مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

خـــطـبـــة الــجــمــعـــة الأولى مــن شــهـر ذي الحجة: 1441هـ / ٢٤ /  ٧ / ٢٠٢٠م.

الجمهورية اليمنية

وزارة الأوقاف والإرشاد

قطاع التوجيه والإرشاد

الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

خـــطـبـــة الــجــمــعـــة الأولى مــن شــهـر ذي الحجة  1441هـ

  ٢٤ /  ٧ / ٢٠٢٠م

        « الخطبة الأولى  »

 

(الحديث عن الانتقال إلى جهنم كما ورد في القرآن الكريم)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، الحمد لله القائل في كتابه الكريم: (وَأَنذِرۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡأٓزِفَةِ إِذِ ٱلۡقُلُوبُ لَدَى ٱلۡحَنَاجِرِ كَٰاظِمِينَۚ مَا لِلظَّٰالِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ) ونشهد ألّا إله إلا الله، كل عزيز غيره ذليل، وكل قوي غيره ضعيف، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، أرسله بأمره صادعاً، وبذكره ناطقاً، فأدى أميناً، ومضى رشيداً، وخلف فينا راية الحق، من تقدمها مرق، ومن تخلف عنها زهق، ومن لزمها لحق، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار، وارض عن صحابته الأخيار المنتجبين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وعلى من سار على نهجه إلى يوم الدين.

أما بعد/ أيها الأخوة المؤمنون:

وعيد الله للإنسان وتحذيراته الكثيرة في المئات من آيات القرآن الكريم يعتبر من أعظم النعم الإلهية على الإنسان، وتجلٍ عظيم لرحمة الله تعالى بالإنسان؛ فالله تعالى يكشف لنا ونحن ما زلنا في الدنيا في كامل صحتنا وفي كامل إرادتنا واختيارنا ولدينا القدرة على العمل بجوارحنا وأعضائنا وبأموالنا، وما زال لدينا الوقت الكافي للنجاة، والعمر الكافي للتذكر، فهو يكشف لنا مستقبلنا يوم القيامة إذا كنا عصاة وغافلين ومفرطين ومستهترين، وكل ذلك رحمة منه تعالى بنا حتى لا نصل إلى ذلك الواقع السيئ.

فيحذرنا الله تعالى من استبعاد وقت قيام الساعة ويسميه غداً الذي هو أقرب ما يأتي بعد اليوم فيقول تعالى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ) ويقول (إِنَّهُمۡ يَرَوۡنَهُۥ بَعِيدٗا . وَنَرَىٰهُ قَرِيبٗا) ويخبرنا أنها لن تأتي إلا بغتة فيقول (ثَقُلَتۡ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ لَا تَأۡتِيكُمۡ إِلَّا بَغۡتَةٗۗ) ويحذر من استصغار موقف القيامة فيقول (ذَٰلِكَ يَوۡمٞ مَّجۡمُوعٞ لَّهُ ٱلنَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوۡمٞ مَّشۡهُودٞ . وَمَا نُؤَخِّرُهُۥٓ إِلَّا لِأَجَلٖ مَّعۡدُودٖ) ويمسح من ذهنية الإنسان التفكير بأن أحداً من أقاربه أو أصدقائه سينفعه فيقول (يَوۡمَ لَا تَمۡلِكُ نَفۡسٞ لِّنَفۡسٖ شَيۡ‍ٔٗاۖ وَٱلۡأَمۡرُ يَوۡمَئِذٖ لِّلَّهِ)، ويحذرنا من آثار الأعمال التي قد تكون أكبر من العمل نفسه وستكتب على الإنسان خيراً كانت أو شراً فيقول: (إِنَّا نَحۡنُ نُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَنَكۡتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَءَاثَٰرَهُمۡۚ وَكُلَّ شَيۡءٍ أَحۡصَيۡنَٰهُ فِيٓ إِمَامٖ مُّبِينٖ).

عباد الله الأكارم:

تحدثنا في الخطبة الماضية عن محطات اليوم الآخر حتى نهاية الحساب، وبقي لنا الحديث عن الانتقال إلى جهنم كما ورد في القرآن الكريم؛ فبعد خطاب الشيطان لأتباعه وتنصله مما وصلوا إليه تبدأ عملية الانتقال إلى جهنم بطريقة يعلمها الله، ولكن كما بين القرآن يتم نقل أصحاب جهنم إليها إجبارياً؛ لأنهم يرفضون الانتقال طوعاً فتقوم الملائكة بنقلهم غصباً عنهم كما قال تعالى: (يُعۡرَفُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ بِسِيمَٰهُمۡ فَيُؤۡخَذُ بِٱلنَّوَٰصِي وَٱلۡأَقۡدَامِ) لهم علامات تميزهم يُعرفون بها فيتم سحب البعض بأقدامهم، والبعض يؤخذ بشعر مقدمة الرأس وفي الأثر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الرجال يسحبون بأقدامهم والنساء بنواصيهن، ويقول تعالى: (يَوۡمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا) (وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًاۖ) وعندما نتأمل كيف عبّر القرآن عن هذه العملية بألفاظ (يُؤخذ) (دعّا) (سِيق) وكلها تدل على العنف والشدة، وفي عملية الانتقال هذه هناك طريق مخصصة لجهنم يقول الله عنها: (فَٱهۡدُوهُمۡ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡجَحِيمِ) يعني طريق جهنم؛ لأن طريق جهنم في الدنيا هي المعاصي والذنوب والمخالفة لهدي الله، وطريق الجنة هي الطاعات والاستقامة على هدي الله، وفي الآخرة للجنة طريق ولجهنم طريق آخر، وليس صحيحاً ما تقوله بعض الروايات الغير صحيحة أنها طريق واحدة وأن طريق الجنة فوق جهنم ويعبر الإنسان منه إلى الجنة؛ فهذا التعبير القرآني (فَٱهۡدُوهُمۡ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡجَحِيمِ) مفيدٌ جداً في هذه المسألة، وهذا ما يتناسب مع عدل الله ورحمته وفضله وكرمه وينسجم مع الآيات التي تفيد أن المتقين سيحشرون إلى الجنة في جو من الطمأنينة والتكريم مثل قوله تعالى: (يَوۡمَ نَحۡشُرُ ٱلۡمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحۡمَٰنِ وَفۡدٗا) ولو كانوا سيعبرون من فوق جهنم لما كان هناك طمأنينة ولا تكريم، وفي تلك الطريق يُنادى عليهم (وَقِفُوهُمۡۖ إِنَّهُم مَّسۡ‍ُٔولُونَ) وبعد أن يقفوا يُوجه لهم سؤال (مَا لَكُمۡ لَا تَنَاصَرُونَ) هل بإمكانكم وأنتم جمع كبيرـ مليارات من البشرـ أن تتكتلوا وتشكلوا موقفاً واحداً وتثوروا على حكم الله كما ثرتم في الدنيا وتقاتلوا الحق كما قاتلتموه في الدنيا (بَلۡ هُمُ ٱلۡيَوۡمَ مُسۡتَسۡلِمُونَ) خاضعون لا يُبدون أي مقاومة كما كانوا في الدنيا وكلما اقتربوا من جهنم أكثر كلما سمعوا أصواتها الهائلة أكثر (إِذَا رَأَتۡهُم مِّن مَّكَانِۢ بَعِيدٖ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظٗا وَزَفِيرٗا) ووصلت إليهم رائحة حممها ونيرانها المستعرة وفوح لهبها وأحسوا بحرارتها؛ وبالتالي كلما اقتربوا ازداد خوفهم وازداد رعبهم بشكل أكثر، نعوذ بالله ونستجير من ذلك الموقف الرهيب.

أخي المؤمن:

الهدف من ذكر كل هذه التفاصيل هو أن نتذكر هنا، ونحسب حسابنا هنا في الدنيا والفرصة ما زالت سانحة، وعندما يصلون إلى حافة جهنم ينكر الإنسان ويكابر ويحاول أن يقدم نفسه بريئاً وغير مذنب، وأنه لا ينبغي أن يذهبوا به إلى جهنم ويصيح ويتظلم ويستغيث؛ فيقيم الله حجته عليه بشكل أكبر وحاسم وقطعي لا يستطيع بعده أن يكابر (حَتَّىٰٓ إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيۡهِمۡ سَمۡعُهُمۡ وَأَبۡصَٰرُهُمۡ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ) تشهد عليهم حواسهم بما كانوا يعملون؛ لأن مشكلة الإنسان الأساسية هي في أعماله كما أكدت آلاف الآيات في القرآن؛ لأن البعض يقدم مفاهيم مغلوطة ومخادعة يخدع بها الكثير من الناس، قد يقول لك  يكفيك أن تقول: (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) ثم تُنافس الكافرين في جرائمهم؛ ولذا نرى البعض من المنتسبين إلى الإسلام أشد إجراماً وافظع ذنوباً وأكثر عصيانًا من كثير من اليهود والنصارى والمشركين، ويتّحد معهم في نهجهم في الأعمال والمواقف والسياسات والتصرفات ويصبح فاعلاً أكثر منهم؛ ولأن الأعمال هي الأساس تشهد حواس أهل النار عليهم بما كانوا يعملون (وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمۡ لِمَ شَهِدتُّمۡ عَلَيۡنَا) لم يعد لديك أيها الإنسان أي مبرر للمخاصمة والمكابرة فقد خاصمت أمام صحيفتك والعمل فيها موثق ومرئي، وخاصمت الملائكة، وخاصمت الأشهاد من البشر، الآن لم يبق أمامك إلا أن تخاصم  جلدك (وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمۡ لِمَ شَهِدتُّمۡ عَلَيۡنَا) فتجيبهم الجلود (قَالُوٓاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَنطَقَ كُلَّ شَيۡءٖۚ) أنطق الجلد لتظهر الحقيقة (وَهُوَ خَلَقَكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ . وَمَا كُنتُمۡ تَسۡتَتِرُونَ أَن يَشۡهَدَ عَلَيۡكُمۡ سَمۡعُكُمۡ وَلَآ أَبۡصَٰارُكُمۡ وَلَا جُلُودُكُمۡ) لم تكن تحسب في الدنيا أن جلدك يراقبك، وسمعك يراقبك، وبصرك يراقبك، ولا تملك وسيلة لتستتر من جلدك وسمعك وبصرك، لقد تضمن سمعك وبصرك وجلدك الشهادة عليك بما عصيت به؛ لأنك كم كنت تشاهد المشاهد الخليعة والإباحية التي أفسدت نفسيتك، ودمرت إيمانك وحياءك وفطرتك وجرتك إلى المعاصي، وكم كنت تشاهد وتسمع أبواق الضلال ودعاة الشر من المفترين والكاذبين والدجالين الذين كانوا يدفعونك إلى المواقف والتصرفات والولاءات الخاطئة، وكم شاهدت عصياناً لله تعالى، وكم سمعت الحرام والباطل واللغو والبهتان وتأثرت به، لقد كنت تظن أن الله لا يعلم ولا يحصي كل ذلك (وَلَٰكِن ظَنَنتُمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَا يَعۡلَمُ كَثِيرٗا مِّمَّا تَعۡمَلُونَ) كنت غافلاً عن الله وعن رقابته؛ فلم تخف ولم تستح منه (وَذَٰلِكُمۡ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمۡ أَرۡدَىٰكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ . فَإِن يَصۡبِرُواْ فَٱلنَّارُ مَثۡوٗى لَّهُمۡۖ وَإِن يَسۡتَعۡتِبُواْ فَمَا هُم مِّنَ ٱلۡمُعۡتَبِينَ) حتى لو تابوا فلن يقبل منهم؛ لأن التوبة كانت قد عرضت عليهم في الدنيا فأعرضوا ولم يقبلوا.

وعند الوصول إلى بوابات جهنم وهي كما قال الله عنها (لَهَا سَبۡعَةُ أَبۡوَٰبٖ لِّكُلِّ بَابٖ مِّنۡهُمۡ جُزۡءٞ مَّقۡسُومٌ) وكل باب يؤدي إلى درك من دركاتها، وعندها تُفتح أبواب جهنم وتتعجب الملائكة الذين يديرون عملية التعذيب من الأعداد الهائلة التي ستدخل جهنم؛ فيسألونهم (أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَتۡلُونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَاٰتِ رَبِّكُمۡ وَيُنذِرُونَكُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَاۚ قَالُواْ بَلَىٰ) يعترفون أن الرسل قد أتت، والبلاغ قد وصل، والآيات قد تُليت ولكن كنا في غفلة ولامبالاة وتجاهل (وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِير. فَٱعۡتَرَفُواْ بِذَنۢبِهِمۡ فَسُحۡقٗا لِّأَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ) وقبل الإلقاء في جهنم تأتي التوجيهات الإلهية بأن يُقيد الإنسان، (وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُۥٓ أَحَدٞ) (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ) غلوا يديه إلى رقبته (ثُمَّ ٱلۡجَحِيمَ صَلُّوهُ . ثُمَّ فِي سِلۡسِلَةٖ ذَرۡعُهَا سَبۡعُونَ ذِرَاعٗا فَٱسۡلُكُوهُ) يقيد الإنسان ويرمى به في سجن جهنم الأبدي، نسأل الله أن يجيرنا من جهنم، وأن يهدينا إلى كل عمل فيه نجاتنا من أهوال الحساب والعذاب.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, إنه تعالى جواد برٌ رؤوف رحيم, أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, وأشهد ألاّ إله إلاّ الله وحده لا شريك له, وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المنتجبين.

أما بعد/ أخوة الإيمان:

بينما نجد الله تعالى يدعو عباده بقوله (وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ) نجد النظام السعودي العميل يصد عن بيت الله الحرام ويصد عن الحج بطرق مختلفة، صدوا عنه قبل هذا بتحديد عددٍ محدودٍ من الحجاج لكل بلد، وصدوا عنه برفع تكاليفه حتى على مستوى رفع الأسعار وأجور النقل والسكن في أيام موسم الحج ـ ومع هذا يسمون أنفسهم خدام ضيوف الرحمن ـ وصدوا عنه بالحوادث المتكررة على مدى سنوات والتي قتلت الآلاف من حجاج بيت الله، وصدوا عنه تحت عناوين الأوبئة والفيروسات، وصدوا عنه بالخوف من النظام السعودي المجرم الذي لا يراعي حرمة لأي مسلم حتى في بيت الله الحرام، وصدوا عنه الآن بالمنع التام عن الحج.

والنظام السعودي يعمل على تعطيل الحج وتفريغه من محتواه ودوره الأساسي الذي أراده الله، فقد جعل الله الحج عامل من أهم عوامل توحدها، وإمكانية تعميم المفهوم والرؤية الواحدة فيما بينها، واطلاع بعض أبناء الأمة على ما يعانيه البعض الآخر، وعملوا على منع الهتاف بالبراءة من أعداء الله والأمة، والتي أمر الله بها بقوله (وَأَذَٰانٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إلَى ٱلنَّاسِ يَوۡمَ ٱلۡحَجِّ ٱلۡأَكۡبَرِ أَنَّ ٱللَّهَ بَرِيٓءٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ وَرَسُولُهُۥۚ) وكل ذلك خدمة لأمريكا وإسرائيل.

والنظام السعودي الأمريكي وفي الشهر الحرام وفي أيام معلومات وفي ليال العشر يُمعن في قتل اليمنيين ويرتكب أبشع المجازر بحق الأطفال والنساء، ويمعن في حصار شعب بأكمله، ولا يراعي أي حرمة؛ ولذا ندعو إلى النفير العام ورفد الجبهات بالمال والرجال ـ خاصة في أيام العيد ـ من منطلق قول الله تعالى: (وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلۡبَغۡيُ هُمۡ يَنتَصِرُونَ).

وفي هذه الأيام العظيمة التي مُنع فيها الحج إلى بيت الله ندعو إلى الحج إلى بيوت الفقراء والمساكين والمعسرين، وإسعادهم وكسوتهم وإطعام البائس الفقير، وهذا خير للإنسان من أن يطلب عند الموت من الله أن يؤخره ليتصدق كما قال الله (وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقۡنَٰاكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنِيٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ . وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ) وما أسوأ من يصل به نسيان الله إلى الامتناع عن دفع الزكاة التي هي حق للفقراء والمساكين وهم الآن في أمسّ الحاجة إليها، فكيف يمكن أن يقبل الله صلاته وهو لا يبالي بزكاته، وكيف يمكن أن يسعده الله وهو لا يهتم بإسعاد قلوب البائسين، بل إن الحجة تتضاعف بوجود الهيئة العامة للزكاة التي عملت على إعادة هذه الفريضة التي عمل الأعداء على إماتتها خلال الفترة السابقة، وتعمل على صرفها في مصارفها المحددة من قبل الله، والتي فضحت المنظمات الأجنبية التي تسعى في الأرض فساداً، ونستطيع معرفة أهمية هذه الهيئة للشعب اليمني من خلال الحملة التي يشنها العدوان عليها، ومن خلال المشاريع التي تنفذها بشكل مستمر لإغاثة الفقراء والمحتاجين بمختلف مسمياتهم وآخرها دفع (330) مليون ريال إعانةً لـ (140) غارماً وإخراجهم من السجن بعد سنوات من المعاناة والعذاب.

أيها المؤمنون:

في ختام هذه الخطبة يجب أن نتذكر أن الله أقسم بليالي هذه الأيام المباركة (الليالي العشر) وأقسم معها بعدة أشياء أخرى أنه للمجرمين والمفسدين والطغاة بالمرصاد لا يفلتون منه أبداً، يهلكهم ويضربهم وسيفعل بهم كما فعل بعاد وثمود وفرعون، ولنا أن نتأمل هذه الآيات العظيمة التي يقول فيها: (بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ . وَٱلۡفَجۡرِ . وَلَيَالٍ عَشۡرٖ . وَٱلشَّفۡعِ وَٱلۡوَتۡرِ . وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَسۡرِ . هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ . أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ . إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ . ٱلَّتِي لَمۡ يُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِي ٱلۡبِلَٰدِ . وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ . وَفِرۡعَوۡنَ ذِي ٱلۡأَوۡتَادِ . ٱلَّذِينَ طَغَوۡاْ فِي ٱلۡبِلَاٰدِ . فَأَكۡثَرُواْ فِيهَا ٱلۡفَسَادَ . فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ . إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ)، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من جنوده وسوط عذابه الذي يضرب به الطغاة، ويعذب به الظالمين وألا يستبدل بنا غيرنا إنه سميع قريب مجيب.

هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمد وآله؛ لقوله عز من قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم وبارك وترحم على سيدنا وإمامنا ومعلمنا أبي القاسم محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم, وعلى أخيه ووصيه وباب مدينة علمه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب, وعلى زوجته الحوراء، سيده النساء في الدنيا والأخرى فاطمة البتول الزهراء, وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين, وعلى آل بيت نبيك الأطهار, وارض اللهم برضاك عن صحابة نبيك الأخيار, من المهاجرين والأنصار, وعلى من سار على نهجهم, واقتفى أثرهم إلى يوم الدين, وعلينا معهم بمنك وفضلك يا أرحم الراحمين.

اللهم اجعل لنا من كل همٍ فرجاً, ومن كل ضيقٍ مخرجاً, ومن النار النجا, اللهم انصر علم الجهاد, واقمع أهل الشرك والعدوان والفساد, وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكل من حالفهم وعاونهم يا رب العالمين {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.

عباد الله:

{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

صادر عن الإدارة الـعــامـــة للــوعــظ والإرشــاد قـطـــاع التوجـيـه والإرشــاد بـديــوان عــام الـــــوزارة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر