مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

كان التَّحَرُّك الشعبي ضرورة، ضرورة فعلاً، وكان شاهداً من أنَّ هذا الشعب العزيز، هو منتمٍ انتماءً أصيلاً للإيمان، كما قال رسول الله "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ": ((الْإِيْمَانُ يَمَان))؛ لأنه لا يمكن أبداً أن يقبل شعبٌ متمسِّكٌ بانتمائه الإيماني، وهويته الإيمانية، بأن يتحوَّل إلى شعبٍ خاضعٍ للأمريكي، ومستعبدٍ للأمريكي والإسرائيلي ولأدواتهم، من أدوات الخيانة والإجرام، يستحيل ذلك، يتنافى ذلك تماماً مع الإيمان، والانتماء الإيماني، والعِزَّة الإيمانية، والكرامة الإيمانية، وأن يضحي بالقيم، بالأخلاق، وأن يتقبَّل ما يقدَّمون له من بدائل، بدائل فكرية، بدائل على مستوى التصرفات، والأعمال، والسلوكيات، والأعراف، والتقاليد، من الصناعة الغربية: نشر الفواحش، الرذائل، التفكيك للأسرة، كل الأشياء التي ينشرونها في إطار حربهم الناعمة، المفسدة، المُضِلَّة للشعوب، الهدَّامة للقيم، المدمِّرة للأخلاق.

فتحرُّك شعبنا عبَّر عن قيمه، عن روحيته، عن هويته الإيمانية، وحقَّق هذا الإنجاز العظيم، الفريد على مستوى المنطقة بكلها؛ ولـذلك كان رد الفعل تجاه ذلك خارجياً بالدرجة الأولى، مَن الذي استثاره هذا التَّحَرُّك، هذا الإنجاز لشعبنا العزيز، مَن الذي استثاره هذا الإنجاز المهم جدًّا، الإنجاز العظيم، الإنجاز الإيماني، الإنساني، الأخلاقي، القيمي؟ الأمريكي والإسرائيلي.

ممن كان لهم مواقف صريحة، وواضحة، ومعلنة، في تلك المرحلة المبكرة، هو: العدو الإسرائيلي، والمجرم (نتنياهو)، إلى درجة أنَّه عبَّر عن هذا الإنجاز الكبير للشعب اليمني، عن هذه الثورة المباركة، عن هذا الانتصار العظيم، أنه أخطر شيء في المنطقة، وقال في تعبيره هو بأنه: [أخطر حتى من النووي الإيراني]، [أخطر حتى من النووي الإيراني]، رأى في انتصار هذا الشعب العزيز، رأى فيه خطراً عليه، مشكلةً له، لماذا؟ لأن الأجندة الإسرائيلية هي: إقامة إسرائيل الكبرى، والسيطرة على ما يسمُّونه هم: [بالشرق الأوسط]؛ وأن يتحرَّر شعبٌ كالشعب اليمني، وأن ينهض على أساس حُرِّيَّتِه وانتمائه الإيماني، فالعدو الإسرائيلي يدرك أنَّ الشعب اليمني لن يسكت، لن يخنع، لن يستسلم، بل أكثر من ذلك: سيكون له دور على مستوى هذه الأُمَّة، كما كان لآبائه الأوائل، لأنصار الإسلام، لأنصار رسول الله محمد "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ"، الذين حملوا راية الإسلام، وراية الإيمان، وراية الجهاد، في وجه الطاغوت، والاستكبار، والكفر، والشر، وأنَّ شعبنا أيضاً سيحمل هذه الراية امتداداً لآبائه الأوائل، يحمل راية الإسلام، راية الجهاد، راية الحق، في وجه الأمريكي والإسرائيلي، وللتَّصدِّي لمساعيهم للسيطرة على هذه المنطقة، وتدمير شعوبها، وإذلال شعوبها، والسيطرة على أوطانها.

فرد الفعل بدأ من الإسرائيلي ومن الأمريكي، ولكنهم آنذاك عَمِدوا إلى تحريك أدواتهم الإقليمية؛ لتكون هي في واجهة الموقف، ولتتحمل هي كل الأعباء؛ لأنهم أدركوا أنَّ الهجوم على هذا الشعب، ومحاولة إخضاعه من جديد، ليست عمليةً سهلة، ستكون عمليةً مكلِّفةً جدًّا، وكبيرةً جدًّا، ولها تبعاتها الكبيرة؛ فحرَّكوا أدواتهم الإقليمية لتتولى الوزر، وقام النظام السعودي بهذا الدور، في إطار تحالفٍ شكَّله معه، تحرَّك معه الإماراتي، وتحرَّكت معه أنظمة أخرى، وشكَّل تحالفاً تحت الإشراف الأمريكي مباشرةً، وبدفعٍ إسرائيلي، وبهندسةٍ إسرائيلية، وبمشاركة بريطانية، أذرع الصهيونية الثلاث (أمريكا، وبريطانيا، وإسرائيل) كان لها دورٌ أساسي في الهندسة للعدوان على بلدنا، في الإشراف عليه، في المشاركة فيه، في الدفع إليه، ولا تزال مستمرةً في ذلك، لا تزال مستمرةً في ذلك، وأتى العدوان على بلدنا تحت الإشراف الأمريكي المباشر، وهذا معروف حتى في أمريكا، هناك في الكونغرس الأمريكي من كانوا يصرِّحون ويقولون: [أن لو يريد الرئيس الأمريكي أن يوقف الحرب، بكلمة واحدة يوقفها]، الحرب على اليمن.

 

والعدوان على اليمن كان فيه كل ما يتَّسم به الأمريكي، والبريطاني، والإسرائيلي، من إجرام:

  • جرائم إبادة جماعية: القتل للمدنيين، القتل للأطفال، القتل للنساء.
  • الاستهداف للمدن، للقرى، للأحياء.
  • الاستهداف لكل ما هو محظورٌ استهدافه في القيم والمواثيق والأعراف.

وهذا شيءٌ معروف، ما فعله النظام السعودي تحت الإشراف الأمريكي، بمساهمة ومشاركة أمريكية وبريطانية، ودفع إسرائيلي، وأدوار للعدو الإسرائيلي في ذلك، جرائم رهيبة جدًّا، والكل يعرف ما حصل على مدى سنوات طويلة:

  • تصعيد مكثَّف جدًّا على مدى ثمان سنوات.
  • ثم أيضاً استمرار في الحصار الظالم.
  • استمرار في الاحتلال لمساحة واسعة من هذا البلد.
  • استمرار في حرمان هذا الشعب من ثرواته الوطنية السيادية، التي هي حق لهذا الشعب؛ كي لا ينعم بها.
  • حرب اقتصادية شرسة، كُلّها تتوجَّه ضد هذا الشعب.
  • إجراءات في الحرب الاقتصادية كُلّها تستهدف هذا الشعب، وتضرر منها هذا الشعب في كل مكان، حتى في المحافظات المحتلَّة.

الأمريكي سعى إلى هذا مع الإسرائيلي؛ ومع ذلك فشلوا، فشلوا، وفشلت أدواتهم الإقليمية، وأدواتهم المحلية.

الأدوات المحلية ليس لديها أي مشروع، سوى تمكين الخارج من احتلال البلد، عندما تتحدث بعناوين، أو تعمل في إطار شغلها الدائم، الذي هو في إطار الإثارة للفتن والحساسيات؛ بهدف تمزيق النسيج الاجتماعي لهذا الشعب، عناوين الكراهية والبغضاء، في إطار ما يسعون له من التفريق بين أبناء هذا الشعب بالعنوان العرقي، بالعنوان المذهبي، بالعناوين العنصرية، بالعناوين المناطقية، كل ذلك ما الذي يسعون إلى تحقيقه من ورائه؟ تمكين الخارج من احتلال البلد فقط، ليس لديهم غير ذلك.

وباتوا، منذ أن دخل شعبنا العزيز في إطار موقفه العظيم، والحر، والإيماني، في موقف الإسناد والنصرة للشعب الفلسطيني، والمواجهة المباشرة مع العدو الإسرائيلي، باتوا مكشوفين أكثر من أي وقتٍ مضى لهذا الشعب العزيز، لكل أبنائه، لكل جماهيره، ظهروا بوضوح في الجبهة الإسرائيلية، كل موقفهم، كل ضخِّهم الإعلامي، كل العناوين التي يركِّزون عليها سياسياً، باتوا ينصرون العدو الإسرائيلي ضد أبناء هذا الشعب، كل شغلهم الدائم:

  • التشويه لموقف هذا الشعب العزيز في نصرة الشعب الفلسطيني.
  • مع التشويه التشكيك.
  • التقليل من قيمة هذا الموقف، الذي هو موقف عظيم، باعتراف العالم أجمع، حتى باعتراف العدو الإسرائيلي، هذا الموقف له أهميته، له تأثيره، له نتائجه في التأثير على العدو الإسرائيلي في الوضع الاقتصادي... في كل الاعتبارات، وموقف فريد يراه كل العالم بين محيطٍ من التخاذل الذي عمَّ العالم الإسلامي بشكلٍ مخزٍ للغاية، تفرَّد هذا الموقف الرائع، العظيم، المشرِّف، يشككون، يثبِّطون يخذِّلون.
  • وفي نفس الوقت يعلنون عن مواقف مؤيِّدة للعدو الإسرائيلي:
    • يرددون نفس المصطلحات الإسرائيلية، نفس المواقف الإسرائيلية، نفس العناوين الإسرائيلية ضد هذا الشعب؛ في توصيف الموقف، في حيثيات الموقف.
    • يبرزون استعدادهم للقتال مع العدو الإسرائيلي.
  • وصل بهم الحال إلى أن يستضيفوا جواسيس صهاينة، أرسلهم العدو الإسرائيلي إلى المناطق المحتلَّة.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن الكريم

من خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة العيد الوطني لثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة

الخميس 29 ربيع الأول 1447هـ 21سبتمبر 2025م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر