مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ثم إنَّ الإنسان لا بد راحلٌ من هذه الحياة، {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}[الرحمن: الآية26]، {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}[آل عمران: من الآية185]، الكل سيرحل من هذه الحياة، لكن ما يميز رحيل الشهداء: أنه رحيل إلى ضيافة الله "سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى"، إلى حياةٍ كريمةٍ سعيدةٍ وهنيئة، يرزقون فيها، وهم فيها في حالة فرحٍ دائم ومتجدد، وفي حالة استبشار حتى بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، فهذا التحفيز الكبير للأمة؛ لتجاهد، لتنطلق، لتتحرك؛ لأنها بحاجة إلى هذا التحرك.

الأمة بقعودها، بتخاذلها، بذلها، بفقدانها للروح الجهادية، هي تخسر كل شيء: تخسر حريتها، وكرامتها، وعزتها، واستقلالها، وتضعف، وتهون، وتذل، وتقدم الخسائر الرهيبة جدًّا، حتى على مستوى القتل، يقتلها أعداؤها، ثم تكون في وضعية مشجِّعة ومطمعة للأعداء، كما ورد في الحديث النبوي المعروف بين الأمة: ((يوشك أن تتداعى عليكم الأمم، كما تتداعى الأكلة على قصعتها))، يعني: وكأنكم وجبة طعام، وجبة طعام، ووليمة تتداعى عليها الأمم الأخرى، ويرون فيها مجرد مؤدبة طعام يتنافسون على أكلها، تكونون مأكلة لأعدائكم، قالوا: يا رسول الله أمن قلةٍ نحن يومئذ؟ ((قال: أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل))، فنلاحظ الفرق بين أن تكون الأمة غثاءً كغثاء السيل، أمة كثيرة العدد، أمة بأعدادها تفوق المليار إنسان، ولكن غثاء كغثاء السيل، أو أن تكون كما أراد الله لها كالبنيان المرصوص، عندما قال "جلَّ شأنه": {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ}[الصف: من الآية4]، إمَّا أن نكون أمة كالبنيان المرصوص، فنظهر في صلابة أمام أعدائنا، وفي مواجهة أعدائنا، وفي مواجهة التحديات والأخطار، وإمَّا أن نكون غثاء كغثاء السيل، لا يمثل أي أهمية، بل أمة يسيطر عليها الوهن، كما ورد في نفس الحديث: ((ينزع الوهن من قلوب أعدائكم، ويلقى في قلوبكم، قالوا: وما هو يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت)) بهذا أو معناه.

فعندما تفقد الأمة الروح الجهادية، والمحبة للشهادة، والاستشعار لقدسية الشهادة، ويتغلب عليها الوهن، والضعف، والذل، والخوف، والرهبة، وتعيش الروح الانهزامية، تسيطر عليها الروح الانهزامية؛ يسيطر عليها أعداؤها، يقهرها أعداؤها، يذلها أعداؤها، ولذلك وصل الحال- وللأسف الشديد- في واقع أمتنا الإسلامية أنَّ تدني الروح الجهادية، وغلبة الوهن في واقع الأمة على مدى قرونٍ من الزمن، انحدر بالأمة نحو الأسفل، إلى درجة وإلى مرحلة أن يتمكن اليهود الذين ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة، وباءوا بغضبٍ من الله، تمكَّنوا من إذلال هذه الأمة، هذا أمر مؤسف جدًّا، وانحدار رهيب، وانحدار شديد جدًّا، انحدار رهيب، انحدار خطير في واقع الأمة.

ثم كان لهذا نتائجه في التخاذل الكبير، عندما نقارن في واقع الأمة فيما يتعلق بإمكاناتها، وكثرة عددها، والرقعة الجغرافية المنتشرة فيها، ثم نجد واقع هذه الأمة، ومستوى ثقلها، وتأثيرها، وقوتها، ودورها العالمي بحيث تشكِّل رقماً كبيراً فاعلاً، يفرض المعادلات على مستوى الساحة العالمية، نجد ما يؤسفنا، ما يحزننا كثيراً، حالة مختلفة تماماً، وتتجلى مع الأحداث أكثر فأكثر.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

كلمة القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة تدشين الذكرى السنوية للشهيد 1445

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر