مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

التقديم المغلوط للدين من البعض، من البعض حتى ممن هم محسوبون على الدين، وعندهم سوء فهم لبعض معالم الدين يساعد على أن يكون هناك تصور مغلوط للدين، أنه مشاق، وأنه للتضييق على الإنسان، وأن الإنسان بالتالي يبحث كيف يتحرر من قيود هذا الدين .. وما شابه، والواقع، لا. الله سبحانه وتعالى الذي شرع لنا منهجاً وديناً ونظاماً للحياة، وأرسى لنا قيماً ومبادئ نبني عليها واقع حياتنا وممارساتنا، وروحيتنا ونفسياتنا وسلوكنا، هو الرحيم بنا، وهو الغني عن أعمالنا وعن ما نُقدِّم، لكن كما يؤكد في القرآن الكريم نجد التأكيدات الكثيرة التي توضح لنا الحقيقة، ألا نجد أن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}(البقرة:185) وهذا في سياق ما يأمرنا به، وفي سياق الالتزام بما نهانا عنه أن لا نتجاوز إلى ما نهانا عنه؛ لأنه يريد بنا اليسر، والطريق التي رسمها لنا هي اليسرى في الحياة، هي الطريق التي هي يسر وسعادة ومنسجمةٌ مع فطرة الإنسان، ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى  وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى  فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}(الليل:5ـ7) هي اليسرى، وهي المنسجمة مع فطرة الإنسان؛ لأن الله بتكوينه وخلقه وفَطرِه لهذا الإنسان فَطَرَه عاشقاً في الأساس، ومحباً في الأساس لقيم الخير، للسمو، للكرامة، للعزة.

ولذلك نجد عندما نتأمل على سبيل المثال، فيما يتعلق بالقيم والأخلاق أن يكون الإنسان صادقاً في حياته، صادقاً فيما يقول، وصادقاً في مواقفه، هذه ليست معضلة، ليست مسألة شاقة جداً، ومعضلة وكبيرة وكارثة، وحمل ينوء به الإنسان .. لا. هذه مسألة ميسورة، ممكنة، متاحة، منسجمة مع فطرة الإنسان، ولذلك الناس في واقعهم يحبون ويقدرون ويعزون ويحترمون الإنسان الصادق، بينما من المسيء للإنسان، ومن المخزي للإنسان أن يكون كذّاباً، وأن يكون معروفاً في واقعه وبين الناس بأنه إنسان كذّاب، مسألة مسيئة، مخزية، وصعبة حتى على الإنسان.

ولذلك الناس في واقع حياتهم يحاولون دائماً حتى السيئون منهم يحاولون دائماً أن يقدموا في واقعهم وفي واقع حياتهم، وفي مشاريعهم وأعمالهم أنها مستندة إلى تلك القيم التي هي منسجمة مع فطرة الإنسان، فيحاولون أن يغطوا وأن يلبسوا باطلهم لباس الحق، فيقولون عنه أنه حق؛ لأنهم يدركون أن الإنسان بفطرته يمقت الباطل، ويكره الباطل، وعلى كذبهم أنه صدق، وهكذا يحاولون أن يُلبسوا ما هم فيه من انحراف يحاولون أن يلبسه لباس القيم، والمبادئ المنسجمة مع فطرة الإنسان.

إذاً فطريق الحق ومنهج الله سبحانه وتعالى هو يسر، وهو المنسجم مع فطرة الإنسان {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} (الروم:30) والدين يحقق للإنسان منهج الله سبحانه وتعالى، المنهج الحق، وليس المزيف، المنهج الحق وفق ما قدمه في كتابه الكريم، ووفق ما طبَّقه في الواقع وأرسى معالمه الرسول محمد (صلوات الله عليه وعلى آله).

المنهج الحق يحقق للإنسان السعادة في حياته من جانبين: جانب مباشر، جانب مباشر؛ لأن كل تلك التعاليم لها أثر مباشر في الواقع، وجانب آخر زيادة بركة من الله سبحانه وتعالى، ومكافئة من الله سبحانه وتعالى، مثلما قال: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}(الأعراف:96) إذاً فالطريق التي أرادها الله لنا، وما يريده الله للإنسان هو السعادة الحقيقية، هذا لا يعني أن الحياة ليس فيها مشاق، أو متاعب، بل يوجد في الحياة مشاق، ويوجد فيها متاعب، يوجد فيها منغصات، يوجد فيها مشاكل كثيرة، ولكنها ناتجة عن واقع الناس، عن ما يرتكبه الكثير من الناس من مظالم، وفساد، وطغيان، وأنانية، ومجانبة للعدل، وتجاوز للحق، وإمعانٌ في الفساد، فنتيجة معظم المشاكل، معظم الصعوبات، معظم العوائق والنكبات، ومعظم معاناة البشر، سببها في الواقع البشر أنفسهم؛ لأن هناك كثير من البشر يتجهون في واقع الحياة، في طريق الانحراف، الظلم، الفساد، الطغيان، الجريمة.. وهكذا، فيظلمون أنفسهم وينشرون الظلم في واقع الحياة، يَفسُدُون، ويُفسِدُون، وتنتشر مظاهر فسادهم وآثار فسادهم في واقع الحياة من حولهم، فيسيئون للحياة بكلها، ولذلك عَظُمَ ذنب الإنسان لعِظَمِ تأثيره في الحياة، وقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} (الروم:41) هكذا هو أثر فساد الإنسان في واقع الحياة بكلها حتى في أعماق البحار.

ويقول الله سبحانه وتعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}(يونس:44) فالإنسان يظلم نفسه ويظلم أخاه الإنسان، وينشر الظلم من حوله في واقع الحياة، فتنشأ الكثير من المعاناة والمشاق وما إلى ذلك، لكن الإنسان المؤمن المستقيم الملتزم، هو يستند إلى قيم عظيمة من بينها الصبر، صبور، يصبر ويتحمل المشاق، أيضاً يستعين بالله سبحانه وتعالى، والله فتح باب العون لعباده، وعلَّمنا أن نستعين به، وما علَّمنا ذلك إلا وهو بكرمه حاضرٌ ليمنّ علينا بذلك {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}(الفاتحة:5) علَّمنا أن نستعين به فهو حاضرٌ بكرمه ورحمته لأن يمنحنا العون، والله سبحانه وتعالى في عونه للإنسان يمنحه حتى العون المعنوي، العون المعنوي الكبير، يشرح صدره، يُنوِّر قلبه، يزيده هداية، يُفرِغ عليه صبراً، يُثبِّته، هكذا مظاهر الرعاية الإلهية المعنوية واسعة جداً، وبالتالي يواجه الإنسان مشاق الحياة وينهض بمسئوليته فيسمو ويصبح في واقع الحياة جديراً بالتكريم العظيم، والنعيم الكبير الذي أراد الله له.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بعنوان (الفوز العظيم)
القاها بتاريخ: 9/ رمضان/1434هـ

اليمن – صعدة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر