مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
الهيئة العامة للأوقاف والإرشاد
قطاع الإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الثالثة من شهر جماد الأولى 1447ه‍
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:( (وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء))
التاريخ: 1447/516ه‍ 2025/10/7م
الرقم: (20)
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
1️⃣- يسمو الإنسان في الحياة بتكريم الله وحمله للمسؤولية، واتباع هدى الله، والتضحية في سبيل الله، وأعظم من وصل إلى ذلك هم الشهداء.
2️⃣- الشهداء حملوا أسمى معاني القيم والمبادئ والأخلاق، في الصدق والوفاء والإيمان والكرم والعزة والصبر والإخلاص، والحب لله والرجولة وربحوا أعظم ربح في أرقى تجارة.
3️⃣- تقوم تربية القرآن وتربية النبي صلى الله عليه وآله على القوة النفسية والعزة والإستبسال وعدم الخوف من الموت، والنظر إلى الشهادة باعتبارها أفضل ما يؤتي الله عباده الصالحين.
4️⃣- الشهادة عطاء يقابله الله بعطاء للشهيد وعطاء للأمة التي تضحي في سبيل الله، فتعتز وتنتصر وتتحرر ويبارك الله في نسلها.
5️⃣- الشهداء قدموا الشهادة لله في كل شيء، وخافوا الله فوق كل شيء 
ووفاءاً للشهداء نعلن الاستمرار في البناء على أساس الاستعداد للجولة القادمة في المواجهة مع العدو الإسرائيلي ومن يتورط معه.
6️⃣- يجب أن نكون أوفياء  للشهداء بسد الفراغ الذي تركوه، والاستمرار في خطهم، وإحياء ذكراهم، والاهتمام بأسرهم.
➖➖➖➖➖ ➖➖
🔹ثانياً:  خطبة الجمعة

  • الخطبة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين الذي لا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ، وَلَا يُغَيِّرُهُ زَمَانٌ، وَلَا يَحْوِيهِ مَكَانٌ، وَلَا يَصِفُهُ لِسَانٌ، ولَا يَعْزُبُ عَنْهُ عَدَدُ قَطْرِ الْمَاءِ، وَلَا نُجُومِ السَّمَاءِ، وَلَا سَوَافِي الرِّيحِ فِي الْهَوَاءِ، وَلَا دَبِيبُ النَّمْلِ عَلَى الصَّفَا، وَلَا مَقِيلُ الذَّرِّ فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ، القائل في كتابه العزيز: {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}.
ونشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ الَمْجُتْبَىَ مِنْ خَلَائِقِهِ لِشَرْحِ حَقَائِقِهِ، وَالْمُخْتَصُّ بِعَقَائِلِ كَرَامَاتِهِ، وَالْمُصْطَفَى لِكَرَائِمِ رِسَالَاتِهِ؛ فبلَّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله كل الطغاة والمستبدين والمستكبرين، وخَلَّفَ فينا راية الحقِ، من تقدَّمها مَرَقَ، ومن تَخَلَّفَ عنها زَهَقَ، ومن لَزِمَهَا لَحِقَ، اللهم صلِ على سيدنا محمدٍ وعلى آله الأطهار،وارض عن صحابته الأخيار.

  • أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:

يسمو الإنسان على بقية الكائنات الحية بما أعطاه الله من مدارك، وبما حمّله من مسؤولية، وبما حباه من هداية، ثم يأتي السمو بين بني الإنسان لمن اتبع هدى الله واتقى، والتزم بتوجيهات الله فارتقى، وسلّم لأمره واستجاب، وأطاع وأناب، ثم يأتي التفاوت بين من المؤمنين لمن انتصر على شهواته ونفسيته، ولبّى نداء الله بالبيع منه، وضحى بحياته وبما يملك لله وفي سبيله، وتلك هي أسمى الصفات، وأعلى المقامات التي وصل إليها الشهداء دون غيرهم.
فإذا جئنا لنتحدث عن الصدق وجدناه صدق في الأقوال يتبعه صدق في الأفعال والمواقف، ولن يجد الإنسان أكثر صدقا من الشهداء الذين صدقوا الله في أفعالهم قبل أقوالهم، وقدّموا أرواحهم قربة لله، ومن أجل الانتصار لدينه وعباده، ولذلك قال الله: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}، وإذا ما جئنا لنتحدث عن الوفاء وجدناه درجات ومراتب، ونجد أنّ أعلاها هو وفاء الشهداء الذين وفوا مع الله بعهودهم حين قالوا آمنا؛ فآمنوا بقلوبهم، وصدّقوا إيمانهم بمواقفهم، وعمّدوه بدمائهم، وحين قالوا أسلمنا؛ أسلموا وجوههم وحياتهم وكل شيء لله تعالى.
وحين قال قائلهم: {وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}؛ كانوا من أصدق القائلين، وتوجهوا بكل ما يملكون نحو الله، وحين قال قائلهم: {إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، كانوا هم من أعظم من صدق فيها مع الله، وكان الله هو من يقابل وفاءهم بالوفاء، ولذلك قال: {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ}.

وحين نتحدث عن الكرم نجد الإنسان الكريم يكرم الناس بأقواله أو بجزء من ماله؛ فيعلو شأنه، ويسمو صيته، ويذاع أمره، ولكن حين نتأمل كرم الشهداء سنجد أنّ كل كرم بجوار كرمهم ضعيف، وكل كريم عند عطائهم بخيل؛ فقد صاغوا لنا معنى الكرم بمعناه الحقيقي الذي يعني أن يضحي الإنسان بكل ما يملك لكي يرضا الله، ولينتصر الدين والأمة.
وحين نتحدث عن الإيمان نجد أنّ الإيمان مراتب، ويزداد وينقص بحسب المؤثرات التي تحيط بالإنسان، ونجد حينها إيمان الشهداء قد بلغ مرتبة عظيمة فكان إيمانًا صادقًا بالله، وثقة به، وتصديقًا لوعده ووعيده، وإيمانًا ويقينًا بالغيب والجنة والنار.
وحين نتحدث عن التجارة نجد فيها أرباح التجار بالريال وبالدولار وبالذهب والمجوهرات، ثم ترحل عنهم تلك الأموال ويرحلون عنها، ولكنّ الشهداء تاجروا مع الله، وباعوا الحياة الدنيا التي لا بد أن تنتهي، وباعوا الأرواح التي لا بد أن تُقبض والأجساد التي لا بد أن تبلى؛ بنعيم لا ينتهي، وحياة أبدية لا تنقضي، ليعيشوا عند الله في سعادة سرمدية؛ فكانوا أذكى التجار، وأكثر من عرف حقيقة الحياة الدنيا الزائلة، وأكثر من عرف كيفية استثمارها، ومن الشهداء نعرف معاني العزة والشجاعة والإخلاص لله، والصبر والحب لله، والرجولة والإنسانية.

  • عباد الله:

من الصفات الموجودة لدى بني إسرائيل في الدنيا هو الخوف من الموت، كما قال تعالى: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ}، بينما أراد الله منا كمؤمنين أن نكون عكس ذلك من خلال تربية وثقافة القرآن التي تقوم على ترسيخ الشوق للقاء الله، فهذا الإمام علي عليه السلام يقول: (والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه)، وتربية القرآن هي التربية الوحيدة التي تكفل للأمة العزة والقوة والانتصار على الأعداء؛ فهي تربي على قوة النفس وعزتها، وارتقائها وسموها، والانتصار على شهواتها ومغريات الدنيا، وتربي نفوسًا لا يوجد للشيطان وحزبه عليها مدخل، وتربي قلوبا واعية، ونفوسا أبية زاكية، وأبصارا متنورة متأملة، وأسماعا مصغية.
وقد كانت تربية الرسول للأمة بالقرآن تقوم على ترسيخ الصبر وروح الاستمرارية والنفس الطويل، والثبات وعدم التراجع مهما كانت العوائق، وعدم التأثر بالمشاكل والمصاعب والمشاق، وكانت تربية الرسول للأمة تقوم على ثقافة: (جئناكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة)، وهي تربية على حب الشهادة والاستبسال في سبيل الله، وقد كان الرسول صلى الله عليه وآله يربي على عدم الخوف من القتل في سبيل الله، بل الشوق لذلك؛ ففي غزوة بدر حرّض رسول الله أصحابه على القتال في سبيل الله، ووعد من قُتِلَ في سبيل الله بالجنة، وقال لهم: (قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض) وكان أحد الأنصار يأكل تمرات في يده فرمى بهن وقال: (إنها لحياة طويلة حتى آكل تمراتي هذه) ثم نزل إلى ساحة المعركة وقاتل حتى استشهد.
ونجد أثر تربية رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة أحد، حين أتي أحد الأنصار وكان أعرجًا، فجاء يشكو أبناءه الذين حاولوا منعه من الخروج إلى المعركة، فكان يقول: (إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنة)، فأذن له النبي وقال لأبنائه: (دعوه، لعل الله يرزقه الشهادة)، وقد قال رسول لله صلى الله عليه وآله: (ما من أحد يدخل الجنة فيحب أن يرجع إلى الدنيا وأنّ له ما على الأرض إلا الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة)، وقال صلى الله عليه وآله: (والذي نفسي بيده لوددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل)، وقد وصل رجل للصلاة عند رسول الله صلى الله عليه آله فقال حين وصل إلى الصف: (اللهم ائتني أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين)، فلما قضي النبي صلى الله عليه وآله صلاته قال: من المتكلم آنفا؟ فقال الرجل: أنا يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وآله: (إذاً يُعقر جوادك وتستشهد في سبيل الله)، يعني أنّ الشهادة هي أفضل ما يؤتي الله عباده الصالحين.
عباد الله:
الشهادة عطاء قابله الله بعطاء، ولذا نجد أنّ الله يعطي الكثير مقابل عطاء الشهداء، فيعطي للشهداء حياة راقية بدلا عن حياتهم الدنيا التي ضحوا بها، فيحيون ويُرزقون في سعادة وفرحة، ورزق وتكريم، ويعطي الله الأمة التي تضحي العطاء الكبير، فلا تقلّ أعداد الأمة التي تضحي في سبيل الله، بل يعوضها الله في المواليد كما قال الإمام علي عليه السلام: (بقية السيف أبقى عددا، وأكثر ولدا)، ويعوضها الله في نفسياتها؛ فتصبح نفسيات الأمة المجاهدة والمضحية قوية بالتربية التي تركها لها الشهداء وخطوها بدمائهم، وتبقى حياة الشهداء دروسًا ومنهجًا للأجيال؛ فتنشأ قوية عزيزة مستبسلة متحررة من الأعداء، ولا تخضع إلا لله وحده، ومن العطاء الذي يمنحه الله للأمة التي تضحي أن يدفع الله عنها الأعداء، وينصرها ويؤيدها ويعزها، ويجنبها شرّ الأعداء، ويدفع عنها مكرهم، وينصرها عليهم، ويمكنها في الأرض.

وهذا ما نشاهده حتى على مستوى شعبنا اليمني الذي أكرمه الله بالجهاد في سبيله ضد أمريكا وإسرائيل؛ فحصدنا العزة وسط أمة ذليلة، وحصدنا القوة وسط أمة ضعيفة، وحصدنا النصر وسط أمة هُزِمَتْ أمام أمريكا وإسرائيل، وحصدنا الوعي وسط أمة استغباها عدوها، وحصدنا بياض الوجوه وسط أمة حملت خزي التخاذل والتفريط.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

  • الخطبة الثانية:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى أهل بيته الطاهرين، ورضي الله تعالى برضاه عن صحابته الأخيار المنتجبين.                        
عباد الله المؤمنين:
الشهداء هم أكثر الناس معرفةً بالله وخوفاً منه ورغبةً في عطائه، وهم أكثر الناس قرباً من الله وطلباً لرضاه وبذلاً في تقواه، وهم الأولياء الأزكياء الأنقياء، ورفاق النبيين ودواء المؤمنين وداء المعتدين.
والشهداء هم الذين قدّموا الشهادة لله بدمائهم لا بأقوالهم، وقدّموا الشهادة لله على حكمته وعزته وقوته وعظمة هداه، وقدَّموا الشهادة لله على عظمة الإسلام والقرآن وعدم قابليته للهزيمة، وقدّموا الشهادة لله وهم يواجهون بسلاحهم القليل أعتى أسلحة الطواغيت المتجبرين؛ فهزموها وكسروها وأحرقوا هيبتها، وواجهوا فراعنة هذا الزمن وطغاته فكان لهم الحق في مرافقة نوح وإبراهيم وموسى ومحمد وغيرهم من الأنبياء: {فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً}، فهم لم يبالوا أن تُسفك دماؤهم، وتُزهق أرواحهم ما داموا سيصنعون للأمة عزاً، وللدين صرحاً، وللمؤمنين كياناً.
وضحّوا في سبيل الله الأقوى والأغنى والأكرم؛ لأنهم على يقين من مسارهم، وبصيرة من أمرهم، ووعي من مآلهم، فهم كما قال الإمام علي (عليه السلام): (هم والجنة كمن قد رأوها فهم فيها منعمون) فلم تشدهم وتجذبهم زخارف الدنيا الزائلة والمنتهية، ولم يطمعوا في ذهب ولا فضة، ولا دولارات ولا ثروات ولا مناصب؛ ليقينهم بما وراء ذلك من الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة، ولكن كانوا كما قال الله: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ}.
(وهم والنار كمن قد رأوها) فلم يبالوا بطائرات أمريكا وإسرائيل وأذنابهم، ولم يبالوا بالصواريخ وحاملات الطائرات، والصواريخ والقنابل؛ لأنّ قلوبهم امتلأت بالخوف من الله، والحذر من عذابه، فهم يعلمون ويوقنون أنّ جهنم التي قال الله عنها: {نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى}، هي أخطر مما لدى الأعداء؛ فكيف لمن امتلأ قلبه بالخوف من الله أن يخاف من عبيد مثله لا يمتلكون جنة ولا نارًا، وأقصى ما يمكن أن يفعلوه هو أن ينقلوه من حياة فانية، إلى حياة باقية لا تنتهي. 

  • أيها الإخوة المؤمنون:

يجب أن نكون أوفياء للشهداء ولدماء الشهداء، وجوانب الوفاء للشهداء متعددة، ومنها: أنّ نسد الفراغ الذي تركوه في الميدان حين صعدوا إلى الله.
ومن الوفاء للشهداء: أن نستمر في الخط الذي سلكوه، ولا نتخاذل ولا نتراجع مهما كانت الصعوبات والمؤامرات، ومن الوفاء للشهداء: أن نحمل الجهوزية التامة لأي متغير قادم؛ فنكون جاهزين لكل الخيارات: إن طلب منا الخروج فنحن جاهزون، وإن طلب منا القتال فنحن جاهزون.
ومن الوفاء للشهداء: أن نلتحق بدورات التدريب؛ لنعد أنفسنا كما أمر الله، ونواجه ألدّ وأشد أعداء الأمة  والبشرية من بني إسرائيل الذين لعنهم الله، وباءوا بغضب على غضب، وقتلة الأنبياء والأولياء؛ فإن عادوا عدنا وعاد الله معنا، ولن نتراجع ولن نتخلى عن موقفنا مع غزة وفلسطين والأقصى، ومن الوفاء للشهداء: أن نهتم بإحياء ذكراهم ليبقوا أحياء في القلوب كما هم أحياء عند الله، ومن الوفاء للشهداء: أن نستمر في دعم القوة الصاروخية والتصنيع الحربي، ومن الوفاء للشهداء: الاهتمام بأسرهم معنويًا وماديًا، وزيارتهم وتفقد أحوالهم، ومن الوفاء للشهداء: زيارة روضات الشهداء لنتذكر أولئك العظماء الذي صعدوا إلى الله فكانوا كما قال الله: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}.

هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم وبارك وتحنن على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى  يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة واليمن ولبنان، وانصر مجاهدينا في البر والبحر، وفي كل الجبهات والثغور والميادين، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، واشف مرضانا، وارحم شهدائنا وموتانا وموتى المؤمنين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الهيئة.
-------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر