مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع الإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

العنوان: ( الهوية الإيمانية تتجلى في ميادين المسؤولية والإعداد لإعلاء كلمة الله )
التاريخ:  28 / 6 / 1444هـ
الموافق: / 20/1 / 2023م
الرقم:(25)
_____

▪️نقاط وخطبة الجمعة الرابعة من شهر جمادى الآخر 1444ه‍
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️   
🎙️أولاً:النقاط
1️⃣-الحديث عن أهمية تعزيز وترسيخ الهوية الإيمانية بمفهومها الصحيح
والتذكير بنتائج الإيمان والهوية في ميادين القتال والصناعةوالتدريب والتأهيل وفي ميدان الداخل كالأخوة والألفة والتكافل
وكذلك التذكير بخطورة الإنسلاخ عن الهوية وماسيترتب على ذلك
2️⃣-من نعم الله علينا أن تكون هويتنا كشعب يمني هي الهوية الإيمانية والإيمان مواقف ومبادئ وقيم وأخلاق ومفاهيم تبنى عليها الحياة وهي أقوى عامل في التماسك والصمود في وجه العدوان 
3️⃣-الحديث عن علاقة شعبنا بأهل البيت(عليهم السلام) والتوضيح بأن ارتباطنا بأعلام الهدى هو من هويتنا ومن نعم الله علينا  
4️⃣-التذكير بأن من هويتنا الإيمانية السعي للإكتفاء الذاتي في كل المجالات والحث على أهمية استغلال الزراعة لنأكل مما نزرع  ونواجه أعدائنا مما نصنع
5-الهدف من الحرب الناعمة هو السيطرة المباشرة على الإنسان والتحكم التام به وتجريده من محتواه لأن قيمة الإنسان بما احتواه من المبادئ والقيم وإذا فرغ الإنسان من محتواه يصبح كالأنعام ويخسر ما ميزه الله به 5️⃣-التذكير بأهمية إحياء ذكرى هويتنا الإيمانية الجمعة الأولى من رجب.
➖➖➖➖➖➖
🎙️ثانياً: الخطبة 
(الخطبة الأولى) 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}، وأشهد أن سيدنا وأسوتنا محمدًا عبده ورسوله القائل: (جاء أهل اليمن هم أرق أفئدة، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية) صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحبه الأبرار المؤمنين من الأنصار والمهاجرين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
إنّ البشرية اليوم وهي تعاني الشقاء، وفي خضم المعركة الكبيرة مع المستكبرين، هي في أمس الحاجة لصوت الإيمان، وللقدوات الإيمانية التي ترشدها إلى طريق العودة إلى الله والقرب منه والدخول تحت ولايته الرحيمة والعادلة التي قال عنها سبحانه وتعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، والله سبحانه وتعالى أراد للهدى والإيمان أن يظهر في هذا الوجود، وللحق أن يسود، وأن يكون العدل والخير هو الذي يعم، وأن يتحقق السلام كما أراد الله، وبالطريقة والمنهج والرسالة التي أراد الله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}، وإقامة دين الله يجب أن يشمل كل جوانب الحياة، والهوية الإيمانية بمنظومة قيمها يجب أن ترتبط بكل مستويات المسؤوليات الروحية والتربوية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإدارية والعسكرية والأمنية، وكل هذه المجالات عندما يتحرك فيها المؤمنون وهم يحملون الهوية الإيمانية؛ فإن الله سيكتب لهم فيها النجاح والتوفيق والقبول عنده؛ لأن الإيمان صلة بيننا وبين الله، وهو ميثاق بيننا وبين الله يقوم على السمع والطاعة، والاستجابة الواعية والصادقة، والتجسيد الحقيقي والعملي لمحبة الله باتباع الرسول المصطفى، والتأسي به، والاحتكام لما جاء به من عند الله: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، وقال: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا

مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
عباد الله:
إنّ الهوية الإيمانية ليست مجرد عبارة تقال، أو شعار يرفع، أو عنوان يُعلق، أو كلام نظري يُردد في الندوات، ويلقى في الإذاعات، ويقدم في الفضائيات وكفى، بل هي مشروع إيماني ونهج رسالي ومنظومة متكاملة من القيم والآداب والأخلاق والسلوكيات، وهي سر الإنجازات والانتصارات، وصناعة التحولات، وبناء القدرات، ومواجهة التحديات، وتصحيح المسارات، وهي الدافع لخوض الغمرات، واقتحام الأخطار، والاستهانة بكل التهديدات، قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}. وإنّ الهوية الإيمانية هي من أجلّ النعم الإلهية على الشعب اليمني، وهي وسام إيماني منحه رسول الله لأهل اليمن عندما قال فيهم: (الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان)، وهذا الوسام الشريف يجب أن نكون عند مستواه العظيم، وأن نكون عند مستوى تزكية رسول الله وشهادته لنا ودعائه لنا بالبركة حين خصّ الشام واليمن بدعائه: (اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا)، قيل وفي نجدنا. قال: (اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا)، قيل وفي نجدنا، قال: (هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان).
عباد الله:
نحن في أمس الحاجة لترسيخ الهوية الإيمانية، وتوسيع دائرة الوعي بها، وتقديمها للشعب اليمني والأمة الإسلامية بمفهومها القرآني الإيماني الواسع، وبيان نتائجها الطيبة والمباركة في كل الجوانب، كما تحدث القرآن عن الإيمان والمؤمنين في المئات من الآيات التي يمكن أن تكون كل آية منها درسًا لكل أسرة، وزادًا لكل مؤمن ومؤمنة؛ كتلك الآيات القرآنية المباركة التي تتحدث عن فضل الإيمان وشرفه، وما يترتب عليه في الدنيا وما يترتب عليه في الآخرة، وتلك الآيات القرآنية التي تأمر الناس وتدعوهم إلى الإيمان؛ لأن به نجاتهم وبه فلاحهم، وبالإيمان الصادق والواعي يرتقي الإنسان وتتحقق له إنسانيته الكاملة، وبدون الإيمان ينحط الإنسان في روحيته، ويفقد التزكية، وتسقط أخلاقه، وتغيب رجولته، ويتحول في مسيرة الحياة إلى حيوان لا يختلف عن سائر الحيوانات، بل قد يكون هو الأسوأ مقارنة بما منحه الله من كمالات ومؤهلات، وبما أعطاه الله من فرص التكريم للارتقاء في معارج الكمال؛ لأن هذا الإنسان عندما يتنكر للقيم الإيمانية ويخرج عن دائرتها وينسلخ منها يكون أضلّ من الحيوانات، قال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}.
ولذلك يجب أن نكون عند محط ثقة رسول الله بنا، وأن نقابل  ثقته هذه  وشهادته لنا بالمزيد من الاستقامة والتأسي برسول الله والتمسك بالقرآن وقرناء القرآن من أهل البيت الذين يدورون مع الحق والقرآن، ومنهم العظماء السابقون بالخيرات، والهادون للأمة، والحريصون على إيمانها وزكائها وعزتها وكرامتها وهويتها الإيمانية التي تربي رجالها وحملتها والمنتمين إليها على أداء الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله.
أيها المؤمنون:
  يجب أن تتجلى الهوية الإيمانية وتنعكس في أداء العبادات، وحفظ الأمانات، وإتقان الأعمال، والقيام بالمهام والوظائف بجد ونشاط حتى تترسخ الهوية عمليًا والتزامًا، وتتجسد التجسيد الحقيقي والأسمى في كل ميادين الحياة، لا سيما في التكافل الاجتماعي، والإحسان إلى الفقراء والمساكين، وتفقد أحوالهم، وإطعامهم ومواساتهم، والقرب منهم، والسؤال عن أحوالهم، قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ . فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ . أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ . الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}. وإنّ الهوية الإيمانية في بعدها الروحي تعني أن نكون قريبين من الله، واثقين بالله، مراقبين لله، خائفين منه، خاضعين له، سامعين مطيعين لكل تعليماته وأحكامه، قال تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .

وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
(الصراع بين الهوية الإيمانية والحرب الناعمة)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي حبب الإيمان إلى قلوب المؤمنين، وثبت أقدامهم أمام المعتدين الظالمين، وأشهد أنْ لا إله إلا اله وحده لا شريك له ولي المؤمنين ونصير المستضعفين، وأشهد أن سيدنا وأسوتنا محمدًا عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
إنّ الهوية الإيمانية التي يتميز بها الشعب اليمني اليوم هي في مواجهةٍ وحربٍ مباشرة مع الحرب الشيطانية الناعمة التي تهدف إلى السيطرة على مشاعر الإنسان، والتحكم التام به، وتجريده من كل القيم الإنسانية والإيمانية، والإيقاع به في مستنقع الغواية والرذيلة والفاحشة عبر الكثير من الوسائل والأساليب الشيطانية التي يستخدمها أولياء الشيطان وجنوده الذين يتحركون لاستهداف المرأة والشاب والطفل عبر التلفونات، والإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، وعبر الحلقات والمسلسلات الهابطة التي تؤثر على البنين والبنات، وتجعلهم عرضة للإغواء والانحراف والتمرد عن ثوابت الدين، وتنزع الحياء والحشمة من قلوب الشباب والشابات، وعبر نشر الحشيش والمخدرات، قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ}، وقال: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا . قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا . قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا . وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}.
عباد الله:
إنّ الشعب اليمني قادم بعد أسبوع على ذكرى عيد جمعة رجب المباركة، هذه الجمعة التي اعتاد شعبنا على الاحتفال بها، وهي الجمعة الأولى من شهر رجب التي يعترف فيها أهل اليمن بفضل الله، ويعبرون فيها عن الفرح والسرور بالدخول في الإسلام قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}، ومما ينبغي الإشارة إليه والتأكيد عليه إضافة إلى كل ما سبق هو أنّ الهوية الإيمانية ليست مجرد ثقافة نظرية ومواعظ كلامية لا ارتباط لها بحياة الناس العامة والتفصيلية، بل إن أهم جانب من جوانب الهوية هو تعزيز ثقافة الاكتفاء الذاتي، وبناء الاقتصاد المقاوم البعيد عن الربا والقروض الدولية، ومما لا شك فيه أن التحرك في الجانب الزراعي يمثل حلًا وأملًا كبيرًا لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وها هي بشائر نزول الأمطار قد بدأت، وموسم الأمطار قادم، وأملنا في الله كبير، وما علينا إلا أن نجعل من الزراعة أولوية،  وعلى المزارعين الاهتمام  فيما يتعلق ببناء السدود وإنشاء الجمعيات التعاونية؛ لبناء الحواجز المائية؛ فالتحرك في الجبهة الزراعية لا يقل شأنا عن التحرك في الجبهة العسكرية؛ لأن كلها ميادين مقدسة، والتحرك فيها لا بد أن يكون تحركًا إيمانيًا، وبروح جهادية، وبصبر ومصابرة ومرابطة واستمرار حتى يتحقق الاكتفاء، ونغيظ الأعداء في كل موطئ قدم نتحرك فيه: عسكريًا أو أمنيًا أو زراعيًا، قال تعالى: {وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ . وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، والهوية الإيمانية كان لها الحضور الكبير والبارز في أقدس الميادين وأشرف المواطن، وكان - ولا يزال - لها الدور العظيم في ميادين التصنيع والتدريب والتأهيل والتوعية والتعبئة وبناء القدرات والسعي الجاد والصادق من القيادة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، والتخلص من التبعية وهيمنة الأعداء؛ فالهوية الإيمانية التي أسهمت الثقافة القرآنية في أحيائها هي التي أهلّت أبناء المسيرة القرآنية ومعهم الشعب اليمني العظيم للثبات والصمود أمام هذا العدوان العالمي الذي تقوده أمريكا طيلة ثمان سنوات؛ فما علينا إلا أن ندرك

أهميتها، وأن نتمسك بها، وأن نحافظ عليها كما نحافظ على حدقات أعيننا وسلامة أرواحنا حتى يتحقق النصر ونفرح به، قال تعالى: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.
عباد الله:
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) اللهم فصلِ وسلم على سيدنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وعلى ولي كل مؤمن ومؤمنة الليث الغالب الإمام علي بن أبي طالب، وعلى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما السبطين الشهيدين المظلومين الحسن والحسين، وعلى جميع آل رسول الله، ورضي الله عن صحابته الأخيار. ربنا لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ذنباً إلا غفرته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شافيته وعافيته، ولا شهيدا أو ميتاً إلا رحمته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا خذلته، ولا مفقوداً إلا كشفت مصيره، ولا أسيراً إلا فككت أسره، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) وانصرنا على أمريكا وإسرائيل وآل سعود وعملائهم من المنافقين فإنهم لا يعجزونك، اللهم ثبّت إقدام إخواننا المجاهدين في مختلف الجبهات، اللهم سدد رميتهم، وكن لهم حافظاً وناصراً ومعيناً يا أكرم الأكرمين، (رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
عباد الله:
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
صادر عــن الإدارة العامـــة للخطباء والمرشدين
بديــوان عــام الــوزارة .
...........................


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر