مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ثانياً: في عملية التمييز والفرز يتجلى فيها أيضاً الحقيقة في الواقع العام للناس فيما بينهم، وهذه سنأتي عليها، يقول الله -سبحانه وتعالى- أيضاً في كتابه المبارك: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ}، مثلما سبق {يَقُولُوا آمَنَّا}، وهذا {يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10) وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ} [العنكبوت: 10-11].

 

الله -سبحانه وتعالى- يختبرنا في هذه الحياة بأشياء كثيرة، ويختبرنا فيما يتعلق بانتمائنا الإيماني باختبارات متعددة، في مقدمتها ومن أهمها أنه يختبرنا في الموقف، عندما تتعرض- بحسب انتمائك الإيماني- تتعرض إلى تحدٍ ومشكلة، تواجه التحديات والمشاكل، ويأتي الآخرون من قوى الشر والإجرام والطاغوت الذين يسعون لاستعبادك، والسيطرة عليك، والتحكم بك كفردٍ مسلم وكمجتمع كمجتمع مسلم، كيف سيكون موقفنا منهم؟ هل سنتخذ الموقف الذي يفرضه علينا هذا الانتماء الإيماني؟ هل سنتحرك حسب توجيهات الله وتعليماته -سبحانه وتعالى- ونتخذ المواقف التي أمرنا الله بها بالجهاد في سبيل الله، بالموقف الحق؟ أم أننا سنتخذ مواقف أخرى؟ {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} يعني: يخشاهم بقدر ما يخشى الله، يجعل عذابهم وفتنتهم والمشكلة معهم في أهميتها بالنسبة له، وفي تأثيرها على موقفه وتوجهاته بمستوى عذاب الله، فيخشى الناس كالله أو أشد خشية؛ وبالتالي يتراجع عن موقفه مع الله على أساس اعتباراته هذه، وحساباته هذه فيما حسبه من المشكلة مع الناس، {وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ}: نصرٌ لعباد الله المؤمنين الصادقين الذين يقفون المواقف الصحيحة والمسؤولة، والمتطابقة مع توجيهات الله وأوامره العظيمة، {لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ}: يزعم أنه كان مع المؤمنين المجاهدين والمنطلقين والمتبنين للمواقف الصحيحة، {أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ}، المسألة ليست ما بينك وبين الناس حتى تحاول أن تبرر موقفك أمامهم، المسألة بينك وبين الله الذي يعلم بما في صدرك {وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ}، لا بدَّ ما يجلي يعني يجلي واقع الذين آمنوا في مواقفهم، في تضحيتهم، في صبرهم، ولا بدَّ أن يجلي المنافقين في انحرافهم، أهم ما يميز المنافقين انحرافهم في مسألة الولاء والموقف، الولاء والموقف، هذه القضية الرئيسية التي جعلها القرآن الكريم فاصلة تفرز واقع المجتمع الإسلامي.

 

يقول الله -سبحانه وتعالى-: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} [الحج: الآية11]: يعبد الله على طرف من الدين، فهو يلتزم ببعضٍ من الالتزامات الدينية والإيمانية، وكما قلنا سابقاً بحسب مزاجه، بحسب رغباته {فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ} [الحج: الآية11]: كان مطمئناً ومرتاحاً ومستمراً في التزاماته المحدودة وأعماله المحدودة، {وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الحج: الآية11]: إذا (أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ) أتى الاختبار في الموقف، الموقف الذي يحتاج إلى تضحية، الذي يتعرض الإنسان فيه للخطر، الذي يواجه الإنسان فيه التهديد، الذي يواجه الإنسان فيه التحدي، حينها |لا| يتراجع، يتراجع، هذه الحالة السلبية من التراجع شبهها القرآن بالانقلاب على الوجه، كأن الإنسان سقط على وجهه، بدل أن يكون قائماً على قدميه واقفاً في الموقف الصحيح، إذا به يسقط.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

(الانتماء الإيماني وسنة الله في الامتحان)

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الثالثة والعشرون، يونيو 1, 2019م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر