مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع الإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
(المسؤولية الإيمانية والتربوية للآباء والأمهات)
التاريخ: 10/4/1444هـ الموافق: 4/11/2022م
الرقم : (14)

خطبة الجمعة الثانية من شهر ربيع الآخر 1444هـ
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}.
والقائل على لسان لقمان الحكيم وهو يوصي ولده: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ . وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ . وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}.
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائل: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ . لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ}.
وأشهد أنّ سيدنا وأسوتنا محمدًا عبده ورسوله القائل: (إِنَّ الله سَائِلُ كُلِّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ: أَحَفِظَ أَمْ ضَيَّعَ حَتَّى يُسْأَلُ الرَّجُلُ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ) صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين قرناء القرآن، وفرسان البيان، وأسود الميدان، وحماة الإيمان، ورضوان الله عن الصحابة الأبرار المنتجبين الأخيار من المهاجرين والأنصار.
أما بعد/ عباد الله:
يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.
موضوعنا اليوم هو موضوعٌ مهمٌ جدًا، ويجب أن يكون محطّ اهتمام كل أسرة صالحة تحب أن تقطف خير وبر وإحسان أولادها، وتحب أن تسعد بهم ويسعدون بها في هذه الحياة الدنيا، هذا الموضوع هو: المسؤولية الإيمانية والتربوية المرتبطة بمسؤولية الآباء والأمهات تجاه أولادهم.
وإنّ أولادنا هم أحد الأمانات المستودعة عندنا، بل هم من أعظم الأمانات التي يجب أن نرعاها حق رعايتها، وأن نتعاهدها ونهتم بها أكثر من اهتمام المزارع لزرعه وأرضه بالحماية من الآفات والحراسة من اللصوص والسقي للثمرة حتى لا تموت، ومن أجل أن تكون الثمرة صالحة وطيبة ومباركة.
وأولادنا اليوم إذا ضيعناهم وأهملناهم، ولم نتعاهدهم بالنصائح والتعاليم القيمة، ولم نروِ ضَمَأَهم الروحي بالتربية الإيمانية، ولم نسقِ جفافهم الأخلاقي بالآداب القرآنية، وإذا لم نحمِ فطرتهم، ولم نحرس أخلاقهم، ولم نحافظ على إيمانهم وهويتهم الإيمانية وثقافتهم القرآنية؛ فإنهم - لا شك - سيكونون عرضة لإغواء الشيطان، وأقرب للانحراف عن خط الاستقامة، وستزحف إليهم الثقافات السامة والعقائد الباطلة كما تزحف الحشائش والنباتات الخبيثة في الأرض الطيبة فتحولها إلى أرض فاسدة وتالفة وغير صالحة وغير مهيأة للانتفاع بها، كما قال الإمام علي عليه السلام في وصية لولده الحسن: (وَإِنَّمَا قَلْبُ الْحَدَثِ كَالْأَرْضِ الْخَالِيَةِ مَا أُلْقِيَ فِيهَا مِنْ شَيْءٍ قَبِلَتْهُ)، ونجد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في وصيته العظيمة والطويلة لولده الحسن يقول: (فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ - أَيْ بُنَيَّ - وَلُزُومِ أَمْرِهِ، وَعِمَارَةِ قَلْبِكَ بِذِكْرِهِ، وَالِاعْتِصَامِ بِحَبْلِهِ، وَأَيُّ سَبَبٍ أَوْثَقُ مِنْ سَبَبٍ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ إِنْ أَنْتَ أَخَذْتَ بِهِ، وأَحْيِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ، وَأَمِتْهُ بِالزَّهَادَةِ، وَقَوِّهِ بِالْيَقِينِ، وَنَوِّرْهُ بِالْحِكْمَةِ، وَذَلِّلْهُ بِذِكْرِ الْمَوْتِ، وَقَرِّرْهُ بِالْفَنَاءِ، وَبَصِّرْهُ فَجَائِعَ الدُّنْيَا، وَحَذِّرْهُ صَوْلَةَ الدَّهْرِ وَفُحْشَ تَقَلُّبِ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ، وَاعْرِضْ عَلَيْهِ أَخْبَارَ الْمَاضِينَ، وَذَكِّرْهُ بِمَا أَصَابَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنَ الْأَوَّلِينَ، وَسِرْ فِي دِيَارِهِمْ وَآثَارِهِمْ؛ فَانْظُرْ فِيمَا فَعَلُوا وَعَمَّا انْتَقَلُوا وَأَيْنَ حَلُّوا وَنَزَلُوا؛ فَإِنَّكَ تَجِدُهُمْ قَدِ انْتَقَلُوا عَنِ الْأَحِبَّةِ وَحَلُّوا دِيَارَ الْغُرْبَةِ، وَكَأَنَّكَ عَنْ قَلِيلٍ قَدْ صِرْتَ كَأَحَدِهِمْ؛ فَأَصْلِحْ مَثْوَاكَ

وَلَا تَبِعْ آخِرَتَكَ بِدُنْيَاكَ).
أيها المؤمنون:
إنّ فلذات أكبادنا - الذكور منهم والإناث على حد سواء - يتعرضون اليوم لاستهداف عالمي كبير ومباشر من قبل شياطين الجن والإنس من الصهيونية العالمية، والماسونية اليهودية، والمشاريع الغربية الانحلالية والإلحادية، وتؤثر فيهم الشاشات والفضائيات والتلفونات: التأثير الشيطاني الخبيث، وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت التي لا تُستخدم الاستخدام الأمثل والصحيح، ولا يستفيد منها أولادنا الاستفادة اللائقة، وهذا يُحمِّل الآباء والأمهات مسؤولية الرقابة والمتابعة لأولادهم عما يشاهدونه من مشاهد قد تكون مخلة بالآداب، وضاربة للحياء، وناسفة للزكاء، وذاهبة بالعفة والرجولة والغيرة والحمية، وقاتلة للروحية الجهادية، وهذا ما تسعى إليه الحرب الناعمة التي تنفذ أجندات الشيطان، وتسعى ليلًا ونهارًا إلى أن يكون كل الشباب والشابات قريبين من خطوات ووساوس الشيطان، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
عباد الله:
إن أول وأخطر استهداف لأولادنا من قبل شياطين الإنس يأتي من قرناء السوء، وجلساء الشر، وندماء اللهو واللغو والكلام الهابط والفاحش الذي ينزع خلق الحياء من قلوب أولادنا، ويذهب زكاء نفوسهم، ويجعلهم فريسة سهلة لشبكات وخلايا الدعارة، ولذلك فإن على الآباء والأمهات أن يتحملوا المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وهي: مسؤولية تربية الأولاد التربية الصالحة، وأن تكون رعايتهم واهتمامهم بفلذات أكبادهم اهتمامًا جادًا وأمينًا؛ لأن أولادنا أمانة في رقابنا، وسنسأل عنهم في يوم القيامة، يقول رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم : (أَلا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُ، وَالْعَبْدُ هُوَ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) وعَنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كَفَى بِالْمَرْءِ إثْماً أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ).
فإذا لم نهتم بتربية وتنشئة أولادنا التنشئة الصالحة والطيبة؛ فإنّ الإثم الكبير سيلاحقنا، وعاجل التفريط سيصيبنا من خلال ما سيكونون عليه من عقوق وعصيان وانحراف عن الصراط المستقيم إذا لم نتعاهدهم، ولم نراقب سلوكياتهم، ولم نُقيّم أخلاقهم.
عباد الله:
نحن مسؤولون المسؤولية الكاملة والكبيرة عن تربية أهلنا وأبنائنا على المحافظة والاهتمام بالصلاة، وتعليمهم كيفيتها، كما كان نبي الله إسماعيل متحملا لهذه المسؤولية تجاه أهله قال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا . وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا}.
ومن الأمور التي يتحمل مسؤوليتها الآباء والأمهات، هو: الحرص على تزويج بناتهم بالصالحين المؤمنين من ذوي الدين والأخلاق والأمانة والاستقامة؛ لأن من المهم في مسألة الزواج هو: الزوج الصالح الحريص على الدين، والملتزم بالأخلاق، ومن تقدم لبناتنا من الشباب الصالحين المؤمنين المصلين العفيفين ولو كانوا فقراء فما علينا إلا أن نزوجهم بالمهر اليسير؛ استجابة لله ورسوله، قال تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (إذا جاءكم من ترضون دينه وأماَنتَه وخُلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا تؤخرهن يا علي: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤاً).
وكذلك على الشباب أن يحسنوا اختيار المرأة الصالحة، وأن لا يكون هدفهم مجرد الجمال لذاته، أو طمعا في مال المرأة وإرثها إذا كانت من أسرة غنية، أو الفخر والمباهاة بحسب المرأة إذا كانت الأسرة حسيبة نسيبة؛ لأن هذه المعايير لا اعتبار لها ولا قيمة لها مع غياب الدين وانعدام الإيمان والأخلاق، وتأملوا في هذه الرواية جيدًا عن رسول الله  حيث يقول: (تُنكح المرأة لأربع: مالها وجمالها وحسبها ودينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك).

قلت ما سمعتم وأستغفر الله الغفار لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية
(العرس الجماعي سنةٌ حسنة، وتيسير المهور ضرورة دينية)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} وأشهد ألا إله إلا الله القائل: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}.
وأشهد أن سيدنا وأسوتنا محمدًا عبده ورسوله القائل: (يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا) والقائل: (بعثت بالدين الحنيفية السهلة) صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
أما بعد/عباد الله:
مرّت بنا في هذا الأسبوع مناسبة مهمة في هذه المرحلة، هذه المناسبة تتمثل في إقامة العرس الجماعي الثالث لأكثر من تسعة آلاف عريس وعروس، وما كانت هذه الأعراس الجماعية أن تقام لولا فضل الله وتوفيقه أولًا، ثم لولا بركة المسيرة القرآنية والقيادة الإيمانية والإرادة الشعبية التي عادت للهوية الإيمانية والمشروع القرآني الذي أحياه الشهيد القائد - رضوان الله عليه - بدمه الطاهر؛ فصنع الشعب اليمني في ظل القيادة الصالحة: المستحيل، وغيّر المعادلات، وانتصر الانتصارات الكبيرة في كل الجبهات العسكرية والأمنية والسياسية والاجتماعية، وقدّم الشاهد والحجة على عزة الإسلام وقوة الإيمان وصدق التولي لله ورسوله والمؤمنين.
إنّ إقامة هذا العرس الجماعي التاريخي بهذا العدد الكبير يُمثل انتصارًا كبيرًا للجبهة الاجتماعية، وشرفًا وإنجازًا للهيئة العامة للزكاة التي وفقها الله وأمدها بالعون؛ لصرف الزكاة في مصارفها الشرعية الثمانية، بعد أن كانت فريضةُ الزكاة فريضةً مُغيبة ومُضيعة في الفترة الماضية حتى جاءت ثورة المستضعفين (ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر) التي أعادت الشعب اليمني إلى أصالة هويته الإيمانية، وأحيت فيه روح المسؤولية الدينية، وأوصلته إلى مرحلة الاقتدار في التصنيع العسكري وتحقيق الاكتفاء الذاتي، ومكّنته من إعادة الدور الديني والاجتماعي والتربوي لهيئة الزكاة والأوقاف بتوفيق الله تعالى وعونه.
أيها المؤمنون:
ينبغي علينا أن نهتم بتيسير المهور؛ حتى تكون الأعراسُ أعراسًا مباركةً، وحتى تكون النساءُ نساءً مباركات وينجبن أولادًا مباركين كما قال رسول الله قال صلى الله عليه وآله وسلم: (أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة)، والشعب اليمني الحامل للواء الهوية الإيمانية قد أقام عرسًا كبيرًا لأكثر من تسعة آلاف عريس وعروس، وأمام هذا الحدث العظيم والسعادة الزوجية التي ستدخل على آلاف الأسر اليمنية؛ فإن على الجميع أن يتحلى بالوعي، وأن يحمل الإرادة الصالحة، وأن ينوي النية الخالصة لوجه الله، وأن يتفاعل التفاعل الجاد والصادق مع دعوة قائد الثورة والدولة والحكومة إلى تيسير المهور من منطلق قول الله: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).
وكذا لابد من التعاون والتحرك والمبادرة من قبل التجار والخيرين والميسورين في إحياء الأعراس الجماعية على مستوى المحافظات والمديريات والعزل والقرى من خلال المبادرات المجتمعية التي يمكن أن تقوم  بإنشاء صناديق خيرية خاصة بإعانة الشباب على الزواج، ولا يُكتفى بما تقوم به هيئة الزكاة، ولا يصح أبدا أن تحمل المسؤولية لوحدها، وهي لن تستطيع أصلا أن تزوج كل الشباب في اليمن، وهذا يُحمّل الجميع المسؤولية الإيمانية الجماعية، والآباء يتحملون مسؤولية التيسير في الخِطبة والمهر، والبعد عن المغالاة، والاكتفاء بالمهر اليسير المبارك.
عباد الله: 
لقد أصبح تيسير الزواج في هذه الأيام من القضايا المهمة، بل ومن الواجبات الأخلاقية والضرورات الدينية والمسؤوليات الاجتماعية التي يمكن من خلالها أن نحمي شبابنا وشاباتنا من الحرام، وأن نحصنهم من الوقوع في الفواحش ما ظهر منها وما بطن لا سيما في ظل الحرب الناعمة التي تسعى سعيها الحثيث لإفساد الشباب واستدراجهم إلى مستنقع الرذائل، وتقريبهم من الأسباب التي توصلهم لمقارفة الزنا والفاحشة الشنيعة والعياذ بالله.
هذا وأكثروا من الصلاة والسلام على النبي المصطفى سيد الورى الذي لا ينطق عن الهوى، وعلى آله الطيبين الأتقياء الأصفياء ولاسيما من ضمهم الكساء: علي والحسن والحسين والزهراء، اللهم فصل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله عدد خلقك ورضا نفسك ومداد كلماتك، وارضَ اللهم عن أصحاب رسول الله الأخيار من المهاجرين والأنصار.
اللهم اهدنا وتقبل منا وعافنا واعف عنا، اللهمَّ لك الحمد لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة، اللهمَّ اذهب عنا الهم والحزن والفتن ما ظهر منها وما بطن.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر