البعض من المواطنين في بعضٍ من المحافظات بقوا متشبثين بالعمل الزراعي؛ لأنه أساسي في حياتهم، لكن كم تراجعت الزراعة حتى عن الماضي، تراجعت كثيراً عمَّا كان عليه الأجدًّاد، وأجدًّاد الأجدًّاد، تراجعت كثيراً، كثيرٌ من الأشياء التي كان ينتجها بلدنا تعطَّل إنتاجها حتى زراعياً، والمزارع لم يكن يشعر بأي مساندة من الدولة، ولا من أيٍّ من مؤسساتها.
فالبعض يأتي ليذرّ الملح على الجرح المعيشي، والهم المعيشي والاقتصادي، والمعاناة التي يعاني منها شعبنا العزيز، ويحمِّل كل المسؤولية، وكل الملامة على مؤسسات الدولة في هذه المرحلة بالذات؛ لأنه يقدِّم تصوراً عمَّا عليها أن تنجزه يفوق المستحيل.
ينبغي أن تكون النظرة واعية ومتفهِّمة؛ لأن هذا هو الذي يفيد في الاتجاه الصحيح، بإذن الله تعالى، وبتوفيقه، وبالأمل في فضله ومعونته، وبالعزم، والإرادة، والهمة، والوعي، يستطيع شعبنا أن يغيِّر واقعه الاقتصادي بشكلٍ تام، وأن يتحوَّل إلى بلدٍ منتج، وأن يغيِّر سياسته الاقتصادية، وأن يزيح من أمامه العوائق في وضعه الداخلي، سواءً العوائق في مؤسسات الدولة، من: قوانين، أو أنظمة، أو سياسات خاطئة، أو بعض المسؤولين الذين يعملون لمصلحة العدو في إعاقة أي نهضة لهذا الشعب، أو بعض المسؤولين من قليلي الخبرة، أو منعدمي الكفاءة، الذين لا يؤدون مسؤولياتهم بالشكل المطلوب.
التغيير الجذري يجب أن يترافق معه توجهٌ شعبي، وتحركٌ فاعل من أجل تغيير هذا الواقع؛ لأن تغييره يتطلب تحركاً شاملاً من الجميع، وتغييراً يبدأ من الأنفس.
عندما نأتي إلى مسألة التغيير، من أهم ما نلفت النظر إليه: أنَّ التغيير لا يعني الحكم على كل المسؤولين بأنهم فاشلون، بأنهم سيئون، بأنهم غير جديرين بالمسؤولية، هناك من المسؤولين من ذوي الكفاءة، والوفاء، والإخلاص، والصدق، والجد، من بذلوا الجهد الكبير في هذه المراحل، وهم حاضرون لخدمة وطنهم، مشكلتهم في الظروف التي يعيشونها، في الأنظمة والقوانين التي تكبِّلهم، في محدودية الإمكانات... في أشياء كثيرة، فحتى لو تغيَّر الشخص من موقعه العملي، لا يعني ذلك إدانةً له، التغيير له أسباب متعددة ومتنوعة، ولا يعني ذلك الإدانة، والنظرة السلبية، والإساءة إلى كل شخص يتغيَّر من موقعه العملي، وهذه نقطة مهمة، هناك كوادر فاعلة ووفية من المخلصين، الذين خدموا البلاد بجد، وهم من مختلف المحافظات، لابدَّ أن يكون هناك نظرة منصفة، هناك أيضاً كوادر ضعيفة، البعض أيضاً قد يكون استغل موقعه، البعض قد يكون حاقداً، أو مرتبطاً بالأعداء، لكن مستوى التغيير- إن شاء الله- ووفق مراحل سيفيد في إصلاح الوضع بإذن الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".
أمام التوجه للتغيير تأتي أحياناً دعايات، أو زرع مخاوف، أو الحديث عمَّا يردده الأعداء أحياناً، في مقدمة ذلك؛ لأننا نتحدث عن تغيير جذري يصل إلى العمق، يغيِّر السياسات، يغيِّر أشياء كثيرة، فيأتي البعض مثلاً ليتحدث عن الخطر على الجمهورية، هذا منطق الأعداء في كل المراحل الماضية، وطالما وضَّحنا فيما يتعلق بهذه النقطة: أنَّ الذي يهمنا نحن هو قيام الحق والعدل، وتحقيق الخير لهذا البلد، ليس لدينا مشكلة مع الجمهورية، نحن نريد الجمهورية أن تجسِّد الانتماء الأصيل الإيماني للشعب اليمني، وهويته الإيمانية، وأن تحقق تطلعات وآمال هذا الشعب في الحريَّة، والاستقلال، والعدالة، والعيش الكريم، هذا ما نريده من الجمهورية، ليس عندنا مشكلة لا من هذا المصطلح، ولا من هذا الاسم، نحن نريده أن يكون على هذا النحو: يجسِّد انتماء هذا الشعب الإيماني، يحقق تطلعات وآمال هذا الشعب في الحرية، والاستقلال، والعدالة، والعيش الكريم، وهذا ما نسعى له بالتحديد، فمن يعتبر هذا التوجه أنَّه يمثِّل مشكلة، فذلك إدانةً له هو؛ لأن هذا يوضِّح أنَّ لديه مفهوم سلبي عن الجمهورية، ويريد من الجميع أن يتجهوا وفق مفهومه السلبي والمتناقض مع ما ذكرنا، فلا داعي لهذا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
عشية ذكرى المولد النبوي الشريف 1445هـ