بقلم / -عفاف محمد
استلقى بجسده الى الوراء مترنحاً على كرسي الحافله بجانب السائق عبثاً يحاول الأسترخاء وتنفس الصعداء فقد خيل إليه انه قد تعدى مرحلة الخطر ...في حين طريقه مازال محفوف بالمخاطر وهو يعي حجم المهمه التي أخذت من عمره سنتين وهو يقاسي ألم الغربه عن دياره وعن اهله لأجل خدمة وطنه وهو يحمل بين جنبيه ذاك العطاء المستميت الذي لم يوهن فهو وإخوته أفنو أعمارهم في السلك العسكري وعملو بشرف..دار ذلك بخلده...
وانبثقت من صدره تنهيدة حرى جعلت السائق يلتفت إليه ويسأله سؤاله المتكرر ماقصتك ياذاك ؟! لما يخيم على وجهك الهم ويكاد يقتاتك ؟! فيسوي الأخر من جلسته ويرد بصوت واهن وتقاطيع وجهه تنم عن استياء وتململ من فضول ذاك السائق..
لا شيء قلت لك تمعن في طريقك واتركني لشأني ..
فيخيم الصمت مجدداً واذا بهم يلحظون نقطة تفتيش فيضطرب الأخر بجانب السائق بشكل لا شعوري فيلتفت بسرعه شديده لسائق فيقول له (احميني لوما نوصل صنعاء يامنعاه) فقطب السائق حاجبيه ولم ينبس ببنت شفة ففتح النافذة والتفت الى ذاك الشرطي الذي يتمعن بالحافلة من كل الأتجهات بنظره سريعه وتوقفت عيناه التي تدور في كل مكان على ذاك القابع بجوار السائق وبدون تردد سأل من انت اين بطاقتك؟!
فتلعثم بكلمات غير مفهومه فأسرع السائق بالقول هذا رفيقي فأطرق الشرطي هنيهة ثم ابتسم وقال موجه كلامه الى السائق الى اين العزم فرد السائق مثل كل مره الى صنعاء تجاره ..
فأشار إليه بالأنصراف بعد تفتيش سريع وعلى بعد أمتار من النقطه لم يدري ذاك الجالس اي كلمات شكر يوجهها للسائق في بضع كلمات سردها جعلت من السائق يردف مطمئن (ما تقلق انت في وجهي)
فرد عليه الأخر (انتم البداوه معروف عنك الشهامه ونجدة الملهوف ارجوك لو احد طلب بطاقتي انت أتصرف باي شيء انا اشتي أوصل صنعاء بسلام) فرد عليه ..
بدون اي سؤال (لا تقلق )وانكب على السواقه وخيم الصمت ولم يفتك الأخر من التنهيدات التي تكاد تخلع صدره لشدتها ووجه شاحب بخطوطه المتعرجة التي ترسم عمق الهم والحزن اللذان يملآنه ولسان حاله يقول :متى سأصل الى اهلى وكيف ساجد البيت خال بدون ابني ؟!وأخواي اللذين كانوا من ضحايا القاعة الكبرى؟!
يااااه كم تمادى العدوان على بلدي اصابوني حتى في اهلي واحرقو قلبي على فلذة كبدي وعلى اخي الأكبر والأصغر...
وهكذا أمضو طريقهم ونقاط التفتيش الواحده تلو الأخرى تلازم سيرهم وفي كل مره يتخلص السائق بمرونته من أسئلتهم الروتينه بفطنه ودهاء ولمعرفتهم به مسبقاً تسير الأمور على خير حال ...
