بقلم / د.يوسف الحاضري
قد لا يعلم الجميع أن المسيرة القرآنية أنطلقت بعد ما تاه الشعب اليمني أربعين سنة منذ1962م حتى 2002م عندما أطلقها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي من جبال مران بمحافظة صعدة وأقترنت حركته بما يسمى "الملازم" وهي دروسه القرآنية (من هدي القرآن) والتي بنى على إثرها هذه الحركة الأعظم في العصر الحديث والتي تسمى (أنصار الله) ، فكانت هذه الملازم مستندة بدرجة رئيسية وكاملة على القرآن الكريم وعلى الأحداث التي تجري من حولنا أو تحاك أو تخطط منطلقا من شعاره النوراني (عين على القرآن وعين على الحدث) ، فتنوعت ملازمه ما بين الطرح المعرفي بالله على اسس حقيقية تجعل العارف به ينطلق لا يقف أمامه شيء على الأطلاق وعلى اطروحات سياسية واقتصادية وعسكرية وإعلامية وفكرية وثقافية وكل شيء منطلقا من شمولية القرآن الكريم (ما فرطنا في الكتاب من شيء) ، فأستبق الاحداث التي نعيشها وحذر الجميع مما سيحدث لذا أرتكزت المسيرة القرآنية على هذا الأساس والذين أستخفوا وأهملوا وحاربوا هذه المسيرة تساقطوا تباعا وتباعا ، وانا في طرحي هذا سأضع بين يديكم أستباقية رؤية الشهيد القائد في احداث الفتنة التي أشعلها زعيم المليشيا علي عبدالله صالح (عفاش) وتم وأدها في أقل من 48ساعة بفضل الله وبنورانية هذه الملازم التي هي نور من نور .
1. إستخدام صوامع المساجد في القنص والقتل:-
ذكر الشهيد القائد في ملزمة (الدرس السابع من سورة البقرة والتي ألقاها في 1نوفمبر2003م) موضوع الصوامع التي تبنى بهذا الأرتفاع وتكلف الدولة مبالغ باهضة منتقدا الأمر انها لا فائدة منها بل سيستخدمها (الأمريكي والإسرائيلي) في قنص اليمنيين وانه كان من الأولى ان يبنى بها الأنسان اليمني لكي يقنص الأمريكي والإسرائيلي.
فكنت أتسائل قبل الفتنة هل من المعقول ان تستخدم هذه الصوامع في القتل والقنص وسفك الدماء ، ثم كيف سيصل إليها الأمريكي والصهيوني؟ وعندما أشعل زعيم المليشيا عفاش هذه الفتنة تراءت لي رؤيا العين وعشنا أحداثها تماما حيث أستخدمت المليشيات العفاشية ال 6صوامع التي في جامع الشعب (جامع الصالح سابقا) وكذلك صومعة الجامع الذي بجوار اللجنة الدائمة وصوامع أخرى كانت قريبة من مقراتهم ومساكنهم وبالفعل قنصوا عشرات المواطنين بعضهم أطفالا ونساء خلال فترة الفتنة ،أما موضوع الأسرائيلي والأمريكي الذي وصفهم السيد بأنهم من سيقنصوا اليمنيين فبالفعل كان القناصة صهاينة وأمريكيين حتى ولو كانت بشرتهم وبطاقتهم الشخصية واسماءهم يمانية فالله يقول (ومن يتولاهم منكم فإنه منهم) وأيضا قال لنوح عليه السلام ناسفا أنتماء إبنه له (إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح) ، فهؤلاء القناصة أستخدموا الرؤية والتوجة الصهيوأمريكي خدمة للسعودية التي تخدم الصهاينة والأمريكان فهم عبيد عبيد امريكا وإسرائيل وقاموا بدروهم في القنص والقتل .
2. المصير الدائم لعملاء أمريكا وإسرائيل الخزي في الدنيا (نهاية عفاش ):-
ذكر الشهيد القائد في ملزمة (خطر دخول أمريكا اليمن التي ألقاها في 3فبراير2002م) موضوع أن نهاية كل العملاء لأمريكا والكيان الصهيوني من الزعماء العرب ستكون مشابهة لنهاية ياسر عرفات وصدام حسين فأمريكا ليس لديها صديق ولا توفي بالوعود والمواثيق وتسعى دائما للتخلي عنهم بعد أن تدفع بهم إلى الهاوية وتخزيهم أمام شعوبهم ، حيث حدد السيد حسين ان الخطر على هذه الزعامات هي من أمريكا واليهود وإن أخلص لها وتذلل لها وخضع لها مستشهدا بتوصيف الله لهم أنهم نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وأشتروا به ثمنا قليلا ومن ينبذ كلام الله ومواثيقة فبالأولى سينبذ أي شيء دونه كوعود قطعها لهذه الزعامات مثلا والتي لا تقارن بكتاب الله وعهده .
وهذا بالفعل ما حصل مع رمز من رموز التبعية المطلقة لأمريكا المسمى (عفاش) وكيف كانت نهايته بعد أن وعدته امريكا ومنته وغرته بالدنيا فصدقها وأركسه الله في غروره وشر أعماله .
3. موضوع صناعة الرموز الوهمية للشعوب العربية .
ذكر الشهيد القائد في ملزمة (يوم القدس العالمي التي ألقاها في آخر جمعة من رمضان 1422هجرية) كيف أن الكيان الصهيوني والأمريكي يعرف نفسيات الشعوب العربية لذا يلجأ دائما وعبر وسائلة المختلفة من الإعلام والتعليم والثقافة والسياسية بصناعة رموز وهمية للشعوب هذه وتحجمها وترفع من شأنها في اعينهم حتى يجعلونهم قدوة لهم وزعامات وقيادات ترتبط نفسيات الشعوب بهم ارتباطا العبد للمعبود فلا يجد حياته من دونه وينجر دائما إلى اي توجيهات منه ، وتهتم امريكا بأن يكون هذا الرمز والزعيم من الذي لا يعادونها بل من أتباعها ومن الذين لا يمتلكون اي ثقافة قرآنية سليمة ومن الذين سيخضعون لها بكل يسر وسهولة لتنفيذ أجندتها عبر شعوبهم التي أرتبطت فكريا ووجدانيا وعقليا بهذا الرمز الوهمي .
وبالفعل هذا ما وجدناه في زعيم المليشيا وكثير من محبيه وعاشقيه والذين رغم انه صرح بالخيانة وصرح بعمالته لدول العدوان على اليمن التي قتلت اكثر من 50الف طفل وامرأة ورجل وحاصرتنا لحوالي 1000يوم ومازالت ودمرت مئات الآلاف من المساكن والمدارس والمساجد والمصانع والمعاهد والمطارات وكل شيء ومع ذلك ترى هؤلاء مازالوا يرونه قديسا لدرجة الألوهية ومعصوم من الخطأ وهذه نفسية تحبها أمريكا حبا جما وتستغلها وتستثمرها لتنفيذ أجندتها .
4. تقديم الرؤساء أنفسهم كوطنيين وهم في الحقيقة عملاء .
ذكر الشهيد القائد في ملزمة (الدرس الأول من سورة المائدة) ان غالبية الزعماء والحكام العرب ينفقون أموالا طائلة لتحسين صورتهم وتثبيتها في قلوب شعوبهم على أنهم وطنيون وعظماء وهم في الأساس عملاء خداما لأمريكا والصهاينة .
وبالفعل هذا ما أكتشفه كثير ممن كان مخدوعا عقودا من الزمن في (عفاش) وبأنه زعيم ووطني وفي الأخير يفتضح ويخزيه الله ويظهر بأنه اكبر عميل لامريكا وعملاءه من الأنظمة السعودية والإماراتية وبأنه في الحقيقة ليس أكثر مما وصفه السيد القائد عبدالملك الحوثي ليس زعيما ولكنه (زعيم المليشيا) .
وسأتطرق في مقالات قادمة إن شاء الله في نفس الموضوع ورؤى الشهيد القائد سلام الله على روحه الطاهرة في مواضيع كثيرة مازالت تتجلى اليوم أمام أعينا ومنها أتساع نطاق الذين يطلقون الصرخة إلى خارج اليمن وكما شاهدنا الأمس واليوم كيف أطلقها جنود سوريون وعراقيون ومن حزب الله وايضا كما أطلقها سيد المقاومة حسن نصر الله اليوم في كلمته .
اقرأوا الملازم لتفهموا انصار الله وتفهموا مسيرتهم وتعرفون أقوى أسلحتهم التي تؤلم أعداء الله والإنسانية .