الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الأولى من شهر محرم 1446هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان: (غزة كربلاء العصر )
التاريخ: 6/ محرم /1446هـجرية
الموافق: 24/ 7 / 2024م
الرقم : (1)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🔹أولاً: نقاط الجمعة
نقاط الجمعة
١-من أكبركوارث الأمةأن وصل الطلقاءالذين يمثلون تيارالنفاق إلى السلطةوالذين عملوا على إفسادالأمةوحرف مسارهافي كل جوانب الحياة
٢-في زمن الإمام الحسين أصبح التوجه المادي والخضوع للطاغوت والفسادهوالسائد في الأمة وأرادوا أن يشرعنوا ذلك بادعاء بيعة الإمام الحسين ليزيد ولكن كان موقفه: ومثلي لا يبايع مثله
٣-قول النبي {صلى الله عليه وآله وسلم} (حسين مني وأنا من حسين) يبين أن الحسين هوامتدادلرسول الله في حركته ومواقفه
٤-اللوبي الصهيوني اليوم يمثل يزيدالعصرمع أذنابه من العملاء وأسوأ، وغزةتمثل كربلاء العصر ومهماحاولوا وضعنابين التخلي عن نصرةغزة وبين العدوان علينافلن نترك غزة وهيهات منا الذلة
٥-موقف الإنسان من الحسين يمثله اليوم موقفه من غزة ومواجهته لمن يعتدي على أهلها
٦-يعمل اللوبي الصهيوني اليوم على مسخ المجتمع البشري كله لتسهل السيطرةعليه وليس من خيار للنجاةسوى العودةللإسلام كرسالةومشروع تزكيةوتحرر
٧-من الضروري التعاون والتفهم من قبل أبناء الشعب لمسألةالتغييرات الحكومية كونهاتأتي في ظروف معقدةوعدوان على بلدنا من أطراف وجوانب عدة.
▪️ثانياً نص الخطبة
خطبة الجمعة الأولى من شهر محرم 1446هـ
-
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ للهِ رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}، والْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَعْرُوفِ مِنْ غَيْرِ رُؤْيَةٍ، وَالْخَالِقِ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ، مُبْتَدِعُ الْخَلْقِ وَوَارِثُهُ، وَإِلَهُ الْخَلْقِ وَرَازِقُهُ، الَّذِي اشْتَدَّتْ نِقْمَتُهُ عَلَى أَعْدَائِهِ فِي سَعَةِ رَحْمَتِهِ، وَاتَّسَعَتْ رَحْمَتُهُ لِأَوْلِيَائِهِ فِي شِدَّةِ نِقْمَتِهِ، مُذِلُّ مَنْ نَاوَاهُ، وَغَالِبُ مَنْ عَادَاهُ، مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ، وَمَنْ سَأَلَهُ أَعْطَاهُ، وَمَنْ أَقْرَضَهُ قَضَاهُ، وَ مَنْ شَكَرَهُ جَزَاهُ.
ونَشْهَدُ أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ أَمْرِهِ، وَإِنْهَاءِ عُذْرِهِ، وَتَقْدِيمِ نُذُرِهِ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته المنتجبين الأخيار.
-
المؤمنون الأكارم:
كلما أقبل شهر محرم الحرام: تذكر الأحرار ثورة الحق ضد الباطل، والاستقامة ضد الانحراف، وثورة الإسلام ضد أدعياء الإسلام، وتذكروا انتصار الدم على السيف، وتذكروا عاشوراء الثورة، وكربلاء المأساة، وأسمى أنواع التضحية في سبيل الحق، وتذكروا ما يمثله الإسلام من الحرية ورفض والخضوع للظالمين، وتذكروا ثورة الحسين الذي لا يمثل طائفة ولا مذهبًا ولا حزبًا، بل يمثل الإسلام المحمدي الذي أسمى ما فيه هو الحرية الكاملة بتعبيد الإنسان لله وحده، وتحريره من الخضوع لغير الله من الظالمين والمستكبرين.
-
عباد الله:
لقد كان من أكبر الكوارث التي حلّت بالأمة هو: أنّ تيار النفاق الأموي تَمَكّن من السيطرة على مقاليد الحكم فيها؛ ليسير بها في نفس مسار الشرك القرشي؛ فتحرك بالإمكانات الكبيرة ليعمل على حرف مسار الدين، وتحقق ما حذر منه النبي صلى الله عليه وآله حين قال: (اتخذوا دين الله دغلا، وماله دولا، وعباده خولا)؛ وفعلا تحركوا عسكريا، وتحركوا بالإغراء المادي والاستقطاب وشراء الولاءات والذمم، وشنوا حرب الدعايات، واستغلوا الحالة المتدنية من الوعي لدى الكثير من أبناء الأمة.
وكانت خطوتهم الأولى هي محاربة الامتداد الأصيل للإسلام الذي يرون أنه يمثل عائقا أمام إجرامهم وفسادهم؛ فحاربوا الإمام عليًا عليه السلام (هارون هذه الأمة)، وقادوا وهندسوا ضده الحروب، وأثاروا الفتن، وخلخلوا الأمة الإسلامية من الداخل، وشنوا الحروب - آنذاك - لقتل المسلمين في اليمن، حيث أعدموا ثلاثين ألف يمني بدم بارد، وسبوا النساء وباعوهن في الأسواق، وشنوا الحروب على العراق والحجاز وغيرها، وقتلوا عشرات الآلاف من المسلمين ولم يسلم منهم حتى الأطفال، وقتلوا صفوة أصحاب
رسول الله وعلى رأسهم من أسماه النبي بالطيب المُطيب (عمار بن ياسر) والذي قال فيه: (تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار)، وفي الأخير دبروا عملية اغتيال الإمام علي عليه السلام في محرابه، ثم حاربوا الإمام الحسن وقتلوه بالسم.
وفي زمن الإمام الحسين كان التحريف الفكري والانحراف عن نهج رسول الله قد بلغ مداه، وصار من السهل أن تتحرك النفوس تبعا للمصلحة المادية على حساب الدين، وأصبح التحريف الفكري والثقافي هو من يتحكم في الأمة، ووقع البعض في عشق السلطة والمنصب، وأصبح الخوف من الظالمين أكثر من الخوف من الله، والولاء للدينار والدرهم أكثر من الولاء لله ورسوله، وتحكم الطلقاء في رقاب صحابة رسول الله، وتغير الواقع؛ فأصبح الخير شرًا، والباطل حقًا، وشُربت الخمور، وساد الفجور، وليس هناك من ينهى عن الفساد، ولا من يغير المنكر، ولخّص الإمام الحسين ذلك الواقع بقوله: (ألا وإن هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيء، وأحلوا الحرام وحرموا الحلال وأنا أحق من غَيَّر).
وعندما وصلت الأمة إلى تلك المرحلة السيئة من التخاذل والتضييع للمبادئ، تربّع على الأمة (الطاغية يزيد) بكل إجرامه وفجوره واستهتاره بالإسلام، وأرادوا أن يتم شرعنة ذلك الإجرام والفساد بأخذ البيعة من الإمام الحسين الذي قال: (إنّا أهلُ بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، بنا فتح الله وبنا يختم، ويزيد رجل فاسق، شارب للخمر، قاتل للنفس المحرمة، معلنٌ بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله).
-
الإخوة المؤمنون:
لقد كان يكفي الأمة أن تتفهم ماذا يعني أن يقول النبي صلى الله عليه وآله: (حسين مني وأنا من حسين)؛ لأن رسول الله بهذا الحديث: بيّن للأمة أنّ الحسين من رسول الله في هديه، وفي حكمته، وفي سلوكه، وفي نفسيته، وفي مواقفه، وفي شجاعته، وفي حرصه على تربية الأمة، وتزكية نفوسها، وتحريرها من الظالمين كما حررها رسول الله من أبي جهل؛ فتحرك الحسين ليحررها ممن حل محل أبي جهل باسم الإسلام.
وعندما يقول رسول الله: (وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا) فرسول الله يعلن انتماء الحسين إليه، ووقوفه مع الحسين في مواقفه وحركته التي سيقوم بها؛ فشرعية الحسين هي من شرعية رسول الله صلى الله عليه وآله، وهل هناك في الأمة من يحمل هذا الفضل بعد أبيه وأخيه؟! وقد كان الإمام الحسين يخاطب الأمة بذلك عسى أن تفهم وتتفهم؛ فقال لها: (إني لم أخرج أشِراً ولا بطراً ولا تكبراً ولا ظالماً ولا مفسداً إنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريدُ أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر) فالذي أخرج الحسين هو الإسلام، وتربية رسول الله، ودماء رسول الله التي تجري في عروقه ولا ترضى بالذلة ولا بالخضوع للظالمين، ولا ترضى بالسكوت على الظالمين، وخرج لمواجهة يزيد الذي يعلن جهارا انتمائه لأبي جهل وكفار قريش بقوله:
ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهـلـوا واستـهـلوا فرحـاً ولـقالـوا يا يزيد لا تُشـل
-
عباد الله:
يمثل اللوبي الصهيوني وأمريكا اليوم (يزيد العصر)، ويتبعها أذناب يزيد من زعماء الأمة الذين لزموا طاعة أمريكا (الشيطان الأكبر)، وتركوا طاعة الرحمن، وعطلوا الحدود، وأظهروا الفجور حتى في الأماكن المقدسة ومهبط الوحي ومهد الإسلام، وتُمثل (غزة) اليوم مظلومية كربلاء بما تعانيه من قتل وأسر وتعذيب وحصار وتجويع؛ فيزيد العصر المتمثل باللوبي الصهيوني وأمريكا وأذنابها، يرتكبون أبشع الجرائم، وإذا كانت جريمة كربلاء قد ارتكبت في عدة أيام؛ فكربلاء العصر ترتكب يوميا وللشهر العاشر، وتُقتل النساء وتُؤسر كما فُعل بها في كربلاء، ويُقتل الأطفال بالجوع وبالسلاح كما فُعل بهم في كربلاء، وتتفرج الأمة وتتخاذل عن نصرة (غزة) مثلما كان واقعها يوم ارتُكبت الجريمة في كربلاء.
ونحن نقف في اليمن الميمون نصرة للمظلومين، ومواجهة للظالمين، وأمرا بالمعروف، ونهيا عن المنكر، وتقف أمريكا (الشيطان الأكبر) دافعة بأذنابها لمواجهتنا لنتراجع عن موقفنا الديني القرآني، ولتَرْكِزَ لنا بين خيارين، بين السِلّة والذلة، وبين الحصار الاقتصادي والقصف العسكري أو التخلي عن نصرة فلسطين ومظلوميتها؛ فكان موقفنا هو ذلك الموقف الذي لا يتزحزح ولا يتغير، وكان شعارنا هو شعار الإمام الحسين عليه السلام: (هيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله المؤمنون).
ونقول للأمة: يا أمة الإسلام لا تتخاذلوا عن نصرة غزة، ولا تسكتوا ولا تقعدوا فرسول الله صلى الله عليه وآله قال: "من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله، مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يُغَيِّر عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مُدخله" فأي مُدخل سيدخله المتخاذلون عن نصرة غزة وهم يشاهدون ما تفعله إسرائيل بمعاونة أمريكا بإخوانهم؟! وماذا سيقولون لله ولرسول الله في يوم العرض؟! وبماذا سيبررون تخاذلهم وخيانتهم؟!.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
-
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
المؤمنون الأكارم:
الحسين عليه السلام يمثل الحق والنور الذي يأبى الله له إلا أن ينتصر، ويقدم بموقفه ذلك دروسا للأمة في الثبات على الحق، والوفاء للإسلام، والتفاني في سبيل الله، والإيثار لطاعة الله، والنهوض بالمسؤولية، وبموقف الإمام الحسين ومواقف أهل بيته وأصحابه؛ تجلّى الإسلام بعظيم مبادئه وقيمه وأخلاقه، مصداقا لقول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ}، ويتحدد موقف المسلم تجاه نهضة الحسين بموقفه من غزة، ومدى إحساسه بالمسؤولية تجاهها، واليوم وبعد 1385عامًا من استشهاد الحسين؛ بقي الحسين، وبقي منهج الحسين، وبقيت واستمرت نهضة الحسين، وقد استشهد ليحيى عند الله، وليُحيي بدمه أمة الإسلام لتعرف أنها ملزمة من قِبل الله أن تتحرك، وألّا تسكت عن الظالمين والمنحرفين عن هدى الله وتشريعاته؛ فمنهج الشيطان يصنع في كل زمن يزيد، واليوم لا تعاني الأمة إلا من ذلك المسار الذي واجهه الإمام الحسين (عليه السلام).
المؤمنون الأكارم:
اليوم يعمل اللوبي الصهيوني عن طريق أياديه على مسخ المجتمع البشري، وفصله عن قيمه الإنسانية والأخلاق البديهية والفطرية والإلهية، ويعمل على نشر الظلم والفساد والإجرام والضلال في الدنيا، وتعمل تلك القوى في إطار مهمتها الشيطانية على إفساد المجتمعات البشرية وإغوائها وإضلالها؛ ليظهر أثر ذلك عبارة عن حالة شقاء وأزمات ومعاناة صنعتها قوى الشر والاستكبار والطاغوت، وأمام ذلك فليس للمسلمين من خيار إلى العودة إلى أصالة الإسلام، والتمسك بمبادئه وقيمه التي تنهض بالأمة، والعودة إلى الإسلام العظيم كرسالة ومشروع ينقذ البشر، ويحررهم من العبودية للطاغوت، ويحفظ لهم القيم الإنسانية الفطرية الإلهية الأصيلة التي تحقق لهم الخير، وتسمو بهم، وتحميهم من التبعات والآثار السيئة للفساد والضلال والباطل والشر والإجرام والظلم والطغيان.
وهجمة التزييف التي يتعرض لها المسلمون اليوم كبيرة وخطيرة؛ فبعض الأنظمة العربية والإسلامية ارتبطت باليهود الصهاينة عبر معاهد ومؤسسات تعمل على تغيير المناهج الدراسية، وتدجن الأمة لليهود، وتقدم اليهود باعتبارهم حملة الخير للبشرية، ويعملون على ترسيخ هذه النظرة رغم كل جرائم اليهود، ولو لم يكن من ذلك إلا ما يعملونه في غزة، ودعم أمريكا وبعض الدول الأوروبية لهم، وما يمارسونه من انحطاط بالمجتمع البشري إلى مستوى اختيار البعض إلى أن يتحول إلى حيوان، وكل ذلك هو إذلال للبشرية وإهانة لها وفقا للنظرة اليهودية التي تعتبر بقية البشر أنهم بشر غير حقيقيين، وكذلك تتعرض أمتنا لهجمة إعلامية غير مسبوقة، وحرب ناعمة بشقيها: الإضلال الفكري والإفساد الأخلاقي الذي يستهدف المسلمين بهدف السيطرة الكاملة على الإنسان المسلم.
وفي الختام:
من الضروري: التعاون والتفهم من قبل أبناء الشعب اليمني لمسألة التغييرات والتعديلات الحكومية، كون العمل عليها يتم في ظروف معقدة، وفي ظل استهداف مستمر من قبل الأعداء وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل وبريطانيا في عدوانهم على بلدنا، ومن قبل أعوانهم الموالين لهم من العرب الذين يعملون ضد شعبنا في كل المجالات الاقتصادية والعسكرية والسياسية والاجتماعية، ويعملون لصالح إسرائيل بحسب توجيهات أمريكا لهم على منع شعبنا من مواصلة دوره المساند للشعب الفلسطيني، ولكننا رغم كل ذلك لن يكون موقفنا إلا كما كان موقف الإمام الحسين (هيهات منا الذلة) يأبى الله لنا الركوع والخضوع لهم، وبفضل الله نحن نشاهد الانتصارات عليهم في مختلف الجوانب، ونشاهد ضعفهم وهوانهم كونهم حزب الشيطان الضعيف، ولن نقف مكتوفي الأيدي عن مواجهتهم، وبمثل عدوانهم سنرد عليهم كما قال تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ}؛ فالمطار بالمطار، والبنوك بالبنوك، والموانئ بالميناء.
وسيبقى موقفنا المبدئي الثابت مع غزة باستهداف السفن الصهيونية والمعينة للصهاينة، وسيبقى خروجنا الأسبوعي وإعدادنا واستعدادنا في كل الجهات والجبهات والميادين، وبإذن الله سنصارع كل (يزيد) مستكبر، والله غالب على أمره، وبيده عاقبة الأمور.
وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة والعراق ولبنان، وانصر مجاهدينا في القوة البحرية والجوية والصاروخية، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان عــام الــوزارة
.........................................