مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
الهيئة العامة للأوقاف والإرشاد
قطاع الإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الرابعة من شهر جمادى الآخر 1447هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان: (الثقة بالله)
التاريخ:1447/6/22ه‍ 2025/12/12م
الرقم: ( 25)
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
1️⃣-من أكبر الأزمات التي عانت ولا زالت تعاني منها الأمة أزمة الثقة بالله.
2️⃣-أزمة الثقة بالله هي سبب لكل الأزمات وهي التي جعلت الأمة خانعة مستسلمة لأمريكا وجعلتها جاهلة متأخرة لا تملك قوتها ولا قوتها.
3️⃣-تكرر قول الله في القرآن (إن الله على كل شيء قدير) ليتقرر في نفوس الناس أن القدرة والقوة كلها بيده ولا قدرة لأعدائه وهم تحت هيمنته.
4️⃣-في قصة طغيان فرعون ونهايته أكبر العبر حيث لم يتحكم حتى في تفكيره وقراراته التي أصبحت كلها لصالح موسى ووبالاً على فرعون نفسه.
5️⃣-في قصةالرجل الذي مر على قرية خاوية درس مهم للمؤمنين ألايستبعدوا قدرة الله فهو قادر على إيجاد المعدومات وحفظ الموجودات بدون عوائق ولا مستحيلات.
6️⃣-في قصة نجاة إبراهيم من النار وعودة أصحاب الكهف إلى الحياة وقصة إبراهيم مع الطير ما يرسخ الثقة بقدرة الله على كل شيء.
7️⃣-كما انتهى الطغاة عبر التاريخ سينتهي طغاة العصر وكما انتصر المؤمنون عبر التاريخ سينتصر المؤمنون اليوم وما علينا سوى الإعداد ومنه السعي لبناء تحصينات كملاجئ لحماية الأسر من الإستهداف حسب الظروف والمستطاع فالجولة قادمة لا محالة وما النصر إلا من عند الله.
➖➖➖➖➖➖➖
🔹ثانياً: خطبة الجمعة 

  • الخطبة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين الذي لا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ، وَلَا يُغَيِّرُهُ زَمَانٌ، وَلَا يَحْوِيهِ مَكَانٌ، وَلَا يَصِفُهُ لِسَانٌ، ولَا يَعْزُبُ عَنْهُ عَدَدُ قَطْرِ الْمَاءِ، وَلَا نُجُوم السَّمَاءِ، وَلَا سَوَافِي الرِّيحِ فِي الْهَوَاءِ، وَلَا دَبِيبُ النَّمْلِ عَلَى الصَّفَا، وَلَا مَقِيلُ الذَّرِّ فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ، القائل في كتابه العزيز: {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}.
ونشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ الَمْجُتْبَىَ مِنْ خَلَائِقِهِ لِشَرْحِ حَقَائِقِهِ، وَالْمُخْتَصُّ بِعَقَائِلِ كَرَامَاتِهِ، وَالْمُصْطَفَى لِكَرَائِمِ رِسَالَاتِهِ؛ فبلَّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله كل الطغاة والمستبدين والمستكبرين، وخَلَّفَ فينا راية الحقِ، من تقدَّمها مَرَقَ، ومن تَخَلَّفَ عنها زَهَقَ، ومن لَزِمَهَا لَحِقَ.
اللهم صلِ وسلّم على سيدنا محمدٍ وعلى آله الأطهار، وارض عن صحابته الأخيار.
أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
أوصيكم ونفسي بتقوى الله القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ . وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.

  • عباد الله الأكارم:

من أكبر وأسوأ الأزمات التي عانت وتعاني منها الأمة عبر تاريخها هي أزمة الثقة بالله، وهي الأزمة التي ولّدت كل الأزمات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها من الأزمات التي تعيشها الأمة.
أزمة الثقة بالله تعني عدم التصديق بآيات الله في كتابه العزيز، وعدم التصديق بوعود الله تعالى لعباده المؤمنين، وعدم التصديق بوعيد الله للمجرمين والمفسدين.
أزمة الثقة بالله هي التي جعلت الأمة لا تجاهد عدوها لأنها لم تصدق بوعود الله لها بالنصر إن جاهدت وهو القائل: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}، {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}، {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، ولم تثق الأمة بوعيد الله للطغاة والمجرمين بالخزي والنكال، والذل والضياع وهو القائل: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ}، {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ}، {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}، {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}.

أزمة الثقة بالله هي التي جعلت الأمة جامدة قاعدة جاهلة متخلفة لا تزرع ولا تصنع ولا تبدع ولا تنتج ولا تكتفي ذاتيا؛ لأنها لم تصدق أنّ الله سينصرها ويعزها ويمكنها، وتنتظر أن يصنع لها غيرها، وتنتظر حتى قوتها الضروري من يد عدوها، وتشتري وتستهلك فقط؛ لأنها لم تثق أنّ الله سيؤيدها إن تحركت، ولم تثق بمثل قوله تعالى: {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، وقوله: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}، {وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً}.
أزمة الثقة بالله هي التي جعلت الأمة خانعة لأمريكا؛ لأن زعماءها خضعوا، وشعوبها انبهرت بأمريكا وعظمتها ونسوا الله وعظمته وقدرته، ونسوا جبروته وانتقامه، ورأوا أمريكا وكأنها على كل شيء قدير، ونسوا أنّ الله فقط هو الذي على كل شيء قدير، وهو الذي كرر هذه الآية في كتابه عشرات المرات؛ لكي تبقى الأمة موقنة دائما أنه القادر والقاهر والجبار، ونسوا أنّ الذي يحكم الأرض والسماوات هو الله، والذي يملك الأرض والسماوات هو الله، والذي يملك الحياة والموت هو الله، والذي يملك الجنة والنار هو الله.
أزمة الثقة بالله هي التي جعلت الأمة تتخلى عن فلسطين وعن نصرة شعب فلسطين؛ لأنهم رأوا إسرائيل قدرًا لا يمكن إزالته، ولا قهره وغلبته، ورأوا أمريكا قوة لا يمكن قهرها، ولا حل إلا الاستسلام لها؛ لأنهم لم يثقوا بالله.
أزمة الثقة بالله هي التي جعلت الأمة تسمح لأمريكا أن تنشئ القواعد العسكرية في بلدانها، وتنهب ثرواتها وتحتل أرضها؛ لأنهم رأوا أنّ في قرب أمريكا العزة ونسوا أنّ العزة لله، ورأوا أنّ في أمريكا الحماية ونسوا أنّ الحافظ والحامي هو الله، ورأوا أنّ أمريكا راعية السلام ونسوا أنّ الله هو السلام، ودينه هو الإسلام، وجنته دار السلام، وأنه من يعز ويذل ويؤتي الملك وينزع الملك، ويقهر ويغلب، ويعين وينصر.
عباد الله:
في القرآن الكريم من القصص والآيات والشواهد التي ترسخ لدى المؤمنين ثقتهم بالله، واعتمادهم وتوكلهم عليه، ومن أعظمها قصة فرعون الذي وصل إلى مرحلة طغيان تجاوز فيها كل الحدود، وحين علم أنّ زوال ملكه سيكون على يد طفل من بني إسرائيل أمر بذبح الأطفال لتكون إرادته هي الغالبة؛ فجاء الأمر من الله لأم موسى بأن ترضعه وإن خافت فعليها أن ترميه في اليم ولا تخاف، وذهب الماء بموسى بأمر الله إلى قصر فرعون لا إلى غيره؛ ليعلم الناس أن لا غالب إلا الله، وتغلبت إرادة الله على قلب فرعون ومشاعره وتفكيره، وجعله يعمل ما يضمن تحقق وعد الله وإرادته، وليس ما يريد فرعون نفسه، فقد ألقى الله على موسى محبة منه ليسلم من القتل: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي}.
وقيّض الله امرأة فرعون لتحبه وترعاه: {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}، ثم جعل الله موسى يمتنع عن الرضاعة من أي امرأة: {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ}، لكي يتحقق وعد الله بإعادته إلى أمه، وفعلا عاد موسى إلى أمه لترضع ولدها مقابل عائد مالي من فرعون، وحماية ورعاية من فرعون الذي يبحث عن موسى ليقتله، وفي الأخير تتحقق إرادة الله.
ودرس آخر يرسخ الثقة بالله حين جاء موسى إلى فرعون بالرسالة مع هارون، وكان فرعون يستطيع أن يتخذ القرار بقتلهما: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى} لكن لا مجال فإرادة الله هي الغالبة، ووعده هو الذي سيتحقق مهما كان الأمر، فكان قرار فرعون بعد مشاورة ملأه أن يمهل موسى ويجمع له السحرة: {قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ}، وخرج موسى وهارون سالمين من قصر فرعون، وحين أراد الله إيصال الآيات التي يحملها موسى إلى الناس جعل قرار فرعون لصالح موسى؛ فيجمع فرعون الناس: {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى}، ولم يكن ذلك الجمع إلا لصالح موسى الذي عرض آيات الله ليؤمن بها السحرة وتسقط هيبة فرعون وزيفه وضلاله.
وحين أذن الله بهلاك فرعون وصل إلى البحر وقد انفلق؛ فلم يتراجع ولم يتشاور مع ملأه كما فعل سابقا وهم كلهم معه، ولم يخطر في باله أنّ هناك خطورة في دخول البحر؛ لأن الله هو من يملك قلب المؤمن والكافر، ويسوق العاصي إلى حتفه، ويجعله يتخذ قرارات غبية حتى لو كان ذكيا؛ لأن الله يقول للشيء كن فيكون، فكان الله ولا زال على كل شيء قدير، غالب على أمره، قاهر فوق عباده، نصير لأوليائه، نكال لأعدائه.
عباد الله:

وفي القرآن كثير من القصص التي ترسخ لدى المؤمنين أن الله على كل شيء قدير، ومنها:
قصة الرجل الصالح الذي مر على قرية خربة مدمرة خاوية على عروشها، وقد مات أهلها، وتهدمت دورها، فتساءل استغرابا وتعجبا كيف يمكن أن تعود الحياة إليها بعد تلك الحالة، فجعل الله له درسا عمليا يبقى للأجيال إلى يوم القيامة، فقال تعالى عنه: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا}، فكانت الرسالة من الله أن يميته الله مائة عام: {فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ} وحماه الله من كل المؤثرات والمتغيرات والمهلكات والكائنات، وحفظ الله طعامه فلا تؤثر فيه الريح ولا الشمس ولا الحيوانات ولا الحشرات لمائة عام كاملة، وفي نفس الوقت أمات الله الحمار ليكون آية أخرى له وللناس.
وبعد مائة عام أحياه الله: {ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ}، فوجد طعامه القابل للزوال لم يزل ولم يتغير على مدى مائة عام بلا مواد حافظة ولا ثلاجات ولا غيرها، وجعله الله يرى كيف يحيي الله الموتى، ويوجد المعدومات بعد زوالها، من خلال إعادة الحمار إلى الحياة بعد أن تلاشت حتى عظامه: {وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً} كل ذلك وهو يشاهد العظام تتجمع وتتركب على بعضها، ثم ينبت اللحم وهو ينظر، ثم ينبت الجلد وهو ينظر، ويعود الحمار الذي هلك قبل مائة عام من جديد إلى الحياة.
{فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}؛ لأنه لا يليق للمؤمن أن يستبعد قدرة الله، وكيفية تغييره لما يراه الناس مستحيلا، ليعلموا أنه كذلك سينصر المؤمنين في أصعب الظروف، ويهلك الظالمين حتى لو وصلوا قمة البطش والقوة والجبروت، فهو على كل شيء قدير.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

  • الخطبة الثانية:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى أهل بيته الطاهرين، ورضي الله تعالى برضاه عن صحابته الأخيار المنتجبين.                        

  • عباد الله المؤمنين:

يذكر الله لنا في القرآن قصة أصحاب الكهف وكيف أحياهم الله بعد أكثر من ثلاث مائة عام، ويذكر الله لنا قصة إبراهيم عليه السلام وكيف أنجاه الله من نار شديدة حين أمرها الله ألا تُحرق فلم تُحرق: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ}؛ لأن الله على كل شيء قدير، ويقصّ الله علينا قصة إبراهيم حين قال لله: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، وتلك آية من أعظم الآيات التي يرى فيها إبراهيم الطيور المذبوحة تتجمع أمام عينيه لتعود طيورا كما كانت، وكل تلك الآيات تزيد المؤمن إيمانا ويقينا وثقة بالله أنه على كل شيء قدير.
وها هو العالم الإسلامي اليوم يقف مبهوتا مستسلما أمام أمريكا لأنه يخافها ويراها قوة كبرى لا يمكن أن تقهر، ونسوا أن الله حكى لنا في القرآن نهاية فرعون وطغيانه، ونهاية قوم عاد الذين قالوا عن أنفسهم: {مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً}، وقال الله عنهم: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ . وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ . وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ}، وأراد الله أن نتأمل كيف فعل الله بهم وكيف ضاعوا وغابوا وانتهوا مع مدنهم التي بنوها: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ . إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ . الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ}.
وأين ثمود؟ وأين قوم لوط؟ وأين المحتلين والطغاة؟ وأين جنكيز خان وهولاكو؟ وأين بريطانيا التي كانت لا تغيب عنها الشمس؟ وأين المحتلين البرتغال؟ كل ذلك يجعلنا نتيقن أنّ الله لا يرضى بالطغاة ولا بالطغيان ولا بالمجرمين، وستنتهي أمريكا كما انتهى من قبلها، ونحن واثقون بنصر الله لنا عليها؛ لأن عظمة الله ملأت قلوبنا فلم نعد نرى أمريكا سوى قشة ستنتهي كما انتهى الطغاة من قبلها، وإسرائيل ستزول كما وعد الله.

  • أيها الإخوة المؤمنون:

من أهم ما يجب علينا ونحن نرى يوميا الإجرام مستمر على غزة والضفة، ونرى القتل ونرى الموت هناك، ونرى المعاناة، ونرى ما يحدث في جنوب اليمن المحتل لتمزيقه؛ كل ذلك يحتم علينا مسؤولية إعداد أنفسنا للمواجهة مع العدو الأمريكي والإسرائيلي، وإعداد النفوس بالروحية الإيمانية والتقوى والثقة بالله، والإعداد بالالتحاق بدورات طوفان الأقصى، والاهتمام بالتحصين في الجبهات وحتى في المدن والأرياف بقدر المستطاع؛ لأن ذلك أمر الله وتوجيهاته: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم وبارك وتحنن على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى  يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة واليمن ولبنان، وانصر مجاهدينا في البر والبحر، وفي كل الجبهات والثغور والميادين، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، واشف مرضانا، وارحم شهدائنا وموتانا وموتى المؤمنين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖➖➖
 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الهيئة.
------
 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر