هم اتجهوا إِلَـى هذا الدين فبدلاً عن إلغاء الإسْـلَام جُملةً وشطب الإسْـلَام جُملة، لا، هذا ليس ما تتجه إليه حركة النفاق، حركة النفاق هي تبني المسجد، هي تطبع المصحف وتكتب المصحف وقبل ذلك تكتبه وبعد ذلك تطبعه، حركة النفاق هي تشهد بالشهادتين، حركة النفاق ليس لها مشكلة مع شكليات من الإسْـلَام إذا قضت على الجوهر في هذا الدين الذي يتعارض معها؛ ولذلك حركة النفاق اتجهت إِلَـى الإفساد في دين الأُمَّـة من خلال ماذا أولاً من خلال تحريف المفاهيم وهذه مشكلة كبيرة وخطيرة في واقع الأُمَّـة تحريف مفاهيم الإسْـلَام، تغيير بعض المفاهيم بالكامل واستبدالها بمفاهيم جديدة، تُحسَبُ على الإسْـلَام وليست من الإسْـلَام ولكنها تتأقلم مع رغبات ومطامع وسلطة حركة النفاق الأموية، أَيْـضاً محاولة تفريغ بعض النصوص الدينية من دلالاتها الحقيقية واستبدال مدلولها الحقيقي بمدلول آخر مدعى مزيف وهناك يحرف المعنى يبقى النص القُـرْآني قال الله تعالى قال النَّـبِيّ كذا ولكن يقدمون معنىً آخرَ للنص القُـرْآني أَوْ النص النبوي، هذا مسلك آخر من مسالك التحريف، يعني هناك طريقة وهي الاختلاق والافتراء فيفترى على النَّـبِيّ نصوصاً وأحاديث يفترى على الإسْـلَام ما يُحسب عليه من تشريعه من تعاليمه من مفاهيمه وليس منه بالأساس، هذا مسار هذه طريقة هي واحدة من أساليب التحريف.
أسلوب آخر من أساليب التحريف يحافظ على النص لكن يقدم له مدلول آخر، أسلوب ثالث من أساليب التحريف الخطيرة تنزيل هذا النص في غير موضعه وضع النص تحريفه عن مواضعه فيقال قال الله تعالى مثلاً عندما تقرأ آيات الجهاد آيات الجهاد صحيحة ومدلولها واضح ولكن يحرك بها المغفلون في خدمة أمريكا وإسرائيل في ضرب الأُمَّـة في ضرب المسلمين في البغي على المحقين.
هذا واحد من الأمثلة والأمثلة كثيرة جداً.
على العموم اشتغلوا في هذا الاتجاه في تحريف المفاهيم الدينية، شغل واسع جداً في واقع الأُمَّـة فأصبح في واقع الأُمَّـة الكثير من المفاهيم المغلوطة والمخلوطة وَالمشوه ولبس الحق بالباطل وأصبح هنا الغثاء الكثير في الموروث الثقافي للأُمَّـة يستغل اليوم من أي ضال من أي مفسد من أي مجرم من أي مضل يجد لديه ما يقول قالوا وقالوا وقال فلان وحدثنا فلان وآخبرنا فلان.
جانب آخر من الإفساد بالدين في واقع الأُمَّـة لأن الدين في جوهره لا يفسد لكن في واقع الأُمَّـة وفيما يُحسب على الدين هو الأَخْـلَاق والقيم، ضربوا الأُمَّـة ضربة قاضية.
مَن يعرف مبادئ الإسْـلَام وأَخْـلَاق الإسْـلَام وقيم الإسْـلَام ثم يقيّم الواقع العام الذي يعيشه المسلمون يرى الفجوة الهائلة، مَن الذي صَنَعَ هذه الفجوة في أجيالنا الإسْـلَامية لو كان الامتدادُ التربوي والتثقيفي والتعليمي وَالبنيوي في الأُمَّـة امتداداً لحركة الإسْـلَام من يومه الأول في حركة النَّـبِيّ صَلَـوَاتُ اللهِ عَلَيْـهِ وَعَلَى آلِه لكان تحركاً نحو الأفضل ونحو الأعلى الحركة الطبيعية تمتد نحو الأفضل.
الحركة المختلة تتحرك وتمدد نحو الأسوأ ولذلك هذه الفجوة التي من الواضح أنها تزداد وتزداد في واقع الأُمَّـة لها بداية متى بدأت هذه البداية من أسّس هذه البداية من صنع هذه البداية؟، فلعبت دوراً رئيسياً مؤسساً، بلا شك الحظ الأوفر النصيب الأكبر لبني أمية فالحركة الأموية اتخذوا دينَ الله دغلاً.
واليوم ما تعاني منه الأُمَّـة في التباس الكثير من المفاهيم لدى الكثير منها في الفجوة الأَخْـلَاقية والقيمية ليس وليد زمننا ليس نتاج عصرنا، لم يكن فقط نتاجاً لهذا الجيل أَوْ الجيل الذي قبله، لا، هذا امتدادٌ لقرون من الزمن، تعاظم وتعاظم حتى وصل إِلَـى ما وصول إليه.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود /النصر للإسلام]
من خطاب السيد/ عبد الملك بدرالدين الحوثي بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام:1437هـ