مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

بل من الشيء الغريب في الأنظمة والقوانين هو: غياب معيار الكفاءة بشكلٍ تام، من أكبر وظيفة ومن أكبر موقع في الدولة، إلى أصغر موقع، غياب معيار الكفاءة، حتى في موقع الرئيس، ليس هناك لا في الدستور ولا في غيره ما يشترط مؤهلات ومعيار الكفاءة، في من يكون حتى في أهم المناصب في الدولة غائب تماماً هذا الموضوع، هذا فتح الباب لكل من هب ودب، بإمكانه وفق اعتبارات معينة وأمور معينة أن يصل إلى موقع معين ثم يتصرف كما يشاء ويريد، فالمشكلة قديمة، وليست طارئة ولا جديدة، والمواطن طالما شكا:

سواءً على مستوى القضاء، قضايا لها من خمسٍ وعشرين عاماً لم تصل بعد إلى نتيجة، لماذا؟ لأنه حتى القوانين والأنظمة، تساعد على أن تأخذ القضية مدىً بعيداً ومساراً طويلاً جدًّا، ولا تصل في نهاية المطاف إلى نتيجة، قوانين البلد، نظمه، تساعد على هذا الضياع.

الحرمان في الخدمات، مسألة يشكوا منها المواطن في كل المحافظات، في ضواحي صنعاء، في المديريات القريبة من العاصمة [في بني مطر، في مديريات أخرى] قرى لحد اليوم لم تصل إليها طرق السيارات، الطرق العادية غير المعبدة، الطريق إليها مشياً على الأقدام فقط، أو استخدام وسائل النقل القديمة (على الحمير) تنقل إليها بعض الأشياء، ما بالك ببقية المحافظات؟

الثروة الوطنية على مدى عشرات الأعوام أُهْدِرت، وَنُهِبت، وَسُرِقَت، ولم تُسَخّر لخدمة هذا الشعب، ولم تُسَخّر للبنية التحتية لهذا الشعب، على مدى عشرات السنوات كانت تقدم لهذا الشعب الوعود، وعود بالخدمات بكل أشكالها وأصنافها وأنواعها: بالطرق المعبدة، بالكهرباء... بغير ذلك من الخدمات، ولكن لم تصل حتى على مستوى بعض ضواحي صنعاء، وأثرى مسؤولون، وأثرى شخصيات حزبية امتلكت شركات ضخمة جدًّا، واستثمارات هائلة، أصبحت اليوم تتنعم فيها في الإمارات، وفي مصر، وفي تركيا، وفي ماليزيا، وفي دول أخرى، والبعض في أثيوبيا، البعض منهم ممن يذرفون دموع التماسيح في هذه المرحلة، على شعبنا العزيز، وعلى ظروفه الصعبة، البعض منهم ممن هو في صف العدوان، وأيَّد وساهم في سفك دماء شعبنا، وفي تدمير مصالحه الحيوية: في تدمير البيوت، في تدمير المدن، في تدمير القرى، في تدمير الشيء المحدود الذي كان قد توفر لهذا البلد، من بعض الخدمات المحدودة والقليلة جدًّا، مقارنةً بثروته الوطنية، في بعض الحسابات لما كان قد توفر، أو يمكن أن يكون قد توفر من الثروة النفطية والغازية للبلاد خلال أكثر من خمسٍ وعشرين سنة، يطلع الرقم بشكل هائل، كم يمكن أن يتحقق منه من خدمات، وبنية تحتية لهذا البلد، ولكن ذلك كله غائب.

فالمشكلة مشكلة قديمة، ليست جديدة، والبعض كان يتوقع (أو يريد) أن يكون من المعايير المعتمدة للإنجاز من الحكومة، من المؤسسات الرسمية، في الظروف التي شنَّ التحالف العدوان الشامل على هذا البلد، والحصار الخانق، والدمار الشامل، والاستيلاء على ثروة البلد من نفطٍ وغاز، والاستيلاء على أكثر الموانئ والمطارات، ومحدودية الإيرادات، كان يريد أن يكون ما يفترض من مؤسسات الدولة في هذه المرحلة بالذات، في هذا الظرف العصيب جدًّا، أن تقدِّم ما لم تقدِّمه تلك الحكومات المتعاقبة على مدى عشرات السنين، هذا ليس معياراً منصفاً، ليس معياراً منصفاً، البعض هي في إطار الدعاية العدائية، والتحريض المستمر، الهادف إلى تفكيك الجبهة الداخلية، واختلال الوضع الداخلي للبلد.

