مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يقول الله "سبحانه وتعالى": {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا}[النحل: من الآية5]، الله هو الخالق، هو الذي خلقها، وجعلها على النحو الذي يفيد هذا الإنسان، ويستفيد منها في كل شيء، {لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ}[النحل: من الآية5]، {لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ}، منها أحسن الملابس الشتوية، والإنسان يدفأ فعلاً، لا مجال للبرد، إذا أصبح لك كوت منها، أو أصبح لك كذلك فرش منها، أو ملابس منها، تستفيد منها، وتدفئك دفء حقيقي.

 

 

 

{وَمَنَافِعُ}، المنافع منها منافع كثيرة، والأغراض كثيرة، الإنسان يستفيد سواءً من جلودها، يستفيد من شعرها وأوبارها، ويستفيد أيضاً على مستوى حتى مخلفاتها، من أحسن السماد للنباتات مخلفاتها، من أحسن السماد للنباتات، لتخصيب الأرض، لتخصيب التربة، ويستفيد الإنسان منها على مستوى الملابس بأنواع متعددة، وأشكال متعددة ومفيدة، الفرش، يستفيد منها الإنسان على مستوى الأحذية، أحسن الأحذية هي التي تصنع من الجلود: جلود الأنعام، يستفيد منها الإنسان أيضاً في الأحزمة، في الحقائب... منافع كثيرة جداً في حياته.

 

 

 

{وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ}، تأكلون غذاءً ممتازاً، غذاءً صحياً، غذاءً ينفع الجسم، يقوي الجسم، يذهب عنكم مشكلة سوء التغذية، إذا الإنسان يأكل أندومي، والَّا يأكل أشياء بسيطة ليست ذات قيمة غذائية.

 

 

 

{وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ}[النحل: الآية6]، حتى على المستوى الجمالي، سبحان الله! جعلها الله نعماً ممتازةً، نافعةً، مفيدةً للإنسان بفوائد متنوعة جداً، ذات أهمية كبيرة في حياته، ومع ذلك يلحظ الجانب الجمالي، كما في النباتات، كما جعل الله النباتات التي يتغذى منها الإنسان جميلة، ورائعة جداً، جعل كذلك الحيوانات التي ينتفع بها الإنسان، الحيوانات الحلال، فيها جمال حتى في حركتها، عندما يكون لك قطيع من الغنم، أو قطيع متنوع فيه غنم، وأبقار... وغير ذلك، وفي مسراحها عندما تذهب للرعي، أو لشرب الماء، وفي مراحها وهي عائدة، وقد تغذت، وشبعت، وضروعها قد أصبحت مليئة بالحليب، وأقبلت ذات جمال، وهذا يتجلى في الريف بشكل كبير جداً، عندما تخرج بين الخضرة، بين خضرة المرعى، فتأتي بألوانها الجميلة، وأشكالها الجميلة، وحركتها الجميلة، مع ما يشعر به الإنسان من ارتياح نفسي ويرى معه هذه الثروة، هذه النعمة، وما فيها من الفوائد والمنافع.

 

 

 

{وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ}[النحل: من الآية7]، كما تحدثنا عن الإبل وفائدتها، وكانت قوافل الإبل هي التي يعتمد عليها الإنسان بشكل كبير، ولا يزال يعتمد عليها الكثير من البشر، في مناطق كثيرة في العالم، وتمر من طرق ضيقة، أو طرق صعبة، أو طرق محدودة، لا تحتاج إلى تعبيد للطرق، وشق للطرق، {إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}[النحل: من الآية7]، فهي من مظاهر رأفة الله ورحمته بعباده، والإنسان إذا تعامل معها كنعمة، وتأمل فيما أنعم الله عليه فيها، وتأمل في ما فيها من مظاهر قدرة الله، ورحمة الله، وكرم الله، وحكمة الله، وعلم الله، يزداد إيماناً، فتكون منفعتها له حتى منفعةً إيمانية.

 

 

 

هذه النعم أيضاً يقول الله عنها: {وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ}[النحل: من الآية80]، أثاث، يستفاد منه في البيوت لأشياء وأغراض كثيرة جداً، ومنافع متعددة، كم يمكن الحديث عنها على المستوى التفصيلي.

 

 

 

فمنها: أحسن الملابس، وأحسن الغذاء والإدام، ومع الزراعة تكون غذاءً مكملاً، الله جعل في الزراعة كذلك غذاء وكساء للإنسان، ومنافع أخرى، والكساء أيضاً في الزراعة متوفر، متوفر في القطن بشكل كبير جداً، أحسن الملابس تصنع من القطن، وهناك أشجار أخرى يصنع منها أيضاً الملابس، وكان بلدنا من أحسن البلدان إنتاجاً للملابس، ويعاني الآن من يصنعون المعاوز، ويصنعون القماش، من بعض المشاكل، ويمكن معالجة هذه المشاكل، والعناية بهذا الجانب بشكل كبير؛ حتى نؤمِّن لأنفسنا ضروريات حياتنا من أوطاننا: ما نأكل، ما نشرب، ما نلبس، الجانب الطبي، المواد الأساسية، الجوانب. الأساسية.

 

 

 

فالله "سبحانه وتعالى" يذكرنا بهذه النعم، يلفت نظرنا إلى حسن استثمارها، حسن الاستفادة منها، تمنن علينا وذلل لنا الأنعام، إلى درجة أنها تألف، تألف، الأنعام: البقر، الإبل، الغنم، الماعز، تألف من يقوم على تربيتها، والعناية بها، الاهتمام بها، بالذات إذا كان يتعامل معها تعاملاً جيداً، تأنس به، تألفه، تقبل عليه، يتمكن من حسن الانتفاع بها بشكلٍ أفضل.

 

 

 

هذه نعم كبيرة جداً، ونعم من الله "سبحانه وتعالى"، ورزقنا بها؛ إنما كيف نهتم بها، كيف نستفيد من التقنيات الحديثة في تربية المواشي، في طرق تربيتها، كيف نهتم بها من بقية الجوانب، مثلاً: يمكن أن يكون هناك اهتمام في مجالات الاستثمار في إنتاج الأعلاف، في إنتاج القوت لهذه الأنعام، حتى يتوفر بشكل رخيص، لا يكون مكلفاً، ويتوفر بشكل واسع، لا يكون هناك أزمة في توفير احتياجاتها الغذائية، قوتها، هذه مسألة ممكنة، ومتاحة، وتطورت في العالم، تطورت في العالم، وأصبحت أيضاً من أهم ما يستثمر فيه في العالم، طرق تربية هذه المواشي بطريقة أفضل، يحافظ عليها بشكلٍ أفضل، وتساعد على تسهيل عملية الإنتاج فيها بشكلٍ أفضل، كذلك مسألة متاحة، الانتفاع منها بشكل واسع، مثلاً: المشتقات من الحليب، الآن هناك عناية كبيرة في العالم بالحليب ومشتقاته، الحليب غذاء رئيسي، غذاء عالمي، من أهم الأغذية التي يعتمد عليها البشر في حياتهم، وهناك في كل العالم، بالذات في الدول الصناعية، والدول النامية، اهتمام بصناعة وإنتاج الحليب ومشتقاته على نحوٍ واسع، يمكن أن يكون هناك اهتمام في البلد بهذا الشيء، بدلاً من الاعتماد كلياً على الاستيراد من الخارج، بدلاً من استيراد الحليب المجفف، يمكن تجفيف الحليب، عندما الله يخلق الحليب لنا، نحن نقوم بتجفيفه، والاستفادة منه، وتعليبه، هذه مسألة ممكنة، يمكن للمستثمرين أن يعملوا ذلك.

 

 

 

هذا مجال مهم حتى على المستوى الصحي، يمكن مراعاة الجوانب الصحية، والأمانة في ذلك، فينفع الناس، ينتفع الناس على المستوى الصحي، معالجة مشكلة سوء التغذية، الحليب مما يعالجها، الأغذية الممتازة، الأغذية المفيدة النافعة التي تقدم بطريقة صحية، تعلَّب بطريقة صحية، تنتج بطريقة صحية، تعالج مشكلة سوء التغذية، ومشكلة الكثير من الأمراض، تقي الناس من كثير من الأمراض؛ لأن كثيراً من الأمراض تعود إما إلى سوء التغذية، أو إلى الغذاء الغير الصحي، الغذاء الملوث، الغذاء الذي أنتج بطريقة أضيف إليه إما إضافات ضارة بالإنسان، أو نقِّص منه ما يفيد الإنسان.

 

 

 

ممكن أيضاً مع العناية بإنتاج الأعلاف، والعناية بهذا الجانب، العناية بالطب البيطري؛ لأنه من المتطلبات المهمة جداً، للحفاظ على الأنعام وعلى الثروة الحيوانية، وهناك في البلد نقص في هذا الجانب كبير، يحتاج إلى إقبال المزيد من الطلاب، والدراسة فيه، والكوادر، ويحتاج أيضاً إلى توفير المتطلبات الأساسية لهذا الجانب المهم جداً، وهو جانب ضروري ومهم أيضاً.

 

 

 

من الأشياء التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في إنتاج اللحوم، العناية حتى في مسألة المسالخ، المسالخ التي في المدن كيف تكون نظيفة، كيف تكون أيضاً الذباحة فيها بالطريقة الشرعية، ومطابقة لتعليمات الشرع، وإلا ستكون ميتة، ميتة، ويأثم من يذبحها بطريقة غير صحيحة، عليهم أن يتعلموا، ويمكن أن يكون هناك رقابة وتأكد على مستوى النظافة، على مستوى صحة المواشي التي تذبح وتقدم من المسالخ، وعلى مستوى الضوابط الشرعية، والنظافة.

 

 

 

من المهم أيضاً الرشد وحسن الاستخدام لهذه النعمة: مثلاً: عدم الإفراط في ذبح الإناث؛ لأن الإناث ثروة ضخمة للإنتاج، إنتاج المزيد وللتوالد، وهي أيضاً مفيدة أيضاً في حليبها، ويستفاد منها أيضاً في الصوف وغيره، الصوف فائدة عامة، بشكل عام فيها (في إناثها، وفي غير إناثها).

 

 

 

فيما يتعلق أيضاً بالتهريب المفرط إلى خارج البلاد لهذه الثروة: يفترض الحد من ذلك، لا بأس بالاستفادة التجارية منها، لكن ليس بالشكل الذي يؤثر على مدى توفرها في البلد، هذه ثروة ضخمة، وثروة مهمة، وثروة نافعة ومفيدة، ومشتقاتها كثيرة، ومنافعها كثيرة.

 

 

 

من الثروة الحيوانية ذات الأهمية الكبيرة على المستوى الغذائي والصحي والتجاري: العسل، النحل والعسل: النحل ثروة حيوانية ضخمة تنتج العسل، يقول الله "سبحانه وتعالى" عن هذه النعمة العظيمة: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[النحل: 68-69]، النحل من الثروات الحيوانية الضخمة والمهمة والعجيبة، من نعم الله العجيبة، وتنتج منتجات متنوعة، منها غذاء ملكة النحل، ومواد أخرى كلها ذات قيمة صحية عالية، ذات أيضاً قيمة غذائية عالية جداً، ولكن من أوفر وأكثر ما تنتجه هو العسل، والعسل نعمة كبيرة جداً، من أعظم النعم العجيبة على الإنسان؛ لأن قيمته الغذائية عالية جداً، وقيمته الصحية؛ لأنه يعزز المناعة في جسم الإنسان، ويكافح بالتالي الكثير من الأمراض، ويقيه ابتداءً من كثيرٍ من الأمراض، ويقول الأطباء: أن ملعقة واحدة يومياً من العسل يستمر عليها الإنسان ستقيه- بإذن الله "سبحانه وتعالى"- من كثيرٍ من الأمراض، ملعقة واحدة يومياً، الأطفال كذلك إذا تناولوا ملعقة صغيرة من العسل يومياً بشكلٍ مستمر يقيهم هذا من كثير من الأمراض، ويساعد أن يتمتع الإنسان بالصحة، والعافية، والقوة البدنية، ومهم جداً استثمار هذه النعمة، هذه نعمة من الله، نعمة من الله "سبحانه وتعالى".

 

 

 

أيضاً هناك مشاكل كبيرة طرأت فيما يتعلق بالنحل، بالذات مع اعتماد المزارعين على المكافحات والمبيدات الحشرية لمزارعهم، التي تكاد تبيد حتى الإنسان، وليس فقط الحيوانات، وعندما تذهب النحل إلى مزرعة وقد رشت بتلك المبيدات، يقضى عليها بالكامل، وتحصل مجزرة مروعة، في بعض المزارع تذهب إليها النحل، فلا تعود منها، تموت بين الأشجار، هذه كارثة، استخدام المزارعين للمبيدات والمكافحات التي كما قلنا تكاد حتى تبيد الإنسان، بعضها تصيب الإنسان بالسرطان، أو تصيب الإنسان بفيروس الكبد، أو تصيب الإنسان بسموم قاتلة، تضر بصحته، وتدمر صحته، توثر، هذا من أكثر ما أضر بالنحل في بلدنا، ولكن يمكن معالجة هذه المشكلة، ويمكن اختيار أماكن أيضاً مناسبة للنحالين والنحل، أيضاً في الماضي كما في الأبقار والأغنام كانت كثيراً من الأسر زمان تقتني النحل، ويتوفر لها العسل، وموائدها عامرة: يتوفر فيها العسل البلدي، والحليب، واللبن، كذلك يتوفر فيها البيض البلدي، والسمن، أغذية ذات قيمة غذائية عالية، الشعب اليمني كان أبناؤه وشبابه رجال أقوياء أصحاء، غذاء ممتاز، والآن غذاء متدهور، وفي نفس الوقت قات بكميات كبيرة، تهزل الأجسام، وتضعف الأعصاب، ويؤثر هذا حتى على المستوى النفسي، والعصبي، والصحي، والبدني؛ وبالتالي على المستوى العملي.

 

 

 

العسل نعمة كبيرة جداً، وذو قيمة تجارية عالية، إنتاجه يوفر دخل كبير للإنسان، الذين يبيعون العسل، يبيعونه ويحصلون على مبالغ ضخمة، ويمكن أن يمثل ثروة ضخمة، ثروة وطنية ضخمة، إذا اتجه الكل إلى إنتاجه، واستفادوا من التقنيات الحديثة، التي تساعد على جودة الإنتاج، وتحسين الإنتاج، وتسهيل الإنتاج، وتوفير الإنتاج، وبكلفة أقل، يمكن كذلك جانب التعليم، حتى الجامعات يفترض أن ترتبط في تخصصاتها بالواقع العملي، بالواقع العملي، وهذا مما يجب أن تلتفت إليه الجهات المعنية.

 

 

 

فيمكن أن يكون العسل أيضاً مع أهميته التجارية، وأهميته الصحية، يحد من الأمراض، إذا توفر العسل للناس، وتغذوا منه يومياً، هذا يقيهم الكثير من الأمراض، ويوفر لهم على المستوى الاقتصادي؛ لأن الأمراض من مشاكلها أيضاً إضافة إلى كونها مشكلة صحية في جسد الإنسان، هي مشكلة اقتصادية، من أكبر ما يستنزف الناس مالياً، يذهبون إلى المستشفيات وإلى الوحدات الصحية، والمراكز الطبية، وأصبحت هناك أيضاً حالة من الاستغلال، فكل شيء مكلف: العلاج مكلف، المعاينة الطبية مكلفة، وتتحول المشكلة إلى مشكلة وهم كبير على الناس حتى على معيشتهم، وظروفهم المعيشية والاقتصادية.

 

 

 

فقليلٌ من العسل يقيك عن غرامات كبيرة في العلاج، عن غرامات كبيرة في العلاج، مع عملية إنتاج العسل من المهم الالتزام بالأمانة، الالتزام بالأمانة في إنتاجه، والحذر من الغِش، من أكبر الجرائم الغش في كل شيء، والغش في العسل جريمة بكل ما تعنيه الكلمة، ومعصية كبيرة، من كبائر الذنوب الغش، (من غشنا، فليس منا)، والذي يغش في العسل مجرم، مجرم، هو يقتات بالحرام فيما يحصل عليه من دخل، ويخدع عباد الله، أيضاً يؤثر الغش على سمعة هذا المنتج العظيم، الذي له قيمة وأهمية كبيرة، عندما يرتاب الناس في مسألة جودته، والأمانة في إنتاجه، ويشكون في أنه مغشوش، يؤثر هذا حتى على تسويقه... والمفترض أن يكون هناك عناية أيضاً بإنتاج هذه السلعة الثمينة، وذات القيمة التجارية والصحية والغذائية، وعناية به على المستوى الوطني، ومن ثم تصديره حتى إلى خارج البلاد، بدلاً من الاعتماد بشكل رئيسي على استيراده من الخارج.

 

 

 

طرق التعامل مع النحل، وطرق التعامل في إنتاج العسل، والمنتجات الأخرى ذات القيمة المهمة من النحل، أصبحت مما يدرس ويعلم، وارتبطت به تقنيات ووسائل حديثة مساعدة، مفيدة جداً، ويمكن الالتفات إلى هذا، وأن يكون هذا مصدر رزق كبير لكثيرٍ من الناس.

 

 

 

فنجد أن الله "سبحانه وتعالى" أنعم علينا بنعم واسعة؛ إنما كيف نستثمر هذه النعم، كيف نعمل فيها بشكل صحيح، وكيف نشكر الله "سبحانه وتعالى" عليها، وكيف نتعامل معها بشكلٍ صحيح، فنستفيد منها في منافعها الواسعة، منافعها المتعددة.

 

 

 

من النعم العظيمة جداً على مستوى الثروة الحيوانية: نعمة السمك، الثروة البحرية، يقول الله "سبحانه وتعالى": {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[النحل: الآية14]، البحر نعمة، وفوائده كثيرة، منافعه كثيرة، فيه نعم كثيرة، من ضمن هذه النعم: نعمة اللحوم، الأسماك، وهي نعمة مهمة جداً، قيمتها الغذائية عالية للإنسان، من أحسن الأغذية التي يتغذى بها الإنسان (السمك) غذاء ممتاز جداً على المستوى الصحي بفوائده الكبيرة، وأيضاً متوفر في البحر بشكل كبير، مهم جداً العناية بهذه النعمة، بحسن استثمارها، سواءً العناية بالبحر نفسه، بطرق الصيد: أن تكون سليمة، صحيحة، بالاستثمار في هذا المجال من الناس، من الجهات المعنية، بدعم الصيادين، وتسهيل عملية الصيد، وفي نفس الوقت ضبط عملية الصيد، لتكون بالشكل الصحيح؛ حتى لا تكون مضرة، وعبثية، وبطريقة غير سليمة ولا صحيحة، تؤثر على عملية الشعب المرجانية في البحر وغير ذلك، للصيد مواسمه، للصيد نظامه المناسب، الذي يساعد على أن تبقى هذه النعمة متوفرة ومستمرة، وأن يكون إنتاجها مستمراً.

 

 

 

ثم ما بعد عملية الصيد، كذلك هناك طرق لإنتاج الأسماك وتوزيعها، تتحمل لفترات وأوقات طويلة، وهناك التعليب لهذه النعمة، حسن التعليب لها والاستثمار بشكل أفضل لها، هذه نعمة من النعم المتاحة، التي تحتاج فقط إلى عناية بتحسين الإنتاج، بتوفير الوسائل، بتطوير الوسائل والأساليب، والاستفادة من التقنيات الحديثة، والتطور في هذه المجالات بكلها.

 

 

 

فهذه النعم العظيمة من النعم التي ينبغي التوجه لاستثمارها، والاستفادة منها حتى إيمانياً، في الشكر لله "سبحانه وتعالى"، في دراسة مظاهر قدرة الله، ورحمته، وكرمه، وحكمته، فيها، وتعالج مشكلة الفقر للناس، والاستثمار فيها على المستوى الأسري، على المستوى الشخصي، على مستوى مؤسسات، وعلى مستوى أيضاً شركات، بتجميع رؤوس أموال، وإنتاج منظم، واستفادة من الوسائل والإمكانات الحديثة، ثروة ضخمة جداً، ونعم واسعة من الله "سبحانه وتعالى"، نشكر الله "سبحانه وتعالى" عليها، وتحل مشاكل كثيرة للناس في حياتهم.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة الدروس الرمضانية، بتاريخ 25 رمضان 1442هـ

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر