مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الإنسان إذا لم يعد يتذكر هذه النقلة، هذه النعمة، هذه الرعاية؛ فهو سيتجه اتجاهاً مختلفاً: سيبطر، يعيش البطر والطغيان، وسيفتر في نشاطه العملي؛ لأن البعض من الناس في مثل هذه الظروف يتجه نحو الانشغال بمتع هذه الحياة، نحو الانشغال بتحقيق المكاسب الشخصية والمصالح الشخصية، ويتجه أيضاً بدافعٍ نفسيٍ سلبي ليركز على المواقع المعنوية: مناصب معينة، إبراز للشخصية، يختل عنده اخلاصه لله -سبحانه وتعالى-، تأتي الشوائب الكثيرة إلى منطلقاته، يفقد تلك المنطلقات التي كان يتحرك بها في بداية الأمر، كانت منطلقات ودوافع إيمانية خالصة.

 

بعد التمكين أصبحت الدوافع مشوبةً بالحرص على المناصب، بالحرص على المواقع المهمة في مراتب المسؤولية، بالحرص على المال، بالحرص على الطمع، بالحرص على التوسع في الرفاهية... وهكذا اتجاهات سلبية، في نهاية المطاف لها أثر خطير على مدى استجابتك العملية لله -سبحانه وتعالى-، مثل هذا النوع من الناس يغلب عليهم المزاج الشخصي في مدى تفاعلهم مع الأعمال، مع التوجيهات، مع ما يُدعَون إليه مما فيه حياة الأمة، حينها لأن منطلقاته قد تغيَّرت؛ لم يعد كما كان سابقاً، فحينها يأتي ليتعامل مع الأمور من منطلق مزاجه الشخصي: أعجبه الأمر؛ استجاب، لم يعجبه؛ لم يستجب.

 

فيما قبل كان منطلقاً انطلاقةً سليمةً من مثل هذه الشوائب، يتحرك كجنديٍ لله، فيما بعد أصبحت عنده الشروط، والمعايير الشخصية، والمطالب الشخصية، والمقاصد الشخصية، والاعتبارات الشخصية؛ لأنه فقد منطلقه الإيماني، ربما البعض لم يشعر بأنه قد فقد منطلقه الإيماني، لكنه لو يفكر ويتأمل جيداً، ويقارن بين وضعيته ما بعد التمكين والنعمة والتأييد الإلهي، وما قبل في بداية الأمور، كيف كان يوم ذاك، يوم كانت منطلقاته صحيحة، هل كان يشترط مثل هذه الشروط؟ هل كان يحسب هذه الحسابات الشخصية الطويلة العريضة؟ أم أنه كان ينطلق من منطلق الحرص على ما فيه رضا الله -سبحانه وتعالى-؟

 

هذا درسٌ مهم، وهذه المسألة يمر بها كل الذين ينطلقون في إطار المسيرة الإيمانية في كل زمانٍ ومكان، وتأتي إليهم الكثير من الإشكالات التي أتت حتى في صدر الإسلام، التي وقعت في واقع المسلمين في زمن رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-، وهم أول من ذكِّروا بهذه الآيات، وهم أول من توجهت إليهم هذه الآيات بما فيها تحذيرات، وبما فيها أيضاً من ترغيب، ومن تنبيه على النعمة الإلهية، والتقدير لها والشكر لها كيف يكون من خلال الاستجابة العملية، وألَّا يفقد الإنسان توجهه الصحيح المبني على الاستجابة العملية؛ لأن البعض لم يعد يستجيب، عندما يصل إلى هذه المرحلة: إمَّا أصيب بالفتور، والكسل، والخمول، والتوجه نحو الراحة الشخصية، والمصالح الشخصية، وإمَّا أصيب بالغرور والكبر، وأصبح يرى لنفسه الفضل وليس لله -سبحانه وتعالى-، لم يعد يذكر أنَّ الذي آوى، وأنَّ الذي أيَّد، وأنَّ الذي نصر، وأنَّ الذي مكَّن هو الله، وليس أنت، أنت عبد ضعيف عاجز.

 

{فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الأنفال: من الآية 26]، النتيجة الصحيحة في واقع الإنسان الذي يستمر في المسار الصحيح هي: الشكر، وحالة الشكر هي حالة عملية، فيها: استمرار في الاستجابة العملية، انشداد إلى الله -سبحانه وتعالى-، استشعار لفضل الله -سبحانه وتعالى- ونعمته، واستشعار أنَّ الفضل لله، فالإنسان سيزداد- إذا كان شاكراً- سيزداد في توجهه الإيجابي، في استجابته العملية، في انطلاقته الصحيحة، في اهتماماته العملية في الاتجاه الصحيح.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

يوم الفرقان (6) الفتنة أخطر عقوبة. والخيانة ونتائجها المدمرة.

المحاضرة الرمضانية الثالثة والعشرون: 1441هـ 16-05-2020م.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر