عبدالفتاح حيدرة
نصف قرن من الزمان وأطفالنا يلعبون عسكر حرامية ، و الحرامية والظالمين هم الذين ينتصروا دائما في هذه اللعبة ، حتى أصبح الظلم و المظالم ثقافة هذا البلد ، وأحمر العين والرجال هو الذي يغتصب وينهب حق الآخرين عنوة ، حتى أصبحوا الحرامية والظلمة هم الذين ينتصروا دائما في النهاية ، ولكن إلى حين ، والله غالب على أمره ، حتى جاءت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر بشرع الله واعراف الناس ، لتنتصر للناس وتسترد حقوقهم من الظالمين والحرامية ، فكان أول ما قامت به هذه الثورة العظيمة وبتوجيه قائدها الشجاع هو تشكيل هيئة الإنصاف و رفع المظالم حتى يتم استرداد حقوق الناس ، من الظالمين و الحرامية ، فكان المواطن البسيط اذا تعرض لابسط ظلم يقول (والله لا اكلم انصار ربي عليك ) فتجد الظالم يسارع لإعطاء كل ذي حق حقه..
فجأة وبقدرة وخديعة واحتيال الشراكة السياسية المتزاوجة مع القوانين العرفية ولوائح النظام والقوانين المستسقاه من القانون الفرنسي الذي يبيح المثلية وزواج الشواذ، ضد شرع الله واعراف القبيلة اليمنية ، قامت ضد هذه الفكرة العظيمة ثورة مضادة ، تحت عبائتها و لحيتها صميل تنفيذ النظام والقانون على حساب الامتناع عن تنفيذ شرع الله واعراف القبيلة اليمنية ، وإذا يعني هذا شيئا فإنه يعني ان عدم الإنتصار اليوم لمظالم الناس يؤكد ان الحرامية واللصوص والظلمة يطبقون على اليمن من الشرق والغرب ومن الشمال و الجنوب ، يجففون ماءها ، ويضعفون نسلها ، ويكيدون لها كيدا متينا ، يعينهم على ذلك قانون موال لهم، وهو قانون وضعي مأخوذ من مصر التي أخذته من فرنسا ، وجماعات من الجهل لا تبحث إلا عن مصالحها الوقتية ، وعصابات احتيال وخديعة على الشرع والعُرف لن تأبى أن تعمل لصالح العدو ، أيا كانت جنسيته أو ديانته ، يريدوا ان يمنحون له اليمن جسدا يطؤه في فراشه وقتما يشاء ، وهم يحرسون له الأبواب..
نحن شعب نعرف الله حق المعرفه ، و حين تقوم القيامة سوف نختصم بجميع الظالمين لله فردا فردا ، وسنرجو الله أن يقتص منهم خصما من ذنوبنا وزيادة في ذنوبهم ، ولن نسامحهم ، فالطوق يشتد على العنق حتى يكاد يشنقنا ، وبعض اعضاء حكومتنا ينامون ليلا في فراش العدو، و لا أدري هل بعلم او بدون علم ، ونهارا يغتصبوا حقوقنا وواجباتنا تحت حماية الشراكة السياسية وتنفيذ القانون على حساب تنفيذ أحكام الله وأحكام أعراف القبيلة اليمنية التي حفظت مجتمعنا وهو في عز الحرب والعدوان والحصار و من غير دولة ومن غير قوانين ، وحشدت نفسها بالله وباعرافها لمواجهة اكبر عدوان ، لكن القبول و التساهل مع الثورة المضادة على هيئة الإنصاف و المظالم ارجعت نفسها بقوة إلى الساحة يعلنوا اصحابها عن حقهم في العودة من جديد ، و كأنه لا فساد وقع، ولا شعب انتهكت كرامته ، وجرّفت كفاءاته ، ونهبت خزائنه على مدى عقود طويلة ، عادوا بالبراءة عبر القانون ليعلنوا للجميع أنهم ما سرقوا وما نهبوا ولكن شُبّه لليمنيين والتبست عليهم الرؤى..
أتوسل إليكم ان تنصفوا هيئي الإنصاف و المظالم من قيود القوانين، و أرجو ألا يطول انتظار اليمنيين كثيرا كي تتجسد أحلامهم واقعا ، فكل مقدمات المفاوضات تقول إن المعاناة لن تنتهي قريبا ، وأن برنامج العمل غير جاهز ، هذا إن كان موجودا بالأساس ، وأن الرؤية غائبة ، فقد وجد هذا الشعب نفسه بين عشية وضحاها في بلد يحلم بحاكم قوي يستعيد حقوقه الضائعة، بينما المستقويين بالسياسة و بالقانون على حساب الشرع والاعراف لا يجيدون سوى الطبطبة على الأكتاف ، وليتها كانت أكتاف الفقراء والمساكين بل أكتاف المتخمين بثروات اليمنيين المنهوبه ، فلا نصيب لليمنيين من نعومة إجراءات القانون هذا سوى كلمات لا تؤكد على الفعل ابدا ، ولا فعل لإصلاح القضاء حتى الآن ، و لا وقت مع اليمنيين لمزيد من التسكين ، فآلام الجوع وقسوة الحاجة والشعور بالظلم والقهر والامتهان في هذا الوطن لا يمكن أن تبقى كثيرا رهينة التسكين، فإما علاج قوي عبر رؤية واضحة بما تتوافق مع شرع الله واعراف الناس أو الكارثة التي لا يمكن توقع أبعادها ولا ملامحها..