فالإمام الحسين -عليه السلام- اتخذ إجراءات مهمة، في مقدمة هذه الإجراءات: أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل إلى الكوفة؛ ليتأكد، ويتثبت، ويتحقق من مدى إقبال الناس في الكوفة, من مدى ومستوى عزيمتهم، فإذا اطمأن إلى ذلك، ووجد هناك توجهًا جادًّا في ذلك؛ فليرسل إليه برسالة يؤكِّد له فيها مصداقيتهم، وعزمهم، وتوجههم الجاد، وأنَّهم- فعلًا- يتجهون إلى موقفٍ حاسم، واتجه مسلم بن عقيل، والتاريخ يذكر كيف وصل إلى هناك، كيف وجد- أول ما وصل- إقبالًا كبيرًا، وتفاعلًا كبيرًا، وحماسًا كبيرًا ومن جمهور واسع في داخل الكوفة، وعلى ضوء ما شاهده في تلك المرحلة من إقبال وتفاعل وتوجه؛ أرسل رسالته إلى الإمام الحسين -عليه السلام- وصلت رسالته إلى الإمام الحسين، طمأنته إلى أنَّ هناك- فعلًا- إقبالًا كبيرًا، وتجاوبًا كبيراً، وتفاعلًا بالشكل المطلوب، يعوَّل عليه، ويؤمَّل فيه، والإمام الحسين -عليه السلام- تحرك من مكة، في نفس الوقت الذي كانت هناك مخططات لاستهدافه في مكة: بالتصفية والاغتيال، أو بفتح حرب عليه في مكة، وهو يسعى إلى أن يتجنب- بكل جهد- الاحتكاك في مكة، أو جرّ حرب إلى داخل مكة؛ مراعاةً لحرمتها، وخرج باتجاه الكوفة، مسافرًا صوب العراق.
الرحلة إلى العراق- كذلك- حصلت ضمنها عدة متغيرات، منها متغيرات في الكوفة بعد وصول عبيد الله بن زياد واليًا من جانب يزيد عليها، وترتيباته التي اشتغل عليها؛ ليستعد لحرب ضد الإمام الحسين -عليه السلام- سعى أولًا للتخلص من مسلم بن عقيل وبعض أنصاره، وسعى إلى السيطرة على الأوضاع في الكوفة، واستغل بعض الوجاهات التي تعوَّدت على بيع الولاءات وبيع الذمم، وسعى- أيضًا– إلى الاستفادة من بعض الأشخاص الذين لعبوا دور التخذيل والتثبيط، والبعض الذين عملوا بالإرجاف والتهويل، وهذه الحالة كانت قد أثَّرت في الحالة الإسلامية؛ لأنها حالة كان العمل بها كوسيلة من الوسائل لتدجين المجتمع والسيطرة عليه، كانت وسيلة قد استخدمت كثيرًا- ما قبل يزيد- في أيام معاوية، عندما أتى يزيد كانت الساحة قد تأثَّرت بهذا الأسلوب: أسلوب الإغراء للوجاهات وبعض الشخصيات المؤثِّرة في الساحة، وأسلوب التخويف، والوعيد، والتهديد، والإرجاف لعامة الناس، والشخصيات التي قد لا تشترى بالمال، لكنَّها تكبَّل بقيود الخوف، وهذا اشتغل فيه عبيد الله بن زياد، وأعدَّ فيه جيشًا لمحاربة الإمام الحسين.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام 1440هـ- الخامسة