ومثلما قلنا في بداية الكلام: من أهم ما نستفيد منه بتذكرنا لهذه النعمة هو: التركيز على ترسيخ الهوية الإيمانية لشعبنا العزيز، هذه مسألة من أهم المسائل.
النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” روي عنه أنه قال: (الإيمان يمان، والحكمة يمانية)، تلكم هي هوية هذا الشعب: هويةٌ إيمانية، الإيمان والانتماء للإيمان، الإيمان في مبادئه، الإيمان في قيمه، الإيمان في أخلاقه، الإيمان في تشريعاته وتعليماته هو الهوية التي نبني عليها ثقافتنا، وانتماءنا، وأخلاقنا، وموقفنا، وسيرتنا في هذه الحياة، نبني عليها مشروعنا في هذه الحياة، وتوجهنا في هذه الحياة، وهذه أشرف هوية، وأسمى هوية.
نحن في السنوات الماضية- في مثل هذه المناسبة- أشرنا إلى أنَّ كثيراً من الشعوب والأمم في كثيرٍ من بقاع الأرض تتمسك بهويتها المعتمدة على كثير من الخرافات والأباطيل، وهذا حاصل إلى حد اليوم؛ أمَّا نحن فهذه من أعظم النعم: هوية مشرفة وعظيمة، ولها أهمية كبيرة في واقع الحياة، وثمرة طيبة، بقدر ما نرسخ هذه الهوية ونرتبط بها، بقدر ما تتحقق لنا نتائج مهمة في واقعنا التربوي والأخلاقي والعملي، وكذلك في واقعنا في الحياة، مسيرة حياتنا في جانبها الحضاري، وفي شتى الجوانب والمجالات.
فإذاً هذه الهوية الإيمانية التي مثَّلت أهميةً كبيرة في صناعة دور هذا الشعب في ماضيه، وفي حاضره، وفي صناعته في المستقبل، والتي إن أضعناها؛ ضعنا، وإن فقدناها؛ خسرنا، وإن تخلينا عنها؛ كنا متنكرين للنعمة، جاحدين للفضل، وخاسرين في حياتنا.
عندما نأتي إلى هذه الهوية في كل جوانبها الرئيسية، نجد تجلياتها، تجليات هذا الانتماء الإيماني في مسيرة شعبنا في كل جوانب حياته، ونتحدث ونستعرض نماذج محدودة على طريقة القرآن الكريم، بالاهتداء بالقرآن الكريم، عادةً ما يعرض لنماذج، حتى عندما يعرض لنا المواصفات الإيمانية، ويتحدث لنا عن المؤمنين، يركز على نماذج رئيسية؛ لأن الجانب الإيماني هو يشمل كل واقع الإنسان، ولكن يمكن في الحديث أن نركز على نماذج رئيسية تدل على بقية التفاصيل، وعلى بقية المواضيع.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة جمعة رجب 1440هـ / 19/ يوليو, 2019م.
(اليمن.. الهوية الإيمانية ومخاطر التحريف والانحراف)