مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

إذا جئنا إلى مختلف المجالات: إلى المجال الاقتصادي، المجال الاقتصادي أصبح ميداناً من ميادين الصراع، من ميادين المواجهة، وأصبح التحرك فيه بنيةٍ صادقةٍ، بنيةٍ واعية، بتوجهٍ صالحٍ، وواعٍ، وإيمانيٍ، يصبح التحرك فيه من الجهاد في سبيل الله؛ لأن الأعداء يشنون حربهم الشاملة على شعبنا وعلى أمتنا بشكلٍ عام، والجانب الاقتصادي من الميادين والمجالات الأساسية التي يشنون حربهم فيها، عن طريق الحصار، وأكثر ما يفيدهم في الحصار، هو: اعتماد الناس على الاستيراد من الخارج، فيواجهون المشكلة ابتداءً  في مسألة العملة في الحصول على الدولار، مما يضرب العملة المحلية، مما يضعف قيمتها، مما يتسبب برفع الأسعار، وأيضاً في إيصال المواد التي تأتي من الخارج، إضافة إلى ما يترتب على اضطراب الوضع الدولي والإقليمي ومشاكله من ارتفاع إضافي في الأسعار، فتكبر المعاناة.

 

ما الذي يمكن أن نقوِّي به وضعنا الاقتصادي في بلدنا؟ ما الذي يمكن أن ننهض به اقتصادياً في بلدنا؟ اعتمادنا على الله، ثقتنا بالله “سبحانه وتعالى”، وتعاوننا؛ لأن الجهد الفردي ضعيف.

 

على مستوى رؤوس الأموال: أكثر أبناء شعبنا من الفقراء، وكثيرٌ من أبناء شعبنا من ذوي الدخل المحدود، ما يمتلكه من أموال قد لا يفي بالاحتياجات الضرورية لأسرته، فكيف يتحرك به في نشاط تجاري، أو استثماري، يعالج به مشكلته الاقتصادية.

 

ما الذي يمكن أن يساعد على معالجة هذه المشكلة؟ هو تجميع رؤوس أموال، عن طريق التعاون، النشاط التعاوني في المجال الاقتصادي من أهم ما يمكن أن يفيد على مستوى النهضة الاقتصادية، وعلى مستوى مواجهة المشكلة المعيشية، التي هي همّ، همّ وغم لدى الكثير من الأسر، لدى الكثير من الذين يعولون أسرهم، يفكر كيف يجلب احتياجات أسرته، كيف يعمل عملاً يُدِرُّ له الدخل الذي يغطي به الاحتياجات الضرورية لأسرته.

 

في العالم ماذا يفعل الناس؟ ينشئون مؤسسات تجارية استثمارية اقتصادية، شركات قائمة على المساهمات، يمكن جمع رأس مال مثلاً من مليون مواطن، أو من خمسمائة ألف مواطن، من خمسين ألف مواطن، من… على أي مستوى كان، فيصبح رأس مال ضخم، لنشاط استثماري فاعل، يساعد على: معالجة الوضع الاقتصادي من جهة، على تقوية الإنتاج الداخلي، على معالجة مشكلة البطالة، وتشغيل اليد العاملة.

 

في بعض عمليات النصب في بلدنا، في بعض عمليات النصب والاحتيال، تمكَّن بعضهم من جمع مليارات، في واحدةٍ من حالات النصب قيل لنا: أنَّ المجموع بلغ أكثر من أربعين مليار ريال، جمعت تحت عنوان نشاط استثماري وتجاري، ولكن بطريقة فيها نصب واحتيال ومخادعة، جمعت من ذوي الدخل المحدود، هذا ساهم، وهذا ساهم، البعض من خمسة آلاف ريال، وهكذا جمعت مبالغ ضخمة جدًّا.

 

لكن عندما نأتي إلى النشاط الاستثماري الذي يقوم على إنشاء شركات، ومؤسسات، وأنشطة استثمارية، يجب أن يكون على أساسٍ صحيح، وأن يكون أيضاً برعاية رسمية، أو مبادرات من جهات معروفة، مأمونة، موثوقة من أبناء الشعب؛ حتى لا يكون الإنسان ضحيةً لذوي النصب والاحتيال، لا يستجيب لأي شخص، قد يكون شخصاً مغموراً مجهولاً، أو غير معروف، نصاباً ومحتالاً، ينادي بنشاط استثماري ونشاط تعاوني تساهمي.

