مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يؤكد: {بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ}، فهذه مسألة مهمة جداً. لأهمية الاستجابة والانطلاقة، ومعالجة أكبر عائق يعيق الكثير من الناس عن الاستجابة، وهو الخوف من الموت، يقدِّم الله هذا العطاء، هذه المنزلة، هذا النعيم، هذه الكرامة، هذه السعادة، لمن يحظون بالشهادة في سبيله؛ لأنه لا نصر، ولا عز، ولا قوة، ولا حرية، ولا كرامة، ولا نهضة للأمة، إلَّا إذا كانت في مستوى الاستعداد للتضحية، لا يمكن لأمة يغلب عليها الذل، والوهن، والقلق الشديد والفزع والجزع، والرهبة من الأعداء، والخشية الشديدة من التضحية، أن تعتز، أن تتحرر، أن تكون أمةً تحظى بالعيش الكريم، والكرامة، والعزة، والمنعة، كل الأهداف الكبرى في الحياة، أن نكون أمةً عزيزةً، حُرَّةً، كريمةً، نتحرك باستقلال على أساسٍ من انتمائنا للإسلام، وهويتنا الإيمانية، كل العناوين المهمة لا يمكن أن تتحقق، والأهداف العظيمة، إلَّا مع الاستعداد للتضحية، هذا شيء معروف في الواقع البشري، حتى في غير الأشياء المقدَّسة، في غير الأشياء العظيمة والمهمة للناس، والضرورية لحياتهم، مستوى الطموح لدى الشعوب والأمم لأن يكونوا أقوياء، لأن يكون لهم دورٌ رائد في الحياة، لأن يكونوا في مستوى المنعة من خطرٍ يتهددهم، الكل يدرك أنه لابدَّ من التضحية، فهي مسألة معروفة في الواقع البشري، فما بالك إذا كانت تضحية مكتوبةً عند الله، محسوبةً عند الله، يمنح الله مقابلها الأجر العظيم.

أيضاً مع كل ما أحاط الله هذه التضحية من قدسية، ومنزلة، وفضيلة، ودرجة عالية؛ لتشجعنا على التحرك، على الاستجابة، وربط بها أيضاً النصر والتمكين، يأتي الوعيد على التخاذل، وعلى الوهن، وعلى التفريط، والذي من أكثر عوامله هو الخشية من الموت، هو التهرب من التضحية، القلق من التضحية، وهذا يتكرر كثيراً في القرآن الكريم، من مثل قوله تعالى: {قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا}[الأحزاب: الآية16]، لن تكون التضحية فقط واردة إذا استجابت الأمة لأداء مسؤولياتها، التي بها عزتها، واستقلالها، وكرامتها، وحريتها، وقوتها، ومنعتها، ودفع الظلم عنها، ودفع الذل عنها، ودفع الاستعباد عنها، قد يمكن للأمة إذا تنصَّلت عن هذه التضحية المقدَّسة، التي ثمارها عظيمة وكبيرة، أن تضحي تضحيةً من نوعٍ آخر، أن تخسر الخسائر الكبيرة، وأن يحصل عليها من الضيم، والذل، والقتل، والاضطهاد، والسحق من جانب الأعداء، الشيء الرهيب والأكثر بكثير مما كانت ستقدِّمه الأمة في إطار تضحيةٍ مقدَّسةٍ، عظيمةٍ، مثمرة، ثمارها: حرية، وكرامة، وعزة، واستقلال... وغير ذلك، وفوز برضوان الله وجنته، والحياة الطيِّبة السعيدة التي وعد بها الله، الأمة لا تسلم، إذا اختارت الأمة الفرار من التضحية المقدَّسة، المثمرة، العظيمة، التي لها ثمرتها في الدنيا والآخرة، لها نتائجها التي وعد بها الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"؛ فهي تتجه إلى أن تدفع ثمناً باهضاً، وكلفةً رهيبة، ولا يمكن لها أن تسلم لا من أعدائها، ولا من الموت؛ لأن الموت شيءٌ حتمي، الإنسان يعيش في هذه الحياة بأجل، ورحيله عن هذه الحياة هو أمرٌ حتمي، وهو لا يعرف متى سيرحل بالتحديد، الكثير من الناس قد يرحل وهو في مرحلة الشباب، والبعض في بداية العمر، والبعض في مراحل أخرى من حياتهم، الإنسان يعيش بأجل، الرحيل من هذه الحياة هو حتمي، لا ينجي منه التهرب من التضحية المقدَّسة، أو احتمال التضحية المقدَّسة في إطار الاستجابة لله، والتحرك في سبيله، والوقوف الموقف الصحيح، الذي يرضي الله، وهو خيرٌ للأمة، فلن ينفع الفرار، مثلما قال في الآية المباركة: {قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا}، قد يأتي التسليط الإلهي للأعداء على الأمة، فتدفع الأمة كلفةً هائلة، يُقتَل منها أكثر بكثير وبشكلٍ مضاعف مما كانت ستضحي به في إطار الموقف الحق، {وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا}، يعني: قد يكون الفارق زمناً يسيراً، ثم تأتي أحداث كارثية، ومشاكل كبيرة، تسحق الأمة، وتكبِّدها الخسائر الكبيرة، من دون أن تكون تضحيةً مقبولة، وليس عليها أجر، ولا لها فضل، ولا لها قيمة، ولا لها ثمرة، ولا لها عاقبة إيجابية في واقع الأمة، ولا نتيجة جيدة في واقع الأمة، وتلك هي الخسارة.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

كلمة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

في الذكرى السنوية للشهيد 1444هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر