أقام بالكوفة بضعة عشر شهراً، وأرسل دعاته إلى الآفاق يدعون الناس إلى بيعته.
وأقبلت الشيعة وغيرهم يختلفون إليه ويبايعون حتى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة خاصة، سوى أهل المدائن، والبصرة، وواسط والموصل وخراسان، والري، وجرجان.
فكان يقول في دعوته: أيها الناس إني أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه(صلوات الله عليه وعلى آله)، وإلى جهاد الظالمين والدفع عن المستضعفين، وقسم الفيء بين أهله، ورد المظالم، ونصرة أهل البيت على من نصب لهم الحرب، وإلى إحياء السنن وإماتة البدع.
قال أبو حنيفة لما أتته رسل الإمام زيد عليه السلام: هو والله صاحب الحق، وهو أعلم من نعرف في هذا الزمان، فاقرئاه مني السلام، وأخبراه أن مرضا يمنعني من الخروج معه، وأرسل بثلاثين ألف درهم لإعانته على الجهاد، وقال: والله لئن شفيت لأخرجن معه، وقد كان يقول رحمه الله: ضاهى خروجه خروج رسول الله يوم بدر.
وقال الأعمش: والله لولا ضَرة بي لخرجت معه.
ودفع جعفر الصادق بولديه للخروج معه وقال: من قتل مع عمي زيد كمن قتل مع الحسين ومن قتل مع الحسين كمن قتل مع علي بن أبي طالب ومن قتل مع علي كمن قتل مع رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).
بداية التحرك الثوري للإمام زيد "عليه السلام" ورسم معالمه