مستوى الظروف يجب أن نقيِّمها بشكل صحيح، مستوى الظروف لمؤسسات الدولة، والواقع الذي هي فيه، من محدودية الإيرادات، من ضغط العدوان ودماره الشامل، معروف، فلا يمكن أن نتوقَّع منها تقديم المستحيل، كان التماسك بحد ذاته في السنوات الماضية يمثِّل إنجازاً مهماً، التماسك لمؤسسات الدولة، ثم السعي نحو التعافي خطوة مهمة جدًّا، ومع ذلك لا ينبغي أن يستمر الحال كما هو عليه؛ لأنه هناك اختلالات فعلاً، واختلالات عميقة، في الأنظمة، في القوانين، في المفاهيم الخاطئة، في الإجراءات، في السياسات... في كل شيء، اختلالات كبيرة، مؤثرة سلباً، كان بالإمكان من دون تلك الاختلالات أن يكون الأداء أفضل- بلا شك- مما هو عليه، وبشكلٍ ملموس، لكن النظرة غير الواعية، غير المنصفة، أو النظرة المتأثرة بالأعداء، بأطروحاتهم التي هي في سياق الحرب على هذا البلد، على شعبه، وعلى بنيته ومؤسسات دولته، هي النظرة التي تقدِّم تصوراً سلبياً قاتماً، وكأنه ليس هناك أي إنجاز.

الذين لديهم هذا التصور لا يمكن أن يعتبروا أي إنجازٍ إنجازاً على الإطلاق، بما في ذلك القدرات العسكرية التي امتلكها بلدنا في ظل هذه الظروف الصعبة، والكبيرة، والمعاناة الرهيبة، والمحدودية في الإمكانات، القدرات العسكرية والتي شاهد الشعب جزءاً منها في العرض العسكري في يوم الحادي والعشرين من سبتمبر، وشاهد الأعداء وعرفوا مدى فاعليتها في ضرباتها لمنشآتهم النفطية والحيوية، بوصول الصواريخ والطائرات المسيَّرة إلى العمق السعودي، والعمق الإماراتي، وتحقيق أهدافها، بالرغم من وجود منظومات متطوِّرة جدًّا في التصدي للصواريخ والطائرات المسيَّرة، من مثل أنظمة الباتريوت الأمريكية، ومنظومات ثاد، حجم هذا الإنجاز الكبير يرسِّخ الأمل لهذا الشعب، أنَّه بالإمكان أن يكون هناك تغيير حقيقي، وإصلاح فعلي لوضع مؤسسات الدولة، وتغيير للواقع، وتحويل الحالة التي يعيشها شعبنا العزيز إلى حالة بنَّاءة؛ لأن هناك من يرسِّخ اليأس دائماً في أوساط الناس، من يسعى للتشويش الذهني عليهم، من يسعى لترسيخ حالة الإحباط في نفوسهم، من يذرُّ الملح على جرح الهم المعيشي، والظروف الصعبة، التي يعاني منها شعبنا، وسببها الأكبر: العدوان، والحصار، والدمار، والخراب، مضافاً إليه: أنَّه لم يكن هناك بنية اقتصادية بنيت في عشرات السنوات الماضية، يوم كانت كل موارد البلاد متاحة، لم تستثمر تلك الموارد لبناء اقتصادي حقيقي يبني بلدنا كبلدٍ منتج، بالعمد حوَّلوا وجعلوا السياسة الأساسية التي يعتمدون عليها في المجال الاقتصادي: أن يكون بلدنا مستورداً ومستهلكاً، وليس بمنتج، سياسة متعمّدة، ساروا عليها عشرات السنوات، حتى أصبح الاستيراد في بلدنا لكل شيء، من الملخاخ، إلى الصلصة، إلى أبسط الأمور، وحتى ضاعت الحرف اليدوية، وتعطَّل أي مسار لتطوير الإنتاج، وبناء بنية للإنتاج، لا في المجال الزراعي، ولا غيره، أشياء بسيطة، بقي اهتمام المواطن وهو يعيش حالة حرب وصراع ومعاناة في تشبثه بالزراعة إلى حدٍ أو إلى مستوى محدود.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

عشية ذكرى المولد النبوي الشريف 1445هـ

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر