المخلوقات في البحار أيضاً التي هي أكثر مما في البر، أصناف الحيوانات بأعدادها الهائلة في البحر هو أيضاً من يعلمها, ومن يرعاها. لا يشغله وهو يرعى حبة قمح يفلقها في اليمن عن أن يرعى ملايين الأسماك في البحار عن أن يعزب عنه ذرة من سمكة واحدة .. قدرة عجيبة, علم واسع.
يدعوه الناس بمختلف لهجاتهم, وبمختلف حاجاتهم, وعلى اختلاف ألوانهم وبقاعهم فيعلمهم جميعاً, ويجيب من يجيب, ويترك من لا يستحق أن يجيبه، كلهم يتحركون في هذه الدنيا فيحصي على كل واحد منهم أنفاسه, يعلم بذات صدره، هو عليم بذات الصدور.
أنت لو تأتي تفكر, وتتأمل في سعة علم الله من خلال التعدد الهائل لأصناف مخلوقاته تجد ما يبهرك، تجد ما يملأ قلبك شعوراً بعظمة الله سبحانه وتعالى, وهو هكذا وليس فقط مرة واحدة أو سنة واحدة ثم ترى بأن هذا عمل مضنٍ ومجهد قد تتركه وتتخلى عنه، كم أجلس أراقب مليارات الأسماك في البحار، ومليارات من حبات القمح، ومليارات الأزهار، ومليارات البشر, ومليارات الدواب, تعب, تعب، لا يمكن هذا على الله هو حي قيّوم، هو كما قال عن نفسه سبحانه وتعالى في آية الكرسي: {وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}(البقرة: من الآية255) لا يتعبه هذا، لا يشغله، لا يرهقه، لا ينسيه شيء عن شيء، لا يشغله شيء عن شيء آخر, عن الشيء الواحد أو إثنين أو ثلاثة أو صنف أعداده محدودة.
الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من ملزمة معرفة الله عظمة الله الدرس الثامن
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 26/1/2002م
اليمن-صعدة