من نعم الله العظيمة علينا في يمن الإيمان والحكمة هي نعمة الأراضي الخصبة جداً فالأراضي في اليمن تعتبر من أهم وأفضل الأراضي الصالحة للزراعة وذلك لتنوع مناخه وتربته الخصبة الصالحة لزراعة الحبوب بأنواعها المختلفة وصدق الله القائل:﴿بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ﴾ [ سبأ15].
إلا أنه بالرغم من هذه النعمة العظيمة كان بلدنا يعتمد فيما يتعلق بالقمح والكثير من الحبوب والفواكه على الاستيراد من الخارج فالزراعة بأنواعها في الفترات الماضية كانت محاربة بشكل رهيب من قبل السفارة الأمريكية وعبر أدواتها بالتأكيد من الخونة والعملاء وكانت توضع الكثير من العراقيل أمام المزارعين حتى لا يحصل بلدنا على الاكتفاء الذاتي وحتى يظل بلدنا مرتهناً للاستيراد وخصوصاً فيما يتعلق بقوته الضروري. وهذا هو واحد من أساليب الاستهداف للبلد وللأمة أن لا يتركوا هذه الأمة تنهض وبالذات فيما يمثل لها بنية تحتية حتى يستطيعوا خنق أي بلد يتمرد ويخرج عن طاعتهم واستعبادهم.
ما حصل في بلدنا من محاربة لكل ما يمثل نهضة للأمة وبالذات في المجال الزراعي حصل ويحصل مثله في مصر والسودان والسعودية وغيرها من البلدان العربية والاسلامية باستثناء من تحرر من هيمنة الاستعمار الأمريكي الإسرائيلي.
وبما أن بلدنا الحر الأبي قد تحرر من الوصاية والهيمنة الأمريكية وأصبح حراً أبياً وقد دفع وما زال يدفع ثمن حريته واستقلاله الآلاف من خيرة أبنائه ولم يعد هناك هيمنة للأمريكي أو أدواته على بلدنا فإن الجميع مسؤول أمام الله أن يتحرك بوعي وفاعلية وبالذات المؤسسات الحكومية وفي مقدمتها وزارة الزراعة وأن نعمل جميعاً لبناء هذا البلد والارتقاء به وخدمة أبنائه الذين يستحقون منا أن نكون خدماً لهم.
 المجال مفتوح والظروف مهيأة مطلوب منا فقط العودة الحقيقية إلى الله والاستقامة على الطريقة وتقديم الخطط الحكيمة وسينهض بلدنا بعون الله في كل المجالات ويحصل على الاكتفاء الذاتي من خيراته وثرواته الكثيرة والمتنوعة وبالذات وهو يحاصر اليوم ويهدد حتى في قوته الضروري من قبل قوى الشر والطغيان والنفاق والعمالة. علينا أن نتحرك بوعي وفاعلية وأن نحول التحديات إلى فرص كما تحدث عن ذلك السيد عبد الملك حفظه الله في أكثر من مناسبة وأن ننهض ببلدنا في كل المجالات. ولنا في الشعوب التي نهضت عبرة فلم ينهض شعب ويرتقي ويتحرر ويحصل على حريته واستقلاله إلا بعد أن مر بشدائد كالتي نمر بها الآن. وقد أوردت في هذا الكتيب من كلام الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي والسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ما أسأل الله أن يساهم في الدفع بالأحرار إلى التحرك الفاعل لبناء هذا البلد العظيم وبالذات في المجال الزراعي. والله ولي الهداية والتوفيق.