ويسرح بخياله مجدداً متذكراً حاله في ذاك المعسكر الممكتض بالظباط والأفراد الذين حجبوا عن كل مايدور في الخارج وتم تعبئتهم بأفكار مغلوطه وهو بينهم يدرك انهم على خطأ وبمهمته السامية عرض نفسه للتهلكه من اجل حماية وطنه وبذاك المعسكر متأهبين لدخول صنعاء ولا يعلمون عن الفساد الذي عاث به آل سعود الأنجاس من دمار وقتل ولا يسمح لهم بأستخدام النت
او متابعة اي قنوات غير التي تتوافق مع فكرهم ومنطقهم الغبي الذي يتنصل عن الوطنيه الحقه وعن الشرف الحقيقي وعن الكرامه والعزه معسكر بأكمله يتجهز للدخول صنعاء وتحريرها حسب التوجيهات العاليا التي تصدر من خارج ارض اليمن وعلى من سيدخلون صنعاء ؟!!
على ساكنيها اي الأخ سيهجم على اخاه بحجة ان هناك انقلابي حوثي وعفاشي سيطرو على العاصمه؟!
من هو ذاك العفاشي الم يكن يوما هو حامي الديار وألم يكن شاغل المناصب وتدور حياته بشكل طبيعي فلماذا اصبح فجأه انقلابي وعلى من ؟!الا يحق له وهو ابن الوطن ان يعترض على رئيس له (امعه لايهش ولا ينش )رئيس أودى بالبلاد الى مستنقع غويص ..
وذاك الحوثي اليس هو فردا من ابناء الوطن أوليس له حق الأعتراض والتعديل ولم يأتي ببهتان عظيم بل أتى بالمسيره القرآنيه وجعلو منه مجرما وسفاح وساحراً دجالاً جسور هشه بناها المعتدي والمرتزق كي يظلل على أهدافه الحقيقيه للعدوان وان كان هناك من هذا الحوثي اي تجاوز كما يهولون سنحل المعضلة فيما بيننا لايستدعي الأمر لتحالف وقتل الأطفال والنساء والتدمير الشامل !!!!
غضاً عن هذا كله العدوان السعودي لم يفرق بين حوثي او عفاشي او اصلاحي دمر بلد بأكمله من أقصاه الى أدناه وعاث في كل شبر!!!!
فبأي حق يتمادو في طغيانهم وغيهم على الأبرياء وعلى مرافقهم العامه... وفجاه قطع حبل أفكاره السائق قائلا (هاقد قد شارفنا على دخول صنعاء هل ستخبرني ماقصتك؟!)
فرد ذاك الظابط البطل انا مجرد انسان بسيط افتقد اهلي وتعذر عليا ان القاهم لن أنسى وقفتك هذه معي ماحييت وادخل يده جيبه واخرج أوراق نقديه ليعطيه اياها فرفض بشده قائلاً انا وقفت معك لوجه الله وما انتظر منك شي يكفي ان سفرتي هذه معك تسهلت بعون من الله وهذا دليل على مظلوميتك وعلى ان الله سخر كلينا لبعض وبالمثل اتسهلت أموري في نقاط صنعاء لأول مره ....
وأضاف( انا خلاص ما ودي اعرف من انت انا وقفت معك لوجه الله والله يسهلك أمورك فين ودك تنزل ؟!)رد عليه في اي مكان في العاصمه....
وتم له ذالك بعد كلمات متبادله بينهم شكر وعرفان وثناء ...
ومضى سبيله الى اهله الذي فارقهم منذ السنتين ونيف وهو يعي انه لو علموا بنيته الرجوع لأهله لما كان خرج حياً من معسكرهم ذاك فأي منطق هذا الذي يحجب فيه عن العالم وعن الوقائع الملموسه الإ اذا كان تظليل وتمويه عن الحق ورجع سالما غانما الى بيته لينعم بدفء أهله هاجراً حياة المعسكر الذي ضاق به ذرعا وهو يتكبد العناء بين مؤيدي العدوان من بني جلدته !!
فحزنه على ابنه وأخويه قد أضناه ويعرف ان ذاك العدوان لم يأتي من اجل شرعيه او انقلاب او مد إيراني !!وانما لأغراض سياسيه تحط من قدر بلدنا وتسلبنا زمام أمورنا وماهذه القصه الانموذج لشرفاء عملو بصمت ونفس طويل لأجل البلد ولا ينتظر جزاء او شكورا فلا نامت اعين الجبناء