أشواق مهدي دومان
نداري دموعنا حتّى لا تحكمنا في كلّ وقت، و إن كانت إلا دموعا امتزج فيها تهنئات للشهداء بسموّهم وتساميهم ونيلهم محبة وقرب الخالق ؛ لهذا لن نمنعها من أن تهطل على تراب أرواحنا العطشى لترويها مِن عطش الأشواق إليهم ،وحنينا يسير وفق ناموس الله ؛
أوليست الجاذبية الارضية وقانونها لا يمانع من هطول دمعاتنا حنينا لأعزّ من سكنوا أرواحنا ؟؟
الجواب : بلى ؛ وستظل تلك الدّمعات رمز ثورة على بغاة البشر ؛ فليست تعني ضعفنا وإن هطلت ؛ بل إنّها مولّد عنفوان وطاقة جديدة تنبعث من أرواح الرّاحلين لتصنع مجدا ونصرا يغيظ الظالمين والمعتدين ومن والاهم ..
دمعاتنا لعنات على كل منافق جبان يترفّه وقد باع وطنا وشارك في إزهاق روح اليمن في أطفالها وكبارها ورجالها ونسائها وهوائها ومائها...
وستبقى الأرض تلعن المرتزقة والعملاء ماتعاقب الليل والنّهار..
وسندوس بجراح قلوبنا أنوف المرتزقة ؛ ونحن نعلم أنّ شهداءنا قد انتقلوا إلى عيش رغيد مافيه وجوه المنافقين البغيّة ، وهم تجار الدّماء ..
وأمّا نحن فقد اطمئننا على شهدائنا كونهم في رحااااااااب الله الأجمل والأحبّ..
فيا فردوس الله : هنيئا لكِ بخير جنود ورجال الله ..
هنيئا لكِ بالزّاهدين والسّاجدين والبائعين أرواحهم لله ..
هنيئا لكِ ثمّ هنيئا لك ثمّ هنيئا إلى أن نرقى إليهم وحينها ستنالنا التهنئات...
هنيئا وقد توافد إليكِ أوسمة الله المنقوشة على شغاف قلوبنا وأرواحنا التي تعلّقنا بها ؛ ففزتِ بهم أنتِ علينا ؛ وقد فضّلوكِ و عشقوكِ وطناً أوحد قبل أن يروكِ ؛ حين افتتنوا بكِ ؛ وتركونا ؛
فلنا أن نغار منك غيرة نسمو بها، ِ وقد كُتبتِ لهم ؛ فبلغيهم منّا السّلام وأخبريهم أن قد عشقناكِ أيّتها الفردوس وعشقنا سبيلكِ وهو الشّهادة في سبيل الله ..
أخبريهم بأنّكِ لستِ وطنهم الأول وإن كنتِ مستقرهم فعزاؤنا أنّنا وطنهم الأول وسيحنّون إلينا ويذكرونا عند ربنا بأن نلقى ما لقوه ونتنعّم بما يتنعّمون به في خلود لا ينغصه خوف ولا حزن ..
ونحن نحبّ الحياة(على طريقتهم ) و لانريد الموت ..نحب الحياة ولا حياة إلا بالشّهادة وسواها وهم وفراغ ...
شهداءنا : لاتحلموا بأن قد ابتعدتم عنّا ؛ وها هي أماكنكم شاغرة تأبى إلا أن تلتحق بكم ...
فهنيئا لكم ذلك الوسام الإلهي وهنيئا بدمعات فراقنا لكم من أرواحنا الأبيّة للظلم بأن كنتم منّا وكنّا منكم ؛ ولهذا نعدكم ونعاهدكم بالسّير على نهجكم المقدّس ..
هنيئا لكلّ أسرة سمى بها شهيد منهم فضمن شفاعة لأهله ورحل يعبّد لهم جسرا بدمه الطاهر وروحه الزّكيّة إلى جنات الله ...
هنيئا لوطني شرف ثقة الله في أنّ يكون هو و أهله الموسومون بالإيمان والحكمة ، وقد أصبحوا المعنيّين بالانتصار لكل مستضعف ، مظلوم ،على هذه الفانيّة ؛ وكأنّهم وحدهم من أخذوا و حملوا راية محمد وآله في كسر قرون شياطين الكون وتطويع الأرض لخالقها وحرق أولئك الشياطين والأباليس ؛ لتعود الأرض طاهرة كما خلقها الله لأول مرّة ولنعود؛ للفردوس الذي كان موطن أبينا وأمنا آدم وحواء....
وحينها نكون قد وضعنا النّقاط على الحروف بنصر عظيم ؛ وأعدنا ترتيب شعث فرّقه الظلم ؛ ولكنّ العدل انتصر برجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فحق ّلهم الفرح والاستبشار الذي ضمنه و وقّع عليه الخالق بقوله : " ولا تحسبن الذين قُتِلوا في سبيل الله أمواتا ؛ بل أحياء عند ربهم يرزقون ".
صدق الله العلي العظيم
