مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عندما نلحظ اليوم أصبحت إشكالية كبيرة في واقع المسلمين، في مختلف شعوبهم، إشكالية كبيرة وحقيقية: الانفلات في مواقع التواصل الاجتماعي، الانفلات في التعبير فيها، اللا مسؤولية، ولا مبالاة، وحالة الاستهتار بشكلٍ شنيعٍ جداً في التعاطي فيها، والتعبيرات فيها، وإطلاق الأحكام العامة، والتعبيرات والتعليقات السلبية تجاه مختلف الأشياء، بدون تبين، بدون مسؤولية، بدون وزن ما يعبَّر به بميزان العدل، والحق، والحكمة، والقول السديد، تضيع كل هذه الاعتبارات، وهذه قضية خطيرة على الإنسان، قد يكون حال الكثير أنهم يشعرون بالإعجاب، بالارتياح لما يفعلونه، لهذه الحالة من الانفلات والفوضى في تصرفاتهم، ولكنهم يحمِّلون أنفسهم ذنوباً كبيرة، وأوزاراً ثقيلة، سيدركون فيما بعد ذلك عواقبها السيئة، ونتائجها الوخيمة على أنفسهم.

 

 

 

أيضاً مما ينبغي الانتباه له في هذا السياق: فيما نقول، والالتفاتة إليه جيداً: هو مقايل القات في اليمن، مقايل القات في بلدنا، الناس في مقايل القات، ومع أجواء القات، ومع تأثير القات، يكثر كلامهم، خاصةً في بداية الأمر، وفي وسطه، أمَّا في آخره تكثر تفكيراتهم، والتطانين على حسب التعبير المحلي، يكثر ما يقولونه، ولكن بعضهم أيضاً يحركهم الهاجس حتى في آخر التخزينة، فيكثر كلامهم، ويتشعب حديثهم، ويتناولون قضايا كثيرة، من قضايا شخصية، من قضايا محلية، إلى قضايا عامة، وهكذا تجري الأحاديث، ويستمر الكلام في أكثر الأحوال بدون هذا الضابط، بدون هذا المعيار الإيماني الأخلاقي القيمي المبدئي: العدل، فيطلق المجال للألسنة لتقول أي شيء، لتعبِّر بأي تعبير، لتعلِّق بأي تعليق، شيء غريب جداً، كأنه لا مسؤولية، ولا عقاب، ولا حساب، ولا جنة، ولا نار، فوضى بشكل رهيب جداً، يتحدث الإنسان بدون أي مسؤولية، بدون أي انتباه، بدون أي تركيز على التدقيق فيما يقوله، وهذه قضية خطيرة جداً، قضية خطيرة جداً، وتكثر الفوضى في المجتمعات وهم يتحدثون، خاصةً في المجالس التي ليس فيها ذكر لله "سبحانه وتعالى"، مجالس الغفلة، مجالس الغيبة والنميمة، مجالس البهتان والزور، مجالس خطيرة جداً، مجالس جهنمية، مجالس جهنمية، يدخل الإنسان فيها ويخرج وقد أصبح له رصيد كبير من الإثم، والجرم، والوزر، نعوذ بالله ونستجير بالله، مسألة خطيرة جداً.

 

 

 

يفترض بنا أن نحرص على أن تكون مجالسنا مجالس هدي، مجالس عامرة بذكر الله "سبحانه وتعالى"، مجالس ننضبط فيها بضابط التقوى، نلتزم فيها فيما نقول بتقوى الله "سبحانه وتعالى"، وبالعدل، وبالقول السديد، نتحدث فيها بكل مسؤولية، بكل مصداقية، بكل التزامٍ بالتقوى، نركِّز على ما هو مفيد، على ما هو نافع في شؤون ديننا ودنيانا، مع الحذر التام من كل تلك السلبيات التي تحصل في المجالس، الحذر من:

 

 

 

الغيبة.

والنميمة.

والبهتان.

والظلم في القول.

والجور في القول.

والتعبيرات السيئة.

والتعبيرات الجارحة.

والتعبيرات المفسدة.

ونركز على أن نبدأ مجالسنا هذه بدايةً طيبةً، وأن نختمها ختاماً طيباً، بذكر الله، وبالاستغفار، حتى لا تكون بؤراً جهنمية، كلما دخل الإنسان فيها أغرق ذمته، وخرج منها وهو محملٌ بالذنوب، وبشكلٍ يومي، نستجير بالله، ونعوذ به، هذه مسألة مهمة جداً.

 

 

 

ثم يحصل أيضاً في هذا السياق أيضاً: يتعود البعض من الرفاق والأصحاب فيما بينهم أن يجتمعوا أيضاً في مجالسهم الخاصة، غير المجالس العامة، وقد يكون هذا أيضاً في الحالات التي فيها أيضاً توجهات سلبية، المجالس الخاصة، والاجتماعات الخاصة، والجلسات الخاصة، قد تأتي أحياناً في جوٍ سلبي، في جوٍ معقد، في جوٍ له اتجاهات مخالفة ومشاققة لما ينبغي أن يكون عليه المؤمنون:

 

 

 

في تعاونهم.

في تفاهمهم.

في نهوضهم بمسؤولياتهم.

في أدائهم لواجباتهم.

في تعاونهم على البر والتقوى.

فتأتي الجلسات الخاصة، والاجتماعات الخاصة، والمجالس الخاصة، في إطار جوٍ سلبيٍ للتناجي بالإثم والعدوان ومعصية الرسول، ولهذا كانت تحصل مثل هذه الظواهر السلبية، حتى في عصر النبي "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله"، في عصره "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله" كان بعض المعقدين يجتمعون لوحدهم اجتماعات خاصة، يتداولون فيها الحديث في اتجاهٍ سلبيٍ مشاقق للاتجاه العام، الذي عليه الرسول والمؤمنون، وخارج إطار الأولويات والمسؤوليات التي تتحرك فيها الأمة، في إطار جوٍ معقدٍ، تكون نتيجة تلك الاجتماعات الخاصة التناجي- كما قال الله "سبحانه وتعالى"- بالإثم، والعدوان، ومعصية الرسول، فيسود الجو كلام تخريبي، كلام سيء، تدابير منحرفة، مشاققة، خارجة عن الاتجاه الصحيح، بعيدة عن الأولويات الرئيسية، التي تفرضها المسؤولية والتقوى، وأتت صفحة كاملة عن هذا الموضوع في سورة المجادلة، ولكن لا يتسع المقام للحديث عنها بشكلٍ عام، نتحدث عن بعض ما ورد فيها، يقول الله "سبحانه وتعالى": {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}[المجادلة: الآية9]، هذا في سياق صفحة كاملة أتت للحديث عن هذه الظاهرة السلبية، والتي تحصل في كل زمان، في كل زمان يحصل شبيهٌ بذلك، يحصل حالة من العقد لدى البعض، اتجاهات سلبية مناوئة، مشاققة، لدى البعض، فتتجه اتجاهاً تخريبياً وسلبياً وسيئاً، بدلاً عن الاتجاه الصحيح، الذي يجب أن يكون عليه الجميع، ضمن الأولويات الرئيسية الجامعة، ذات الأهمية الكبيرة التي تفرضها المسؤولية.

 

 

 

في سياق الحديث أيضا عن المناجاة، عن الاجتماعات الخاصة، عن الجلسات الخاصة، وما يجري فيها من الحديث، يقول الله "سبحانه وتعالى" أيضاً في الآية المباركة من سورة النساء: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ}[النساء: من الآية114]، أكثر الجلسات الخاصة، والاجتماعات الخاصة للناس، وما يدور فيها من الكلام الخاص لا خير فيه، عادةً يكون الباعث عليه سلبيته، على ذلك الجو، في كثيرٍ من الأحيان، في كثيرٍ من الأحيان وليس في كلها.

 

 

 

ثم يأتي الاستثناء: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}[النساء: من الآية114]، في هذه الحالة تكون لهذه المناجاة، لهذا التناجي، لهذه الاجتماعات، لهذه الجلسات، قيمتها الإيجابية، عندما تكون في هذا السياق:

 

 

 

تجلس مع أحد، أو مع مجموعة وأنت تحاول أن تشجعهم للإنفاق، للصدقة، أو لما هو معروف، وليس بمنكر، ودائرة المعروف دائرة واسعة في شؤون الدين والدنيا.

 

أو بما فيه إصلاح بين الناس، ما يكون لهذا قيمته، وإيجابياته.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية، بتاريخ 29 رمضان 1442هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر