
حقوق الإنسان، أو تقدم خدمات تدريبية للمجتمع اليمني، أو مساعدات، وكلها عناوين جذابة وبراقة، في اسمها الرحمة وفي عملها العذاب الأليم؛ فعن تضليلهم الثقافي والفكري يقول الله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم}، وتجد ذلك فعلا في عملهم حسب اعترافات الخلية ولكن تحت مسميات أخرى، فتحت مسمى دعم التعليم والمنح التعليمية يتم تغيير المناهج الدراسية حسب ما تريده أمريكا، ومن خلال مسمى تقديم منح دراسية وزيارات يتم إرسال الشباب إلى أمريكا لمسخ هويتهم الإيمانية اليمنية، وإكسابهم القيم الأمريكية، ثم يتم إعادتهم لليمن للتأثير على بقية الشباب، وليكونوا أول من ينادي بالانفلات والتحرر من القيم والأخلاق الدينية والوطنية وحتى الأعراف والتقاليد اليمنية، ومن خلال معاهد ظاهرها دراسة اللغات يكون عملها تمييع الشباب اليمني ومسخ هويته وثقافته الإسلامية من خلال التشجيع على الاختلاط بين الشباب والشابات، وتحت غطاء شركات ظاهرها هندسية وتجارية كانوا يدعون الناس إلى النصرانية، ووصل الحال إلى استقطاب بعض رجال الدين لجعلهم يتقبلون اليهودية ويتسامحون معها.
المؤمنون الأكارم:
في الجانب الاجتماعي وحسب اعترافات العملاء: كان الأمريكيون يركزون على استهداف المرأة اليمنية عبر منظمات تدعي دعم المرأة، وبمسمى تمكين المرأة وبناء قدراتها يتم نزع حشمة وعفة المرأة اليمنية، وتحت مسمى مسار السلام في اليمن وحل النزاعات يعملون على توسيع النزاعات بين القبائل اليمنية، وزعزعة استقرار المجتمع اليمني، ومن خلال دورات وورش تحت مسمى المساءلة المجتمعية يتم جمع أكبر قدر من المعلومات عن المجتمع اليمني، وبدراسة أوضاع الأقليات تفتح أمريكا بوابة للتدخل تحت عناوين الدفاع عن الأقليات وحقوقهم.
وفي استهداف الجانب الاقتصادي: عمل الأمريكيون على ضرب الاقتصاد اليمني بكل جوانبه، وبذريعة التجارة الحرة ضغطوا للسماح بدخول البضائع الأمريكية إلى اليمن وضغطوا على الحكومة اليمنية لإلغاء الضرائب والجمارك عن التجار المستوردين للمنتجات الأمريكية، وبذريعة الإصلاح الاقتصادي عملوا على خصخصة الشركات الحكومية وتدمير المؤسسة الاقتصادية، والضغط على الحكومة لرفع الدعم عن المشتقات النفطية لإفقار اليمن حكومة وشعبا.
المؤمنون الأكارم:
خلال العدوان استطاع الأمريكيون وبمساعدة عملائهم على نقل البنك المركزي إلى عدن، ثم عملوا بكل وسيلة على رفع سعر الصرف وتدهور قيمة العملة اليمنية بطبع العملة المزيفة، وفي الجانب الزراعي عمل الأمريكيون على تعطيل الإنتاج الزراعي اليمني بكل وسيلة، وخاصة زراعة الحبوب، وتحت عنوان تحسين الفاكهة وبحجة مكافحة الحشرات تم نشر الآفات والحشرات التي تهلك الفاكهة والخضروات، وعملوا على إنشاء مشاتل تحوي آلاف الشتلات التي تحمل هذه الحشرات الضارة ونقلها إلى مناطق زراعية مختلفة، ومن خلال زراعة العملاء في وزارة الزراعة تم محاربة تطوير البحوث الزراعية وإضعاف مراكز إنتاج البذور، وتحت عنوان نشر البذور المحسنة تم إدخال بذور أمريكية موبوءة تفسد التربة وتجعلها غير صالحة للزراعة، ونشروا بذورًا لحشائش شوكية تعمل على إعاقة نمو المحاصيل الزراعية، وتحت عنوان مكافحة الحشرات تم نشر مبيدات حشرية ذات سمية عالية تعمل على إهلاك الأشجار، وكانوا يعملون على تدمير المحاصيل الزراعية بعد حصادها، من خلال إعاقة عمليات التغليف والتخزين والتسويق الزراعي للمنتجات الزراعية اليمنية لصالح المنتجات الزراعية الأمريكية، بل عملوا على إنشاء حواجز مائية ذات جودة ضعيفة أو حواجز ترابية لتنفجر بعد امتلائها بالماء وتجرف التربة والأراضي الزراعية، واستقطبوا التجار اليمنيين لاستيراد القمح والحبوب الأمريكية، واستهدفوا النحل والحيوانات تحت عنوان توعية المزارع اليمني بكيفية الاعتناء بالحيوانات.
وسياسيا: عملت أمريكا تحت عناوين الديمقراطية على إذكاء التنافس بين قادة الأحزاب للتقرب إلى السفارة الأمريكية وتنفيذ أجندتها، واستقطاب نواب في البرلمان تحت عنوان برلمانيون بلا فساد، واستقطاب مسؤولين في مختلف جوانب الدولة للعمل لصالح السفارة، والعمل على بناء شخصيات قيادية وإيصالهم إلى مواقع كبيرة في السلطة ليكونوا أدوات أمريكا في الحكومة اليمنية.
وخلال مؤتمر الحوار عملت أمريكا بكل وسيلة على تقسيم اليمن تحت مسمى الأقاليم والفيدرالية على أسس تكون نتيجتها التفكك والحروب بين تلك الأقاليم والشرذمة لليمن، وحينما فشلت أمريكا في تنفيذ مؤامراتها بسبب حضور المشروع القرآني غادرت السفارة الأمريكية، وبدأ العدوان على اليمن وعملت أمريكا بكل وسيلة على تشويه كل من يقف في وجه مؤامراتها وعلى رأسهم (أنصار الله) عبر الشائعات والأكاذيب المشوهة وخاصة أثناء العدوان الأمريكي السعودي على اليمن؛ لأن المشروع القرآني شكّل صخرة تحطمت عليها مؤامراتها، فتواصلوا مع عملائهم على نشر شائعات وأكاذيب بشكل منظم
يتهمون فيها (أنصار الله) بفساد المشرفين، وامتلاكهم للفلل والعمارات، ومحاولة استغلال كل خطأ، أو اختلاق أكاذيب مشوهة ومثيرة للنعرات، ومحاولة توجيه السخط لدى الشارع اليمني بسبب انقطاع المرتبات نحو (أنصار الله) ليتم الضغط عليهم ليقبلوا بما تمليه أمريكا، ولكن بفضل الله فُضحت أمريكا، وانهزمت أمريكا، وانتصر الشعب اليمني لمظلوميته وأصبح ينتصر لمظلومية فلسطين والأمة، وفهم الشعب اليمني كل مؤامرات أمريكا، ومن المهم متابعة اعترافات الخلية التجسسية في القنوات ووسائل التواصل ليعرف المسلم ما هي المؤامرات التي كانت تديرها أمريكا تجاه شعبنا، وليعرف أن انكشاف مؤامراتها تلك هي حسب سنة الله التي وعد فيها المؤمنين بأن يكشف لهم مؤامرات أعدائهم ضدهم فقال مخاطبا للمفسدين في الأرض: {َوَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ}.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
المؤمنون الأكارم:
في هذه الأيام نستشرف إطلالة أعظم مناسبة لدى شعب الإيمان والنصرة: (مناسبة مولد سيد الخلق، وخير الرسل، وقدوة المؤمنين محمد صلى الله عليه وآله).
وبعد مرور ثلاثمائة وواحد وعشرين يوما من عدوان أعداء الله ورسوله والمؤمنين والإنسانية على غزة: لو جاء الإنسان ليقارن بين ما كان يريده رسول الله لأمته من عزة وكرامة، وبين حال الأمة اليوم من ذلة وإهانة، وبين ما كان يفعله النبي مع اليهود وماذا تفعل أمته اليوم؛ لوجدنا أنّ الرسول جاهد اليهود ثأرا لعورة مسلمة كُشفت في بني قينقاع بينما نرى أمته المسلمة اليوم تتفرج على آلاف النساء المسلمات يسجنَّ، ويغتصبنَ، ويقتلنَ، وتُرسل الكلاب لنهشِ أجسادهن فلا تتحرك في الأمة غيرتها ولا دينها، فبأي سنة يستن الساكتون؟! وبأي قدوة يقتدون؟! وما هي حجتهم عند الله ورسوله؟!.
وها هو رسولنا الذي ضرب اليهود في بني النضير وبني قريظة وخيبر خلال أقل من خمس سنوات بينما نرى أمته تتفرج على اليهود وهم يفعلون أشد أنواع الإجرام بحق إخوانهم على مدى أكثر من ستة وسبعين عاما في فلسطين.
وفي غزة تحديدا نرى عشرات الشهداء يوميا، ونرى الجرحى، ونرى الجوع يقتلهم، والقنابل والصواريخ الأمريكية تمزقهم، ونراهم يُقتلون في البيوت والمساجد والخيام والمدارس والشوارع، ونرى أنظمة عربية تتسمى بالإسلام تُدخل حتى الخضروات والفواكه لليهود ولا تُدخل الخبز للمسلمين، ونرى نُخَبًا سكتت، وعلماء صمتوا، وليتهم صمتوا فقط ولكنهم يعملون لصالح الصهاينة على إشعال الفتنة الطائفية بين أبناء الأمة، ويصرفون نظر الأمة عن عدوها الأساسي، فبأي وجه ستقابل هذه الأمة رسول الله؟! وبأي حجة ستبرر سكوتها وتخاذلها؟!.
عباد الله:
نحن في شعب الإيمان والحكمة سنفعل كما فعل نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وآله، وسنجاهد كما جاهد، وننفق ونقاتل كما قاتل رسول الله، وكما انتصرنا على مؤامرات أمريكا في اليمن سننتصر بإذن الله لفلسطين والمقدسات.
المؤمنون الأكارم:
رغم كل الإجرام والعدوان والتخاذل العربي إلا أنّ الله يثبت المجاهدين في فلسطين تثبيتا عظيما، وينصرهم نصرا عزيزا، ولا زالوا يضربون العدو للشهر الحادي عشر، وتصل صواريخهم إلى يافا، ولا زال محور الجهاد والمقاومة يساند في جنوب لبنان والعراق، وفي اليمن الميمون، فيجب أن ننفر دائما لأن الله تعالى يقول: {انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ} فكيف يقعد المسلم وهو يسمع هذه الآية! وكيف يقعد وهو يرى الجرائم بحق إخوانه يوميا! ولذا لا بد من مواصلة النفير والخروج في المظاهرات يومنا هذا الجمعة وكل جمعة، والالتحاق بمسار التعبئة العامة استجابة لقول الله تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ}، والاستمرار في الإنفاق والتحريض ضد أمريكا وإسرائيل والتواصي بالصبر في ذلك، والنصر آتٍ حسب وعود الله الذي لا يخلف الميعاد، ولا يخذل المؤمنين من العباد، ولا يرضى بالظلم والفساد.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب،
وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة وانصر مجاهدينا في القوة البحرية والجوية والصاروخية وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
---------