فسبحانه وتعالى ما أعظم حلمه عنهم، وهم من ينطلقون في عباداتهم، وأنت عندما ترى ما في كتبهم من عقائد باطلة, وتراهم يتعبدون ستحكم بأنهم يتعبدون لغير الله، وأنهم يتعبدون لمن؟ أنت كيف تقول: (( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر )) فتثني على من تعتقد أنه وراء كل فاحشة وقبيح؟! هذا تناقض.
ثم أنت تجعل العقيدة الباطلة في قلبك, والمنطق الصحيح على لسانك فقط, والله يتعامل مع من؟ مع القلب أو مع اللسان؟ مع القلب. بل لو انطلقت من لسانك كلمة كفر تكره عليها وقلبك مطمئن بالإيمان لا يضر، لكن أن يكون قلبك مطمئناً بالكفر وتنطلق من لسانك كلمة إيمان لا تنفع ولا قيمة لها. يقرؤون القرآن أحياناً ويبكون, وفي الصلاة يسبحون: سبحان ربي العظيم وبحمده. اسأله عن ربه بعد سيقول لك: هو الذي يقدر كل شيء إذاً فلماذا تسبحه؛ لأن التسبيح لله يعني: تنزيه له عما لا يليق بكماله، وأنت الآن نسبت إليه بأن تلك الفاحشة التي اقترفها فلان, تلك الجريمة التي ارتكبها فلان الله هو الذي قدرها, هو الذي خلق الفعل الذي انطلق من هذا الشخص وهو ينفذ الجريمة! فكيف تسبحه! وكيف تلعن الشيطان وهو لم يعمل إلا أقل مما عمله ربك الذي قلت بأنه خلق الفاحشة, وقدرها وساق ذلك الشخص إليها رغماً عنه!. إنهم متناقضون .. عقائد خبيثة, عقائد تتنافى مع القرآن الكريم بشكل مفضوح.
ثم لا ينفع أن يقولوا: ((سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)) أو يقول: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}(الفاتحة: من الآية3) ألم ينطق بكلمة: {الْحَمْدُ} لكن كما قلت سابقاً؛ لأن بعض الناس يقول: كيف هم هؤلاء يقولون مثلنا يسبحون الله ويحمدون الله ويمجدون الله!. نقول: لكن فيما إذا كان الواقع على هذا النحو: أن قلوبهم تعتقد عقائد باطلة وفقط ألسنتهم تقول بهذا فما يصدر من ألسنتهم إنما هو شهادة على قبح اعتقادهم، وهو نفس المنطق الذي استخدمه القرآن مع الكافرين الذين كانوا يجعلون مع الله آلهة أخرى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} (الزخرف:9) ويردد في آيات أخرى, {ولئن سألتهم..} ثم بعدها يقول: {قل أَفَلا تَعْقِلُونَ . أَفَلا تَتَّقُونَ . أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ}
الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من ملزمة معرفة الله عظمة الله الدرس الثامن
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 26/1/2002م
اليمن-صعدة