مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
---------------------------------------------------------
خطبة الجمعة الأخيرة من شهر شعبان 1445هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙🎙🎙🎙

العنوان:  ( ((التهيئة النفسية لدخول شهر رمضان)) 

التاريخ: 27/ شعبان/ 1445هـ

الموافق: 2024/3/8
الرقم : (34)
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙🎙🎙🎙
🔹أولاً: نقاط الجمعة :

1-يجب أن تتهيأ النفوس لشهر رمضان كأكبر محطةمن المحطات الروحيةوالتربوية والإيمانيةلتطهيرالقلوب من الفساد ولتذكيرها بالإيمان بالله وباليوم الآخر
2-لايعرف قدر شهر رمضان وقدسيته إلا المؤمنون المتقون المسارعون إلى مغفرة الله والعاشقون لرضوانه والمتنافسون فيما يرضيه والخائفون من عذابه والمشتاقون لنعيمه وهو يمثل محطة تربوية لترويض النفس على التقوى التي تمثل أهم غاية للصيام
3-شهر رمضان هو شهر الإحسان والعطاء والإيثار والصدقات وتسليم مستحقات الأوقاف وإخراج الزكاة وحينما نجوع فيه فإننا بذلك نتذكر معاناةالفقراء
4-الاهتمام بالبرنامج الرمضاني الذي يشمل القرآن الكريم والدعاء وملازم الشهيد القائد ومحاضرات السيد القائد والحذر من البرامج الشيطانية وإضاعة الأوقات الثمينة للشهرالكريم في الألعاب ومشاهدةالقنوات والتلفونات
5-نستقبل شهررمضان بحملات النظافة كما لاننسى إخواننا في غزة ومعاناتهم ولنستمر في المظاهرات كل يوم جمعة وكذا الالتحاق بالدورات العسكرية ودعم إخواننا في فلسطين وكذا التصنيع الحربي بمختلف مجالاته.
🎙 ثانياً: نص الخطبة)

خطبة الجمعة الأخيرة من شهر شعبان 1445هـ
الخطبة الأولى
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِحَمْدِهِ، وَجَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ؛ لِنَكُونَ لإحْسَانِهِ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلِيَجْزِيَنَا عَلَى ذلِكَ جَزَآءَ الْمُحْسِنِينَ. 
وَالْحَمْدُ لِلّه الَّذِي جَعَلَ مِنْ تِلْكَ السُّبُلِ شَهْرَهُ شَهْرَ رَمَضَانَ، شَهْرَ الصِّيَامِ، وَشَهْرَ الإسْلاَم، وَشَهْرَ الطَّهُورِ، وَشَهْرَ التَّمْحِيْصِ، وَشَهْرَ الْقِيَامِ: {الَّذِي أُنْزِلَ فِيْهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقَانِ}.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فَرَضَ الْإِيمَانَ تَطْهِيراً مِنَ الشِّرْكِ، وَالصَّلَاةَ تَنْزِيهاً عَنِ الْكِبْرِ، وَالزَّكَاةَ تَسْبِيباً لِلرِّزْقِ، وَالصِّيَامَ ابْتِلَاءً لِإِخْلَاصِ الْخَلْقِ، وَالْحَجَّ تَقْوية لِلدِّينِ، وَالْجِهَادَ عِزّاً لِلْإِسْلَامِ والمسلمين، وخَلَقَ الْخَلْقَ حِينَ خَلَقَهُمْ غَنِيّاً عَنْ طَاعَتِهِمْ، آمِناً مِنْ مَعْصِيَتِهِمْ؛ لِأَنَّهُ لَا تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ مَنْ عَصَاهُ وَلَا تَنْفَعُهُ طَاعَةُ مَنْ أَطَاعَهُ.
وأشهد أن سيدنا وأسوتنا في توحيد الله، والإخلاص لله، والجهاد في سبيل الله، والقيام بفرائض الله، وصيام شهر الله: محمدًا عبد الله ورسوله، أُسْوَةً لِمَنْ تَأَسَّى وَأَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، سفن النجاة، وقرناء كتاب الله، وأعلام دين الله، وصفوة عباد الله، وهداتهم إلى مرضاة الله، ورضي الله عن الصحابة الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
في مثل هذه الجمعة المباركة - وهي آخر جمعة من شهر شعبان - خَطَبَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم خطبة عظيمة ومهمة استهلها بالحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى، ثم قال فيما يروى عنه: (أَيُّهَا النَّاسُ إنَّهُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ وَهُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ، فَرَضَ الله عَزَّ وَجَلَّ صِيَامَهُ، وَجَعَلَ قِيَامَ لَيْلَةٍ مِنْهُ بِتَطَوُّعِ صَلاةٍ كَمَنْ تَطَوَّعَ سَبْعِينَ لَيْلَةً فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الشُّهُورِ، وَجَعَلَ لِمَنْ تَطَوَّعَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ وَالبِرِّ كَأَجْرِ مَنْ أَدَّى فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ الله عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ الله عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ الله عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الشُّهُورِ، وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ وَإنَّ الصَّبْرَ ثَوَابُهُ الْجَنَّةَ، وَهُوَ شَهْرُ الْمُوَاسَاةِ، وَهُوَ شَهْرٌ يَزِيدُ الله تَعَالَى فِيهِ فِي رِزْقِ الْمُؤْمِنِ، وَمَنْ فَطَّرَ فِيهِ مُؤْمِناً صَائِماً كَانَ لَهُ عِنْدَ الله عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ عِتْقُ رَقَبَةٍ وَمَغْفِرَةٌ لِذُنُوبِهِ فِيمَا مَضَى، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ الله لَيْسَ كُلَّنَا يَقْدِرُ

عَلَى أَنْ يُفَطِّرَ صَائِمًا.

فَقَالَ: إنَّ الله تَعَالَى كَرِيمٌ يُعْطِي هَذَا الثَّوَابَ مَنْ لاَ يَقْدِرُ إلاّ عَلَى مَذْقَةٍ مِنْ لَبَنٍ يُفْطِّرُ بِهَا صَائماً، أَوْ بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ عَذْبٍ، أَوْ تُمَيْرَاتٍ لاَ يَقْدِرُ عَلَى أَكْثَرِ مِنْ ذَلِكَ، وَمَنْ خَفَّفَ فِيهِ عَنْ مَمْلُوكِهِ خَفَّفَ الله عَزَّ وَجَلَّ حِسَابَهُ، فَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرَهُ إجَابَةٌ وَعِتْقٌ مِنَ النَّارِ).
وهذا الكلام النبوي المبارك يجب أن نتعامل معه بوعي ومسؤولية واستجابة صادقة، وأن نترجم كلام النبي ونجسده كالتزام إيماني، ونحوله إلى برنامج عملي لنا في شهر رمضان.
ويجب أن تتهيأ النفوس لشهر رمضان كأعظم موسم من مواسم الخير، وكأكبر محطة من المحطات الروحية والتربوية والإيمانية لتطهير القلوب من الران، ولتخليص النفس مما دساها، ولتذكيرها بالإيمان بالله وباليوم الآخر وبالوعد والوعيد الإلهي، وبما أعده الله في الآخرة لها إن تزكت واستقامت بهدى الله، وتفاعلت مع كتاب الله، وتدبرت آيات الله، قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}، وقال تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.
عباد الله:
أيامٌ قليلةٌ ويهِلُ علينا هلالُ شهرِ رمضانَ المبارك، هذا الشهر العظيم الذي لا يعرف قدره وقدسيته إلا المؤمنون المتقون المسارعون إلى مغفرة الله، والعاشقون لرضوان الله، والطامعون في نفحات الله، والمتنافسون فيما يرضي الله، والخائفون من عذاب الله، والمشتاقون للنعيم الإلهي الخالد.
وشهر رمضان المبارك يمثل محطة تربوية لترويض النفس على التقوى كما قال الإمام علي عليه السلام: (وَإِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أَرُوضُهَا بِالتَّقْوَى لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْخَوْفِ الْأَكْبَرِ وَتَثْبُتَ عَلَى جَوَانِبِ الْمَزْلَقِ)؛ فالتقوى تمثل حرزًا وحصنًا للمؤمنين والمؤمنات من اقتراف المحرمات، وزادًا للفوز ولدخول الجنة، قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ . الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} وشهر رمضان هو شهر الإحسان، وشهر السخاء، والعطاء، والإيثار، والصدقات، والابتهالات، والدعوات، وإخراج الزكاة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة)؛ فيجب أن نهتم بإخراج زكاة أموالنا، وأن نهتم بأداء حقوق الأوقاف وأن نُبرئ ذمتنا، كما يجب مدّ يد العون والإحسان للفقراء والمساكين ومواساتهم؛ فجوع رمضان يجب أن يذكرنا بالجائعين والمساكين، والصدقة في رمضان مضاعفة: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)  وننصح المؤمنين المستورين أن يستغنوا بفضل الله، ولا ننصح أن يتعود الإنسان على مدّ يده لسؤال الناس كمهنة ووظيفة لا سيما القادرين على العمل والزراعة، فمن استغنى بالله أغناه الله، ومن فتح لنفسه باب مسألة فتح الله له باب فقر وفاقة، والرزق بيد الله وحده، وما على الإنسان إلا بذل السبب قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ).
عباد الله:
إنّ الغاية المهمة من الصيام هي: تقوى الله، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) والتقوى تحمي أولياء الله، وتحرك عزائم رجال الله، وتقوى الله هي الدواء والشفاء الروحي، يقول إمام المتقين: (فَإِنَّ تَقْوَى اللَّهِ دَوَاءُ دَاءِ قُلُوبِكُمْ، وَبَصَرُ عَمَى أَفْئِدَتِكُمْ، وَشِفَاءُ مَرَضِ أَجْسَادِكُمْ، وَصَلَاحُ فَسَادِ صُدُورِكُمْ، وَطُهُورُ دَنَسِ أَنْفُسِكُمْ، وَجِلَاءُ عَشَا أَبْصَارِكُمْ).

أيها المؤمنون:
ونحن نتهيأ لدخول شهر رمضان المبارك لا بد أن نتأمل فيما قاله الرسول الأكرم عن فضله حينما قال عنه: (شهرٌ هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، شهرٌ دُعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجُعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب؛ فاسألوا الله ربكم بنيات صادقه وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه؛ فإن الشقي من حُرم غفران الله في هذا الشهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصِلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم، وغضوا

عما لا يحل الاستماع إليه

أسماعكم، وتحننوا على أيتام الناس كما يُتحنن على أيتامكم، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم؛ فإنها أفضل الساعات ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة إلى عباده، يجيبهم اذا ناجوه، ويلبيهم إذا نادوه، ويستجيب لهم إذا دعوه، أيها الناس إن أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم، وظهورُكم ثقيلة من أوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم).
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

                الخطبة الثانية
(البرنامج الرمضاني الإيماني والبرنامج الرمضاني الشيطاني)
   📝بسم الله الرحمن الرحيم 📋
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}، والصلاة والسلام على رسول الله القائل: (رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر) صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضوان الله عن الصحابة المنتجبين من الأنصار والمهاجرين.
أما بعد/ عباد الله:
يجب أن تتهيأ نفوسنا لشهر الله، شهر النفحات والبركات الإلهية التي من تعرض لها بإخلاص لله، وصدق مع الله، وثقة بكرم الله، وأحسن الظن بالله؛ فلن يخيبه الله، ولن يخذله، ولن يتركه وحيدًا في هذه الحياة؛ فالله هو القريب منا، الرحيم بنا، المستجيب لدعائنا إذا دعوناه ونحن موقنون بالإجابة، وشهر رمضان هو شهر الدعاء والمناجاة قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ . وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
ولا بد أن نؤهل ونهيئ أنفسنا حتى يتقبل الله صيامنا وصلاتنا وجهادنا ويستجيب دعاءنا، وبتقوى الله يتقبل الله أعمال العباد، وكذلك بطهارة القلب، والانتهاء عما نهى الله عنه من المحرمات والمنكرات التي تحول بيننا وبين أن يستجيب الله دعاءنا، قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لا يقبل الله عز وجل ذِكْراً إلا ممن اتقى وطهر قلبه، فأكرموا الله من أن يرى منكم ما نهاكم عنه) وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لا يرضى الله عمل عبد حتى يرضى قوله)، وحالة الغفلة عند الدعاء قد تكون سببًا في عدم الاستجابة: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يقبل دعاءً من قَلْبٍ لاَهٍ غَافِلٍ).
فالقلوب اللاهية ليست أهلا لأن يستجيب الله دعاء أهلها، وما أكثر من يسقطون في مستنقع اللهو والغفلة في شهر رمضان، وما أكثر من يضيعون ساعات وأيام وليالي شهر رمضان في النوم أو اللعب بالبطة أو الدمنة أو الشطرنج أو الألعاب الإلكترونية، ومن الصائمين من يضيع الأوقات الرمضانية الفضيلة بالنوم نهارًا، وليلًا بالقات وفي مشاهدة المسلسلات والحلقات والعبث بالتلفونات، والسهر أمام الفضائيات وهجران تلاوة الآيات، والإعراض عن كتاب الله، وعدم الاهتمام بتدبر القرآن كما أمر الله، وهذا من أكبر وأخطر وأشد الظلم قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ}.
والبرنامج الرمضاني الشيطاني - الذي أعدته القنوات المرتبطة بالكيان الصهيوني - يريد أن نُعرض عن آيات الله وأن نهجر القرآن، وأن نستبدل البرنامج الرمضاني الإيماني القرآني بالبرنامج الشيطاني الناعم الذي يريد الأعداء من خلاله أن ننسى الله، وأن نتنكر لنفحاته في شهر رمضان ونحرم من بركاته.
عباد الله:
لا بد أن نحذر من شياطين الإنس الذين يسعون في الأرض فسادًا - لا سيما في شهر رمضان - حيث تقدم البرامج المغرية، والمسلسلات المفسدة، والحلقات الماجنة، ونحذر من الإدمان على التلفونات والانترنت التي تضيع بسببها الطاعات والعبادة في شهر رمضان على الرجال والنساء والشباب والفتيات، والتي يسعى الأعداء من خلالها لحرف الناس عن المسار القرآني والبرنامج الرمضاني الذي يمثل حاجةً للروح كحاجة الجسد للماء والغذاء.
والبرنامج الرمضاني هو برنامج مهم وعظيم؛ لأنه يشد الناس إلى الله من خلال تلاوة كتاب الله، وتدبر آياته، والتأثر به، والتفاعل معه بالشكل الذي قال الله عنه: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ

مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ

يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) وقال تعالى: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) فلنحرص على حضور البرنامج الرمضاني في المساجد والمجالس في كل المحافظات والمديريات والجبهات حتى نستفيد من شهر رمضان الاستفادة الإيمانية والروحية، ولنحمد الله تعالى ونشكره على نعمة القيادة التي تدعونا لإقامة البرنامج الرمضاني، واستثمار أجواء شهر رمضان فيما يقربنا من الله، بل إن قيادتنا منذ سبع سنوات تقدم لنا المحاضرات العظيمة في ليالي رمضان والتي يجب أن تجد آذانًا صاغية وقلوبًا واعية، ويجب أن نكون ممن قال الله فيهم: {فَبَشِّرْ عِبَادِ . الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ}.
أيها المؤمنون:
كما يجب ان نستقبل رمضان بالنظافة لمساجدنا وشوارعنا ومدننا وقرانا فرمضان شهر لنظافة الباطن والظاهر، كما أنّ علينا أن نستفيد من موسم الأمطار القادم بإذن الله بزراعة الحبوب والقمح وغرس الأشجار وبناء السدود والحواجز المائية، كما أنه يمكن إنشاء الجمعيات التعاونية للنهوض بالعمل الزراعي مع التحري في أن تكون خطوات إنشائها صحيحة، والحذر من الغش والنصابين، ومع ذلك يجب أن لا تكون حادثة فشل أحدها سببا ليأسنا، بل يجب الاستمرار في إنشاء الجمعيات، وأن نسعى في ذلك، فعندما كان في الماضي تعاونيات زراعية نَهَض البلد ويمكن أن ننهض من جديد بإذن الله سبحانه. 
أيها المؤمنون:
كما لا ننسى غزة وفلسطين وضرورة الاهتمام والتفاعل بحضور المسيرات يومنا هذا الجمعة في جميع الساحات التي هي ساحات جهاد ووفاء، والحضور فيها يعني الشيء الكثير، ويحسب له الأعداء الف حساب، والمسيرات هي دعم لأبناء غزة المظلومين الذين خذلهم القريب والبعيد، وتآمر عليهم الكفار والمنافقون، ولم يبق لهم إلا الله (نعم النصير) وأنتم أيها الشعب الأبي المؤمن بقيادته الاستثنائية الإيمانية وقواته المسلحة التي ستطالعنا بالمفاجئات للأعداء والأصدقاء بإذن الله، والتي تعبر عن شعبنا في الساحات، وحضورنا هو رافد لها ومشاركة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس. 
كما يجب علينا الاهتمام بمقاطعة البضائع الأمريكية والبريطانية والإسرائيلة وبضائع الدول التي تحارب الإسلام.
وكذلك يجب علينا الانضمام الى جيش تحرير فلسطين والأقصى الذي يتشكل في الجيش الشعبي لنتعلم على السلاح، ولنستعد ونشارك في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس: (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) وقد شاهدنا كبار علماء اليمن يشاركون في الجيش الشعبي والتدريب على السلاح وهم كبارٌ في السن، وهم بذلك قدوة وحجة علينا أمام الله لكي نشارك كما قال الله سبحانه: (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا).
عباد الله:
إنّ أهل غزة جزء منا ومن أمة الإسلام، وها هو رمضان يدخل عليهم وهم لا يجدون ما يسد رمقهم من الجوع والعطش، ونحن نأكل الطعام وننام بين أسرنا وأولادنا في بيوتنا، وأهلنا في غزة لا يجدون مأوىً آمنًا يأويهم بل يتعرضون لحرب إبادة وحصار من قِبل الأمريكيين والصهاينة وبتواطؤ من أنظمة العمالة، فماذا نحن قائلون لله يوم القيامة؟ هل سنتفرج عليهم؟ هل سنخذلهم؟ هل سنمل من مناصرتهم وهم ينادوننا ليل نهار ويستغيثون بنا؟ فيجب علينا الاستمرار في حضور مسيرة اليوم وفي كل جمعة حتى ينصرهم الله ويفرج عنهم؛ لأنها أعمال ترضي الله وتبيض وجوهنا يوم القيامة وتدفع عنا عذاب الله وسخطه.
هذا وصلوا وسلموا على رسول الله المصطفى، ونبي الله المجتبى، وأفضل من صام وصلى، وطاف وسعى، سيدنا وأسوتنا محمد بن عبد الله، وعلى أخيه وباب مدينة علمه علي المرتضى، وعلى سكنه الحوراء فاطمة الزهراء، وعلى الحسنين السبطين ريحانتي رسول الله، ورضوان الله عن الصحابة المنتجبين من الأنصار والمهاجرين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَلْهِمْنَا مَعْرِفَةَ فَضْلِ شهر رمضان وَإِجْلاَلَ حُرْمَتِهِ وَالتَّحَفُّظَ مِمَّا حَظَرْتَ فِيهِ، وَأَعِنَّا عَلَى صِيَامِهِ بِكَفِّ الْجَوَارِحِ عَنْ مَعَاصِيْكَ، وَاسْتِعْمَالِهَا فِيهِ بِمَا يُرْضِيْكَ حَتَّى لاَ نُصْغِي بِأَسْمَاعِنَا إلَى لَغْو، وَلا نُسْرِعُ بِأَبْصَارِنَا إلَى لَهْو، وَحَتَّى لاَ نَبْسُطَ أَيْدِيَنَا إلَى مَحْظُور، وَلاَ نَخْطُوَ بِأَقْدَامِنَا إلَى مَحْجُور، وَحَتَّى لاَ تَعِيَ بُطُونُنَا إلاَّ مَا أَحْلَلْتَ، وَلا تَنْطِقَ أَلْسِنَتُنَا إلاَّ بِمَا مَثَّلْتَ، وَلا نَتَكَلَّفَ إلاَّ ما يُدْنِي مِنْ ثَوَابِكَ، وَلاَ نَتَعَاطَى إلاّ الَّذِي يَقِيْ مِنْ عِقَابِكَ، ثُمَّ خَلِّصْ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ رِئآءِ الْمُرَائِينَ وَسُمْعَةِ الْمُسْمِعِينَ، لاَ نَشْرِكُ فِيهِ أَحَداً دُونَكَ، وَلا نَبْتَغِيْ

فِيهِ مُرَاداً

سِوَاكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَقِفْنَا فِيْهِ عَلَى مَوَاقِيْتِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْس بِحُدُودِهَا الَّتِي حَدَّدْتَ، وَفُرُوضِهَا الَّتِي فَرَضْتَ وَوَظَائِفِهَا الَّتِي وَظَّفْتَ وَأَوْقَاتِهَا الَّتِي وَقَّتَّ.
اللهم تقبل وارحم شهداءنا الأبرار، واشف جرحانا ومرضانا، وفرج عن أسرانا، واكشف مصير مفقودينا، واحفظ علم الهدى وأيد به الدين.
اللهم اكتب لنا ولأهلنا في غزة وفلسطين النصر القريب على الطغاة المعتدين والبغاة المجرمين من الأمريكيين والصهاينة ومن ساعدهم ومن تولاهم وطبع معهم.
اللهم َوَفِّقْنَا فِي شهر رمضان لأنْ نَصِلَ أَرْحَامَنَا بِالبِرِّ وَالصِّلَةِ، وَأَنْ نَتَعَاهَدَ جِيرَانَنَا بِالإفْضَالِ وَالْعَطِيَّةِ، وَأَنْ نُخَلِّصَ أَمْوَالَنَا مِنَ التَّبِعَاتِ، وَأَنْ نُطَهِّرَهَا بِإخْرَاجِ الزَّكَوَاتِ، وَأَنْ نُرَاجِعَ مَنْ هَاجَرَنَا، وَأَنْ نُنْصِفَ مَنْ ظَلَمَنَا، وَأَنْ نُسَالِمَ مَنْ عَادَانَا حَاشَا مَنْ عُودِيَ فِيْكَ وَلَكَ، فَإنَّهُ الْعَدُوُّ الَّذِي لاَ نُوالِيهِ، وَالحِزْبُ الَّذِي لاَ نُصَافِيهِ، وَأَنْ نَتَقَرَّبَ إلَيْكَ فِيْهِ مِنَ الأعْمَالِ الزَّاكِيَةِ بِمَا تُطَهِّرُنا بِهِ مِنَ الذُّنُوبِ، يا رب العالمين.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖➖➖➖
صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين 
بديـوان عــام الــوزارة.
-------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر