ركن من أركان الإسلام، وفريضة من أعظم فرائض الله تبارك وتعالى، فيها الخير للناس جميعاً، الخير بدءاً للمزكين، الذين هي تطهرةٌ لنفوسهم، وبركةٌ ونماءٌ لأموالهم، ولها أثرها الإيجابي في أيضاً إرساء مبدأ التكافل الاجتماعي، وتعزيز الروابط بين أبناء المجتمع، وإغاثة المحتاجين، وإعانة الفقراء والمساكين، فلها أهميتها الكبيرة من كل الجوانب، وتمتد هذه الآثار والبركات إلى الاستقرار الاجتماعي، والاستقرار الأمني، وإلى الازدهار الاقتصادي، لها آثارها الواسعة، التي هي من مصاديق وشواهد حكمة الله "سبحانه وتعالى" فيما شرعه لعباده، فهو شرع لهم ما فيه الخير لهم؛ لأنه الغني عنهم، وعن طاعتهم، وإنما شرع ما شرع من أجل ما فيه الخير لهم هم، وما فيه الدفع لكثيرٍ مما يضر بهم، فهاهنا نشهد أهمية هذه الفريضة، التي أكَّد القرآن عليها كثيراً، إلى درجة أن يقترن الأمر بها في كثيرٍ من الآيات القرآنية مع الأمر بإقامة الصلاة، فيقول الله "سبحانه وتعالى": {أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}، ويؤكِّد رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله" في حديثه المشهور على هذا الاقتران، وهذا التلازم، بقوله: ((لا صلاة لمن لا زكاة له))، من يبخل بالزكاة ولا يخرجها هو مفرِّطٌ، ولا يقبل الله منه صلاته، ولا يقبل الله منه سائر أعماله، كل من يلزمه هذا الحق ثم يبخل به، ولا يخرجه، يعتبر مفرِّطاً في دينه، ومقصِّراً تقصيراً عظيماً، ويعتبر في واقع الحال منحرفاً انحرافاً كبيراً عن الالتزام بتعليمات الله "سبحانه وتعالى"، وأداء فرائضه، إلى درجة أن يقول رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله": ((مانع الزكاة وآكل الرباء حرباي في الدنيا والآخرة))، فلذلك تعتبر هذه المسألة مسألة مهمة جداً. [الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاه السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبـة العـرس الجماعي الثـالث 1444هـ