مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

مميزات الدورات الصيفية، التي أزعجت أعداء هذا البلد، والحاقدين على هذا الشعب، أنها تأتي بدءًا: في إطار توجه شعبنا المنطلق من هويته الإيمانية، وانتمائه الإيماني، وهم يقلقون عندما يكون هناك تربية إيمانية أصيلة، تُربي على الحرية بمفهومها الصحيح، على العزة، على الكرامة، تُربي على الأمل والثقة بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، والتوكل على الله "جَلَّ شَأنُهُ"، والاستشعار العالي للمسؤولية، والتوجه العملي الجاد نحو بناء حضارة إسلامية راقية، هذه أمور تزعج الأعداء جدًا، وهذه الميزة ذات أهمية كبيرة لنا جميعًا.

شعبنا العزيز وهو يتجه هذا التوجه، هو يعبِّر عن ثباته وامتداده على مسيرة الإسلام، مسيرة الإسلام التي من أعظم ما قدمته، بدءًا للعرب، ثم للبشرية بشكلٍ عام، قدَّمت نعمة التعليم النافع البنَّاء، الذي يبني الإنسان، ويبني الحياة، ويبني مكارم الأخلاق، ويهيئ المجتمع البشري، للنهوض بمسؤولياته في الاستخلاف في الأرض، على أساسٍ من المبادئ، والقيم، والأخلاق الإلهية، والعظيمة.

العرب، كانوا ما قبل الإسلام، وما قبل بعثة رسول الله محمد "صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ"، كانوا أمة أُمِيَّة، لا يقرؤون، ولا يكتبون، ولا يحسبون، وكانوا كما قال الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في القرآن الكريم: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[الجمعة: من الآية  2]، في حالة ضياع، وحالة تيه رهيبة جدًا، المفاهيم التي يعتقدونها، ويعتمدون عليها، في نظرتهم الدينية، ونظرتهم إلى الحياة، معظمها خرافات، وجهالات، وتصورات خاطئة، سلوكياتهم: سلوكيات منحرفة، حالة الظلم، الجبروت، الإجرام، حالة سائدة ومنتشرة في أوساطهم، ليس لهم هدف عظيم ومقدس يجتمعون عليه، فكانوا في حالة ضياع بكل ما تعنيه الكلمة، ضياع في كل شيء، فمنَّ الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" عليهم، بأعظم معلمٍ عرفه التاريخ الإنساني، وأعظم كتاب، بأعظم معلم، وبأعظم كتاب.

منَّ الله عليهم برسوله محمد "صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ"، وهو سيد الأنبياء، وخاتم النبيين، وسيد المرسلين، الذي قال عن نفسه بما منحه الله من العلم: ((أَنَا مَدِينَةُ العِلم))، منحه الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى": العلم العظيم، العلم الواسع، الهدى العظيم.

ومنَّ الله عليهم، وعلى البشرية جمعاء، ولكنهم في المقدمة، بأعظم كتاب: بالقرآن الكريم، أعظم، وأكبر، وأسمى، وأقدس مصدر للعلم، والمعرفة الصحيحة والنافعة والبناءة.

وبذلك منَّ الله عليهم بنقلةٍ عظيمة، وقفزة هائلة جدًا، من ذلك الواقع، الذي كانوا فيه، في وضعية أمية، بدائية، جاهلية، إلى واقعٍ مختلفٍ تمامًا، إلى مستوى متقدم، وصلوا فيه إلى أن سادوا بقية الأمم، وكانوا- في نهاية المطاف، بعد سنوات محدودة- في صدارة المجتمع البشري، في أخلاقهم، في وعيهم، في معرفتهم، فيما منَّ الله به عليهم وأكرمهم به.

يذكِّر الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" بهذه النعمة، في قوله "جَلَّ شَأنُهُ": {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}[الجمعة: 2-4].

فتلك الأمة الأمية، البدائية، الجاهلة، الضائعة، أكرمها الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" مِن علمه، من نوره، من هدايته، وحينما أتى قول الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، ليرسم لهذه الأمة المنهجية التي ترتبط بها، وتخرج بها من أُميتها وجاهليتها، جاء قول الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى": {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}[العلق: 1-5]، فأتاها من علم الله، من هداية الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، في كتابه الكريم، وعلى يد نبيه، وخاتم أنبيائه ورسله محمد "صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ"، ما غيَّر واقعها بشكلٍ تام، وانتقل بها انتقالًا تامًا، من واقعٍ، إلى واقعٍ آخر، هذه هي نعمة كبيرة.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم-

من كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة تدشين الأنشطة والدورات الصيفية 1444هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر