مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

قد يطمئن الكثير من الناس إلى خياراتهم، وقراراتهم، وتوجُّهاتهم، بالتَّنَصُّل عن هذه المسؤوليات المهمة في الإسلام، ويركنون ويفرحون بتخلفهم، {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا}[التوبة:81]، قد يركنون إلى مراحل معيَّنة كانوا فيها في شيءٍ من الدَّعَة والهدوء، وتصوروا أنهم بخياراتهم، وقراراتهم، وتوجهاتهم، جلبوا لأنفسهم الأمن والاستقرار، وأنهم وفَّروا لأنفسهم بذلك الحماية، من ثمن المواقف التي قد يدفعها من يتحرَّك في إطار المسؤولية، ويستجيب لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، ويتحرَّك في إطار الموقف الحق، لنصرة القضايا العادلة؛ فيعتبرون أنفسهم أنهم حكماء، يعتبروا أنفسهم أنهم حكماء، وأنهم اتَّخذوا الخيارات التي ضمنوا بها سلامتهم، مما يمكن أن يترتب على المواقف من تضحيات، مما يمكن أن يترتب على النهوض بالمسؤولية أيضاً من تضحيات معيَّنة.

ولكن المسألة هي- كما أكَّدها الله في القرآن الكريم فيما يتعلَّق بحال المتربصين- هي عبارة عن وقت، أو مرحلة معيَّنة، ثم تدور الدوائر عليهم، ويحصل لهم- في إطار تدبير الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"- ما هو أخطر، وأكبر، وأسوأ، وأقسى مما فرَّطوا في مسؤولياتهم من أجله.

ولـذلك حينما قال الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في القرآن الكريم: {فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}[التوبة:24]، قضية خطيرة، وعيد صريح، حينما قال: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[التوبة:39]، وعيدٌ صريح، وتأتي هذه العواقب التي توعد الله بها حتماً، حتماً، وإذا كان هناك نقصٌ في إيمان البعض بوعد الله ووعيده، فهذه حالة خطيرة عليهم، وهي- في واقع الحال- وراء كثيرٍ من المواقف، والتَّوجُّهات المختلفة والمخالفة لما وَجَّه الله إليه وأمر به، تأتي خيارات أخرى، قرارات أخرى، مواقف أخرى مخزية للأُمَّة مهينة.

ثم بالنظرة الموضوعية، يعني: عندما ننظر في إطار توجيهات الله وتدبيره، ووعده ووعيده، المسألة واضحة تماماً، ثم بالنظرة إلى الواقع؛ لأن هدى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" هو هدىً من الله الذي يعلم السِّرَّ في السماوات والأرض، وهو عالم الغيب والشهادة، هو المُدَبِّر لشؤون الناس في حياتهم، هو الذي رسم سنن هذه الحياة، وما يترتب على الأسباب من نتائج، عندما ندرس المسألة بموضوعية، ندرك- فعلاً- أن الخيارات في التخاذل تجاه ما يحدث، في مواجهة العدو الإسرائيلي، بكل ما قد تجلَّى من حاله، مما هو عليه من حقد، وعدوانية، وسوء، وإجرام فظيع للغاية، وسوء بكل أشكال السوء، لا يحترم شيئاً أبداً، لا قيم إنسانية ولا أخلاقية، ولا يحترم الدين والشرع، ولا يحترم القوانين، ولا يحترم الأعراف... ولا يحترم أي شيء، وينتهك كل الحرمات، نظرته إلى الناس كيف هي، وفي المقدِّمة للمسلمين؟ كيف ينظر إليهم في ثقافته، في فكره، في معتقداته؟ وكيف ينطلق على أساس ذلك في المواقف، في الأعمال، في التصرفات؟ كيف يترجم عملياً المعتقدات الباطلة السيئة، ثم تتجلَّى في واقع الحال في ممارساته العملية وتصرفاته العملية، أنه يُشَكِّل خطورة فعلية في مخططه الواضح ضد هذه الأُمَّة، يُشَكِّل خطورةً فعلية وواضحة.

 

 

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين وحول آخر التطورات والمستجدات

الخميس 3 ذو القعدة 1446هـ 1 مايو 2025م

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر