مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الأولى  من شهر ذي القعدة 1446ه‍
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
*العنوان* :{صرخة الحق }

التاريخ: 4 / 11/ 1446هـ

المـوافــق: 2/ 5 / 2025م

الرقم: (44)
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة 
1- في كل زمن يجعل الله من المؤمنين من يرفع كلمة الحق حتى لو كانت الوضعية صعبة كأصحاب الكهف ومؤمن آل ياسين،  ومؤمن آل فرعون 
2- على نفس المسار الإيماني رفع الشهيد القائد صرخة الحق في مثل هذه الأيام وبما يشبه تلك الوضعيات لتكون عنوانا لمشروع قرآني إيماني 
3- تحرك الشهيد القائد بعد أحداث 11من سبتمبر ليؤسس المشروع القرآني لمواجهة المشروع الشيطاني
4- ركز الشهيدالقائد على أهمية التعامل مع الإعلام برؤية ثابتة  واستشعار المسؤولية في جهاد الطغاة ومواجهتهم.
5- أراد الشهيد القائد بالصرخة كسر حاجز الخوف والصمت ورفع الروح المعنوية للشعب اليمني  وتحصين الساحة الداخلية وتنمية السخط ضد الأعداء 
وبفضل الله تحقق كل ذلك
6- تحولت الصرخة  اليوم إلى صواريخ ومسيرات تضرب أمريكا وإسرائيل،  وجعلت الشعب اليمني يتبنى أعظم موقف عربي إسلامي مع القضية المركزية للأمة، فلسطين والمقدسات 
7- ندعو الجميع بدعوة الله والمستضعفين من عباده للإستمرار بالخروج المشرف كل يوم جمعة حسب الترتيبات المعتمدة جهادا في سبيل الله ومواجهة لأعدائه.

🔹ثـانـياً:  نـص الـخـطبـة 
خطبة الجمعة الأولى من شهر ذي القعدة 1446هـ
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربِ العالمين، الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون، ولا يؤدي حقه المجتهدون، ولا يحصي نعماءه العادّون، والحمد لله القائل في كتابه العزيز عن أصحاب الكهف: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى . وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَا مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً}، ونشهدُ أن لا إلهَ إلا الله، قاهر الجبابرة، وقاصم الأباطرة، وناصر البررة، ومذل الكفرة، ونَشْهَدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُهُ ورسولُه، أَرْسَلَهُ بشيراً للمؤمنين، ونذيراً ومجاهداً ومحارباً للطغاة المفسدين؛ فبلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونَصَحَ الأمة، وكَشَفَ الظُلْمة، وجاهد الظَلَمة؛ فأَعَزَّ الله بِهِ المؤمنِينَ، وَأَذَلَّ بِهِ الْكافرينَ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين. 
أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
لقد جعل الله للإيمان صوتًا لا يهدأ، ونورًا لا يُطفأ، وجعل الله من أهم صفات المؤمنين: أنهم لا يتغيرون، ولا يتزلزلون، ولا يتراجعون مهما كانت الظروف صعبة، والأوضاع خطيرة، وفي تلك الحالات فقط يتميز الحق من الباطل، والصادق من الكاذب، وقد أورد القرآن الكريم الكثير من النماذج والمواقف الإيمانية لأولياء الله الصادقين، الذين نطقوا بالحق في زمن الصمت، ورفعوا كلمة الله في زمن الانكسار، وعلى رأس أولئك فتية الكهف، الذين سطّر الله قصتهم في كتابه العزيز في سورة أسماها باسمهم: (سورة الكهف)، وهم فتية مؤمنون انطلقوا في مراحل صعبة وظروف خطيرة يتحاشى الكثير من الناس أن يعلنوا موقفهم فيها؛ فنطقوا بتوحيد الله وحدهم، بينما الناس يعبدون غير الله، وصرخوا في وجه الطاغوت المستكبر الظالم رغم وجود الخوف من بطشه، واحتمال أن يُسجنوا ويُقتلوا ويُعذبوا، ولكنّ إيمانهم بالله، وتوكلهم عليه كان أقوى من الخوف ومن وسائل التعذيب: {إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً}.
ومع رضا الله فضّلوا القتل على الكفر، والكهف على القصور؛ ليرفعوا صوت الحق في زمن أخرسَ الخوفُ فيه ألسنةَ الناس، وتطبعت قلوبهم على العبودية للطواغيت: {هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً} ولأنهم تفردوا في الموقف زادهم الله هدى من هداه، ونورا من سناه: {وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}، ولأن موقفهم عظيم ورغم أنه لم يكن إلا صوت حق رفعوه يوم وضعه الناس؛ فقد غيّر الله موازين الكون لهم، وأيدهم ورعاهم بكثير من جوانب رعايته:
أولها: الربط على القلوب: {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ} فحلت فيها الطمأنينة، ولم يخافوا إلا من الله، ثم أووا إلى الكهف فنشر عليهم رحمته، وهيأ لهم من وسائل الرفق والرعاية: {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً}، ثم سخّر الشمس لتزورهم صباحًا ومساءً: {وَتَرَى

الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ}، وقام الله بتقليبهم حتى لا تتأثر وتتلف أجزاء الجسد: {وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ} وحماهم بأن جعلهم أشبه بمستيقظين: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ}، وكلبهم في وضعية الحارس: {وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ}، وقذف الرعب في قلب كل مخلوق يقترب منهم: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً}، كل هذا لأنهم نطقوا بالحق في وجه سلطان جائر، ولكي يعرفوا ويعرف الناس عظيم ما فعلوا، وصدق وعد الله لهم فأحياهم بعد أكثر من ثلاثمائة عام: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً}؛ ليجدوا أنّ الطاغوت والطغيان قد انمحى وتلاشى، والظلم زال، والكفر مات، وانتصر الحق وانتشر، وتغلب وسيطر، وتمكن من الأرض بقوة الله وقدرته: {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ}.
أيها المؤمنون:
نجد القرآن يخبرنا عن مواقف مؤمنين آخرين من الأنبياء ومن الأولياء الذين قيّضهم الله لرفع صوت الحق؛ فهذا مؤمن آل فرعون الذي رفع صوت الحق بينما كان الكل خاضع وراكع لفرعون، وخائف من بطشه، وكان ذلك الرجل لا يخاف إلا الله؛ فقال لفرعون وأتباعه الذين يتآمرون على قتل موسى: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ}، وفي سورة يس يخبرنا القرآن عن مؤمن آل ياسين الذي انطلق لينذر قومه الذين كذّبوا الرسل، وأرادوا البطش بهم: {وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ}، ويبين القرآن مواقف البراءة التي جسّدها إبراهيم عليه السلام أمام الأصنام فكسرها، وأمام النمرود فبهت الذي كفر، وأمام قومه وأبيه فتبرأ منهم حين رفضوا الإيمان: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ}، وأوصى بها عقبه وذريته من بعده: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، وبقيت تلك الكلمة متعاقبة في زمن رسول الله، وإلى يومنا هذا، وستبقى إلى يوم الدين.
أيها المؤمنون:
في نفس المسار الإيماني الجهادي وفي بداية الألفية الثالثة، وفي مثل هذه الأيام من العام 1422هـ: تحرّك الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) في ظروف حساسة وخطيرة للغاية، وأطلق الصرخة في وجه المستكبرين (أمريكا وإسرائيل)؛ لتكون عنوانًا للمشروع القرآني الإيماني، صرخ مستجيبًا لله واثقًا به متوكلًا عليه، صرخ وليس لديه قوة عسكرية، ولا حماية رسمية، ومن الصفر تحرك ليواجه أمريكا وإسرائيل بكل طغيانهما، أمريكا التي شكّلت تحالفًا عالميًا لضرب الإسلام متسترة بعنوان مكافحة الإرهاب، صرخ الشهيد القائد ضد أولياء الشيطان الذين يشكلون خطورة على المجتمع البشري كله، وعلى المسلمين خاصة، صرخ بعد أحداث سبتمبر ليواجه وحده هجمة أمريكية على الإسلام والمسلمين تعتبر امتدادًا للحروب الصليبية، وحروب الاستعمار التي ورثتها أمريكا عن بريطانيا، وتحركت بالصهيونية ذات الأطماع الاستعمارية العالمية، والأمة بين أنظمة خضعت لأمريكا، ونُخب سكتت، وشعوب استسلمت، صرخ الشهيد القائد إيقاظًا للأمة من سباتها، بعد أن خُدعت وقُهرت فأصبحت قابلة بأن تُحتل بلدانها، وتُنهب ثرواتها، وتُغير مناهجها، دون أن تغضب؛ وأصبح لأمريكا شرعية أن تفعل كلما تريد، وبدلًا مِن أن تنهض الأمة للدفاع عن نفسها ودينها؛ تسابقت الأنظمة المشتتة لاسترضاء أمريكا بأي ثمن، حتى بالتضحية بحرية وحياة شعوبها؛ فغيرت المناهج الدراسية، وفتحت بلدانها للتدخل الأمريكي في كل جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والعسكرية، وأصبحوا أشبه ما يكون بمدراء أقسام شرطة لدى أمريكا، وأصبحت الأمة كالقصعة التي تتداعى عليها الأمم لتأكلها.
الإخوة الأكارم:
تحرّك الشهيد القائد من ظروف صعبة للغاية بمشروع قرآني عظيم، عنوانه: صرخة تهز الطغاة وتقظّ مضاجعهم، وتحرك مشاعر الأمة وتفكيرها، وتعيدها إلى الله، مع دعوة الأمة إلى المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية، وقد شخّص مشكلة الأمة بنظرة القرآن، ووضع الحل من القرآن، وركّز على عدة أشياء في واقع الأمة المسلمة:
أولها: تعامل المسلمين مع الإعلام من حولهم، حيث أصبحوا يتلقون أخبار المؤامرات التي تدور رحاها على رؤوسهم؛ فيحللونها لمجرد التحليل، وتتقلب مواقفهم بتقليب القنوات الإخبارية، وأصبح المسلم لا ينطلق من رؤية ثابتة، ولا من وعي راسخ، ولا بنظرة صحيحة، ويتابعون أحداث فلسطين وقد ملّوها، والبعض يؤيد مواقف الأمريكيين ولا يعرف أنه قد صار بتأييده شريكا لهم في أفعالهم، ثم بيّن الشهيد القائد أننا أمة مستهدفة، وأنّ كل مؤامرة نراها على شعب مسلم هي مؤامرة علينا، وألّا

نُخدع بعناوينهم التي يُغلّفون بها مؤامراتهم، وأن نتابع الأحداث ونستشعر مسؤوليتنا في مواجهة أولئك الطغاة، واليوم بفضل الله، وبتلك الصرخة والثقافة القرآنية أصبح الإنسان اليمني يتابع الأحداث وقلبه يحترق ألمًا، وهو يستشعر مسؤوليته في مواجهة المجرمين، ويستشعر خطر السكوت وعاقبته أمام الله وأمام الأعداء، وأصبح اليمني اليوم يعرف مؤامرات الأعداء ويفهمها ويكشفها ويدرك أبعادها، ويتابع الأحداث فيتحرك في مشروع عملي لمواجهة أئمة الكفر.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، إنه تعالى جواد برٌ رؤوف رحيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
*الخطبة الثانية* 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورَضِيَ اللهُ عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
من الأشياء التي ركّز عليها الشهيد القائد من خلال مشروع القرآن هو: الحذر من ترسيخ الهزيمة النفسية؛ فالعدو يسعى لتكبيل الأمة رسميًا وشعبيًا عن اتخاذ أي موقف، وقد كبّل الشعوب بالأنظمة، وكبّل الأنظمة بالترغيب والترهيب وربطها بالنظام الغربي؛ فخافت من اتخاذ أي موقف، والسبب الأساسي لذلك هو الضعف في ثقة الأمة بالله، وفي وعوده الصادقة في كتابه بنصرها وتأييدها عندما تستجيب له، وبفضل ذلك الهدى تغير حال شعبنا فأصبح يتبنى أعظم المواقف المسؤولة أمام الله في نصرة قضية الأمة المركزية، قضية فلسطين وشعب فلسطين المظلوم، ومن الأشياء التي ركّز عليها الشهيد القائد: أننا يجب أن نفهم وندرك أنّ الأحداث التي نراها في فلسطين وغيرها ليست عابرة، وليست على فلسطين وحدها، وليست لفترة زمنية ثم تنتهي، بل هي عبارة عن حلقة من سلسلة مؤامرات طويلة تستهدف الأمة، ولن تقف من ذات نفسها بل لا بد أن تقوم الأمة بمسؤوليتها في إيقاف تلك المؤامرات وإنهائها.
ومن الأشياء التي ركّز عليها الشهيد القائد هو: ضرورة أن يكون للناس موقف فالله تعالى يقول: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، ويقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ} وعدم اتخاذ الموقف يجعلنا نستمر في حالة الذل التي تعيشها الأمة، بل ونزداد ذلًا وخضوعًا، ويكون مصيرنا الخزي في الدنيا وعذاب جهنم في الآخرة، ولا بد من موقف جهادي ومشروع عملي يخرجنا من الذلة في الدنيا، والعذاب في الآخرة، وهذا الموقف لا يتطلب في بدايته إمكانات كبيرة، بل يجب أن نقدم موقفًا بما نستطيع، وننظر كيف يحاربنا الأعداء إعلاميًا وتعليميًا وفكريًا، وبالتالي نتحرك في التصدي لهم.
ومن هدى القرآن دعا الناس إلى أن يكون موقفهم الذي يبدؤون به مشروعهم هو: صرخة في سبيل الله يرفعونها في المساجد؛ لتكون مقدمة تخرج الناس من واقع السخط الإلهي الذي سببه سكوتهم، والله سيبني الناس إذا ما تحركوا في سبيله بصدق وإخلاص، ودعا الناس إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية؛ لتكون غزوًا للعدو إلى بلاده، وحمايةً لأجسادنا من سمومهم، وفرصة لبناء الإنتاج الداخلي.
أيها المؤمنون:
تلك الصرخة التي أطلقها الشهيد القائد كان لها أثر كبير في كسر حاجز الخوف، ورفع الروح المعنوية لأبناء الشعب اليمني، وتحصين الساحة الداخلية من العملاء، وتنمية حالة السخط ضد أعداء الله والأمة، ورغم الحروب الكثيرة والكبيرة التي شُنت لإسكات ذلك الصوت، وإيقاف ذلك المشروع القرآني، مِن الحروب الست، إلى العدوان الظالم، إلى المؤامرات العالمية عليه إلا أنّ إرادة الله كانت هي الغالبة، وتحولت الصرخة إلى صواريخ، والصوت إلى صولات وجولات من المواجهة المباشرة مع أئمة الكفر من أجل القدس الذي تحرك الشهيد القائد بالمشروع القرآني وعينه عليه: 
هي صرخة صارت صواريخًا على المستكبرين      ...      فيها النجاة من المذلة يا شعوب المسلمين
وهي السبيل إلى الخلاص من الطغاة الظالمين   ...   وأشد من ضرب الرصاص إلى صدور المجرمين
فحوربت الصرخة وصاحبها في مرّان وجرف مرّان، وأراد الطغاة أن ينتهي ذلك الصوت هناك، ولكن تبقى إرادة الله هي الغالبة، وخافوا من ذلك المشروع أن يوقظ الأمة؛ فتحركوا لاستئصاله؛ فأراد الله أن يشاهدوا بأم أعينهم ما كانوا يحذرون: {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ}

بصرخةٍ كعصا موسى وإنّ بها    ...    إغراق صهيون لا منجا ولا وزرا
ولو غدا الغرب لإسرائيل قُبتها   ....   والعُرْبُ دون الجدار الفاصلِ الجُدُرا
وها هو الصوت الذي أُطلق قبل أربعة وعشرين عامًا قد تحول إلى صواريخ تضرب أمريكا في البحر والجو والبرّ، وها هو الشعار يضرب ويطارد حاملاتها، ويسقط طائراتها، وكما انتهى كثير من الطغاة الذين واجهوا هذا المشروع وذلوا وهانوا؛ ستذل أمريكا وقد أُذلّت، وستُهزم وقد هُزمت، وسينتشر نور الحق والهدى والإيمان من اليمن كما بشرّ بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله حين قال: (إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن).
وببركة هذه الصرخة والمشروع القرآني هيأَ الله لنا الكثير من المتغيرات، وما سقوط طائرة (الإف 18) في البحر الأحمر أثناء استهداف قواتنا المسلحة للحاملة (ترومان) إلا خير شاهدٍ على ذلك.
وفي الختام: ندين الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة وفي كل بلد عربي، وندين جرائم العدو الأمريكي في اليمن، التي يسعى من خلالها لإيقافنا عن نصرة غزة، وندين السكوت والخنوع العربي والإسلامي، وندعوكم يا شعب الأنصار بدعوة الله ورسوله، وبتلك الدماء الطاهرة التي تسفك في فلسطين واليمن وكل أقطار الأمة إلى الخروج في هذا اليوم المبارك؛ لندين كل ذلك الإجرام، ولنُحيي ذكرى الصرخة في وجه المستكبرين، ولنبقى صوتًا كبيرًا لشعبٍ له موقف صادق متكامل، وجهادًا في سبيل الله، ومواجهةً لإعدائه؛ فالخروج في هذه المرحلة الحساسة مهم جدًا، وهو عند الله أجر عظيم وموقف مشرف يبيض الوجه ويرفع الرأس.
ولا ننسى جبهتنا الداخلية فنوجه لكم رسائل إرشادية زراعية:
هذه الأيام من شهر إبريل (نيسان) هو الوقت المناسب لحراثة التربة وتهيئتها مبكراً للموسم الزراعي الصيفي. لا تؤجل الحراثة وانتظر بشائر الأمطار.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان واليمن وانصر مجاهدينا في البر والبحر والجو، وفي كل الجبهات والثغور والميادين، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
------------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر