النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- جمع الناس (في غدير خم) في تلك المنطقة، أثناء عودته من مكة عائداً إلى المدينة، وجمع الآلاف المؤلفة من الحجاج المسلمين العائدين إلى مناطقهم، والذين سيسهمون بشكل كبير في نقل هذا البلاغ إلى مناطقهم، جُمعوا، وفي وقت وبأسلوب أشبه ما يكون بحالة نفير؛ لأن الحالة كانت أثناء الظهيرة، أوقفت الجموع التي لا زالت متحركة، استدعيت الجموع التي كانت متقدمةً شيئاً ما، جمع الكل في صحراء واحدة، في ساحة واحدة، في مكان واحد واضح، لم يكن فيه أي عوامل يمكن أن تمثل عائقاً: إما عن رؤية النبي، أو عن سماعه، حضر الكل في حالة استدعاء عاجل وملفت وطارئ، تُرى ماذا هناك؟ ماذا يريد النبي -صلوات الله عليه وعلى آله-؟ وأثناء الظهيرة قام النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- بعد أن رصت له أقتاب الإبل ليصعد عليها، وأَصعد معه علياً -عليه السلام- على نفس الأقتاب، ثم وجّه خطابه إلى الأمة، وأبلغ ما أمره الله بإبلاغه، بعد حديث هيأ فيه الذهنية العامة للمستمعين لما سيقدمه إليهم، وبكل ما يساهم على لفت الأنظار، وعلى جلب التركيز والانتباه، وعلى جلب حالة الإصغاء والتفهم، يعني: النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- أدى مهمته على أكمل وجه، وأتمِّ ما ينبغي، لا نقص، لا في مستوى التبليغ، ولا في طريقة التبليغ، ولا في إعطاء التبليغ جواً يساعد على إدراك أهميته والالتفات إلى أهميته؛ فتحدثبخطاب شهير، ثم وصل إلى الموضوع الرئيسي في الخطاب، فقال -صلوات الله عليه وعلى آله-: (يَا أَيُّهَا النَّاس إِنَّ اللهَ مَوْلَاي وَأَنَا مَوْلَى المُؤْمِنِينَ أَوْلَى بِهِم مِنْ أَنْفُسِهِم، فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا عَلِيٌّ)، وكان علي -عليه السلام- إلى جانبه، وأخذ بيد الإمام علي -عليه السلام- ورفع يده أمام الحضور، الآلاف المؤلفة من المسلمين، (فَهَذَا عَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ).
هذا النص وهذه الواقعة توارثتها الأمة الإسلامية، وهي في نفسها من الثوابت المعترف بها بين أبناء الأمة، الفريقين والجمهورين الرئيسين في الأمة، كما يقال (الشيعة، والسنة) الكل توارثوا هذه الحادثة بنفسها، وهذا النص: (فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا عَلِيٌّ مَوْلَاهُ) توارثته الأمة بكلها؛ فأصبح من المتواتر بين الأمة، والثابت بين الأمة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من خطاب السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة يوم الولاية 1438هـ
ثقافة الغدير ومعنى الولاية.