حاربوا الإمام علياً -عليه السلام- الإمام عليٌ -عليه السلام- الذي هو بمنزلة هارون من موسى، الذي هو يمثِّل الامتداد الأصيل لمنهج الإسلام العظيم، حاربوه بعظيم منزلته ومقامه في الأمة، وعلى ماذا حاربوه؟ هل كانت المشكلة مشكلة هامشية؟ هل كانت حربهم عليه إلَّا حرباً على الإسلام، الإسلام في أصالته، حاربوه؛ فكانوا هم الفئة الباغية، وكانوا هم القاسطين، وكانوا هم في موقع الباطل في سعيهم لمنع الإمام عليٍّ -عليه السلام- من نشر الإسلام، وتثبيت قواعده، وترسيخ منهجه وشرعه وفق ما قدَّمه الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- من إقامة العدل في واقع الأمة، حاربوه أشد الحرب، وتآمروا عليه حتى الاستشهاد، وهم من يتحملون المسؤولية في وزر قتله بالغيلة، وهو وزرٌ كبير، ووزرٌ شنيع؛ لأن مقام الإمام علي -عليه السلام- هو بعد منزلة رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- بمنزلة هارون من موسى، إلَّا أنه لا نبي بعد رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- كان وزراً عظيماً وشنيعاً.
حاربوا الإمام الحسن -عليه السلام- وقتلوه بالسم، حاربوا الإمام الحسين -عليه السلام- وقتلوه في جريمة من أبشع الجرائم، لا مثيل لها حتى في العهد الجاهلي، ما فعلوه بالأمة من قتل أخيار الصحابة، المئات من الأخيار من صحابة رسول الله الذين جاهدوا مع رسول الله وجاهدوا مع الإمام علي -عليه السلام- وحاربوهم، وقتَّلوهم، واستهدفوهم، والبعض منهم في عملية إعدام فيما بعد ذلك، عمليات إعدام استهدفوا بها البعض من أخيار صحابة رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- أخذوهم وسجنوهم وأعدموهم، كم سجَّل التاريخ من هذه الجرائم البشعة والفظيعة جدًّا.
وصلت حالة الاستغلال والطغيان والعبودية فيما فعلوه في المدينة، أن أجبروا من بقي من أهل المدينة- بعد وقعة الحرَّة- أن يبايعوا يزيداً على ماذا؟ على أنه ملك؟ |لا| على الإمرة والسلطة؟ |لا| أن يبايع الواحد منهم على أنه عبدٌ قِنٌّ خالصٌ ليزيد بن معاوية، أيُّ بيعة هذه! وهكذا أجبروهم واحداً تلو الآخر، كل الذين بقوا من أهل المدينة أجبروهم على هذه البيعة، وختموا عليهم بختم الرِّق والعبودية، ختم معين، من خلال الكي بالنار بختمٍ معين كعلامة على أنَّ هذا الإنسان عبد، هذه الممارسات هل هي بسيطة؟! الإسلام الذي يربي على الكرامة والحرية والعزة، التربية الإسلامية في منهج الإسلام وفي منهج نبيه وهداته هي تربية على الكرامة، وليست إذلالاً لهذا المستوى من الإذلال والامتهان والقهر، على أنهم عبيدٌ قِنٌّ ليزيد بن معاوية، هكذا كانت ممارساتهم الإجرامية.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدرالدين الحوثي
بمناسبة ذكرى عاشوراء 9 محرم 1441 هـ سبتمبر 14, 2019م
مرحلة الحكم الأموي
عصر الظلمات واستباحة الإسلام والمقدسات.