 

النشاط التعاوني التساهمي يمكن أن يعالج لنا مشكلة الفقر في بلدنا إلى حدٍ كبير، وأن ينهض بوضعنا الاقتصادي، وأن يقوي عملية الإنتاج في الداخل، وتجتمع رؤوس أموال كثيرة حتى بالنسبة لذوي الدخل المحدود، هذه طريقة ميسَّرة لهم، وهم يفعلون في الخارج كذلك.

 

هناك أيضاً في بعض المجالات إمكانية أن تتعاون الدولة من جانبها، والتجار من جانبهم، وبقية المساهمين من المواطنين، تبقى مساحة ضخمة لمساهمة المواطنين في مجالات استثمارية ذات دخل كبير في واقع الشعب، وتنشيط الحركة التجارية من خلالها، هذا ما ينبغي أن يشتغل عليه الجانب الرسمي.

 

وخارج الجانب الرسمي، ليبادر، هناك الكثير من الناس الذين فيهم خير، لديهم همة عالية، لديهم اهتمام كبير، لديهم وعي بأهمية هذه الأمور، وبأننا لابدَّ لنا من العمل، لابدَّ لنا من التحرك، أنَّ الذي يضرُّ بالناس هو تكاسلهم.

 

شعوبنا مهما كانت لديها من الخيرات تصيح دائماً من الفقر، وكأنها لا تمتلك أي خيرات، لاحظ الوضع عندنا في اليمن، لاحظ الوضع مثلاً في السودان، من أحسن البلدان فيما يتعلق بالثروة الزراعية، وإمكانية الإنتاج الزراعي، وبالإمكان أن يتصدر كل الشعوب العربية في الإنتاج الزراعي، يعاني من أشد المعاناة، ليس هناك نظام صالح يرعى مصالح ذلك الشعب ضمن اهتمامات وأنشطة صحيحة.

 

عندنا أتى العدوان ليمثل عامل ضغط كبير جدًّا، ولكن أصبح الميدان الاقتصادي من ميادين الصراع، لابدَّ فيه من التحرك، مع الاعتماد على الله، مع اللجوء إلى الله “سبحانه وتعالى” ليمن بالغيث، مع الاستقامة وفق توجيهاته وأمره، وهذا ما يمكن أن يهيئ للناس الحصول على البركات من الله “سبحانه وتعالى”، والرعاية من الله.

 

كذلك على مستوى التوجهات والسياسات، مثلاً: من أهم ما نحتاج إليه فيما يتعلق بالإنتاج الداخلي، هو: السعي لتقليل الكلفة، وتحسين الجودة، المزارع بحاجة أن يعي ذلك، الشركات والمؤسسات الإنتاجية التي يمكن أن تنشأ، لتحرص على ذلك: كيف تسعى لأن تكون الكلفة أقل، والجودة تكون على مستوى جيد؛ لتنافس المنتج الخارجي.

 

ثم أيضاً السياسات التي يُلزَم بها التجار في أن يتجهوا إلى العناية بالمنتج الداخلي وتسويقه، وألَّا يضربوه بالمنتج الخارجي.

 

فتصبح حالة التعاون، المدعومة بالسياسات، والتوجهات، والإجراءات، على المستوى الرسمي، وعلى المستوى الشعبي، تصبح مثمرة، مجدية، لها بركتها، تعالج الكثير من المشاكل على المستوى الاقتصادي، تعالج حالة البؤس والحرمان، تحد من مستوى البطالة، وتعالج حتى ظاهرة التسول، مع الاهتمام بالزكاة، مع الاهتمام بالصدقات، مع الاهتمام بالإنفاق، كل ذلك يحتاج إلى عمل، يحتاج إلى إنتاج، يحتاج إلى تحرك اقتصادي استثماري.

 

فالجانب الاقتصادي إذا فُعِّلَ فيه مبدأ التعاون وفق توجيهات الله “سبحانه وتعالى”، سيكون لذلك ثمرة عظيمة، ونتيجة كبيرة جدًّا.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاه السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1443هـ: المحاضرة الخامسة عشرة


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر