مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ثم يقول -جلَّ شأنه-: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[الأنفال: الآية30]، يذكِّر الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية المباركة نبيه -صلوات الله عليه وعلى آله-، ويبصِّرنا جميعاً نحن كأمةٍ مسلمة الذين آمنوا بهذه النعمة التي أنعم بها -جلَّ شأنه-، وبهذه الرعاية، وهذا التأييد الإلهي العجيب، في مرحلة قد كانت لربما من أخطر المراحل على مستقبل الإسلام، وعلى مسيرة الإسلام، فهي مرحلةٌ مكر فيها الذين كفروا برسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-، وتآمروا عليه، في مرحلةٍ كان لا يزال وضعه من حيث: الأنصار، والإمكانات، والقوة، وضعاً ضعيفاً جدًّا، يعني: لا يمتلك الإمكانات، ولا القدرات العسكرية، ولا الأنصار الذين يمكنهم أن يتصدوا للأعداء في مكرهم هذا، فهو مكرٌ في مرحلة حسَّاسة وصعبة وخطيرة جدًّا، ومكرٌ خطير؛ لأنه يستهدف النبي -صلوات الله عليه وعلى آله-، يستهدف رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، بكل ما يمثله من أهمية، ومن ضمانة لتبليغ هذه الرسالة، ولإقامة هذا الدين، فكان هذا الخطر خطراً على الرسالة بكلها، وخطراً على رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- الذي يمثِّل الأهمية الرئيسية؛ لأنه هو الحامل لهذا المشروع الإلهي، والمبلِّغ لهذه الرسالة الإلهية، وهو لا يزال أيضاً في مرحلة التبليغ، وفي مرحلة السعي لإقامة هذا الدين، فكانت هذه خطوة خطيرة جدًّا، تهدف إلى طمس معالم هذا الإسلام، والقضاء عليه، وفي مرحلة حسَّاسة وخطيرة.

 

مكر هؤلاء الأعداء كان يدور حول دراسة ثلاثة خيارات؛ لاستهداف النبي -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- بواحدٍ منها: {لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ}، {لِيُثْبِتُوكَ}، يعني: التقييد والحبس، {أَوْ يَقْتُلُوكَ}: القتل، {أَوْ يُخْرِجُوكَ}: الإخراج من مكة، وتروي السِّير، ويروي التاريخ، ويذكر التاريخ أنه استقر خيارهم على خيار أو عملية القتل، أن يقتلوا رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-، وخططوا لتنفيذ هذه العملية خطةً اشتهرت ونقلتها كتب السِّير والتاريخ: أن يجمعوا من كل قبيلةٍ أو بطنٍ من بطون قريش فارساً من أشدائها، ومقاتلاً من أبطالها، ليجتمع الكل فينفذوا هذه العملية لاستهداف النبي -صلوات الله عليه وعلى آله-.

 

{وَيَمْكُرُونَ}، قاموا بتجهيز هذه الخطة، وإعدادها، والسعي لتنفيذها، {وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}، عندما مكروا مكرهم هذا، ودبَّروا مؤامرتهم هذه، وجهَّزوا هذه الخطة، وسعوا لتنفيذها، فالله -سبحانه وتعالى- تدخَّل برعايته العجيبة في تلك المرحلة الصعبة والحسَّاسة والخطيرة جدًّا، ودبَّر لنبيه -صلوات الله عليه وعلى آله- الهجرة بحفظ من الله -سبحانه وتعالى-، ورعايةٍ من الله -سبحانه وتعالى-، وحمايةٍ من الله -سبحانه وتعالى-، حتى أنَّ الله أنزل إليه جنوداً من ملائكته لحمايته، كما ذكر ذلك في سورة التوبة.

 

قصة الهجرة معروفة: أمر الله نبيه بالخروج، وخرج، أبقى الإمام علياً عليه السلام لينام على فراشه كعملية تمويه للأعداء، وخرج من دون أن يشعروا به، واتجه إلى غار في أطراف مكة، في جهة غير متجهة نحو المدينة، في جهةٍ أخرى، وبحثوا عنه، ووصلوا إلى مداخل ذلك الغار، لكن الله أنزل جنوداً من عنده من ملائكته لحماية النبي -صلوات الله عليه وعلى آله-، ومكَّنه من الهجرة، وهيَّأ له مرحلةً جديدة توفر فيها الأنصار الذين تحركوا لرفع راية الإسلام، واستكمل عملية الإبلاغ للرسالة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

نص المحاضرة الرمضانية الرابعة والعشرون: 1441هـ 17-05-2020م.

تتمة الحديث عن الخيانة وحديث عن مكر الكافرين وتعنتهم


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر