مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الحالة السلبية هي في واقع مجتمعنا المسلم، الأقل تعاوناً في كل شيء، على مستوى ما يفيده لدنياه، وما ينسجم مع دينه، وما يحقق له أيضاً المصالح الكبيرة في كل المجالات، حالة البعثرة للأمة، والتجزئة للأمة، والتفريق للأمة، وترسيخ التوجه الفردي والأنانية، والسعي لإبعاد الأمة عن روابطها الجماعية، وعن مشاعرها وتوجهاتها ومواقفها الجماعية، ومسؤولياتها الجماعية، وهمها الجماعي، ساعد إلى حدٍ كبير أن تتعزز النظرة الفردية والتوجه الفردي، لدى الكثير من أبناء الأمة، وهذا ما أضعف المسلمين في عصرٍ كان بالإمكان أن يكونوا من أقوى الأمم، إن لم يكونوا أقوى الأمم؛ لأن لديهم من الإمكانات، والقدرات، والثروات، والعدد الكبير، ولديهم أيضاً نور الله وهديه، الذي هو خير ما يمكن أن تجتمع عليه أمة، وأحكم، وأرقى، وأسمى، وأهدى، ما يمكن أن تجتمع عليه أمة، فتحقق لنفسها الخير في الدنيا والآخرة، ويكون لها دورها البناء، والمثمر، والإيجابي، والصالح، في قيادة المجتمعات البشرية الأخرى، وفي التأثير فيها.

 

المجتمعات الغربية، على سبيل المثال: في أوروبا، وفي أمريكا، والمجتمعات في بعض المناطق الأخرى، في بعض القارات الأخرى، مثل: بعض المجتمعات الآسيوية، كالصين مثلاً، ترسخ عندها مفهوم: التعاون، والهم الواحد، والتوجه الواحد، والموقف الواحد، والمصالح المشتركة، مع أنهم في الغرب هم توجههم رأس مالي، مبنيٌ في أصل المسألة على الفرد، ومصلحة الفرد، وينطلق من مصلحة الفرد.

 

مع ذلك ولديهم هذه العقيدة، وهذا المبدأ: المبدأ الرأسمالي، الذي يركز بشكلٍ كبير على الفرد، وينطلق من الفرد في مصالحه، ولا يرعى المصالح العامة، إلَّا كتبع لمصالح الفرد، لكنهم أدركوا أنه حتى بحساب المصلحة الشخصية، والمصلحة الفردية، وما يعود من فوائد على الفرد الواحد، أنه من خلال التوجه الجماعي، الاهتمام الجماعي، التعاون الجماعي، سيتحقق للفرد من المكاسب، من المصالح، من المنافع، ما لا يمكن أن يحققه في توجهٍ منعزل ومنفصل عن التوجه الجماعي، وأدركوا ترابط المصالح للمجتمعات، المصالح بكل أشكالها، يعني: الاقتصادية، السياسية، الأمنية، الاجتماعية، أنها مترابطة في الواقع البشري، ولذلك من الواضح أنه يمكن تنسيق مسألة التعاون، وتنظيم الجهد الجماعي بما لا يلغي الخصوصية الفردية، وبما لا يلغي أيضاً الاعتبارات عندنا مثلاً في التوجه الإسلامي الأسرية، {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ}.

 

هم أدركوا ذلك، واستفادوا كثيراً من ذلك، قامت كياناتهم العملاقة، وتجمعت قدراتهم وطاقاتهم؛ فأنتجت على نحوٍ كبير، ولديهم دائماً الكثير من الشركات والمؤسسات في كل المجالات، حتى على المستوى البحثي، مؤسسات تتظافر فيها الجهود، جهود المفكرين، جهود المنظِّرين، النشاط الاقتصادي، كذلك مؤسسات، شركات، الأنشطة في مختلف شؤون الحياة، كثيرٌ منها تعتمد على مؤسسات، على شركات، على هكذا تجمعات تُجَمَّع فيها الإمكانات والقدرات والمواهب، وتتكامل فيها القدرات، فيكون لذلك النتيجة الأكبر والأفضل.

 

على العكس منا في واقعنا في المجتمع الإسلامي، بعثرة، وتوجه فردي إلى أبعد الحدود، فقدنا الهم الواحد، القضية الواحدة كهمٍ يتجه عليه الجميع، يرتبط به الجميع، المسؤولية التي ندرك أنها تقع على عاتقنا جميعاً، فنتحرك فيها كما ينبغي.

 

الآن في المجتمع الغربي حتى على مستوى المشاريع العملاقة، تتعاون فيها الدول، لاحظ مثلاً: الأنشطة المتعلقة بالفضاء، والمحطة الدولية، كم دول تعاونت فيها؛ لأجل موضوع الفضاء، والأقمار الصناعية، ورصد الواقع، والأنشطة، والمتغيرات الجغرافية في الأرض، والبيئية… وما شاكل، أشياء كثيرة يتعاونون عليها، بالرغم من إمكانات كل دولةٍ منهم، أصبحت لديها إمكانات ضخمة، لكنها ترغب في كثيرٍ من الأمور المكلفة أن تتعاون مع دول أخرى مثلاً، ولهذا أهميته الكبيرة: في أن تخفف الكلفة، لا تكون مرهقة على دولة معينة؛ فتؤثر على بقية مصالحها واهتماماتها.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاه السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1443هـ: المحاضرة الخامسة عشرة


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر