مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ولد "صلوات الله عليه وعلى آله" في مكة المكرمة، في شهر ربيعٍ الأول، في عام الفيل، وهو العام الذي أهلك الله فيه أبرهة وجيشه، الذين حاولوا العمل على هدم الكعبة، والسيطرة على مهد النبوة، والقضاء على مستقبل الرسالة الإلهية، فأهلكهم الله تعالى، وجعل كيدهم في تضليل، كما بيَّن ذلك في (سورة الفيل) في القرآن الكريم.

ونشأ رسول الله "صلى الله عليه وعلى آله" نشأةً مباركةً متميزةً وفريدة، وحظي بالإعداد الإلهي، حيث أعده الله، وهيأه لمهمته المقدسة، وبلغ من الكمال الإنساني، والأخلاقي، والرشد، والمؤهلات العظيمة، مبلغاً عظيماً، تسامى فيه إلى ذروة الكمال البشري، فكان سيد ولد آدم، وخير البرية، وأعظم الأنبياء.

وبعثه الله بالرسالة إلى العالمين، وأمره بالبلاغ، وهو في الأربعين من عمره الشريف، فتحرك ونهض بأداء مهمته المقدسة، رحمةً للعالمين، وداعياً إلى الله بإذنه، وسراجاً منيراً، مجسداً لمبادئ الرسالة الإلهية وأخلاقها وقيمها على أرقى مستوى.

وأنزل الله عليه القرآن الكريم، كتاب الله المجيد، والنور المبين، والمعجزة الخالدة، فكانت مهمته الرئيسية مقترنةً به، كما قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}[إبراهيم: من الآية1]، وحمل روحية القرآن، بما في ذلك حرصه العجيب على هداية الناس، الذي بلغ إلى درجة أن قال الله تعالى له: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}[الشعراء: الآية3]، حيث بلغ به الألم والحزن عليهم، وهو يرى إعراضهم، ويدرك مدى خسارتهم، إلى مستوى يكاد أن يهلكه الحزن عليهم، وقال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}[التوبة: الآية128].

{عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} يعني: يعز عليه ويؤلمه أن يلحقكم أي ضرر، ويسعى إلى ما فيه نجاتكم، وفلاحكم، وعزتكم، وقوتكم، والخير لكم.

{حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} بكل ما تعنيه الكلمة: حريصٌ عليكم أن تهتدوا، وأن تفوزوا في الدنيا والآخرة، وحريصٌ عليكم أن تكونوا أمةً عزيزةً، وحريصٌ عليكم أن تكونوا أمةً موحدةً قويةً، وحريصٌ على نجاتكم من عذاب الله، وحريصٌ على صلاحكم واستقامتكم.

{بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}، ومن أعظم مزاياه وقيمه: الرحمة والرأفة، التي تجلت بوضوح في اهتمامه، وتعامله، وسيرته، وسعة صبره، ومدى تحمله.

وكم ورد في القرآن الكريم من الحديث عن مؤهلاته الرسالية، ومواصفاته الإيمانية، وكماله الإنساني العظيم.

وقد تحرك "صلوات الله عليه وعلى آله" معتمداً على الله تعالى، ومتوكلاً عليه، وواثقاً به، وبذل كل جهده، وسخَّر كل ما منحه الله تعالى من المؤهلات في خدمة الرسالة، والسعي لإنقاذ الأمة، ولخلاص البشرية، وفق هدي الله تعالى وتعاليمه ونوره (القرآن الكريم)، وقدَّم الهدى والحق من جديد سليماً ونقياً، وصافياً وخالصاً من كل شائبة ضلال.

وفي فترةٍ وجيزة- شملت المرحلة التي أقام فيها بمكة منذ البعثة بالرسالة، وبداية التبليغ، ثم هجرته إلى المدينة المنورة- حقق إنجازاً عظيماً، وصنع الله على يديه متغيراتٍ كبيرة، فقوَّض كيانات الطاغوت، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وانتقل بالعرب من الأمية والجاهلية الأولى إلى نور القرآن، ودين الإسلام، ووصل بهم إلى المرتبة الأولى عالمياً، كأمةٍ مؤثرةٍ تتحرك في إطار أقدس قضية، وأعظم راية، وأسمى هدف، وكان مستوى التغيير في المفاهيم والأفكار، والتصورات والرؤى، والتوجهات والمواقف والأعمال، يمثل نقلةً عظيمةً، لو استمر المسلمون عليها، لكانوا اليوم لا يزالون في نفس الموقع الرائد لقيادة المجتمع البشري، حيث كان رسول الله "صلى الله عليه وآله" قد بلغ بهم.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاه السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف1444 هـ

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر