التربية القرآنية الإيمانية هي تربي الإنسان على مستوى أعلى، ليس فقط بما يصونه عن الوقوع في الظلم فيما يقول، وإنما في أكثر من ذلك: في القول السديد، في أن يكون قوله سديداً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}[الأحزاب: الآية70]، هكذا ينادينا الله، وهكذا يخاطبنا في سورة الأحزاب: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، من هم الذين آمنوا؟ ألا تعتبر نفسك واحداً منهم؟ فالتفت إلى هذا النداء الإلهي: {اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}، اتقوا الله فيما تقولونه، اتقوا الله فلا تظلموا، ولا تجوروا، لا تفتروا ولا تبهتوا، لا تسيئوا بغير حق.
{وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}، والقول السديد يراعى فيه العدل، ويراعى فيه الحكمة، وتراعى فيه الأولويات، ويرعى فيه الوضع والظرف العام، وحينها يقول الإنسان قولاً سليماً بكل الاعتبارات، سليماً: ليس فيه كذب، ليس فيه افتراء، ليس فيه ظلم، ليس فيه جور، ليس فيه تعدٍ على الآخرين، على أعراضهم، وفي نفس الوقت ليس فيه ثغرة للأعداء، ليس فيه تأثيرات سلبية على الواقع العام، على المسؤوليات العامة، على الأولويات الأساسية والملحة، فتعتبر هذه مسألة مهمة، تربية راقية جداً، ترقى بالأمة إلى أن تكون على درجة عالية من الحكمة، والانضباط، والمسؤولية، والدقة، والتقوى، والعدل في أقوالها وفي تعبيراتها، هذه مسألة مهمة جداً، في غاية الأهمية.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
سلسلة المحاضرات الرمضانية، بتاريخ 29 رمضان 1442هـ