مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ}، نحن كبشر بحاجةٍ إلى الله -سبحانه وتعالى- في كل شيء، قد يتبادر إلى أذهان الكثير من الناس عندما يسمعون مثل هذه الآية المباركة: {أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ}، الجانب المادي، حاجتنا من الله -سبحانه وتعالى- إلى الرزق، حاجتنا منه أيضاً إلى العافية، حاجتنا منه إلى ما يمنُّ به علينا من متطلبات هذه الحياة المادية ونحوها، لكننا بحاجة مع كل ذلك إلى الله -سبحانه وتعالى- في جانبٍ مهمٍ جدًّا يتصل بحياتنا، نحن بحاجة إلى هداية الله -سبحانه وتعالى- وهذه الحاجة هي من أهم الاحتياجات الضرورية لنا في هذه الحياة، بحيث أنَّا إذا لم نرتبط بالله -سبحانه وتعالى- وإذا لم نعد إلى الله -سبحانه وتعالى- في هذا الجانب؛ نتأثر سلباً في بقية الجوانب، ولا نرتاح ببقية المجالات والجوانب.

 

الإنسان لا يمكن أن يستغني عن الله -سبحانه وتعالى- في جانب هدايته؛ لأن الإنسان في هذه الحياة في ظروف حياته، وفيما هيَّأ الله له، وما هيَّأه عليه، هو في ميدان مسؤولية، الله مكننا من العمل في الاتجاهين: في الخير وفي الشر، فيما هو لصالحنا، وفيما هو ضرٌ علينا، فيما فيه الخير لنا، وفيما عواقبه علينا سيئة وخطيرة جدًّا، ولذلك إذا انطلقنا في واقع هذه الحياة وفي مسيرة هذه الحياة بدون هدايةٍ من الله -سبحانه وتعالى- يمكن أن تكون أعمالنا في هذه الحياة، وتصرفاتنا في هذه الحياة، وأعمالنا وسلوكياتنا في هذه الحياة بالشكل الذي ينتج عنها العواقب الخطيرة علينا، والسيئة علينا، يمكن أن نضيع في هذه الحياة فيما نعمله، وفيما يترتب على ما نعمله من نتائج، هذا في الدنيا، وإضافةً إلى ذلك، وهو الأمر الكبير والأمر الخطير جدًّا: أنَّ بعد هذه الدنيا آخرة، وهناك سنلقى الجزاء على كل ما عملنا من خيرٍ أو شرٍ في هذه الدنيا، حتى بمثقال الذرة من الخير، وبمثقال الذرة من الشر، {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}[الزلزلة: 7-8]، فالمسألة خطيرة جدًّا، ما دمنا في حياتنا هذه في موقع المسؤولية أمام الله -سبحانه وتعالى- وتصرفاتنا وأعمالنا مهمة فيما يترتب عليها من نتائج تلحق بنا، أو تكون لنا في الدنيا وفي الآخرة، فنحن بحاجة إلى هدايةٍ من الله -سبحانه وتعالى- هدايةٍ تساعدنا أن نسير في مسيرة حياتنا هذه فيما فيه الخير لنا بالفعل، وليس بالوهم، الإنسان قد يتوهم وما أكثر ما يندفع فيه الناس، وما يتوجهون إليه، وما يحرصون عليه من أعمال واهتمامات في هذه الحياة بدافع الخير، ويتوهمون فيها الخير، ولكنها تمثِّل شراً عليهم.

 

إذا تأملنا في الظروف التي يعيشها البشر في زماننا هذا، ونتطلع إلى الواقع العالمي من حولنا، فنجد أبرز القوى على هذه الأرض من المجتمعات البشرية، التي هي اليوم تمتلك الإمكانات الكبيرة والهائلة، والتي هي تسعى من خلال نفوذها وإمكاناتها للتأثير في واقع المجتمعات البشرية الأخرى، نجد اليوم مثلاً: أمريكا، على سبيل المثال: أمريكا، ثم مع أمريكا الموالين لأمريكا، سواءً من شعوب ومجتمعات البشر غير المنتمية إلى الإسلام، أو حتى من المسلمين، من المنتسبين للإسلام، ممن هم موالون لأمريكا، كل هؤلاء بإمكاناتهم، وبكل ما يمتلكونه أيضاً من رؤى وأفكار وسياسات وتوجهات، وما يسعون أيضاً إلى فرضه على بقية الشعوب، وعلى بقية الناس، وعلى بقية المجتمعات، هم بأنفسهم لا يمتلكون ما يحقق للبشرية الخير بالفعل في واقعها، فنحن نرى بكل وضوح أنَّ المشاكل في المجتمعات البشرية بكلها تكبر وتكثر، ونحن نرى أنَّ الأزمات بكل أشكالها: على المستوى الاقتصادي، على المستوى السياسي… على كل المستويات وفي كل المجالات تتفاقم وتعظم يوماً بعد يوم، ونحن نرى أولئك الذين يريدون فرض هيمنتهم، وثقافتهم، وتوجهاتهم، وأفكارهم، وسياساتهم، ونفوذهم، وسيطرتهم علينا بشكلٍ عام كمجتمعاتٍ بشرية، نرى كيف أنهم بكل وضوح جزءٌ واضحٌ من المشكلة، وكيف أنهم- وبكل تأكيد- لم يتمكنوا من حلِّ الكثير من المشاكل الكبيرة حتى في واقع حياتهم وفي داخل شعوبهم ومجتمعاتهم، فهم جزءٌ واضحٌ من هذه المشكلة، ولا يمتلكون أي مشروع ينقذ هذا الإنسان، ويصلح حياة هذا الإنسان، ويحقق الخير للإنسان، وهذه من أهم المسائل التي يجب أن نعيها.

 

عادةً في كثيرٍ من الحالات في الخطاب الديني عند كثيرٍ من المرشدين، وعند كثيرٍ من الخطباء، وعند كثيرٍ من العلماء، وعند كثيرٍ من المتعلِّمين، لا يتم التركيز على القضايا الرئيسية التي لها تأثيرها بشكلٍ عام على واقع الناس، على توجهات الناس، على أفكار الناس، اليوم نرى المحسوبين على أمتنا الإسلامية من المسلمين الموالين لأمريكا الذين تورَّطوا في هذا الجرم الذي هو بحكم القرآن الكريم نفاق، وهم يتحركون وفق التوجهات الأمريكية، حتى عندما يقدِّمون شيئاً من العناوين الدينية، وعندما يمارسون بعضاً من الطقوس الدينية، هم يحرصون على ألَّا تكون على النحو الذي يؤثِّر على التوجهات والسياسات الأمريكية في العالم، وهذا واضحٌ بالنسبة لهم؛ لأن الأولوية والاهتمامات الرئيسية عندهم هي خدمة أمريكا، والتوافق مع أمريكا، والطاعة لأمريكا، والإنسجام مع إسرائيل، فإذا قدَّموا عناوين دينية، وإذا مارسوا بعضاً من الطقوس الدينية، فهم يجعلونها عديمة الجدوى، وعديمة الأثر، ولا يربطونها بالأمور المهمة والأساسية، بحيث تتحقَّق منها النتائج التي هي من أجلها، والغايات التي جعلت لها.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة الثانية1441 هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر