مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الثالثة من شهر رمضان 1445هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان: (مناسبات رمضانية)
التاريخ: 19/ رمضان/ 1445هـ 29/3/2024م
الرقم: (37)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🔹أولاً:نقاط الجمعة:
نقاط الجمعة
1️⃣-من المهم تقييم أنفسنا فيما مضى من رمضان والحرص على استغلال العشر الأواخر وإدراك ليلة القدر التي خيرها أكثر من 83 سنة والتي فيها نزول القرآن والتي يحدد فيها مصير الإنسان من خير أو شر
2️⃣-في السابع عشر من رمضان كانت غزوة بدر التي فيها الكثير من الدروس والعبر ومن أهمها أن النصر بيد الله وأن رمضان هو شهر الجهاد والإنتصارات كما حصل في فتح مكة
3️⃣-من الذكريات الأليمة التي حصلت في شهر رمضان استشهاد الإمام علي بسيف محسوب على الإسلام نتيجة الإنحراف السابق وقد كان حريصاً على سلامة دينه
4️⃣-مرت بنا ذكرى صمود 9 أعوام ونحن قادمون في العام العاشر بقدرات عسكرية متطورة لحماية شعبنا ومساندة القضية الفلسطينية وبوعي شعبي غير مسبوق وتماسك للجبهة الداخلية وننصح التحالف بإنهاء العدوان والاحتلال والحصار وتبادل الأسرى وتعويض الأضرار
5️⃣-الاهتمام بإخراج زكاة الفطرة ومواساة الفقراء والاستمرار بالخروج في المظاهرات يومنا هذا الجمعة لأن ذلك جهاد ولا يجوز التعذر بالصيام أو الحرارة والحرص على دعم المنتج المحلي ومقاطعة منتجات الأعداء.
➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹ثانياً:خطبة الجمعة:
الخطبة الأولى
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمد لله رب العالمين، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله وحبيبه وخليله، اللهم صل عليه وعلى آله الطاهرين وارض عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها الأخوة المؤمنون:
هذه الجمعة هي الجمعة قبل الأخيرة من شهر رمضان، وهذا اليوم هو اليوم قبل الأخير من أيام المغفرة التي قال عنها الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم: (وأوسطه مغفرة) وها هي أيام رمضان ولياليه تمر سريعاً، وتمضي على عجالة فكيف اغتنمنا الأيام الماضية؟ وكيف كان أحياؤنا لهذا الشهر الكريم ولياليه؟ فينبغي أن نُقيم أعمالنا في الأيام الماضية، وأن نتدارك التقصير والتفريط بإحيائنا لليالي الباقية التي ستدخل علينا فيها الأيام العشر الأواخر من رمضان التي هي ليالي العتق من النيران، والتي كان رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم يعتكفها، وكان يعتزل النساء فيها، وكان يحيي الليل كله، وكان يوقظ أهله للعبادة فيها، وهي التي فيها ليلة القدر التي قال فيها رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم: (التمسوها في العشر الأواخر من رمضان).
عباد الله:
يقول الله سبحانه وتعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}.
هذه سورة كاملة تتحدث عن عظمة هذه الليلة التي هي أعظم ليلة في الدهر، وهي أفضل من ألف شهر، أي: أكثر من ثلاثة وثمانين عاماً، وفي هذه الليلة يكتب الله للإنسان ما يحمله مستقبله من خير وشر كما قال سبحانه وتعالى {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5)}.
وهذه الليلة جعلها الله هدية لهذه الأمة ليضاعف بها أجورها، ويرفع بها درجات المؤمنين فيها، ويغفر بها ذنوبهم، ويكفر عنهم سيئاتهم، ومن العجيب والمؤسف أن ليلةً بهذا الفضل العظيم لا يهتم بها الكثير من المسلمين.
ويحب أن نعلم أنّ فضل هذه الليلة وبركتها هو من فضل وبركة القرآن الكريم، وكان فضل هذه الليلة وبركتها تشريفاً للقرآن الكريم الذي أنزله الله في أعظم ليلة، وأعظم شهر، ونزل به أعظم ملائكته: جبريل (عليه السلام) واختار له أفضل رسله: محمد صلوات الله عليه وآله، وإذا كانت ليلة القدر هي ليلة في السنة فإنّ بإمكاننا أن نعيش مع بركات القرآن الكريم، والاهتداء بنوره طوال العمر وكل السنين.
وإدراك ليلة القدر لا يكون إلا لمن جدّ واجتهد واغتنم أيام الشهر ولياليه، وأقبل على الله سبحانه بالدعاء والإنابة والاستغفار والصلاة والذكر والصدقة والإحسان، ولذلك علينا أن نغتنم هذه الأيام والليالي المباركة، وأن نحذر من تضييعها أمام التلفونات والقنوات، أو في الأسواق والسهرات والقات والنوم الزائد فإن المحروم من حُرم الثواب والمغفرة في هذا الشهر الكريم.

عباد الله:
في مثل هذه الأيام من مثل هذا الشهر حصلت غزوة بدر الكبرى، التي كانت في السابع عشر منه، وفي السنة الثانية من الهجرة، والتي كان فيها أول انتصار ساحق للإسلام على المشركين، حيث سماها الله يوم الفرقان.
وهذه المعركة تحدث الله عنها في سورة كاملة هي سورة الأنفال، وتحمل الكثير من الدروس والعبر، والتي من أهمها: أنّ النصر بيد الله سبحانه وتعالى، وأنه ينصر القليل على الكثير كما قال سبحانه وتعالى {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} كما أنّ من الدروس المستفادة من غزوة بدر: أنّ شهر رمضان هو شهر الجهاد، وليس شهر القعود والجمود، ففي شهر رمضان وقعت الأحداث الجسيمة والعظيمة التي منها: غزوة بدر الكبرى وفتح مكة، ولذلك نحن اليوم نجاهد في رمضان ويجاهد المؤمنون في غزة وفلسطين تأسياً برسول الله صلوات الله عليه وآله الذي جاهد في رمضان وفي غير رمضان.
وهو قدوة لنا في الجهاد كما قال الله سبحانه {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} فالرسول صلوات الله عليه وعلى آله جاهد ودعانا الله إلى أن نجاهد  كما جاهد رسوله، قال سبحانه وتعالى {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} فلا يمكن أن تنهض الأمة ولا أن تعتز ولا أن يسلم لها دينها إلا بالجهاد كما جاهد رسول الله صلوات الله عليه وآله، ومن يريد إسلاما من دون جهاد فهو أبعد الناس عن فهم القرآن والإسلام وسيرة الرسول صلوات الله عليه وآله.
عباد الله:
وفي مثل هذه الأيام من شهر رمضان المبارك حدثت حادثة أليمة هي: استشهاد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي قال عنه الرسول صلوات الله عليه وعلى آله "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي" وقال عنه الرسول صلوات الله عليه وعلى آله "يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق" وقال عنه الرسول صلوات الله عليه وعلى آله "علي مع القرآن والقرآن مع علي" وقال أيضا "من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله".
والإمام علي (عليه السلام) هو أول فدائي للرسول صلوات الله عليه وعلى آله في الإسلام، وهو بطل معركه بدر وأُحد وخيبر والأحزاب الذي قال عنه الرسول صلوات الله عليه وعلى آله يوم الخندق "برز الإيمان كله للشرك كله".
ورغم جهاده وخوضه للمعارك في سبيل الله حتى قام عمود الإسلام، إلا أنه استشهد وقتل بسيف محسوب على الإسلام في أول عملية إجرامية للتكفيريين حيث قام أولهم بقتل الإمام علي (عليه السلام)، وهو قائم يصلي في المحراب في مسجد الكوفة.
وذلك يدل على انحراف خطير عن الخط السوي والصراط المستقيم في واقع الأمة حتى قُتل في أوساطها من حبه إيمان وبغضه نفاق بسيف محسوب على الإسلام.
وقد كان الاستهداف للإمام علي عليه السلام استهدافاً للإسلام لأنه بطل الإسلام، واستهدافاً للقرآن لأنه قرين القرآن، واستهدافاً للحق لأنه إمام الحق وقرينه، واستهدافاً للأمة التي هو وليها، وكان ذلك المجرم الذي استهدفه هو يمثل الخط التكفيري الذي تنتمي مدرسة التكفيريين إليه التي نراها في هذا الزمن تستهدف تجمعات المسلمين، ولكننا لم نرَ لها أي عملية ضد الصهاينة الذين يقتلون أهلنا في غزة وفلسطين.
أيها المؤمنون:
لقد عاش الإمام علي (عليه السلام) كل حياته جهادًا في سبيل الله، ونصرة لهذا الدين ورسوله الكريم صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، وكان يتمنى الشهادة في سبيل الله، وعندما بشّره الرسول صلوات الله عليه وآله أنه سيُقتل بضربة على رأسه قال عليه السلام: "أفي سلامة من ديني يا رسول الله، قال: نعم، فقال: إذاً لا أبالي".
فكان شغله الشاغل وهمه الكبير هو: أن يسلم له دينه، ولو فقد حياته وروحه في سبيل الله، وهذا ما يجب أن يهتم به الإنسان المؤمن: سلامة دينه وسلامة إيمانه وسلامة علاقته بالله سبحانه وتعالى.
كما يجب أن نستفيد من مدرسة الإمام علي عليه السلام كيف تكون صلاتنا ونسكنا ومحيانا ومماتنا لله رب العالمين، وكيف نعيش مجاهدين في سبيل الله من أجل إعلاء كلمة الله حتى نلقى الله سعداء أو يصطفينا شهداء في سبيله، فننعم بالفوز والنجاة والخلود الأبدي في كرامة الله ورحمته.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار.
أما بعد/ عباد الله:
مرّت علينا ذكرى عزيزة وعظيمة على شعبنا وهي: الذكرى التاسعة للصمود في وجه العدوان، هذه الذكرى التي تعود علينا للعام التاسع، ونحن نرى نعمة الله على هذا الشعب عندما وفقه للثبات والصمود والمواجهة في وجه أعتى عدوان على بلدنا في التاريخ.
ذلك العدوان الذي أُعلن من واشنطن، وباللغة الإنجليزية، وبأوامر أمريكية، وإشراف أمريكي، وتنفيذٍ من دول العدوان التي اختارت لنفسها أن تكون قرن أمريكا (الشيطان الأكبر) ورأس الحربة في هذا العدوان الذي لو شُنّ على دولة عظمى لدمرها، ولو شُنّ على قارة لأهلكها لولا رعاية الله وعنايته وتأييده ونصره، حيث ثبّت الأقدام وأنزل السكينة، ووفقنا بهذه القيادة المؤمنة والحكيمة والشُجاعة التي بَنَت وطورت قدرات هذا الشعب الكريم، والذي لم يكن يصنع شيئا من سلاحه بل كانت القيادة السابقة تدمر سلاحه الذي اشترته من مال هذا الشعب؛ فدمرت الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي، وأسقطت الطائرات بدعوى خلل فني، وهيكلت الجيش تنفيذاً لأجندة أعداء اليمن، أما قيادتنا التي حبانا الله بها فقد بدأت من الصفر، واتجهت لتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال حتى وصلنا إلى الصواريخ البالستية والمجنحة، والطائرات المسيرة، والصواريخ البحرية، والغواصات الحربية، والتي أعجزت أمريكا وإسرائيل واخترقت منظوماتها الدفاعية، وخاضت معهم معارك خارج الغلاف الجوي كما صرحوا بأنفسهم، وكل هذا هو بفضل الله سبحانه وتعالى، وبصمود هذا الشعب الذي يُحيي هذه الأيام الذكرى التاسعة لصموده العظيم.
عباد الله:
لقد كان الأعداء يراهنون على حسم المعركة لصالحهم في أسبوعين أو شهرين على أكثر الاحتمالات، لكنّ الله سبحانه الذي بيده النصر، وينصر المؤمنين وإن قلوا، على أعدائه وإن كثروا؛ خيّب آمالهم، وهاهم الذين اعتدوا علينا اليوم يشاهدون بانبهار واستغراب ونحن نواجه أسيادهم من الأمريكيين والبريطانيين، ونغرق سفنهم في البحر ونحاصرهم.
أيها المؤمنون:
لولا عون الله وتأييده وتوفيقه لما استطعنا أن نصمد في وجه هذا العدوان والحصار، لكنّ الله سبحانه هو صاحب الفضل والعون والنصر والتأييد.
وأنتم تعلمون أنه لولا صمود شعبنا لكانت الفوضى والاغتيالات في جميع المحافظات كما هو الحال في المناطق المحتلة، ولولا الصمود لكانت الأوضاع الاقتصادية كما هو الحال في عدن والمناطق المحتلة التي وصل فيها الدولار إلى ثلاثة أضعاف ما عليه في مناطقنا الحرة، ولولا الصمود لكانت جرائم قطع الطريق بين المناطق والمديريات كما كانت عليه سابقا.
ولولا الصمود لكان التطبيع مع الصهاينة قد فُرض على بلدنا كما هو حال الكثير من دول العدوان التي ارتمت في أحضان اليهود، ولولا الصمود لما وصلنا في قدراتنا العسكرية إلى هذه الإنجازات التي فاجأت الصديق والعدو، ولولا الصمود في وجه العدوان لما كنا في هذه العزة والكرامة والحرية والاستقلال، ولما كان لنا هذه الهداية، ولما حافظنا على هويتنا الإيمانية، ولولا الصمود لما استطعنا أن نقف هذا الموقف المشرف والكبير مع إخواننا في غزة وفلسطين، ولكان موقفنا لا يختلف عن موقف بقية الأنظمة العربية التي أطاعت أمريكا وعصت الله سبحانه وتعالى.
ولو كان النظام السابق هو من يقود البلد الآن لما حاصر الصهاينة في باب المندب، وها نحن نرى المرتزقة في عدن وباب المندب لم يحركوا ساكناً ضد سفن الصهاينة بل ذهبوا إلى بريطانيا وأمريكا لتقديم الولاء والطاعة وعرض الخدمة والخيانة.
فنحمد الله الذي نصرنا وأيدنا وأعزنا وأنعم علينا بقيادة ربانية تهدينا، وتقف بنا المواقف المشرفة، وتبني قدرات شعبنا، وترفع قدره بين شعوب العالم.
ولتحالف العدوان نقول كما قال قائدنا: نحن قادمون في العام العاشر بالقدرات العسكرية المتطورة لحماية شعبنا، ومساندة الشعب الفلسطيني المظلوم، والتصدي لمؤامرات الأعداء.
قادمون بجيشٍ منظّم مؤمن مجاهد جمع بين التجربة الفعلية والبناء، قادمون بالتعبئة العامة، قادمون بوعيٍ شعبيٍ غير مسبوق، قادمون بتماسكٍ تامٍ للجبهة الداخلية.
وننصح تحالف العدوان بالانتقال من مرحلة خفض التصعيد إلى استحقاقات السلام على ضوء اتفاقٍ واضح يُفضي إلى إنهاءٍ تامٍ للحصار والعدوان والاحتلال، وتبادل الأسرى، وتعويض الأضرار.
أيها المؤمنون:
نحن في آخر أيام المغفرة، ونحتاج إلى الإكثار من الاستغفار، وأن نعمل بأسباب المغفرة التي في مقدمتها: التوبة النصوح، وإرجاع المظالم والحقوق إلى أصحابها، والندم على ما حصل من تفريط وخطأ، والعزم على عدم العودة إلى المعاصي، فقد قال سبحانه وتعالى {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} وقال سبحانه وتعالى {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} كما

أن من أسباب المغفرة: قضاء حوائج الناس وإدخال السرور عليهم، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم "إنّ من أوجب المغفرة إدخالك السرور على قلب أخيك المسلم" وقال الإمام علي عليه السلام "إنّ من مكفرات الذنوب العظام إغاثة الملهوف" وما أحوجنا في هذا الشهر لإغاثة الملهوفين، ومساعدة المساكين، والإكثار من الصدقات للفقراء والمحتاجين، فالجوع في رمضان يُذكرنا بجوع المساكين؛ فهناك من يحتاج إلى الطعام والكسوة والدواء وقضاء الديون ولا سيما بسبب استمرار العدوان والحصار على بلدنا الذي لا يزال قائماً، ويجب أن نتراحم فقد قال صلى الله عليه وآله "الراحمون يرحمهم الرحمن" "ومن لا يرحم لا يُرحم" "ولا تنزع الرحمة إلا من شقي" وقال سبحانه {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.
وقد كان صلى الله عليه وآله وسلم "أجود من الريح المرسلة وكان أجود ما يكون في شهر رمضان" كما يجب علينا الاهتمام بإخراج زكاة الفطر المقدرة هذا العام عن كل نفس بـ(550 ريالًا) لمن يملك قوت عشرة أيام له ولأسرته.
كما يجب علينا أن نطهر أموالنا بإخراج الزكاة لنكون ممن أقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان وأطاع ربه ونهى النفس عن الهوى {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}.
فالزكاة هي ثالث ركن من أركان الإسلام ولا يقبل الله الصيام إلا بأدائها قال سبحانه {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} والزكاة تُسلم لهيئة الزكاة التي تقوم بتوزيعها على الفقراء في جميع المحافظات، وتعمل المشاريع التي نراها في شاشة التلفاز، ونسمع بأخبارها من عند المساكين أنفسهم في المجالات الصحية والمساعدات النقدية والعينية وبقية المشاريع، وها نحن هذه الأيام في موسم الأمطار وقد تأخر نزول المطر علينا بسبب ذنوبنا ومنع الزكاة من بعض الناس كما قال صلى الله عليه وآله وسلم "ما نزل بلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبه" وقال سبحانه وتعالى {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا}.
وقد دعا ولي الأمر إلى إقامة صلاة الاستسقاء بعد صلاة الجمعة تضرعا إلى الله، ويجب أن نكثر معها من الاستغفار والتوبة وإرجاع الحقوق إلى أهلها وإخراج الزكاة وتطهير أموالنا بأدائها.
عباد الله:
ومهما يكن من أمرٍ فلا يمكن أن ننسى الجرح النازف والوجع الكبير لنا في غزة وفلسطين بحق إخواننا وأبناء ديننا، ومن هم منا ونحن منهم كالجسد الواحد، وتلك المظلومية الرهيبة وتلك المأساة الكبيرة لا يجوز لنا أن ننساها أو ننشغل عنها، بل يجب الاستمرار في دعم المجاهدين والمظلومين في غزة وفلسطين.
ويجب الاستمرار في حضور المسيرات والمظاهرات كواجب ديني لإبراء ذمتنا بين يدي الله في الدنيا والآخرة؛ فالحضور في المسيرات من الجهاد في سبيل الله، وهو من المواساة لأهلنا في غزة الذين خذلهم القريب والبعيد، ولا ينبغي أن تعتذر عن الحضور بسبب الصيام وحرارة الشمس {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} ولا يجوز أن نكلّ أو نملّ؛ فنحن في اختبار وابتلاء أمام الله والتاريخ، ويجب أن نستمر إسناداً لأهلنا في غزة ودعماً لهم، ودعماً لقواتنا المسلحة في عملياتها ضد الأمريكان والصهاينة؛ فاخرجوا على بركة الله في مسيرة اليوم  مأجورين إن شاء الله.
كما يجب الاهتمام بتفعيل المقاطعة الاقتصادية ولا سيما في شهر رمضان الذي يَكثر فيه شراء السلع والمنتجات لرمضان والعيد؛ فيجب أن نتجنب شراء المنتجات الأمريكية أو الإسرائيلية أو البريطانية وكل منتجات الدول التي تدعم الصهاينة.
ويجب علينا أن نهتم بدعم المنتج المحلي، وأن نقاطع بضائع الأعداء كواجب ديني وليس أمراً موكلاً للمزاج الشخصي بل هو واجب علينا، ويحرم علينا أن ندعم أعداءنا بشراء منتجاتهم؛ لأن ذلك سيعود عليهم بالفائدة في معركتهم ضد الأمة وفلسطين، والله المستعان.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وإِذَا كَانَ لَكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي شَهْرِنَا هَذَا رِقَابٌ يُعْتِقُهَا عَفْوُكَ، أَوْ يَهَبُهَا صَفْحُكَ فَاجْعَلْ رِقَابَنَا مِنْ تِلْكَ الرِّقَابِ، واجْعَلْنَا لِشَهْرِنَا مِنْ خَيْرِ أَهْلٍ وأَصْحَابٍ.
اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل أثم والفوز بالجنة والنجاة من النار.اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة وفي البحر الأحمر، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين 
بديـوان عــام الــوزارة.
-----------
 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر