مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الثالثة من شهر شعبان 1445هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:  ( (المنح الإلهية) 

التاريخ: 20/ شعبان/ 1445هـ

الموافق: 2024/2/30م
الرقم : (33)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🔹أولاً: نقاط الجمعة :
1️⃣/ من سنن الله التفضيل،  وقد فضل الله رمضان ليكون موسم خير وتقوى وقرب من الله  
2️⃣رمضان منحة إلاهية يجب أن نستقبله بالتوبة إلى الله، وبتطهير بيوت الله، والتخلص من الحقوق وأداء حقوق الأوقاف والزكاة والإحسان والتكافل 
3️⃣ للأسبوع الواحد والعشرين تتواصل مجازر اليهود في غزة، ويتواصل دعم الغرب للكيان، ويتواصل صبر وصمود الفلسطينيين وتتواصل ضربات المجاهدين الفلسطينيين للصهاينة، ويتواصل التخاذل العربي ويتواصل جهاد شعبنا اليمني ومواقفه المشرفة  
4️⃣ من المفارقات العجيبة أن البعض يستنكر مواقف المتخاذلين ولكنه لا يشيد بموقف شعبنا العظيم،والبعض يستنكر جرائم اليهود ولا يتحرك في موقف عملي، والبعض يستنكر قادة الأمة المتخاذلين ولكن لا يتفاعل مع قائد الشعب اليمني الذي أصبح قبلة أنظار العالم بمواقفه الإيمانية الخالدة 
5️⃣ يجب أن يستمر تفاعلنا في المظاهرات والفعاليات والإنفاق والتدرب في دورات التعبئة العامة.
➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹ثانياً:خطبة الجمعة
الخطبة الأولى
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَظْهَرَ مِنْ آثَارِ سُلْطَانِهِ وَجَلَالِ كِبْرِيَائِهِ مَا حَيَّرَ مُقَلَ الْعُقُولِ مِنْ عَجَائِبِ قُدْرَتِهِ، وَرَدَعَ خَطَرَاتِ النُّفُوسِ عَنْ عِرْفَانِ كُنْهِ صِفَتِهِ، الحمد لله القائل في كتابه العزيز: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.
ونشهدُ أن لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ شَهَادَةَ إِيمَانٍ وَإِيقَانٍ، وَإِخْلَاصٍ وَإِذْعَانٍ، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ وَأَعْلَامُ الْهُدَى دَارِسَةٌ، وَمَنَاهِجُ الدِّينِ طَامِسَةٌ، فَصَدَعَ بِالْحَقِّ، وَنَصَحَ لِلْخَلْقِ، وَهَدَى إِلَى الرُّشْدِ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار.
أما بعد/ أيها المؤمنون الأكارم:
إنّ التفضيل سنة من سنن الله في خلقه؛ فقد فضل الله  الإنسان على سائر المخلوقات فقال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}، وفضل الله بعض الناس على بعض فقال تعالى: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ}، وفضل الله بعض الرسل على بعض فقال تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ}، وفضل الله مكانا على مكان، كما هو البيت الحرام الذي قال الله عنه: {جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ}، وقال عنه: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً}، وفضَّل الله زمانا على زمان، كتفضيل الله للأشهر الحرم التي قال عنها: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}، وفضل الله شهر رمضان وجعله موسما للتقوى والخير والأعمال الصالحة في طاعة الله، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}، فمن الواجب علينا أن نستقبل رمضان بالشكل الذي يليق به باعتباره شهر المنحة الربانية لعباده.
أيها المؤمنون:
إنّ كل يوم يمر هو جزء من حياتنا مضى ولن يعود، وكل يوم يمضي فذلك يعني أن أعمارنا تنقص وأننا نقترب من لقاء الله؛ فيجب أن نزداد قربًا من الله كلما نقصت أعمارنا، ونزداد خوفًا من الله ورغبة فيما عنده ومحبة له، وانطلاقةً في طاعته؛ فقد مضى رمضان العام الفائت، ومرّت الأيام بعده سريعًا وها نحن نلتقي به مجددًا، ومن الناس من صام معنا رمضان الماضي ثم رحل إلى الله وكانت فرصته الأخيرة، فالعمر فرصة، والحياة الدنيا فرصة، ورمضان موسم خير وبركة وطاعة وهو فرصة يزداد الإنسان فيه قربًا من الله؛ فيزكي نفسيته، ويصقل بصيرته، وينشَّد فيه إلى الله إذا كان مهتمًا متنبهًا متيقظًا؛ لأن من الناس

من يستقبل رمضان بالمسلسلات والأفلام الهابطة، ومن الناس من يستقبل رمضان بالمأكولات والمشروبات، ومن الناس من يستعد لرمضان بالألعاب وجلسات السوء، ومن الناس من يستعد في رمضان لهدى الله وما يقربه من رضاه.
عباد الله:
من أهم القضايا التي يجب التركيز عليها في استقبالنا لشهر رمضان هي التوبة إلى الله كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وما أعظم وأجمل أن يتوب الإنسان من ذنوبه إلى الله فيصوم رمضان وهو متخلص من الذنوب، وما أجمل أن يؤدي الإنسان ما عليه من حقوق للناس قبل رمضان ليلقى الله وليس عليه تبعة، وما أجمل أن يستغل الإنسان رمضان ليجعل من كل لحظاته محطات تقربه نحو الله تعالى.  
أيها المؤمنون الأكارم:
إنّ من أعظم الأماكن عند الله هي المساجد (بيوت الله)، التي قال الله تعالى عنها: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}، ومن اللائق بنا كمسلمين أن تكون بيوت الله نظيفة وخاصة مع وصول شهر رمضان الكريم، ومن الواجب والمسؤولية علينا جميعًا أن يكون هناك اهتمام بنظافة المساجد وتطهيرها قبل رمضان؛ فقد وجه الله نبيه وخليله إبراهيم وولده إسماعيل أن يهتما بنظافة وطهارة بيته الحرام فقال تعالى: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}، وقد دشنت الهيئة العامة للأوقاف حملة تطهير المساجد استقبالا لشهر رمضان؛ فيجب أن نتعاون جميعا لتكون بيوت الله أنظف وأجمل من بيوتنا، ويجب أن يشارك الجميع في حملة تنظيف وتطهير المساجد، كما يجب أن نطهر قلوبنا من الحقد والحسد، ونفوسنا من الدنس والمعاصي، وألسنتنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة، وأعمالنا من الرياء.
المؤمنون الأكارم:
الأوقاف أمانة لدى المجتمع المسلم، والتفريط فيها خيانة لله وللواقف ولما أُوقف من أجله، وسيكون الله هو خصم الإنسان الذي يفرط فيها، وسيكون الله هو المؤاخذ والمعاقب؛ فيجب أن يكون هناك اهتمام بالأوقاف والنظر إليها كأمانة من قبل الدولة والمجتمع، ومن المهم لمن لديه حقوق للأوقاف ألّا يدخل رمضان إلا وقد سلمها وخلّص ذمته منها حتى يصوم لله في رمضان وقد أصبح نظيفا فيقبل الله منه صلاته وصيامه، ويجب أن نتعاون مع هيئة الاوقاف في الحفاظ على أموال الأوقاف وتسديد مستحقاتها إبراء لذمتنا أمام الله، كما يجب أن يهتم الإنسان بإخراج زكاته التي هي حقٌ جعله الله في المال للفقراء والمساكين، ومن المهم جدًا أن نهتم قبل رمضان بالتكافل والتراحم فيما بيننا قال تعالى: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
     🎙️الخطبة الثانية🎙️
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
الإخوة المؤمنون:
للأسبوع الواحد والعشرين، يتواصل العدوان على إخواننا في غزة الذين يعانون أقسى وأصعب أشكال المعاناة؛ نتيجةً للعدوان الإسرائيلي الوحشي، الذي انتهج من بدايته السلوك الإجرامي والإبادة الجماعية، واستخدم كل وسائل الإبادة، من القتل، والتجويع، والأوبئة، وللأسبوع الواحد والعشرين والغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا يقدم كل أنواع الدعم لليهود ليواصلوا حرب الإبادة على المسلمين في فلسطين، وللمرة الثالثة يستخدم الأمريكي حق النقض (الفيتو) لمنع إيقاف المجازر في غزة، وأصبحت الأمم المتحدة أداة بيد الأمريكي يسخرها لصالح الإسرائيلي، والأمة العربية والإسلامية تتفرج على إخوانها وهم يبادون في غزة، وللأسبوع الواحد والعشرين وشعبنا يقف موقفه المشرف المناصر لإخوانه الفلسطينيين لا يثنيه عن ذلك تصنيف ولا عدوان، ولا حصار ولا خذلان، ولا دعايات سخيفة ولا تهم باطلة.

عباد الله:
في غزة أصبحت أُمنية الإنسان: قطعة من خبز وشربة ماء غير مالح، وفي غزة توقف برنامج الغذاء العالمي عن تقديم المساعدات للفلسطينيين وهم في أمس الحاجة لها؛ ليكشف للعالم أنه أداة بيد الأمريكي والإسرائيلي، وفي غزة آلاف الشهداء والجرحى، وآلاف المدفونين تحت الأنقاض، وفي غزة وجع الأمة المكلومة، وكرامتها المهدورة، وجرحها النازف، وفيه امتحان صعب لإيمانها وإسلامها، وغربال يميز الله به الصادق من الكاذب، والمؤمن من المنافق، وفي غزة انكشفت عورة المتشدقين بالإنسانية، والمتلبسين بالإسلام، والمتبجحين بالعروبة.
عباد الله المؤمنون:
يقول الله تعالى: {إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ}، ففي غزة ربيون يقاتلون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم، وبفضل جهادهم وصبرهم هناك حتى الآن قرابة ثلاثة آلاف قتيل صهيوني، وثلاثين ألف جريح، وعشرين ألف معاق جسديًا، وعشرات الآلاف ممن يعانون من  حالات نفسية واختلالات عقلية، وقرابة مليون صهيوني قد فروا من فلسطين؛ لأنهم كما قال الله: {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ}، وفي غزة تم تدمير أكثر من ألف ومائة وعشرين آلية عسكرية من دبابات وناقلات جند، ولا زال المجاهدون هناك يُسقطون طائرات العدو ويرسلون طائرات مسيرة على  العدو، ويقصفون مستوطناته ومواقعه.
أما خسائر العدو الاقتصادية - رغم الدعم الأمريكي والغربي - فهناك اضطراب كبير في سعر العملة، وتراجع في احتياطي النقد الأجنبي، وارتفاع في مستوى الدين العام، وعجز كبير في الموازنة، وارتفاع في أسعار البضائع، وهروب للمستثمرين، وشلل في الموانئ، وتراجع في السياحة، وانخفاض في الملاحة الجوية، وكل ذلك بفضل الله والجهاد في سبيله من قبل الفلسطينيين ومجاهدي محور الجهاد والمقاومة.
وقد تميز اليمن بموقفه القوي حيث ضرب حتى الآن أكثر من خمسين سفينة أمريكية وبريطانية وصهيونية، وأصبح البحران الأحمر والعربي مقبرة السفن والبارجات الأمريكية والبريطانية، وظهر فشل أمريكا، وسقطت هيبتها، وفقدت أمنها، ووصلت بفضل ذلك خسائر العدو الإسرائيلي إلى أربعين في المائة من حركته التجارية البحرية.
المؤمنون الأكارم:
هناك مفارقات غريبة لدى بعض الناس حين يستنكر تخاذل المتخاذلين عن نصرة غزة وفي نفس الوقت لا يشيد بموقف الشعب اليمني العظيم والمشرف، بينما نجد أن الله تعالى عندما يذم المتخاذلين كما في قوله تعالى: {رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ} نجد أنه بعدها مباشرة يشيد بموقف من جاهد فيقول تعالى:{لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
والمفارقة الأخرى نجدها لدى البعض حينما نجده يتألم لما يحدث في غزة، ويتعاطف بقلبه مع المؤمنين في غزة، ولكنه حتى الآن لم يسجل موقفًا يبيض وجهه عند الله؛ فلم يحضر في مسيرة، ولم ينفق في سبيل الله، ولم يحضر دورة من دورات التعبئة العامة ليكون ممن يعد نفسه لمواجهة الأعداء حسب توجيه الله لكل المؤمنين حين قال: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ}؛ فمجرد التعاطف بالقلب لا يفيد الإنسان عند الله، بل لابد من المواقف العملية.
والمفارقة الثالثة نجدها لدى البعض من الناس الذي كان على مدى أعوام يلعن حكام الأمة المتخاذلين عن نصرة فلسطين، ويقدح في إسلامهم وعروبتهم، ولكن حينما منَّ الله علينا بقائد يمني قرآني، يحمل إيمان وصلابة وشجاعة محمد وعلي (عليهما السلام)، ويواجه أمريكا وإسرائيل، وينصر الله به الأمة والدين، فلا يتفاعل مع توجيهاته، ولا يتفاعل مع مواقفه التي شدت أنظار شعوب الأمة وشعوب العالم كله، وهذه حالة خطيرة يكون الإنسان فيها كمن نكص على عقبيه، وتخلى عن مبادئه وقيمه.
عباد الله:
شعبنا لا زال يواصل جهاده ومناصرته لإخوانه الفلسطينيين، ويواصل أنشطته المساندة لهم بالتعبئة والتدريب والتأهيل والإعداد وهذا من أكثر ما يقلق الأعداء، وقد بلغ عدد المتدربين من أبناء الشعب اليمني في دورات التعبئة العامة أكثر من مائتين وسبعة وثلاثين ألف متدرب، ولا زالت العروض العسكرية والمناورات والمظاهرات والوقفات المناصرة لإخواننا في غزة متحركة مستمرة بالمئات، والإنفاق مستمر، وكذلك الحركة الواسعة التي تعبر عن إيمان شعبنا بالله واتباعه لرسول الله صلى الله عليه وآله، وسيبقى هذا الموقف التاريخي لشعبنا درساً لكل الأجيال الآتية واللاحقة، وسيفتخر أبناؤكم بموقفكم في هذه المرحلة التاريخية إلى ما بعد مئات السنين، وسيبقى فخراً لكل الأجيال، ودرساً في الحُريَّة والعزة والكرامة، ودرسًا في مصداقية الانتماء الإيماني، وتبقى

مسؤوليتنا في الحركة مستمرة ما دامت جرائم العدو مستمرة، ويجب أن نصبر ونبقى ثابتين على مواقفنا؛ فغزة تصبر في وضع مأساوي كبير، وندعو الجميع إلى مواصلة الخروج في المظاهرات ليومنا هذا الجمعة نصرة لغزة وفلسطين، وكذا حضور الوقفات والفعاليات والإنفاق والمقاطعة، ولا تهنوا ولا تتخاذلوا فقد أصبحتم يا أبناء اليمن أمل المستضعفين، وسوط عذاب الله للمستكبرين.
هذا: وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة وفي البحر الأحمر، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين 
بديـوان عــام الــوزارة.
-------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر