الرسول -صلوات الله عليه وآله- عندما قدّم هذا النص كان إلى جانب هذه العملية التوضيحية التبليغية التي قدمت في جو عملي، واضح، بيّن، لا لبس فيه، ولا غموض فيه، ولا أي شيء يمكن أن ينقص من كونه بلاغاً مبيناً واضحاً، ونصاً صريحاً بيّناً، هناك أيضاً النص القرآني الذي يرتبط كل الارتباط مع هذا النص من النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- مع هذا البلاغ التوضيحي الذي ترافق معه أداء عملي واضح، يعني: أخذ الإمام علي -عليه السلام- إلى فوق أقتاب الإبل، وإصعاده معه، الأخذ بيده، الإشارة إليه، وتقديمه بشخصه واسمه بشكل واضح إلى الأمة.
النص القرآني، هو قول الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى-: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }[المائدة:55-56] يأتي النص القرآني إلى جانب النص النبوي والعملية التبليغية التي شهدت أداءً عملياً من النبي: كلاماً، رافقه تصرف معين، تصرف عملي: إصعاد الإمام علي، تقديمه بشخصه واسمه (فَهَذَا) وهو عنده وآخذ بيده (عَلِيٌّ) باسمه (مَوْلَاهُ) نقول عنها: أنها فعلاً متطابقة مع مستوى ما أعطاه النبي نفسه الآية القرآنية والتوجيه الإلهي من الاهتمام، يعني: أن النبي -صلوات الله عليه وأله- لم يقصر أبداً في أن يقدّم المسألة بما تستحقه من الأهمية، وبما تقدمه الآية وتوحي به الآية من هذه الأهمية ومستوى هذه الأهمية، أكمل، مؤهل من الله (سيد الرسل، وخاتم النبيين)؛ فأنفذ مهمته على أتمِّ ما يكون، نشهد له بذلك، نحن نشهد للرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- بأنه بلّغ ما أنزل إليه تمام البلاغ، وأقام الحجة وأوضح المحجة، وأنه لم يقصر ولم ينقص، وأنه لم يشب بيانه أيُّ التباس، ولا أيُّ غموض؛ فهو لم يقصر أبداً، ما هناك أيُّ تقصير من جانبه على الإطلاق.
هذه الحادثة والواقعة المهمة جدًّا التي شهدت هذا البلاغ الكبير والمهم، والذي لم يكتمل للنبي من بعده ثلاثة أشهر حتى توفي، عاد إلى المدينة، بقي فقط حتى دخلت السنة الحادية عشرة من الهجرة، وتوفي إما في آخر يوم من صفر، أو في بداية شهر ربيع الأول منها.
على كلٍ، الرسول -صلوات الله عليه وآله- قدّم هذا النص للأمة؛ ليبقى بلاغاً لأجيال الأمة بكلها، ومن الدلائل العجيبة، والاعتبارات المهمة: أن هذا النص بقي- فعلاً- متوارثاً بين المسلمين، وحظيّ باهتمام كبير في النقل بما يحفظه لكل الأجيال.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من خطاب السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة يوم الولاية 1438هـ
ثقافة الغدير ومعنى الولاية.