مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية

وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 

قطاع التوجيه والإرشاد

الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

-----------------------------------

🎙️ 🎙️. 🎙️. 🎙️   

...................................... 

 

العنوان: (واتبعوا رضوان الله)

التاريخ: 24/12/2201 الموافق :20/5/1443    

الرقم :29 لسنة 2021

 

خطبة الجمعة الثالثة من شهر جماد الأول 1443ھ

▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️

         (الخطبة الاولى) 

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله الذي جَعَلَ الحَمْدَ مِفتاحاً لِذِكْرِهِ، وسَبَباً لِلْمَزِيدِ مِنْ فضلِهِ، ودَلِيلاً على آلائِهِ وعَظَمَتِهِ، الذي لا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ، وَلَا يُغَيِّرُهُ زَمَانٌ، وَلَا يَحْوِيهِ مَكَانٌ، وَلَا يَصِفُهُ لِسَانٌ، القائل في كتابهِ العزيز: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً}، ونشهدُ ألاّ إلَهَ إلَّا الله وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ, ونشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ الَمْجُتْبَىَ مِنْ خَلَائِقِهِ لِشَرْحِ حَقَائِقِهِ، وَالْمُخْتَصُّ بِعَقَائِلِ كَرَامَاتِهِ، وَالْمُصْطَفَى لِكَرَائِمِ رِسَالَاتِهِ؛ فبلَّغ الرسالة, وأدّى الأمانة, ونصح الأمة, وجاهد في الله كل الطغاة والمستبدين والمستكبرين, اللهم فصلِ على سيدنا محمدٍ وعلى آله الطاهرين, وارض عن صحابته المنتجبين.

أمـا بـعـد/ أيها الأكارم المؤمنون:

قد يعيش الإنسان في هذه الحياة غافلاً وناسياً لأصعب يوم وأخطر موقف سيواجهه، ذلك اليوم هو يوم القيامة الذي يُعدُ الأصعب في مستقبل الإنسان، والذي سيتقرر بعدها مصير الإنسان الأبدي، يومُ النشور والتغابن والفصل والجزاء الذي قال الله عنه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ . يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}، يومٌ يقف الإنسان فيه ليحَاسب حساباً دقيقاً على كل صغيرة وكبيرة: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}، حتى يقول الإنسان فيه: {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي}، يومٌ يتمنى الإنسان أن يفدي نفسه بأقرب المقربين إليه: {يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ . وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ . وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ . وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ}، يومٌ يُخرَجُ فيه للإنسان كتابٌ يحوي كل تفاصيل حياته في الدنيا بشكلٍ يذهل الإنسان: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً}، وبين زحمة الأهوال وصعوبة الحساب هناك فئة من الناس هم الأكثر أمناً، والأعظم تكريماً يوم القيامة وهم الشهداء، الذين يأتون إلى ساحة المحشر مرافقين للأنبياء أجلِّ الخلق وأعظمهم عند الله، يأتون جميعاً في هالة من التكريم والتعظيم والأمن والطمأنينة كما حكى الله عن ذلك الموقف فقال: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}، بل يجيب الله تعالى على من يدعوه فيقولوا: {رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} فيقول تعالى وهو يبين ما هي الأعمال في الدنيا التي ستجعل الإنسان مفلحاً يوم القيامة: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}، ومن هم أولئك إلا الشهداء. 

المؤمنون الأكارم:

 

في ختام ذكرى الشهيد المجيدة التي يحييها شعبنا ليعبر بها عن وعيه الإيماني بقيمة الشهادة والشهداء، ويعطي قيمة إنسانية وإيمانية وأخلاقية للشهادة والشهداء، ويجسد بذلك انتمائه الإيماني واقعاً عملياً ضمن ممارساته واهتماماته، وقد لمسنا أثر هذه المناسبة المجيدة من كل الجوانب، فلمسنا أثرها على النفوس التي ارتقت وسمت وظهر ذلك في

 

حركة هذا الشعب الذي أصبح معظم أبنائه مرتبط بالشهداء وبتضحياتهم، وظهر أثر الشهادة ثباتاً في هذا الشعب واهتماماً وجداً وجهاداً وتفاعلاً ومواقفًا مشرفة خالدة يرويها التاريخ ويسطرها في أنصع صفحاته، ولمسنا أثر الشهادة على العدو ذلاً وهزيمةً وانكساراً، وأصبح شعبنا اليمني هو العود الذي صَعُبَ على أمريكا كسره، وأصبح العائق الأكبر أمام مشروعها الاستعماري الاستكباري، ولنا أن نهتم في هذه المناسبة العظيمة بترسيخ المفهوم القرآني للشهادة في سبيل الله وأهميتها وما تمثله من قيمة إيمانية عالية وفوز عظيم؛ ولأننا ننظر إلى الأشياء ونقيمها بمعايير القرآن الكريم؛ لا نرى الشهادة خسارة كما يراها البعض ولكننا نراها فوزًا عظيمًا: {وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، ونراها بنظرة القرآن ربحًا وحياةً وليست خسارة أو موت: {بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ} {بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}، ونراها سعادة لا تعاسة: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ}، ونراها بنظرة القرآن عطاءً: {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ}، ونراها بنظرة القرآن تكريمًا: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً}، ونراها بنظرة القرآن بشارةً واستبشارًا وأمانًا: {وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.

عباد الله الأكارم:

إنّ مما يجب علينا معرفته هو أن الله ليس بحاجة إلى المواقف التي نقفها، ونحن بذلك لا نعينه ولا نقدم له معروفاً لأنه الغني الحميد، وكلما نقدمه من مواقف نحن الذين بحاجتها: {وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}، وإنّ كلما يحصل لنا من عناء وما نقدمه من تضحيات في خط الجهاد فإننا نحظى فيه بعون الله ونصره وتأييده، وكلما نقدمه محسوب لنا عند الله تعالى عندما نتحرك وفق الطريقة التي رسمها الله، وحينما نمتلك القضية العادلة، ونقف الموقف الصحيح المشروع الذي يتوافق مع المعايير الإيمانية والدينية والأخلاقية، وحينها سيحظى الإنسان بثمرة جهوده وصبره وعطائه وتضحيته، وستتحقق له الأهداف العملية التي ركَّز عليها الشهيد في الدنيا، ثم يحظى الإنسان بالثواب والأجر العظيم وبالجنة في الآخرة: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}، ومما يجب علينا معرفته هو أن كل ما يقدمه الإنسان في سبيل الله من معاناة وتضحيات له قيمه إنسانية تسمو بالإنسان وهي مبعث فخر واعتزاز وشرف للإنسان، ولا أدل على ذلك من واقع العزة والاعتزاز في الشعب اليمني اليوم؛ فكل تضحية في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني هي محط فخر واعتزاز، واليوم كل أسرة شهيد تفتخر وتعتز أنها ضحت لتدفع عن نفسها وعن الأمة الشر والإذلال والهوان والظلم والقهر، وضحت لتحيا الأمة عزيزة كما أراد لها الله.

والشهداء - اليوم - هم محط شرف لكل أسرة ولكل قبيلة ولكل منطقة، وفي قادم الأيام سيكون الاعتزاز أكبر حين يتحقق النصر المبين، وحين تدرس مواقف الشهداء الخالدين، وحين يأتي الجيلُ القادم فيسأل الجيلَ الذي كان قبله عن مواقفه أمام العدوان والمحتلين؛ فكيف سيكون جواب من قعد وتخاذل، وكيف سيجيب الإنسان على أولاده وأحفاده؟!؛ لأن مواقف العزة هي التي تبيِّض الوجوه في الدنيا وستبيِّض الوجوه يوم القيامة، ومثلما نتذكر الشهداء هم يتذكروننا ويستبشرون لنا، وهم غير نادمين على ما قدَّموا ولا خائفين على من خلفهم أن يضحي ويستشهد مثلهم.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ,إنه تعالى جواد برٌ رؤوف رحيم, أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله رب العالمين, ونشهدُ ألَّا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له, ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.

 

أيها الأخوة المؤمنون:

مشكلة أعدائنا معنا هو أننا نريد أن نعيش بكرامة كما أراد الله لنا، ونريد أن نحيا بحرية في الوقت الذي يريدون إذلالنا واستعبادنا ومسخ فطرتنا وإفساد ديننا واحتلال بلادنا ونهب ثرواتنا وتغيير أفكارنا، ولذلك فتح الله لنا باب الجهاد، وقدّم عليه العطاء الكبير؛ وشجعنا بشكل كبير جداً على دخوله، ووعدنا من فضله وإنعامه إن واجهنا أعداءنا المجرمين المستكبرين، ووعدنا برضوانه وجنته إن قُتلنا ونحن نواجههم، وشجعنا لنثبت ونصمد في مواجهتهم، وكل ذلك لما فيه مصلحتنا والخير لنا وهذا ما نحتاجه اليوم؛ لأن العدو يحاول أن يكسر إرادتنا بمختلف الوسائل والمؤامرات

 

العسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والحرب الناعمة والإفساد والإغواء والتضليل، ولكن بحكم انتمائنا الإيماني الواعي، وبحكم ما يحفظه لنا هذا الانتماء من قيمة إنسانية وأخلاقية فإنه لا يمكن أن نخضع وأن نستسلم إلا لله، ولذلك كان من قيمة الشهادة أنها تعزز فينا حالة الإباء والصمود والصبر والثبات، وجيلنا الناشئ اليوم هو جيل يعشق الشهادة، ولذلك فهو جيل عصيٌ على الاستعباد، منيع تجاه الإذلال والقهر والاستسلام، والأعداء يدركون ذلك، فهم يرون شبابنا كيف ينطلقون إلى الجبهات بكل رغبةٍ وجدٍ وصبرٍ واهتمامٍ وثباتٍ، وشاهدنا وشاهد العالم كله أمثلة راقية من المواقف البطولية التي تعبر عن شعب الإيمان في صبره وإيمانه وقيمه؛ فهذا يتفانى في إنقاذ زميله الجريح من بين زخات الرصاص، ولا يبالي أن يسقط شهيداً ليسلم أخوه المجاهد، وآخر يستبسل وينطلق بكل ثبات لينقذ إخوانه المجاهدين ويضحي بنفسه؛ ليقدما درساً في الوفاء والمواساة والإيثار، درساً قل نظيره في الحياة ويصعب على التاريخ أن ينساه، وآخر يواجه بالحجارة مجاميع كبيرة من المنافقين المسلحين وينتصر عليهم؛ ليقدم درساً في الثبات والإقدام والثقة بنصر الله، وآخر يقتحم ببندقيته البسيطة مواقع مليئة بالرشاشات والهاونات والمنافقين؛ ليقدم درساً في استشعار معية الله والإخلاص له والبيع الصادق منه تعالى.

ونتذكر في هذه الذكرى المجيدة الشهيد القائد والشهيد الصماد وغيرهم من الشهداء، ونتذكر كم سطّر الشهداء لنا من دروس، ولو عدنا إلى كل شهيد لوجدنا لديه من دروس الوفاء والإخلاص والصبر والثبات والصدق مع الله ما نحن في أمس الحاجة إليه، ولو تذكرنا مواقفهم لوجدناها تنسجم مع كلام النبي محمد صلوات الله عليه وآله عندما قال: (والذي نفس محمدٍ بيده ما يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً إلا أدخله الله الجنّة)، ومنسجمة مع كلام الإمام علي (عليه السلام) وهو يقول: (إن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه) فكانوا هم خاصة أوليائه الداخلين من ذلك الباب والسائرين في نفس الطريق التي سلكها النبي محمد صلوات الله عليه وآله والتي وصّى الأمة أن تسلكها، وفي نفس الطريق التي سلكها الإمام علي وأئمة الهدى من بعده من أهل بيت رسول الله صلوات الله عليه وآله.

عباد الله:

ذكرى الشهداء تذكرنا بمسؤوليتنا في حمل الراية التي حملوها، ومواصلة المشوار في هذا الطريق العظيم، طريق الموقف الحق والقضية العادلة، والاتجاه الصحيح الذي هو رضا الله سبحانه وتعالى، والموقف الذي نحن إنسانياً بحاجة إليه، وبحاجة إلى أن نكون شعباً حراً عزيزاً مستقلاً، وهذا ما يفرضه علينا إيماننا وحكمتنا التي وصفنا الرسول بهما، ولا بد أن نستشعر مسؤوليتنا في مواصلة المشوار بكل جد واهتمام في كل المجالات، ولا بد أن نحذر من أن نقصر ونتخاذل، وعلينا أن نستشعر قدسية الموقف الذي نحن فيه، والذي قدمنا فيه أغلى الرجال، وقدمنا أعزاءنا وأحباءنا وشرفاءنا، ومن العيب أن نقصر أو نهمل أو نفرط في أعمال بسيطة بعد أن وصلوا إلى حد التضحية بأرواحهم وحياتهم.   

المؤمنون الأكارم:

إن قيمة الإنسان هي بما يقدمه من عمل صالح ومن مواقف عظيمة يسمو بها في الدنيا والآخرة، والحمد لله أننا في موقف الحق والعدل الذي يكتب لنا فيه الأجر الكبير تجاه كلما نقدم ونبذل في الدنيا والآخرة، والخسارة هي: خسارة أولئك الذين انطلقوا في صف الباطل، كتحالف العدوان، الذي يتحرك تحت الراية الأمريكية، وتحت عنوان التطبيع مع إسرائيل، وبالمؤامرات على أمته، وعلى شعبنا خاصة، وهل يمكن أن يُؤْجروا من الله على مؤامراتهم بحق شعبنا والأمة؟ {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ} وهل يمكن أن يُؤجروا على جرائمهم الوحشية بحق شعبنا؟ وهل يمكن أن يُؤجر الخونة المنافقون على خيانتهم لشعبهم وأبناء شعبهم وقتالهم في سبيل أولياء اليهود ليحتلوا وطنهم ويستعبدوا أبناء شعبهم؟ 

وإنّ فطرتنا وإيماننا وعزتنا وإنسانيتنا تفرض علينا أن نواجههم، وشرعيتنا مستمدة من كتاب الله تعالى، وشرعيتهم مستمدة من البيت الأبيض، وهدفهم في إخضاعنا وكسر إرادتنا أصبحت من المستحيل؛ لأن شعبنا وثق بالله منذ البداية، وانطلق من واقع رصيده وانتمائه الإيماني، ومخزونه القيمي والإنساني، الذي يأبى له القبول بالذل

 

والهوان والاستسلام والعبودية للطغاة والمستكبرين؛ فحريتنا دين، وكرامتنا وعزتنا إيمان وجزءٌ رئيسيٌ من مكوننا الأخلاقي والقيمي والإنساني والشعوري والوجداني، ولا يمكن أن نتخلى عنها، ويمكن أن تنزع أرواحنا من أجسادنا، دون أن تنزع العزة والكرامة من قيمنا وأخلاقنا ومبادئنا؛ فلسنا شعباً عدوانياً، ولا همجياً، ولكن هذا هو حال من حاربونا واعتدوا علينا بطراً وكبراً غطرسةً وإجراماً وسفهاً ولا مبرر لهم في ذلك.

 

فالتصدي لهذا العدوان مسؤولية إنسانية وإيمانية وأخلاقية وجهاد مقدس، وسنفتخر ونتشرف بكل عطاء وتضحية نقدِّمها، وسيفتخر بها أجيالنا اللاحقون الذين سيعيشون أحراراً لا يعبدون إلا الله تعالى

عباد الله:

المجتمع شريك أساسي في التنمية سواءَ كانت زراعية او غيرها ومجتمعنا اليمني بطبيعته متعاون ومتكاتف ومبادر ويحتاج فقط إلى من يوجهه ويفعله والمشاركة المجتمعية من أفضل الأعمال من حيث بناء مجتمعات متعاونة ومتكاملة مع بعضها البعض وبناء نفوس راقية ومبادرة إلى فعل الخير في أي مجال وتفعيل هذه المبادرات في الجانب الوراعي يعتبر أولوية في الحالة الراهنة وتخدم القطاع الزراعي بشكل عام ونأمل أن يكون أكثر هذه المبادرات تتوجه لمنتجي الحبوب مثل بناء السدود والحواجز المائية والكرفانات او استصلاح الأراضي الزراعية والحراثة المجتمعية لما لها من فوائد عظيمة تعود على الفرد والمجتمع ودعم لإقتصاد البلاد .

 

وفي الختام ندعو إلى الاستمرار في دعم الجبهات بالمال والرجال، وكذا الاهتمام بأسر الشهداء والجرحى والمرابطين. 

هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم, وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب, وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء, وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين, وعلى آل بيت نبيك الأطهار, وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار, مِنَ المهاجرين والأنصار, وعلى من سار على نهجهم, واقتفى أثرهم إلى يوم الدين, وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.

اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً, ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً, ومن النارِ النجا, اللهم انصر عَلَمَ الجهاد, واقمع أهل الشرك والعدوان والفساد, وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.

عباد الله:

{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

 

➖➖➖➖➖ ➖

 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للوعـظ والإرشاد

 بديـوان عــام الــوزارة.

----------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر