مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
الهيئة العامــة للأوقــاف والإرشاد
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
-----------------------
خطبة الجمعة الثانية مــن شهر ربيع ثاني 1447هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:  (الذين يحبهم الله)
التاريـخ: 11/ 4/ 1447هـ
المـوافق: 3/ 10 / 2025م
الرقم: (15)
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة 
1-الحب والولاء والبراء في الإسلام من المسائل المهمة ولا يكون بحسب المزاج وإنماوفق ما أمرناالله به في القرآن فقدأمرناالله بأن نحبه ونحب أولياءه وأمرنا بمعاداةأعدائه 
2- من الأعمال التي يرضاهاالله ويحبناالله إذا عملناها هي الإحسان والتوبةوالتقوى والصبروالتجلدفي مواجهةأعداء الله ووحدة الكلمةوغيرها 
3- من الأعمال التي لاترضي الله ويمقتنا إذا عملناها هي حب الدنيا والنفاق والتكبر والظلم والخيانةوغيرها 
4-تمرعلينا الذكرى السنوية الثانيةلمعركة طوفان الأقصى التي تجلى فيها هشاشةالعدو وضعفه ولولا تخاذل الأنظمةالعربية والإسلامية لانهزمت إسرائيل
كما تجلى زيف العالم الغربي والمنظمات الدوليةالتي تدعي الحريات وحقوق الإنسان  وتعرت الأنظمة العربيةوالإسلامية التي تستجدي السلام من ترامب وتقبل مبادراته المخادعة 
5- عامان من الصمود الأسطوري للمجاهدين في غزةونحمد الله كشعب يمني أننا وقفنا الموقف المشرف بإسنادهم في معركةالفتح الموعود والجهادالمقدس بحسب مانستطيع والنتائج هي بيد الله وسنستمر في الخروج المليوني كل أسبوع.
.....................................
🔹ثانياً:  نص الخطبة 
✒️الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، الحَمْدُ للهِ بِجَمِيع مَحامِدِهِ كُلِّها، عَلى جَمِيعِ نِعَمِه كُلِّها، الحَمْدُ للهِ الَّذي لا مُضادَّ له في مُلْكِهِ، وَلا مُنازِعَ لَهُ في أَمرِهِ، وأَشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا الله الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين، اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأخيارِ المنتجبين، وعن سائرِ عِبَادِك الصالحين والمجاهدين.
أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
أوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله عز وجل القائل سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ).
أيها المؤمنون:
يعتبر الحب والولاء في الإسلام أمراً عظيماً وقربة جليلة تُلحق الإنسان بمن أحبه كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: "المرء يحشر مع من أحب" فالحشر يوم القيامة والفرز في يوم الحساب ليس على أساس المكان: فلا يُجمع الناس في المحشر في مكان على أساس أنهم من منطقة واحدة، وإنما يحشر المرء مع من أحب؛ فقد يحشر أناس من اليمن مع أناس من تركيا أو من مصر أو غيرها يجمعهم المحبة والولاء، وليس الحشر على أساس الزمان: فلا يُجمع الناس يوم القيامة على أساس الترتيب الزمني فيكون أبناء القرن العاشر مع بعضهم وأبناء القرن التاسع مع بعضهم، لا. ولكن يحشر المرء وإن كان من أبناء القرن الخامس عشر مع من أحب وإن كان من أبناء القرن الأول؛ ولذلك فالمحبة نعمة تجعل الإنسان الصادق فيها بالقول والفعل يلحق بالعظماء الذين أحبهم، ويدخل معهم، ويرتفع إلى مقاربة درجتهم بسبب المحبة الصادقة؛ ولذلك فالإنسان يحاسب ويعاقب على محبته.
فيجب أن يكون الحب ليس بحسب المزاج؛ فقد قال الله سبحانه: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ)، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من أهله وماله وولده ونفسه والناس أجمعين"، وقد ذكر الله المومنيين في القرآن بأنهم على درجة عالية من الحب والذوبان في الله سبحانه قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ) لأن الله هو الرازق وهو المنعم والمتفضل، وهو أهل لأن يحبه العباد أكثر من سواه، فإذا كانت القلوب جُبلت على حب من أحسن اليها؛ فإنه لم يحسن إلينا أحد مثل الله سبحانه كما قال جلّ في علاه: (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ)، (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً)، وإذا أحبّ الإنسان ربه فإنه سيتبع نهجه وأمره ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم كما قال سبحانه: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، والحب لله ليس حبًا من طرف واحد، وليس

عذابًا كما يقول المحبون للهو ولفتنة الدنيا، بل هو نعيم وراحة وعز وفخر، وهو حب متبادل كما قال سبحانه: (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ).
عباد الله:
لقد ذكر الله سبحانه أعمالًا، وذكر أصحابها في القرآن الكريم، وأثنى عليهم وأوجب لهم محبته، وإذا عملناها وطبقناها حصلنا على محبة الله، ومحبة الله ليست مثل محبة الواحد منا لشخص آخر؛ فتكون مجرد إعجاب وارتياح بدون فائدة، ولكن محبة الله تتضمن الرعاية والهداية والتوفيق والعون والرزق والخير كله، فمن أحبه الله: رعاه وهداه وأعزه ووفقه ونصره ورفع قدره في الدنيا والآخرة، وقد ذكر الله سبحانه مجموعة من الأعمال التي يحبها ويحب من يعملها، قال سبحانه: (وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، والمحسنون هم الذين يهتمون بأمر الدين ويهتمون بأمر الآخرين ويقدمون الإحسان للناس.
وقال سبحانه: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)، وهذا من كرم الله سبحانه فالأمر لا يقتصر على مجرد قبول التوبة ولكنه يوجب للتائبين القبول والمحبة، وهو لا يحب المصرّين على المعصية وإنما يحب إذا عادوا إلى بابه بالتوبة وتطهروا من دنس المعاصي والذنوب.
وقال سبحانه: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) وهذه كررها أكثر من مرة؛ فالمتحلون بالتقوى هم المحبوبون لدى الله وليس أهل المعاصي والفسوق والظلم والغفلة والبعد عن الله.
وقال سبحانه: (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)؛ فالله يحب المتجلدين الأقوياء الذين لا يلينون ولا يستكينون أمام المعارك والتضحيات مهما قدموا: (وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) ومعنى ذلك أنّ الله لا يحب الضعاف الرعاديد ولا الجبناء؛ فالله القوي يحب المؤمن القوي الصابر الذي بصبره سينتصر إن شاء الله: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).
وقال سبحانه (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ) فالله يحب الذين يجاهدون وهم يد واحدة وصف واحد، ومجتمعة قلوبهم وآراؤهم ومواقفهم، وهو لا يحب أولئك الذين تركوا الجهاد وشطبوه من قائمة إسلامهم وظنوا أنه يمكن دخول الجنة من دون القيام به رغم أنهم يسمعون قول الله سبحانه: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ).
أيها المؤمنون:
إنّ البديل عن حب الله سبحانه هو حب الدنيا الفانية التي مهما أحبها الإنسان فإنه لن يحصل فيها على ما يريد، ولن تستمر معه، قال سبحانه: (إِنَّ هَؤُلَاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً)، وقال: (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ)، وقال سبحانه: (ُقلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ).
ومن البدائل عن حب الله وحب رسوله وأوليائه والجهاد في سبيله هو حب اليهود الذين يحبهم المنافقون وهو حب من طرف واحد، ولا يقابل بالوفاء ولا يبادل بالمحبة كما قال سبحانه: (هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ) وهذا ما نراه في كثير من زعماء العرب والمسلمين الذين يتوددون للأمريكي ويتوسلون إليه أن يشفق على هذه الأمة وهو لا يرى الا أنهم عبارة عن بقرة حلوب كلما زاد درّها زاد حلبها، وإذا توقف ضرعها عن الحليب فيمكن أن تُذبح ولا قيمة لها.
أيها الأكارم:
*وقد ذكر الله سبحانه في* القرآن الكريم مجموعة من الأعمال التي لا يحبها الله ولا يرضاها، بل يسخط عليها ويمقتها، وعلى الإنسان المؤمن الحريص على الابتعاد عن غضب الله سبحانه أن يتجنبها حتى لا ينزل به سخط الله وغضبه، ومن ذلك قوله سبحانه: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)؛ فالله لا يحب المتكبرين والمختالين وإنما يحب المتواضعين، وقال سبحانه: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَح فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) فالله يحب المتسامحين والعافين عن الناس ولا يحب الذين يظلمون الناس كمال قال سبحانه: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ).

وقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ)، (إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ)، (إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً) فالله لا يحب خونة الأمانة وخونة الدين وخونة الأوطان وخونة الشعوب الذين يتآمرون مع أعداء بلدهم ضد بلدهم وشعبهم، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: "يُنصب للغادر - أي: الخائن - يوم القيامة لواء يعرف به" يعرفه أهل المحشر من خلال اللواء واللوحة والعنوان المكتوب على رايته بأنه خائن، وقال سبحانه: (وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، وكيف يحبهم وهو قال عنهم: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً).
أيها المؤمنون:
*لقد حثّ الإسلام على* محبة الله ورسوله وأهل بيته عليهم السلام، قال سبحانه: ( *قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)* ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي"، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق"، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا".
كما دعانا الإسلام إلى المحبة وحمل المشاعر الإيجابية نحو بعضنا البعض، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تدخلوا الجنة حتى تومنوا ولا تومنون حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم قالو: بلى يا رسول الله قال: افشوا السلام بينكم وتواصلوا وتباذلوا".
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ووالدينا ووالديكم وكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
*الخطبة الثانية (الذكرى الثانية لطوفان الأقصى)* 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الحَمْدُ للهِ مَالِكِ الْـمُلْكِ، مُجْرِي الْفُلْكِ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ، فَالِقِ الإِصْبَاحِ، دَيَّانِ الدّينِ، رَبِّ الْعَالَمِينَ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
تمرّ علينا الذكرى السنوية الثانية لانطلاق معركة طوفان الأقصى، هذه المعركة التي هزّت نعش الصهاينة وكتبت نهايتهم، وهذه الملحمة الكبيرة التي كشفت الحقائق، وعرّت الأنظمة، وفرزت الشعوب، وميّزت الأمة إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان معه.
*عامان من الصمود* الأسطوري للمجاهدين في قطاع غزة وفلسطين بيّنت حقيقة العدو الصهيوني وضعفه حيث انهار وانهزم في يوم السابع من أكتوبر، وشاهدناهم يفرون كالنعاج، وشاهدنا قادة الصهاينة ينهارون لولا تدخل العالم معهم بما في ذلك بعض الأنظمة العربية التي تدعمهم بالمال والسلاح وتطعن المجاهدين في الظهر.
*عامان لم يستطع* الصهاينة ومعهم أسلحة واستخبارات وشبكات العالم أن يحسموا المعركة ولا استعادة الأسرى ولا القضاء على المجاهدين، ولا تزال عمليات المجاهدين البطولية رغم الخذلان ورغم الحصار، ولو أنّ الأمة وقفت معهم ودعمتهم بالمال والسلاح أو بالمال، بل لو أنّ الأمة لم تحاصرهم ولم تتآمر أنظمتها عليهم لكانوا قد حسموا المعركة وهزموا الصهاينة.
*عامان من الجرائم* المروعة والقتل والإبادة بحق الفلسطينيين في غزة والضفة وكل فلسطين، وقد فضحت هذه الجرائم: المنظمات الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان، وسقطت كل الشعارات على رمال غزة، وافتضحت الدول الغربية كأمريكا وأوروبا التي كانت تتحدث عن حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وظهرت على حقيقتها في الإجرام والإرهاب والتوحش.
عامان قدمنا فيها كوكبة من القادة الشهداء كهنية والسنوار والضيف ونصر الله وصفي الدين والرهوي ورفاقه وأكثر من مائتي ألف شهيد وجريح في قطاع غزة، ودماء هؤلاء القادة والآلاف من الشهداء والمظلومين ستجرف عروش أمريكا وإسرائيل؛ لأنها دماء طاهرة وصدق الله القائل: (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ)، ومهما كانت التضحيات فالنصر قادم بإذن الله.
عامان من الخذلان العربي والإسلامي والتفرج الكبير والتقصير العظيم نحو إخوة لهم في العقيدة والدين ورغم ذلك لم يسجلوا موقفا، ولم يقطعوا العلاقات الدبلوماسية ولا التعاملات التجارية، ولا أغلقوا الأجواء أمام طيران العدو الصهيوني، ولا صنفوا الصهاينة على أنهم إرهابيون، بل لايزال المجاهدون في حماس والجهاد وحزب الله على لائحة الإرهاب في السعودية والإمارات، ولاتزال السفن المحملة بالغذاء والسلاح تمر من تركيا ومصر والسعودية، ولا يزال الجسر البري ينقل البضائع من الإمارات والسعودية إلى الأردن ثم إلى الصهاينة، ولا يزال الزعماء العرب يتوسلون إلى ترامب أن يشفق على هذه الأمة ويصدقون مبادراته التي هي لصالح الصهاينة، وما خطة الاستسلام الترامبية إلا لتحقيق

ما عجز عنه الصهاينة بالعدوان ولامتصاص السخط العالمي ضدهم وتحميل المجاهدين المسؤولية وهي خطة الصهاينة أنفسهم والعجيب من زعماء تركيا وقطر والسعودية وغيرها الذين فضحهم طوفان الأقصى فهم يباركون خطة ترامب ويروجون لها ويضغطون على حماس للقبول بها ولا يزالون يتمسكون بأكذوبة حل الدولتين التي تنص على أن تكون ثمانون بالمائة من فلسطين للصهاينة وعشرون بالمائة للفلسطينيين حيث تقام لهم فيها دولة شكلية بلا حدود ولا عضوية كاملة في الأمم المتحدة ولا جيش لها، ومع ذلك يرفضها الصهاينة لأنهم يريدون إقامة ما يسمى بإسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، ويضمون بذلك سوريا والأردن ومصر والسعودية والشام وغيرها، وهم يصرحون بذلك كما في تصريح المبعوث الأمريكي الذي قال: (إسرائيل حليف استراتيجي مهم لها مكانة خاصة في القلب الأمريكي) وقال أيضاً: (لم يكن هناك سلام من قبل ولن يكون في المستقبل) وقال: (الصراع في المنطقة ليس على الحدود بل الصراع الحقيقي والنتيجة النهائية لهذا الصراع هي أن طرفا يريد الهيمنة، وهذا يعني أنّ على الطرف الآخر أن يخضع)، وقال: (في تلك المنطقة لا يمكن تعريف الخضوع بمصطلح آخر ولا يمكن الالتفاف على مفهوم الخضوع بمفهوم آخر)، وقال: (لن تكون هناك دولة فلسطينية).
عامان من بداية طوفان الأقصى وهذا الدمار والتضحيات لا يدل على أنّ العملية كانت خاطئة أو أنّ المجاهدين في غزة أخطأوا بل هم أصابوا كبد الحقيقة وعين الصواب وقاموا باللازم، ولكنّ الخطاء هو فيمن خذلهم، وتلك المجازر التي تحدث ليس بسبب أنهم جاهدوا ولكن بسبب أنّ الأمة خذلتهم، فلو تحركت الأمة معهم لكانت فلسطين قد تحررت بأكملها.
والمشكلة الكبيرة التي تعاني منها الأمة هي نسيان الله والابتعاد عن هديه في القرآن الكريم، ونحمد الله أننا في يمن الإيمان والحكمة منذ اليوم الأول لطوفان الأقصى قمنا بواجبنا وفي حدود استطاعتنا، وأما بالنسبة للعواقب والنتائج فهي على الله سبحانه، وما علينا هو ما قاله سبحانه: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ) وعملياتنا مؤثرة على العدو بقوة الله، وقد مدح الله أهل الكساء عندما تصدقوا بأقراص من الشعير وذكرها في سورة الإنسان بأعظم بيان لأنه كان ما في وسعهم، والعيب والإصر هو على تلك الدول والشعوب الذين هم بمئات الملايين ومع ذلك لم يرقَ موقف معظمهم إلى موقف بعض الدول الكافرة مثل فنزويلا وجنوب إفريقيا وكولومبيا وأسبانيا، أما نحن فمعركتنا التي انطلقنا فيها باسم معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس هي معركة مقدسة وهي حجة على بقية الشعوب والأنظمة ولا سيما الذين هم على حدود فلسطين، وموقفنا الجهادي ليس متهورا ولا مندفعا وإنما هو مضبوط بالمعيار الأخلاقي والإنساني والديني وهو استجابة لله سبحانه. 
وختامًا: ندعوكم بدعوة الله ورسوله ودعوة غزة وأطفالها ونسائها إلى الخروج المليوني المشرف نصرة للمظلومين في غزة وفلسطين فها نحن على مشارف العام الثالث من الصمود والثبات وهذا الصبر سيكون بعده النصر والفرج إن شاء الله، ذلك وعد الله (إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ).
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجه، واقتفى أثره إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، اللهم واجمع كلمة اليمنيين وأصلح شأنهم ووفقهم لنصرة دينك وإعلاء كلمتك والجهاد في سبيلك، اللهم واحفظ قائدنا العلم المجاهد السيد عبد الملك بدر الدين واجعلنا له خير أنصار وأعوان، اللهم وانصر المجاهدين في غزة واليمن وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين، اللهم واغفر لنا ولوالدينا ومن لهم حق علينا واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــهيئة.
-------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر