مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

أيضاً نجد من شرائط قبول الإنفاق في القرآن الكريم أن ينفق الإنسان مما يحبه، من المرغوب، لا يعمد الإنسان إلى الأشياء التي ليس لها قيمة لديه، ليس بحاجة لها، لا يرغب فيها أصلاً، فيعمد إلى إنفاقها ويتحفظ على ما يحبه، على ما يعجبه، على ما يرغب فيه، ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ}(البقرة:267) من طيبات ما كسبتم، لا تعمد إلى أسوأ شيء لديك فلم تعد ترغب فيه، ولم يعد يعجبك، ولم تعد بحاجة إليه، فتعمد هو إليه بخصوصه لتنفقه وتقدمه، وتترك ما تحب وما ترغب وما هو جيد، وما هو طيب، وما هو نفيس فلا تقدم منه شيئاً، {أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ}(البقرة:267) لا تعمدوا وتقصدوا إلى الخبيث لديكم، الأشياء الرديئة، الأشياء الفاسدة، الأشياء التي لم يعد لكم بها حاجة ولا رغبة ولم تعد طيبة، استغنيتم عنها، رغبتم عنها فتقدمونها هي وتنفقونها هي، احسب حسابك فيما تنفق أنك تقدمه في الأساس إلى من؟ إلى الله.. {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} (البقرة:267).

الشيء الذي لم تكن لتقبل به إلا مجاملة وإغضاءً ولا مبالاة {وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} فلن يقبل منكم الشيء الرديء والسيء والخبيث والتافه الذي أصبح مرغوب عنه وليس مقبول لديكم.

بل يؤكد في آية أخرى فيقول: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} (آل عمران:92) {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} فأن يعمد الإنسان إلى الشيء السيء وهذا يحصل حتى لدى الجمعيات، سمعنا عن جمعية وردت تمراً فاسداً من السعودية، وأرادت أن تتمنن به في هذا الشهر الكريم، وهكذا أشياء فاسدة، أشياء رديئة تقدم، لا.

يجب أن ينفق الإنسان مما يحبه ويرغب فيه، ثم بعد ما تنفق لا تُتبع ما أنفقته تمنناً ولا تمدحاً ولا تكسر به نفسية من قدمته إليه ولا أذى، ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ}(البقرة:264) المن التمنن والتمدح على أي شخص قدمت إليه بوجهه أو في غير وجهه، يُبطِل , يُبطِل صدقتك، فلا يبقى لك شيء من الأجر ولا شيء من الثواب، بل تتحمل أثماً، تتحمل بدلاً من أن تكسب الأجر والثواب وعواقب الخير والإخلاف من الله سبحانه وتعالى بالخير عليك، تكون النتيجة أن تتحمل الا ثم، المن والأذى.

وحال الإنسان الذي يتمنن ويؤذي يتبع ما أنفقه أذى أو منّاً حاله حال الإنسان الذي ينفق رياءً لينال الشهرة، ليصبح له سمعة، ليمدح بذلك في الناس، ليعزز موقعه الاجتماعي عند الناس، ليغطي على مساوئ وجرائم يعملها فيعمد إلى أن يقدم ليقال إنه كريم وأنه معطاء وأنه سخي، هذا أيضاً لا يقبل منه ما أنفق ولا ما قدم، بل حاله خاسر، {لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ}.

وفي حالات الإنفاق، الحالات المتعددة، الإنفاق في السراء، الإنفاق في الضراء لا تكون حالة الإنفاق محصورة عندما يصبح لديك أموال هائلة وأرصدة في البنوك وتجارة كبيرة، لا. ولو في حال العسر بقدر حالك، بقدر ظروفك، {مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ} وتقدم عن المتقين {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء}(آل عمران:134)  أيضاً ليلاً ونهاراً، قد تكون هناك حالات مناسبة للإنفاق في الليل، هناك حالات مناسب فيها النهار، هناك الصدقة في العلانية، هناك الصدقة في السر، وصدقة السر أفضل ويقال عنها أنها تدفع ميتة السوء وتطفئ غضب الرب، يقول الله سبحانه وتعالى: {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}(البقرة:271).

فالإنسان يتعود على حالات متعددة في إنفاقه ويروى أن في مقدمة مصاديق الآية التي ستأتي {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً} (البقرة: 274) الإمام علي عليه السلام، حيث أنفق سراً وأنفق علانية، وأنفق بالليل وأنفق بالنهار.

فالإنفاق في حالات متعددة تواجه حالات متعددة، تواجه حالات وظروف طارئة لفقراء ليلاً، تواجه حالات من العسر والعناء والاحتياج نهاراً، تقدم علناً فتشجع الآخرين على الأنفاق، تقدم سراً فتراعي نفسية الفقير الذي لا يريد أن تكسر نفسيته، أن تعطيه أمام الآخرين، وهكذا لكل الحالات هذه إيجابية، لكل منها إيجابية.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي

بعنوان: الإنفاق

بتاريخ: 14 رمضان 1433هـ.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر