الجمهورية اليمنية
هيئة الأوقــاف والإرشـاد
قطاع الإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
الخطبة الرابعة من شهر ربيع الآخر1447ه
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:(تقوى الله أمام القضية الفلسطينية )
التاريخ: 1447/4/25ه 2025/10/17م
الرقم: (17)
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
1️⃣ تقوى الله ثمرة الإيمان، ودليل صدقه، بها ننجو من العذاب ونفوز بالجنة ونحصل على الخير في الدنيا والآخرة.
2️⃣ التقوى لها شواهد عملية وما يحرك المجاهدين للجهاد هي التقوى، وغيابها سبب في تخاذل المتخاذلين.
3️⃣ يتحمل مسؤولية ما جرى في غزة العدو الصهيوني والأمريكي والعرب المتخاذلون والخونة الداعمون لليهود.
4️⃣ من مكاسب طوفان الأقصى أنه كشف للعالم إجرام الصهاينة وفضح التكفيريين وأحيا القضية الفلسطينية وعرف الأمة بأهمية القادة المؤمنين،
وسوءوخطورة العملاء.
5️⃣ يجب أن نعتز بموقفنا وبقيادتنا القرآنية في زمن أصبحت فيه مواقف قادة الأمة لا تتعدى البيانات الفارغة بل والعمل على إرضاء الأعداء وإسخاط الله بالفساد والخيانة للأمة.
6️⃣ إسرائيل لم تنتصر وغزة لم تنهزم والجولة توقفت بخضوع الصهاينة لشروط المقاومة وستستمر المقاومة حتى زوال الكيان حسب وعد الله.
7️⃣مسؤوليتنا اليوم الاستجابة لله ولعلم الهدى في الإعداد والإنفاق والجهوزية التامة للعمل في سبيل الله على كل المستويات ومواجهة أي تحديات وسنستمر في أعمالنا بما يرضي الله تعالى.
➖➖➖➖➖ ➖➖
🔹ثانياً: خطبة الجمعة
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشْهَدُ ألاَّ إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ خاتم النبيين، اللهم صل على محمدٍ وعلى آل محمد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارض اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعلى سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
ثم أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
أوصيكم ونفسي أولاً بتقوى الله عز وجل القائل: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ. يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}، والقائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}؛ فتقوى الله هي ثمرة الإيمان، وهي دليل الصدق في الالتزام، وتقوى الله هي الحصن الحصين الذي به ننجو من عذاب أليم، وبه ننال الفوز والنعيم، قال تعالى : {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً}، {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }؛ فالخير في الدنيا وفي الآخرة هي لمن حصل على تقوى الله سبحانه، قال تعالى : {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً}، وفي الدنيا والآخرة تكون {الْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}، والجنة {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}، فالتقوى هي الخير، والإنسان المؤمن هو الذي يتزود منها، قال تعالى : {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}، والفخر والعز في تقوى الله، قال تعالى : {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، والتقوى هي أمر الله لنا وللأمم السابقة قبلنا، قال سبحانه: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ}، والتقوى هي التي تجعلنا أهلًا لرعاية الله وتوفيقه وتسديده، قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}.
أيها الإخوة المؤمنون:
هذه هي فوائد التقوى؛ لكن كيف تكون التقوى؟ ومن هم المتقون؟ وكيف يدري الإنسان أنه قد اتقى الله، أو أنه يحدث نفسه بأنه من المتقين وهو بعيد عن التقوى؟ إن الإيمان والتقوى هي حقائق ولها شواهد، ولها براهين وأدلة من عمل الإنسان ومن واقعه وسلوكه، ومعظم أبناء أمتنا الإسلامية اليوم ليس متحليًا بالتقوى، إذ لو كانت التقوى حاضرة ما تُركت غزة لوحدها، وما تفرجت الأمة على أكبر مذبحة في العصر الحاضر، فتخاذلها هو دليل على عدم التقوى، وفي المقابل فإن الذي حرك المجاهدين في قطاع غزة للقيام بعملية طوفان الأقصى هي تقوى الله سبحانه، وخوفهم من أن يلقوا الله يوم القيامة ولم يعملوا لتحرير أرضهم وأسراهم،
ورفع الحصار والظلم عن شعبهم، فما حرك المجاهدين ليس انفعالا لحظيا، وليس قرارًا ارتجاليًا، وإنما تقوى الله، والأوامر الإلهية؛ لأنهم مؤمنون سمعوا توجيهات الله سبحانه وهو يقول: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ}، {انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً}، {إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً}، {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ}، فطبقوها ونفذوها، تقوى الله هي التي جعلتهم يشعرون بالمسؤولية تجاه سجون مليئة بآلاف المسجونين، وسجينات اختطفن من عند أزواجهن ومن بين أولادهن، وعز عليهم أن يروا الصهاينة يدنسون الأقصى، والأمريكان يسعون لتصفية القضية الفلسطينية وبمشاركة أنظمة عربية وإسلامية؛ فكيف يسكتون ويقعدون؟! وما دفع اليمنيين لمساندتهم أيضا هي تقوى الله والأخوة الإيمانية، والخوف من الله الذي أمر المسلمين بالتراحم والتكاتف والتناصر، وموالاة بعضهم بعضا ضد الكافرين.
أيها المؤمنون:
يُطرح اليوم سؤال: من الذي يتحمل مسؤولية ما جرى في غزة من الدمار والقتل والتشريد والتنكيل؟ والعجيب أن هناك عرب ومسلمون يدينون الضحية ويبرؤون الجلاد! والبعض في أقل الأحوال يعتبر أن القرار كان خاطئًا، والحقيقة إن الذي يتحمل ما جرى في غزة هما اثنان لا ثالث لهما: الأول: الظالم المجرم المعتدي الصهيوني القاتل المباشر ومعه الأمريكي ودول الغرب، فلماذا البعض يحملون المسؤولية المظلومين الذين تحركوا للدفاع عن أنفسهم وتحرير أرضهم والدفاع عن مقدساتهم؟!
أما المسؤول الثاني عما جرى: هم المسلمون والعرب الخاذلون المتفرجون الذين كان أمامهم فرصة تاريخية لو تحركوا لأنهوا مأساة فلسطين، ولحرروا المسجد الأقصى، لكن حصار العرب والمسلمين وتخاذلهم، بل وأبعد من ذلك تواطأهم وتعاونهم مع اليهودي الكافر ضد المظلوم المسكين العربي المسلم هو سبب هام في كل ما جرى على غزة والله المستعان.
أما من ينتصر لظلمه، ويجاهد الظالمين فالله سبحانه يقول: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ. إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ُوأولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
كان المجاهدون في غزة قد قطفوا ثمار النصر في الساعات الأولى، وانهار كيان الصهاينة، وفروا كالجرذان، لكن الغرب والعرب من أولياء اليهود هم من أعادوا للصهاينة الأمل من جديد، وهم من وفروا لهم الدعم، وأرسلوا إلى الصهاينة السفن المحملة بالوقود والحديد والسلاح والغذاء والدواء، وما لذ وطاب من المنتجات من تركيا ومصر والسعودية والإمارات والأردن وغيرها، ومع ذلك يمنعونها عن أهل غزة وفلسطين، مع أن أهل غزة إخوتهم في الدين، وأولئك أعداء لهم، لكنه الغباء العربي الذي فاق كل غباء.
عباد الله:
هنالك من يتساءل ما هي مكاسب ونتائج طوفان الأقصى؟ وما الذي استفادته الأمة واستفادت غزة واستفاد يمن الإيمان وجبهة الإسناد من طوفان الأقصى؟ وهل النتائج كما ينظر البعض إليها سلبية وغير إيجابية وغير ذات جدوى؟
والحقيقة لو كانت أمريكا والصهاينة يستطيعون حسم المعركة لما قبلوا بتوقيع الاتفاق، فمن مكاسب طوفان الأقصى هو انكشاف ظهر إسرائيل وفضيحتها أمام شعوب العالم، فليس بمقدور الصهاينة بعد اليوم أن يتباكوا على ما يسمونها محرقة الهولوكوست، وأن يتحدثوا عن معاداة السامية؛ فقد ظهرت حقيقتهم للعالم أنهم مجرمون، وأصبحوا منبوذين ومطاردين ومكروهين؛ فطوفان الأقصى فضحهم، وفضح أمريكا والغرب وشعاراتهم الزائفة عن الحقوق، وفضح التكفيريين الذين يتحركون في المعارك الداخلية تحت العناوين الطائفية ضد الأمة وضد شعوبهم بكل قوة واندفاع، وعندما يأتي الجهاد في سبيل الله ضد الكفار الصهاينة واعتداءاتهم وتوغلهم يكونون حمام استسلام، ويضبطون أعصابهم ويتحلون بالصبر كما يحدث في سوريا!.
أيها المؤمنون الأكارم:
من مكاسب طوفان الأقصى أنه أحيا القضية الفلسطينية، فبعد أن كانت القضية الفلسطينية قضية إسلامية عربية، تحولت بفعل الأعداء إلى قضية فلسطينية وشأن داخلي فلسطيني، ثم تحولت بعد ذلك إلى أن قضية غزة تعني أهل غزة وحدهم، وقضية الضفة تعني السلطة الفلسطينية، ثم أرادوا تصفيتها نهائياً؛ فجاء طوفان الأقصى وأعاد القضية إلى الصدارة، وأعطى القضية الفلسطينية حضورًا عالمياً، وأصبح هناك محور للقدس وجبهة إسناد قوية، وشاهدنا في العالم مئات الآلاف يتظاهرون مع غزة، فطوفان الأقصى أحيا القضية الفلسطينية ولم يُمتها، والمقاومة لا زالت باقية وستظل إن شاء الله حتى يأتي وعد الله سبحانه.
أيها الإخوة المؤمنون:
من مكاسب طوفان الأقصى أنه عرَّف الأمة بضرورة وأهمية القادة المؤمنين الربانيين، حيث شاهدنا القادة الحقيقيين الذين يمثلون عزة الإسلام وقوة الإيمان، وعرفنا الأقزام الذين يتنمرون على شعوبهم ولكنهم أمام ترامب نعاج، وشاهدنا قممهم الهزيلة، ومواقفهم المخزية، وعمالتهم المفضوحة، وعرف العالم العربي والإسلامي أن الأمة تحتاج إلى
قادة مؤمنين شجعان أقوياء أعزاء، كالسيد حسن نصر الله و يحيى السنوار وإسماعيل هنية (رحمهم الله)، وتحتاج لقائد اليمن الحكيم المؤمن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، لكن البعض لديه أزمة في الإنصاف؛ ربما يشيد بالرئيس الكولومبي ورئيس جنوب أفريقيا ورئيس فنزويلا، ويعتبرهم عظماء لأنهم أطلقوا تصريحات، لكن لا يعجبه قائد شعبه وزعيم وطنه؛ لأن ذنبه أنه مؤمن يمني حر، وأن قناة الجزيرة والعربية لا تشيد به! أو لأنه لا يطلق تصريحات فقط بل يخوض ويقود معركة مفتوحة وفاعلة ومؤثرة على العدو!
والبعض يمكن أن يعطي ولاءه وحبه لمن وراء الحدود ولديه عقده نقص من شعبه، لا يفخر بأهله ولا يعتز ببلده، اعتز العالم بالشعب اليمني، وبمواقف قيادته ودولته، وهو لم يستطع حتى أن ينتزع من نفسه قرارًا بالإنصاف والافتخار بقائده ابن بلده، وهذه مشكلة كبيرة في الوطنية، إذا كان الإنسان يعظَّم موقفا بسيطًا من الأجانب ولا يعظم موقفًا من إخوته من داخل بلده، وهو موقف يعبر عن كل اليمنيين وليس عن فئة؛ فالبعض يحتاج إلى أن يعيد النظر ليكون كما أمر الله تعالى في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}.
قلت ما سمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألّا إله إلا الله، وأن نبينا محمد عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى أهل بيته الطاهرين، ورضي الله تعالى برضاه عن صحابته الأخيار المنتجبين.
ثم أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
يتساءل البعض بعد توقيع الاتفاق بين العدو الصهيوني والمجاهدين من الذي انتصر؟ ومن هو المهزوم؟ وللإجابة على هذا السؤال ولكي نعرف من انتصر ومن الذي انهزم، يجب أن نعرف ما هي أهداف الصهاينة الذين اعتدوا على غزة؟ كان للصهاينة أهداف هي إعادة الأسرى، والقضاء على المقاومة، وتهجير أهل غزة، ثلاثة أهداف فهل تحققت؟ بالتأكيد لم تتحقق.
والنتيجة باختصار هي أن إسرائيل لم تنتصر وغزة لم تنهزم، فمن الذي يستطيع أن يقول إن المقاومة انهزمت؟ هل ألقت سلاحها؟ هل رفعت الراية البيضاء؟ هل استسلمت؟ هل أطلقت الاسرى بدون مقابل؟ هل غادرت قطاع غزة؟ هل حصل التهجير؟ كل ذلك لم يحدث، وما نجح فيه الصهاينة هو الإجرام وقتل الأطفال والنساء والدمار، وهذا لا يعتبر إنجازا عسكريا بل دليلا على الفشل وسيعجل بزوالهم، وقد انتصر الدم على السيف، وانتصرت إرادة المقاومة، واضطر الصهاينة للخضوع للاتفاق وتبادل الأسرى.
أيها الإخوة المؤمنون:
بعد كل هذه المعركة ما هي مسؤوليتنا أمام الله سبحانه وتعالى وأمام القضية الفلسطينية؟ إن واجبنا طالما ولدينا قيادة ربانية مؤمنة، وقد جربناها ولمسنا منها الحكمة والشجاعة والإيمان، والشرف والعزة في المواقف التي تقودنا إليها هو: أن نستجيب لهذه القيادة التي هي نعمة من الله علينا، بيضت وجوهنا، وأبرأت ذمتنا، ورفعت رؤوسنا، وأنقذتنا من خزي التخاذل وما يترتب عليه عند الله، وهذه القيادة هي حجة من الله علينا، فلو كنا في مصر أو السعودية والقادة هناك يمنعوننا أن نقوم بموقف مشرف لكان للبعض ربما مبرر عند نفسه - وإن لم يكن مبررًا عند الله - أما في يمن الإيمان والحكمة فلدينا قيادة تقود المعركة الشاملة وتدعونا لان نبرئ ذمتنا، وتدعونا للرجوع إلى القرآن الكريم وتقدم لنا ثقافة القرآن، بينما الآخرون لهم قيادة تفتح لهم مراقص كما في السعودية، لدينا قيادة تدعونا لنصرة غزة وتقود معركة كبيرة لذلك، وقيادة السعودية تحتجز وتحبس عناصر حماس ولا زالوا إلى اليوم، لدينا قيادة تحاصر الصهاينة في البحر الأحمر، والآخرون لديهم قيادة تحاصر غزة وتمد الصهاينة بالسفن، لدينا قيادة تسعى لبناء قوة لهذا البلد تحميه وتنصر قضايا الأمة، والآخرون قيادتهم يقيمون على أرضهم قواعد عسكرية للأمريكي والإسرائيلي، ويفتحون أجواءهم لليهود، ويسمحون للصهاينة بالتجسس على شعوبهم.
أيها الإخوة المؤمنون:
إن من تقوى الله سبحانه أن نتفاعل مع دعوة الله في كتابه، ودعوة أعلام الهدى وهم يدعوننا للمقاطعة الاقتصادية لمنتجات الأعداء وهنالك بدائل، وللإنفاق لأهلنا في غزة وفلسطين، واليوم أهل غزة سيعودون ولكن بدون بيوت بدون متاجر بدون ملابس بدون غذاء، يمكننا أن نتبرع عبر مكاتب البريد لأهل غزة، ويمكننا أن ننفق للقوة الصاروخية التي ستغيث أهل غزة وتشارك في الإسناد مع غزة، وأن نحذر من الحرب الناعمة الشيطانية الصهيونية، واجبنا أن نلتحق بدورات طوفان الأقصى التي تقام في كل حارة وقرية ومدينة لنعدّ أنفسنا، فهذه جولة ولابد أن تتلوها جولات حتى تحرير المسجد الأقصى، فالمعركة توقفت ولكنها لم تنته، ولا عزاء للانهزاميين المستسلمين الذين تعبوا من طول الحرب، والذين يريدون أن يرتاحوا ولو بالاستسلام
للعدو، هذه المعركة ستستمر ويستمر فيها الربيون الذين قال الله فيهم: {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ }، ومهما طال الزمن، وتنوعت مؤامرات الأعداء يأتي النصر من الله لأوليائه حسب وعوده، والله لا يخلف الميعاد.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليما: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم وبارك وتحنن على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة واليمن ولبنان و، وانصر مجاهدينا في البر والبحر، وفي كل الجبهات والثغور والميادين، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، واشف مرضانا، وارحم شهدائنا وموتانا وموتى المؤمنين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
----------------