مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، وميزه بها، وفضّله على كثير من مخلوقاته، وعلى معظم الحيوانات التي خلقها في الأرض: هي نعمة النطق والبيان.

نعمة البيان، نعمةٌ عظيمةٌ على الإنسان: النطق والتعبير باللسان، ويتبعه أيضًا الكتابة، هذه النعم تعتبر من أعظم النعم، التي لا يدرك الإنسان ولا يستوعب مدى أهميتها، ومدى عظمة هذه النعمة، وإحسان الله الكبير إلى الإنسان بذلك.

يقول الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في القرآن الكريم: {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}[الرحمن: 1-4]، ويقول "جَلَّ شَأنُهُ": {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ}، يعني للإنسان، {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}[البلد: 8-10]، وعن الكتابة يقول الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في القرآن الكريم: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}[القلم: الآية1]، قسم بالقلم، وقسم بالكتابة؛ لأهميتها كنعمةٍ كبيرة، لها أهمية وتأثير كبير في حياة الإنسان، ويقول "جَلَّ شَأنُهُ": {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}[العلق: 3-5].

في حياة الإنسان، وطفولته المبكرة، حينما لا يزال طفلًا صغيرًا، قبل أن يمتلك النطق، يعتمد على الصياح، عندما يشعر بالجوع يصيح، عندما يشعر بالظمأ يصيح، عندما يشعر بالألم يصيح، عندما يتفاعل مع شيءٍ معين، أو يتأذّى من شيءٍ معين يصيح، لغته هي الصياح.

ماذا لو بقيت حياة الإنسان على هذا النحو، لو لم يُعطَ نعمة النطق؛ إنما فقط يصيح، إذا احتاج إلى شيء، أو انزعج من شيء، أو غضب من شيء، لا يمتلك إلا الصياح؟ لكانت حياة الإنسان محدودة جدًّا، في أعماله، فيما يمكن له أن يتحرك فيه في هذه الحياة، ولكانت المسألة بالنسبة للإنسان صعبة، كذلك هو الحال بالنسبة لمن لا يمتلكون هذه النعمة (نعمة النطق)، يصعب عليهم التعبير عن أشياء كثيرة، والحديث عن أشياء كثيرة، قد يعتمدون على الإشارة، أو قد يعتمدون على الكتابة.

البيان: هو وسيلةٌ أساسيةٌ للإنسان للتعبير عن احتياجاته في هذه الحياة، وعن أموره، وعن مشاعره، وعن عقائده، هو ترجمان جنانه، يعبِّر عمَّا في نفسه، ويعتمد على هذه الوسيلة أيضًا في معاملاته، علاقاته، قضاياه، مواقفه، هي وسيلة أساسية، يعتمد عليها الإنسان في ذلك كله.

والإنسان هو كائنٌ اجتماعي، حياته، ونشاطه في الحياة، ومعاملاته في الحياة، ومتطلبات حياته، في إطار نشاط جماعي، مع مجتمعه، مع الناس من حوله؛ ولذلك يحتاج بشكلٍ كبير إلى هذه النعمة العظيمة، ويعتمد عليها أساسًا في مختلف شؤون حياته، ولذلك تقوم كافة المعاملات على هذه النعمة، وتقوم الحضارات على هذه النعمة، وتجري شؤون الحياة بناءً على هذه النعمة، نعمة البيان، بالنطق باللسان، ويتبع ذلك الكتابة، هي أيضًا وسيلةٌ أساسيةٌ للتعلم، والتعليم، واكتساب المعرفة، وصلةٌ بهدى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم-

سلسلة المحاضرات الرمضانية

ألقاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

المحاضرة الحادية والعشرون للعام 1444


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر