مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

أول ما ينبغي أن ندركه هو هذا الجانب: المسؤولية ليست لعبة، ليست ممارسة لهواية، ليست عبارة عن موقع تسلط واستغلال للجانب المعنوي، والصلاحيات... ونحو ذلك، أو لأطماع شخصية.

المسؤولية مسؤولية أمام الله "سبحانه وتعالى"، والإنسان بشكل عام في موقع مسؤولية، لكنه عندما يكون في موقع لإدارة شؤون الناس، تكبر المسؤولية، ويعظم الوزر عند التفريط، أو عند الخيانة، فالإنسان بحاجة إلى أن يدرك أنَّ مصيره إلى الله، أنه يخضع لرقابة الله "سبحانه وتعالى"، وأن الله سيحاسبه، وسيجازيه، إن كان صادقاً مع الله "سبحانه وتعالى"، باذلاً لجهده في أداء مسؤولياته على النحو الذي يرضي الله، يرجع إلى الله بالتوبة، بتلافي التقصير بشكلٍ مستمر، وأيضاً يسعى إلى ما يساعده في أداء مسؤولياته على نحوٍ أفضل، وهذه هي النقطة الثانية في حديثنا.       

في أداء المسؤوليات، الإنسان يتحرك مهما كانت حسن نواياه، ومهما كان اهتمامه، ومهما كانت جديته واستشعاره للمسؤولية، يحتاج إلى تطوير أدائه العملي، من خلال امتلاك مهارات عملية تساعده على حسن الأداء، من خلال اكتساب الخبرة الإدارية اللازمة؛ ليستفيد منها في حسن أدائه العملي، وأيضاً يحتاج إلى التغذية الروحية المستمرة، التي من خلالها ينطلق باندفاعٍ كبير، بإحساسٍ عالٍ بالمسؤولية، بدافعٍ إيماني، الدافع الإيماني دافع لا يساويه شيء، عندما يكون دافعاً صادقاً، مبنياً على إيمانٍ صادقٍ وواعٍ، ويحتاج إلى الوعي، إلى النور، إلى الحكمة، إلى الهدى، إلى أن يستفيد من نور الله "سبحانه وتعالى"، الذي يضيء له الدرب، والذي يُكسِبه الحكمة في مفهومها الصحيح في أدائه وعمله، فلذلك لابدَّ من الاهتمام المستمر بالأداء، وتطوير الأداء، وتحسين الأداء، من خلال الاهتمام بكل هذه الأمور:

  • جوانب المهارات.
  • والجانب الإداري.
  • والجانب الثقافي الذي يحتاجه لوعيه، لبصيرته، لفهمه الصحيح، للحكمة، لمعرفة تعليمات الله "سبحانه وتعالى" التي سيحاسب على الإخلال بها يوم القيامة، ويعاقب في الدنيا والآخرة، وأيضاً لأن يستفيد في اكتساب الدافع الإيماني، والتزود بالدافع الإيماني، الذي يحتاج إليه الإنسان في مواجهة الصعوبات، والتحديات، والعوائق، والأمور المزعجة التي تؤثر على الإنسان في أدائه العملي.

ثم ننظر إلى المسؤولية إلى أنها في الأساس هي مسؤولية جماعية، إدارة شؤون المجتمع، العمل لإقامة القسط، العمل لخدمة الأمة، هذه مسؤولية في أساسها مسؤولية جماعية، تتكامل فيها الأدوار، تتظافر فيها الجهود، ويأتي المجهود الجماعي ليحقق نتائج كبيرة، ونتائج عظيمة، ونتائج مهمة، فالإنسان إذا كان في موقع مسؤولية لا يفكر في كيف يتحرك بمفرده، ليس عنده علاقة وثيقة في نطاق مسؤولياته العملية، من لهم صلة بمسؤوليته على المستوى الإداري، في التركيبة الإدارية والهيكل الإداري، ممن لهم علاقة بنفس المسؤولية، أو بنفس العمل بشكل أو بآخر، بمستوى أو بآخر، فالمسؤولية جماعية، تحتاج إلى التعاون، ولذلك لا بدَّ من التعاون ما بين الجهات المركزية: الوزارات، والمؤسسات في صنعاء، وما بين المحافظات، هذا التعاون والتنسيق والتفاهم وبروحٍ أخوية هذه مسألة ضرورية، لابدَّ منها؛ لتحقيق النجاح الكبير، وللوصول إلى النتائج المهمة، التعاون، والتكامل، والتظافر للجهود، يحقق الله به النتائج الكبيرة، وتأتي معه البركة من الله "سبحانه وتعالى"، تأتي البركة من الله "سبحانه وتعالى" لتجعل لهذا التعاون، لهذا المجهود الجماعي نتائج عظيمة وأثاراً طيبة.

ثم على مستوى كل فريق عمل، فريق العمل في المحافظات، أو فريق العمل في الوزارة، الكل بحاجة في نطاق مسؤولياتهم وأعمالهم إلى أن يسود بينهم التعاون، كما أمر الله: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[المائدة: من الآية2]، التفاهم، التنسيق، التكامل، الأخوّة، الاستفادة من بعضهم البعض، على مستوى التفكير، والابتكار، والخطط، والتدبير، وعلى مستوى المجهود العملي، هذه مسألة أساسية للنجاح، والله أرشدنا إلى ذلك، والواقع يشهد أن للتعاون الثمرة الطيبة.

أمَّا المجهود الفردي، مهما كان إخلاص الشخص وهو في موقع مسؤولية، مهما كان اهتمامه، إذا كان يتجه هكذا بشكلٍ فردي وشخصي، يريد أن يعمل هو لوحده كل شيء، أن يقتصر على تفكيره هو، لا يريد أن يستفيد من الآخرين، لا يريد أن يشترك مع الآخرين في مناقشة الأمور والقضايا، ولا يريد أن يتعاون معهم على المستوى العملي؛ فسيخفق ويفشل، وسيبقى نتاجه، وعطاءه، ونجاحه محدوداً جدًّا؛ لأن المجهود الفردي محدود في مقابل المجهود الجماعي، حتى على مستوى التفكير والخطط ونحو ذلك، فهذه نقطة هامة جدًّا، يجب أن يكون هذا التعاون، وهذا التفاهم، بين الجهات المركزية والمحافظات، داخل الوزارة، داخل كل محافظة، أن يسود بين الجميع التعاون.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاه السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

خلال لقائه بالسلطة التنفيذية المركزية والمحلية 1444هـ،


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر